الأحد، 30 يونيو 2019

الفقرة التاسعة الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة التاسعة الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة التاسعة الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي


موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة التاسعة : الجزء الثاني
كتاب مجمع البحرين في شرح الفصين الشيخ ناصر بن الحسن السبتي الكيلاني 940هـ:
قال رضي الله عنه :  (إِلا أنه من جهة العبد عناية من اللَّه سبقت له هي من جملة أحوال عينه يعرفها صاحب هذا الكشف إِذا أطْلَعَه اللَّه على ذلك، أي أحوال عينه، فإِنه ليس في وسع المخلوق‏ إِذا أطْلَعَه اللَّه على أحوال عينه الثابتة التي تقع صورة الوجود عليها أن يطَّلع في هذه الحال على اطلاع الحق على هذه الأعيان الثابتة في حال عدمها لأنها نِسَب ذاتية لا صورة لها.
فبهذا القدْر نقول إِن العناية الإلهية سبقت لهذا العبد بهذه‏ المساواة في إِفادة العلم.  )
قال الشيخ المصنف رضي الله عنه :  (هو العين المعلومة . إلا أنه من جهة العبد عناية من الله سبقت له هي من جملة أحوال عينه الثابتة يعرفها صاحب هذا الكشف إذا أطلعه الله على ذلك .
فإنه ليس في وسع المخلوق إذا أطلعه الله على أحوال عينه الثابتة التي تقع صورة الوجود عليها أن يطلع في هذه الحال على إطلاع الحق على هذه الأعيان الثابتة في حال عدمها لأنها نسب ذاتية لا صورة لها . فبهذا القدر نقول: إن العناية الإلهية سبقت لهذا العبد بهذه المساواة في إفادة العلم .)

قال الشارح رحمة الله :
( إلا أنه من جهة العبد ): أي ذلك الأخذ من جهة العبد يسمّي عناية من الله سبقت له الحسنى من الفيض الأقدس، فلما قال رضي الله عنه: إن أخذ العبد من عينه كأخذ الله من عينه و أنّ الآخذين من المعدن الواحد و هم المساواة، فاعتذر بأن أخذ العبد بالعناية، وهي أنّ تلك العناية أيضا.
( من جملة أحوال عينه يعرفها صاحب هذا الكشف ): أي الذي كشف له عن عينه الثابتة رأى العناية ذاتية له بلا جعل الجاعل .
( إذا أطلعه الله تعالى على ذلك ): أي على أحوال عينه أنه يشاهد أنّ العناية ذاتية له من جملة أحوال عينه، و أمّا إطلاعه و علمه ما في علم الله فيه من حيث أنها شئون ذاتية لا من حيث أنها أعيان لا يكون إلا بالعناية كقوله تعالى: "و لا يحِيطون بشيْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إلّا  بما شاء" [ البقرة: 255] .
و تلك المشيئة عين العناية التي سبقت، (فإنه ليس في وسع المخلوق إذا أطلعه الله على أحوال عينه الثابتة ): أي من حيث أنه عين ثابتة لا من حيث أنه حق و إنما قلنا ذلك لأن الأعيان لها اعتباران .
اعتبار كونه عينا من الأعيان الممكنة و حقيقة من حقائقها.
و اعتبار آخر من حيث أنها صور علمية بلا شئون ذاتية، و هي بهذا الاعتبار عين الذات لا صورة لها في الوجود و لا في العلم بخلاف الأول، فإنها صورة علمية و لها في الخارج صور خارجية يتعين بها في الخارج إذا ظهرت في الخارج .

( و هي التي تقع صورة الوجود عليها) و ذلك لا يكون إلا من حيث أنها أعيان ثابتة لا من حيث أنها شئون ذاتية للحق سبحانه .
فإنها عين الذات فليس في وسع العبد (أن يطلع في هذا الحال ): أي حال كونه مطلعا على عينه و مقيدا بهذا الاطلاع الجزئي أن يطلع كليا على اطلاع الحق على هذه الأعيان الثابتة في حال عدمها لأنها: أي لأنّ الأعيان الثابتة في حال عدمها .

( نسب ذاتية) مجردة عن الأسماء و الصفات لا صورة لها، يدرك غير الذات و لا تميز و لا فرق بينها و بين الذات بل هي نسب و خصوصيات لحضرة الذات تسمى باصطلاحهم شئون ذاتية، و هي عين ذاتها فإذا اطلع العبد المعتني به على الأعيان الذاتية من حيث أنها شئون، فيرى شئونا ذاتية لا صورة لها في ذاتها، بل يرى أنها عين الذات .

( فبهذا القدر ): أي بقدر هذا الاطلاع على الذات و ما فيها (نقول: العناية الإلهية سبقت في الأزل) لهذا العبد الفرد  كاشف عينه الثابتة و أخذ العلم بنفسه في نفسه بهذه المساواة في إفادة العلم أنه يفيد من حيث أفاد الحق سبحانه و يفيض من عين ما أفاضه تقدّس و تعالى .
و إنما قلنا سبقت له بسبب هذه المساواة التي هي الأخذ من المعدن الواحد في الإفادة و هي العلم بما في علم الله فيه، و هي العناية المختصة بالفرد لأنه فوق مقام عينه بل هو في إطلاق الذات و لا عين له في الأعيان كالحق تعالى .
و من هذا المقام و المشهد من يشهد الحكم و يراها قبل أن يكون الحق فيها، و هو الذي يشاهدها في حال عدمها كما يشهدها الحق، و هو أعلى المدارك و أسناها و أشرفها .

قال الشيخ رضي الله عنه الصديق الأكبر رضي الله عنه أشار في قوله:
ما رأيت شيئا إلا  رأيت الله قبله إلى هذا التجلي: أي التجلي في لا  شيء و ما فيه أحد فيما وصل إلينا على هذا الوجه، و ما يتكون منه في قلب المعتكف على شهوده إلا أبو بكر الصديق رضي الله عنه .

ذكر الشيخ رضي الله عنه في الباب السادس و التسعين و ثلاثمائة من الفتوحات:
وذلك لأنّ  الإدراك بهذا النمط للممكن ممكن .
وهو إدراك في حال عدمها فإذا جاء الأمر الإلهي بالتكوين لم يجد إلا وجود الحق فظهر فيه لنفسه، فرأى الحق قبل رؤية نفسه فلما ألبسه وجوده تعالى رأى نفسه عند ذلك.
فقال: ما رأيت شيئا إلا رأيت الله قبله: أي قبل أن يتكون فيه فيقبل الحق صورة ذلك الشيء وهذا من مقام التجلي لأنه رأى الحق قبل الكون فيرى صدور ذلك منه تعالى و تقدّس .
(و من هنا يقول الله): أي من أنه يعلم أنّ الحق لا يعطيه إلا ما أعطته عينه من العلم به فإن الأعيان عالمه مفيدة معطية والأسماء مستفيدة، فالله تعالى العالم أزلا و أبدا لأنه تعالى عين الكل.
.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: