الخميس، 30 أبريل 2020

37 - شرح تجلي معارج الأرواح المراتب للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

37 - شرح تجلي معارج الأرواح المراتب للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

37 - شرح تجلي معارج الأرواح المراتب للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

 
كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
37. متن نص تجلي معارج الأرواح :
للأرواح الإنسانية إذا صفت وزكت معارج في العالم العلوي المفارق وغير المفارق فينظر مناظر الروحانيات المفارقة فترى مواقع نظرهم في أرواح الفلاك ودورانها بها فينزا مع حكم الأدوار وترسل طرفها في رقائق التنزيلات حتى ترى مساقط نجومها في قلوب العباد فتعرف ما تحويه صدورهم وما تنطوي عليه ضمائرهم وما تدل عليه حركاتهم فطرق علم الغيب كثيرة .

37 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل :
«ومن تجلي معارج الأرواح، وهي الأرواح الإنسانية إذا صفت وزکت لها معارج في العالم العلوي المفارق وغير المفارق.. فطرق علم الغيب كثيرة».
فسمعته يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما معناه : «إن المفارق من الأرواح كل روح دبرت جسدا ثم فارقته .
وعين المفارق هم الملائكة عليهم السلام. ويتفرع من الملائكة قسم آخر متوسط ، له نسبة إلى المفارقة ونسبة إلى غير المفارقة .
وهو كل ملك تجلى في صورة برزخية ، كجبريل عليه السلام في الصورة الدحيية وغيره، فهو بالنظر إلى هذه الصورة الدحيية مفارق، وبالنظر إلى هيكله النوري غير مفارق .
وأما الملايكة المهيمون عليهم السلام فلم يفارقوا ، فالملائكة التي يمكن نزولها إلينا على المعارج تنصبغ بالأمر الذي تنزل به، فبمجرد رؤيتها يعلم ما عندها ، فإذا نزلت فليصحبها المكاشف بنظره إلى أن تنتهي إلى شخص بعينه، فيعرف المكاشف ما أعطاه ذلك الروح فهذا من بعض وجوه علم الغيب ، إذ للغيب طرق . وساقط نجومها هي العلوم التي تنزل بها ؛ والمحل الذي يأخذ عنها العلم هو الذي سقط إليه النجم .
وكذلك يشهد الأرواح المدبرة الأفلاك وتأثيرها فيها ، ثم يدرك ما ينبعث عنه ذلك التأثير ، فينبعث من الأفلاك رقائق تنزل إلى العالم فيتبعها نظره فيعلم. وهذا ضرب آخر من الغيب".

37 -  شرح تجلي معارج الأرواح

260 - (للأرواح الإنسانية إذا صفت) عن خلطات الطبيعة (وزکت) عن كل ما يعوقها عن الوصول إلى محتدها (معارج في العالم العلوي المفارق) يعني الأرواح التي فارقت أشباحها، المقامة بتدبيرها بعد تعلقها بها ؛ (وغير المفارق) کالأرواح الملكية الغير المفارقة من أشباحها النورية .
(فتنظر) بعد صفائها وتقدسها ، (مناظر الروحانيات المفارقة) عن اشباحها، (فتری مواقع نظرهم في أرواح الأفلاك ودورانها بها ) يشير إلى الأرواح الكاملة الإنسانية المفارقة من أشباحها العنصرية إما بحكم الانسلاخ أو بحكم الموت الطبيعي.
فإن كلا منها بعد مفارقته إنما يسرح في برزخية فلك من الأفلاك على مقتضی غلبة حكم المناسبة ، فتعين روحانيته المدبرة له على دفع الإفراط والتفريط ، الناشئ من الطبيعة العنصرية المختصة بجرمه الدخاني المفضي ذلك إلى غلبة حکم فساده على كونه . ومن هذا الباب ، إعانة الأقطاب والأوتاد ومن دونهم من الأعداد بتدبيرهم الروحاني جميع العوالم .
إذ مذهب التحقيق أن الأرواح الكاملة الإنسانية بما لها من حضرة الجمع والوجود ، من السعة والاقتدار والقوة، لا تلج في عالم إلا وقد تظهر فيه القوة والنماء والعدالة والعمارة .
وتتأید روحانيته ، في تدبيرها وأفعالها بسريان تلك الأرواح الكاملة فيها؛ حتى يقوم سلطانها في الفعل والتأثير وإلقاء حوادث الأقدار والتدبير على أتم الوجوه وأكملها.
ويحصل للأرواح الكاملة أيضا من مقارنة روحانية ذلك العالم، النفوذ التام في أقطاره وآفاقه وأعماقه ؛ والعثور على ما استجن من الأسرار الإلهية والكونية فيها، وعلى ما توجه أيضا من الأحكام الوجودية والأقسام الجودية إليها .

ولذلك قال :
261 -  (فتنزل) أي الأرواح العافية المقدسة الزاكية الناظرة إلى مناظر الروحانيات المفارقة ومواقع نظرها في أرواح الأفلاك ؛ (مع حكم الأدوار) الفلكية ، (وترسل طرفها في رقائق التنزيلات) الإلهية ، المختصة بتلك الأدوار وأحكامها ؛ (حتى ترى مساقط نجومها) أي محالا تسقط إليها ما حملته تلك الرقائق من الأسرار الإلهية والكونية والعلوم اليقينية الناصعة من الشبهات (في قلوب العباد، فتعرف) الأرواح إذن ، (ما تحويه صدورهم وما تنطوي عليه ضمائرهم وما تدل عليه حركاتهم) وسکناتهم ، عرفا تفصيليا ، بحيث لا تشتبه عليها رقيقة برقيقة ، ولا حكم بحكم (فطرق علم الغيب كثيرة) .

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: