الخميس، 30 أبريل 2020

27 - شرح تجلي الإنظار المراتب للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

27 - شرح تجلي الإنظار المراتب للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

27 - شرح تجلي الإنظار المراتب للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
27 متن نص تجلي الإنتظار :
المحقق إذا صرف وجهه نحو الكون لما يراه الحق من الحكمة في ذلك .
فيحكم بأمر لم يصل أوانه لا على الكشف له لكن يشاهد القلب ودليل صدق الخاطر وميز الحركة .
فأولى به انتظار ما حكم به حتى يقع فغنه إن غفل عن هذا الانتظار ربما زهق من حيث لا يشعر .
فإنه في موطن التلبيس فليحذر المحقق من هذا المقام ولا معيار له إلا الإنتظار .

27 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل:
«قال الشيخ في أثناء شرحه لهذا التجلي : 
إن جملة الأمر فيه هو تحققك بالحق في الخلق ورؤيتك له سبحانه في خلقه ، إذ كان هو المحرك لهم والمسكن.
والدليل على صدق صاحب هذا المقام أنه لا ينتصر لنفسه أصلا ، فإن انتصر فقد ناقض أصله . والسلام».

27 - شرح تجلي الانتظار
230 - مقتضى هذا التجلي الإشراف النفسي ووقوعه للمحقق بعد رجوعه من شهود محض الجمع إلى الكون.
وفيه يفهم تفاوت الاستعدادات ، في الإشراف النفسي، بعدا وقربة فمن أشرف في البعد الأبعد، فهو أنتم وأوسع استعدادا من أشرف في القرب كمن أشرف على أحوال فطرته عند ميثاق الذر.
وريما أن يقتضي حال المحقق في إشرافه، وقوع الحكم منه على أمر ما قبل تكوينه خلف حجاب الغيب ؛ أو حالة تدرجه في مسافة تنزله ، على تفاوت طولها وقصرها ويكون باعث المحقق على الحكم عليه .
إما شاهد القلب ، أو دليل الخاطر الصدق ، أو تعلق شعوره بتميز حركة المحكوم عليه من الغيب وانفصاله منه للظهور، أو مبشرة صادقة ، أو وجه من وجوه الانتقالات النفسية دون الكشفية .
فشرط إصابته في الحكم عليه على الصحة، بإثبات أو نفي، دوام انتظاره وقوع المحكوم عليه طبق ما حكم به عليه في الخارج.
فإن مقتضی حال المحقق اعتداله روحا ونفسا ومزاجة .
ومقتضی حال اعتداله أن لا يطرأ له إلا خاطر صدق.
ومعیار صحته أن لا ينقطع منه انتظار الوقوع.
فإن ذهل عن ذلك وانقطع الانتظار دل على وجود نزعة التلبيس فيه.
فإن النزعات الشيطانية لا صحة لها، ولا ثبات مع جولتها في الجملة .
وربما أن يجد ذائق في نفسه على قدر إشرافه في هذا المقام وعلى مقتضى هذا التجلي ميلا مجهولا ، مدة طويلة ؛ ولا يعرفه إلى من ، ويحكم فيه على نفسه بمقتضيات الغرام المفرط ، لصورة مخيلة له إلى الذي يجد له ذلك الغرام، في عالم الحس .
فيحكم عليه ، عن وجدان صحيح أنه محبوبه ومن هنا أنشد، قدس سره ، عن وجدانه الصحيح وذوقه.
فقال :
علقت بمن أهواه عشرين حجة       ….. ولم أدر من أهوى ولم أعرف الصبر
ولا نظرت عيني إلى حسن وجهها     …. ولا سمعت أذناي قط لها ذكرا
إلى أن تراءى البرق من جانب الحمى …..      فنعمني يوما وعذبني دهرا

231 -  قال قدس سره : (المحقق إذا صرف وجهه نحو الكون لما يراه الحق من الحكمة) والمصلحة المثمرة وفاء حقوق الاستعدادات وإقامة صورة النظام لتعديل أحوال الكائنات .
(في ذلك إشارة إلى صرف وجهه ، فيحكم بأمر) مشعور به ، (لم يصل أوانه) القاضي بوجود المحكوم عليه في عالم الحس .
(لا على الكشف له) فإن الكشف يعطي يقينا يتضح فيه أن الأمر في غير أوانه لا يتأثر من الحكم عليه بوقوعه ، فلا يحكم.
(لكن) لا يحكم المحقق عليه ، إذا حكم، إلا (بشاهد القلب ودليل صدق الخاطر) وهو خاطر حقاني ، لا يزول بالدفع ولا يرتفع بالنفي .
(وميز الحركة) أي بتميز حركة المحكوم عليه وانفصاله من محل کمونه عند الحاكم عليه ، بوجه مشعور به (فالأولى به) أي بالمحقق الحاكم، (انتظار ما حكم به حتى يقع) في عالم الحس ؛ (فإنه إن غفل عن هذا الانتظار، ربما زهق) أي بسبب ما ذهب منه ومضى في عدم انتظاره.
(من حيث لا يشعر فإنه في موطن التلبيس) والخاطر الباعث بالحكم، حينئذ، مشوب بالنفثات الشيطانية التي تطرأ فيزول فلا يدوم معه الانتظار .
ولا يستلزم الانتظار وقوع الأمر في الخارج؛ فإن الخاطر الذي يصحبه الانتظار يرتفع بتوجه النفي إليه وينتفي.

232 -  (فليحذر المحقق من هذا المقام) القاضي بوقوع التلبيس ، القادح في تحقيق الفوز بمعرفة أسرار التحقيق .
(ولا معيار له إلا) في تصحيح حال الحكم قبل أوانه ، (الانتظار) ألا ترى أن المحقق المتصرف في مقام يقتضي الفعل بالهمة ، إذا أراد شيئا وقع، تتعلق همته بوقوعه ؛ ولكن لا يستمر بقاء الواقع بالهمة إلا باستمرار تعلقها بذلك.
فالفعل بالهمة، يتطرق عليه الذهول فيزول بخلاف الفعل بالمشيئة ، فإن الذهول لا يتطرق عليه أبدا، فلا يزول مالم يرد بالمشيئة زواله . فافهم.

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: