الأحد، 30 يونيو 2019

الفقرة الثامنة عشر الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثامنة عشر الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثامنة عشر الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي


موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثامنة عشر : الجزء الثاني
كتاب مجمع البحرين في شرح الفصين الشيخ ناصر بن الحسن السبتي الكيلاني 940هـ:
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فيرى اللبنتين اللتين‏ تنقص الحائط عنهما وتكمل بهما، لبنة ذهب ولبنة فضة.    فلا بد أن يرى نفسه تنطبع في موضع تينك اللبنتين، فيكون خاتم الأولياء تينك اللبنتين. فيكمل الحائط.
والسبب الموجِب لكونه رآها لبنتين أنه تابع لشرع خاتم الرسل في الظاهر وهو موضع اللبنة الفضة،وهو ظاهره وما يتبعه فيه من الأحكام.)
قال المصنف رضي الله عنه : ( فيرى اللبنتين ينقص الحائط عنهما و يكمل بهما، لبنة ذهب و لبنة فضة فلا بد أن يرى نفسه تنطبع في موضع تينك اللبنتين، فيكون خاتم الأولياء تينك اللبنتين فيكمل الحائط).

قال الشارح رحمة الله :
قال رضي الله عنه (و لكن يرى في الحائط موضع لبنتين، و اللبن من ذهب )، و هو الصورة الولاية المحمّدية الختمية، و اللبن من فضة، و هي صورة شريعية التي أخذها من مشكاة خاتم الرسل، صلوات الله عليه و عليهم أجمعين.
فيرى الصورتين :  أي صورة الولاية و الشريعة .
(على صورة اللبنتين اللتين ينقص الحائط عنهما ): أي  الحائط الجامع للظاهر و الباطن، و إن شئت قلت: الجامع بين النبوة و الولاية لأن الحائط لا بدّ له من ظهر و بطن، فالنبوةظاهرة و الولاية باطنة.
(و يكمل بهما: أي لبنة فضة و لبنة ذهب ذلك الحائط الناقص )، فلا بدّ أن يرى: أي خاتم الولاية المحمّدية نفسه تنطبع في موضع تلك اللبنتين، كما رأى خاتم النبوة صلى الله عليه و سلم من المناسبة التي بين الختمين، و هي ظهور الشعرة التي منه صلى الله عليه و سلم فيه رضي الله عنه، و صورة رجوع تلك الشعرة إلى أصلها، (فيكمل الحائط) به ظاهرا و باطنا، يضع اللبنة الفضة على ظاهر الحائط، و يضع الأخرى على باطنه لأنه حكيم يضع كل  شيء في محله .

ذكر رضي الله عنه في الفتوحات المكية في الباب الخامس و الستين :
لقد رأيت رؤيا لنفسي، و أخذتها بشرى من الله، فإنها مطابقة لحديث نبويّ عن رسول الله صلى الله عليه و سلم حين ضرب لنا مثله في الأنبياء عليهم السلام، فقال صلى الله عليه و سلم : " مثلي في الأنبياء كمثل رجل يبني حائط فأكمله إلا لبنة واحدة، فكنت أنا تلك اللبنة، فلا رسول بعدي و لا نبي "

فشبه النبوة بالحائط، و هو تشبيه في غاية الحسن، فإن مسمّى الحائط المشار إليه لم يصح ظهوره إلا باللبنة، فكان صلى الله عليه و سلم خاتم النبيين، فكنت بمكة سنة تسع و تسعين و خمسمائة أرى فيما يرى النائم: الكعبة مبنية بلبنة ذهب و فضة، لبنة ذهب، و لبنة فضة، و قد كملت بالبناء و ما بقي فيها  شيء، و أنا أنظر إليها و إلى حسنها.
فالتفتّ إلى الوجه الذي هو الركن اليماني و الشامي، و هو إلى الشامي أقرب، موضع لبنتين لبنة فضة و لبنة ذهب، ينقص في الحائط في الصفين، في الصف الأعلى ينقص لبنة ذهب، و في الصف الذي يليه ينقص لبنة فضة، فرأيت نفسي قد انطبقت في موضع تلك اللبنتين، فكنت أنا عين تلك اللبنتين، و كل حائط لم يبق في الكعبة شي ء ينقص، و أنا عين تلك اللبنتين لا أشك في ذلك، و أنهما عين ذاتي، و استيقظت.
فشكرت الله تعالى، و قلت متأولا إليّ في الاتباع في صنعي كرسول الله صلى اللّه عليه و سلم في الأنبياء عليهم السلام.

وعسى أن أكون ممن ختم الله الولاية بي، وما ذلك على الله بعزيز، وذكرت حديث النبي صلى الله عليه و سلم في ضربه المثل بالحائط، و إنه كان تلك اللبنة، فقصصت رؤياي على بعض علماء هذا الشأن بمكة، فأخبرني في تأويلها بما  وقع لي، و ما سميت له الرائي من هو، فالله أسأل أن يتمها عليّ بكرمه، فإن الاختصاص الإلهي لا يقبل التحجر و لا الموازبة و لا العمل، و إن ذلك من فضل الله يختص برحمته من يشاء، و الله ذو الفضل العظيم .
فإذا عرفت تاريخ هذه الرؤيا المكية و هو سنة تسع و تسعين و خمسمائة .عرفت ما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في فصوص الحكم في سنة سبع وعشرين وستمائة بمحروسة دمشق.
أنه كان منه صلى الله عليه و سلم بشارة و إعلام أن الذي رأى بمكة هو عين البشارة و تصديق لتعبيره رضي الله عنه إياها، يعني قد صدقت في رؤياك كما رأى مثله خاتم النبوة و تعبيره إياها تعبيره إياها .
و هذا مصداق قوله صلى الله عليه و سلم: " أليس لكم في أسوة حسنة؟" لحديث  رواه قتادة رضي الله عنه .

قال الشيخ المصنف رضي الله عنه :  (و السبب الموجب لكونه رآها لبنتين أنه تابع لشرع خاتم الرسل في الظاهر، و هو موضع اللبنة الفضية و هو ظاهره و ما يتبعه فيه من الأحكام،)

قال الشارح رضي الله عنه :
( و أمّا السبب الموجب لكونه رآها لبنتين، أنه تابع لشرع خاتم الرسل في الظاهر )، و هو: أي اتباع الشرع (موضع اللبنة الفضة، و هو ظاهره ): أي ظاهر الخاتم.
(و هو ما يتبعه فيه من الأحكام ): أي صورة متابعته، و صورة ما يتبعه من الأحكام.
.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: