الأربعاء، 29 أبريل 2020

11 - شرح تجلي المجادلة للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

11 - شرح تجلي المجادلة للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

11 - شرح تجلي المجادلة للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
11. متن تجلي المجادلة :
إذا كان لك تجلي من اسم ما وقع الكشف وما حصل القدم في بساط ذلك التجلي ثم قيل لك ارجع فلا ترجع .
وقل إن كان رجوعي إليه فليس يخلو عنه مقام فلماذا يقال لي ارجع عن هذه الحضرة أيضاً طريق فدعني أمشي عليها وإن كنت أرع إلى غيره فأنا لم أحكم هذا الموقف ولا عرفت هذا التجلي من حكم الذات فأدخلني في بساطه حتى أرى ما لديه وحينئذٍ تنتقل وتحفظ من الرجوع فإن قيل لك إنما تجني في هذه التجليات ثمرات أعمالك ومنت في عمل يقتضي هذا فقل صحيح ذلك فأين العفو والغفار والرحيم والمِحسان وأين القائل أنا عند ظن عبدي بي وما ظننت إلا خيراً فإنه ينتفع بهذا .

11 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل:
 "قال إمامنا رضي الله عنه، في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه :
هو تجل يحاور العبد فيه ربه عند أمره له ونهيه، وذلك أن الأوامر الإلهية لها طريقان : طريق حکمه حکم النص ،
و طریقه الامتثال الجازم؛
و طریق حکمه حکم التشابه،
ویسمی خطاب الابتلاء، یبتلی الله تعالى به عبده ليرى من العبد ثباته من تزلزله ويقينه من شکه ، فيزداد شكرا لله تعالى.
فمن جعل الأمر على قاعدة واحدة فقد غلط ، وفاته معرفة الأمر على ما هو عليه .
فخطاب النصوص موطنها المعاني المجردة؛ وخطاب الابتلاء موطنها المواد، إذ المواد تحتاج إلى حاكم آخر وراءها يميزها، لكونها مركبة ، والمركبات عالم الاشتراك ، تقبل الشيء وضده .
والمطلوب من الشخص تعيين المعنى المقصود من غير المقصود . وهذا صعب جدا يحتاج إلى قوة أخرى .
فمن شأن العبد إذا أقيم في هذا التجلي ، ثم أمر بالرجوع قبل التحقق بروح هذا المقام، لكونه ما أتقن العمل الذي يقتضي له النفوذ، إذ لا يرجع إلا لعلة طرأت في عمله اقتضت الرجوع ، هذا لا بد منه لكون المنع ممنوعا في حق الحق ، أن يثبت عند أمره بالرد.
 ويقول : إن كان رجوعي إلى الحق فهو معي في كل حضرة ومرتبة ، فلماذا أرجع وهو معي في هذه الحضرة ؟
ولم أحكم على هذا الموقف ولا عرفت هذا التجلي من حكم الذات ، فأدخلني في بساطه لأعرف حكمه وحينئذ انتقل.
 فإن قيل : إنما هذه ثمرات أعمالك.
فقل: وأين الاسم العفو والغفار والمحسان ؟
فإنه وإن كان طريق هذا المقام من الترتيب الكوني العملي فإن طريقه الأكبر والأظهر فضل الله تعالى ومنته.
فأنا أطلبه بلسان الافتقار لا بعملي فإذا وفق السالك لهذا فقد يؤخذ بيده . والله ولي التوفيق"..

11 – شرح تجلي المجادلة

179 - (إذا كان لك تجلي من اسم ما) من الأسماء الإلهية (ووقع الكشف) على
مقتضی حیطته، (و ما حصل القدم) الثابت، القاضی بالتمکن والتصرف (فی بساط ذلك التجلي) حتى يستوفي خواصه وأسراره وأحكامه استيعابا تاما .
 (ثم قيل لك) قبل تثبتك فيه واستيعابك ما لديه، (ارجع) من بساطه، الذي أنت فيه على حال تستوفي مالك منه، وتوفي ما له منك ؛ (فلا ترجع) أي ثبت حضورك وشهودك عليه.
 ولا تعط قياد قلبك الذي هو محل المشاهدة للإذعان، ولا تدعه ينقلب عنه إلى غيره من التجليات الطارئة عليه، ولو كانت أشرف.

محتدا وأوسع حيطة وأجدى نتيجة (وقل) بلسان حالك واستعدادك ومرتبتك ومقالك ، جمعا أو فرادى ، (إن كان رجوعي) من هذا التجلي وعطياته ، (إليه) أي إلى المتجلي ، الذي هوينبوع الكمالات والتجليات ، (فليس يخلو عنه مقام) ولا حال ولا تجل ، ( فلماذا يقال لي ارجع ؟).
وفي الحقيقة ، (هذه الحضرة) التي أنت فيها (أيضا طريق إليه) وأنا فيها على الطريق المنتهي إلى غاية إليها المنتهى ؛ (فدعني أمشي عليها ) فإنها توصلني إلى ما إليه المنتهی حقا؛ (وإن كنت أرجع إلى غيره) من التجليات المنتهية بي إليه ، (فأنا) بحكم التثبت القاضي بحصول الملكة والاقتدار، (لم أحكم هذا الموقف) الذي من شأنه أن يعطي الوقوف فيه على مطلع إحاطته والإشراف على أطرافه والعثور على تفصيل أحكامه وأسراره؛ (ولا عرفت) أيضا ، (هذا التجلي من) حيثية (حكم الذات) الذي هو فيه حينئذ غاية مطلبي .

 (فأدخلني) بالعناية الممنون بها علي (في بساطة) القاضي بشهود المتجلي فيه من غير واسطة ، (حتى أرى) وأحقق علما شهودیا وكشفا إتقانيا، لا يحتمل الريب ، (ما لديه) الضمير للتجلي ، مما يخص بإحاطته حقا وحقائق جمعا وفرادى .
(وحينئذ تنتقل) أي تقيم قلبك في محل انقلابه إلى غيره من التجليات (وتحفظ من الرجوع) قبل نفوذك في المقام.

180 - (فإن قيل لك) ببعض السنة الفهوانية :
 ارجع، فإنك (إنما تجني في هذه التجليات نمرات أعمالك) القاضية بقصور استعدادك عن الاستيعاب والملكة ، (و کنت) قبل دخولك في هذا المقام، (في عمل) مشوب بما يخل به من الأوضار الإمكانية ، وهو الآن (يقتضي هذا) الرجوع وعدم نفوذك في المقام ؛ (فقل:صحيح ذلك) ولولا أن رأيت برهان ربي في كل آن لاستمر علي  سوء الحال ؛ وكنت ذاهلا عن استدعاء ما يكشفه عني من الآيات الهادية الإلهية .

(ولكن أين العفو والغفار والرحيم والمحسان؟) وتجلياتها القاضية بإصلاح ما فسد ومحو ما نقص بطرق ما نشأ من الخلطات الخلقية الإمكانية علي ؟
وأين قيامها بوقاية الوجود الظاهر في المظاهر عنها ؟
 (وأين القايل) أيضا (أنا عند ظن عبدي بي ؟ وما ظننت إلا خيرا. فإنك تنتفع بهذا) الجدال ؛ فإن القلب إذا انحصر على شيء ولزمه ظفر بغايته القاضية بانتقاله إلى شيء أعلى منه.
فافهم المقصود ولا تكن من ذوي الجحود.
 .
التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: