الأحد، 30 يونيو 2019

الفقرة الثاني عشر الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثاني عشر الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثاني عشر الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي


موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثاني عشر : الجزء الثاني
كتاب مجمع البحرين في شرح الفصين الشيخ ناصر بن الحسن السبتي الكيلاني 940هـ:
قال رضي الله عنه :  (كالمرآة في الشاهد إِذا رأيت الصورة فيها لا تراها مع علمك أنك ما رأيت الصُّوَرَ أو صورتك إِلا فيها. فأبرز اللَّه ذلك مثالًا نصبه لتجليه الذاتي‏ ليعلم المتجلَّى له أنه ما رآه.  وما ثَمَّ مثال أقرب و لا أشبَه بالرؤية و التجلي من هذا. وأجهد في نفسك عند ما ترى الصورة في المرآة أن ترى جرْم المرآة لا تراه أبداً البتة حتى إِن بعض من أدرك مثل هذا في صور المرايا ذهب إِلى أن الصورة المرئية بين بصر الرائي وبين المرآة. )
قال الشيخ المصنف رضي الله عنه : ( كالمرآة في الشاهد إذا رأيت الصور فيها لا تراها مع علمك أنك ما رأيت الصور أو صورتك إلا فيها . فأبرز الله ذلك مثالا نصبه لتجليه الذاتي ليعلم المتجلي له أنه ما رآه .   و ما ثمة مثال أقرب و لا أشبه بالرؤية و التجلي من هذا . و اجهد في نفسك عند ما ترى الصورة في المرآة أن ترى جرم المرآة لا تراه أبدا البتة حتى أن بعض من أدرك مثل هذا في صور المريا ذهب إلى أن الصورة المرئية بين بصر الرائي و بين المرآة .  )
قال الشارح رحمة الله :
( كالمرآة في الشاهد) أراد رضي الله عنه لتوضيح الأمر أن يقيس الغائب على الشاهد، و ضرب مثل (إذا رأيت الصور فيها لا تراها ): أي لا ترى نفس المرآة و جرمها و عينها: أي حين نظرك صورته لم تر صورة المرآة، كما قيل لا يصدر من الواحد إلا الواحد .
أما ترى جرم المرآة ما ترى نفسك و صورتك فيها مع علمك أنك مهما رأيت الصور أو صورتك إلا فيها مثله كمثل الضوء أنه يرى به كل شيء، و هو لا يرى بل ولا يمكننا أن نشير إليه .
فهو تعالى غائب حاضر منظور ناظر، باطن ظاهر، إنّ هذا لشي ء عجاب و لله المثل الأعلى، و هو العزيز الذي لا يرى من حيث هويته الحكيم، حتى يقال: إنه يرى من حيث ذاته .
( فأبرز الله ذلك ): أي حكم المرآة مثالا نصبه لتجلي الذات: أي أنّ الله تعالى قد ضرب الأمثال.
فقال تعالى: "كذلك يضْربُ اللّهُ الْأمثال" [ الرعد: 17] .
فالعالم كله بما فيه ضرب مثلا واحد ليعلم أنه هو يجعله دليلا عليه وأمرنا بالنظر فيه .
فما ضرب الله في العالم المثل صورة المرآة .

( ليعلم المتجلي له ما رآه ): أي الذي أراد أنه لا هو لا غيره، و ما ثم مثال محسوس أقرب من حيث الأخذ و الفهم أنه قريب المآخذ و الفهم و لا أشبه بالرؤية و المتجلي المعقولين من هذا المثل المحسوس فإنك إذا رأيت الصورة الظاهرة في الجسم الصقيل و حققت رؤيتك، فتجد تلك الصورة حالت بينك و بين إدراكك عين الجسم الصقيل الذي هو مجلاها فلا تراه أبدا، و الحق جلي صور الممكنات فلم ير العالم إلا العالم في الحق، فافهم .
( و اجهد في نفسك عند ما ترى الصورة في المرآة أن ترى جرم المرآة لا تراه أبدا البتة) قد ذكرنا بيانه آنفا في المتن السابق .
( حتى أن بعض من أدرك مثل هذا في الصور المرائي ذهب إلى أن الصورة المرئية) هي التي حالت بين الرائي و المرآة عند المقابلة هذا أعظم ما قدر عليه من العلم في الخبرة .
و الأمر كما قلناه و قررناه و ذهبنا إليه و هو أنّ الإنسان يدرك صورة في المرآة و يعلم قطعا أنه أدرك صورته بوجه، و يعلم قطعا بلا مرآته ما أدركها بوجه لأنه يرى من الدقة و الرقة، إذا كان جرم المرآة صغير، أو يعلم أنّ صورته أكبر من التي رآه بما لا يتقارب .
و إذا كان جرم المرآة كبيرا فيرى صورته في غاية الكبر، و يقطع إنّ صورته أصغر من ذلك و لا يقدر أن ينكر أنه ما رأى صورته، و يعلم أنه ليس في المرآة صورته، و لا هي بينه و بين المرآة، و لا هي انعكاس شعاع البصر إلى الصورة المرئية فيها من خارج سواء كان صورته أو غيرها، إذ لو كانت كذلك لأدرك الصورة على قدرها و ما هي عليه، فليس بصادق و لا كاذب في قوله: إنه رأى صورته .

فما تلك الصورة المرئية؟ و أين محلها؟ و ما شأنها؟
فهي منفية ثابتة، معدومة موجودة، معلومة مجهولة .
أظهر الله سبحانه هذه الحقيقة الجزائية لعبده، ضرب مثال ليعلم أنه عجز و حار في محسوس مرئي مخلوق فهو بالخالق أعجز و أكثر حيرة .

"" أضافة الجامع من دراسة د. سعاد الحكيم الصورة عند الشيخ ابن العربي رضي الله عنه:
1 – الصورة المفردة - المضافة  :
تفريق بين الصورة و الهيولي ، أو الجسم والروح في الإنسان الواحد ، ولكنه توغل بها ولم يحصرها بالإنسان بل عممها على مستويات الوجود كافة : العالم ، الحق ، الخلق ، المعاني . فكانت الصورة : وجودا عينيا للشيء في مقابل حقيقته وماهيته ، أو مظهرا له في مقابل الباطن .
يقول الشيخ : " ثم أوجد ( الحق ) في هذا العماء جميع صور العالم الذي قال فيه أنه هالك ، يعني من حيث صورة ( الصورة ) إلا وجهه .
يعني : إلا من حقيقته فإنه غير هالك ، فالهاء في وجهه تعود على الشيء .
ومثال ذلك  أن صورة الإنسان إذا هلكت ولم يبق لها في الوجود أثر لم تهلك حقيقته التي يميزها الحد ، وهي عين الحد له .
فنقول : الإنسان حيوان ناطق فإن هذه الحقيقة لا تزال له. وإن لم تكن له صورة في الوجود.

2 - صورة الحق :
يقول الشيخ : أراد الحق أن يرى أعيان أسمائه الحسنى ، فخلق العالم مرآة ، ولكن صورته لم يستطعها أي جزء من هذا العالم بمفرده ، لذلك خلق بيديه آدم ، الإنسان الكامل ، وصحت له الصورة لخلقه باليدين ، ومن ثم صحت له الخلافة لكونه على الصورة .
وبذلك أضحت الصورة مسبوقة بخلق ( اليدين ) بكل ما تحويه هذه الكلمة من أبعاد . متبوعة بالخلافة بكل ما تفترضه في الخليفة من الظهور بالصورتين :
صورة الحق ( المستخلف ) صورة الخلق ( المستخلف عليه ) .
يقول ابن العربي الطائي الحاتمي : " وما حاز المؤمن السعة إلا بكونه على صورة العالم وعلى صورة الحق ، وكل جزء من العالم ما هو على صورة الحق.
وإنما صحت الصورة لآدم لخلقه باليدين ، فاجتمع فيه حقائق العالم بأسره والعالم يطلب الأسماء الإلهية . فقد اجتمع فيه الأسماء الإلهية.
" إنما كانت الخلافة لآدم عليه السلام دون غيره من أجناس العالم ، لكون الله تعالى خلقه على صورته ،فالخليفة لا بد أن يظهر فيما استخلف عليه ، بصورة مستخلفه وإلا فليس بخليفة له فيهم.

3 - صورة العالم :
يقول ابن العربي الطائي الحاتمي : " الإنسان الحيوان : خليفة الإنسان الكامل ، وهو الصورة الظاهرة التي بها جمع حقائق العالم .
والإنسان الكامل هو الذي أضاف إلى جمعية حقائق العالم ، حقائق الحق ، التي بها صحت له الخلافة."
يتضح من النص أن ( صورة العالم ) هي مرادف لمختصر العالم .
" أن ( صورة الحق ) ليست ضرورة في صورة الإنسان الحدية ، ينالها كل من دخل في نوع الإنسان ، بل هي مرتبة وصفة ، لا يأخذها إلا الكامل من هذا النوع ( وعندها يسمى : صاحب الصورة أو صاحب العهد )
مرتبتها : التصرف في المراتب الكونية كلها ، لأنها مرتبة الخلافة .
صفتها كاملة جامعة كاملة من حيث أن كل إنسان ينالها هو عالم مستقل وكل ما عداه هو جزء من العالم ، جامعة من حيث أن الإنسان المذكور يجمع في حقيقته كافة حقائق الخلق والحق.

يقول ابن العربي الطائي الحاتمي : " وإنما هي ( الصورة ) للنفس الكاملة كنفوس الأنبياء ، ومن كمل من الناس .
يقول :" الإنسان ... بما هو إنسان هو قابل للصورة ، إذا أعطيها لم يمتنع من قبولها الخليفة وهو صاحب الصورة .
يقول :" الإنسان الكامل هو ( صورة الحق ) : تعني هذه العبارة أن الإنسان الكامل ( وحده دون سائر المخلوقات ) يمكن أن نطلق عليه جميع الأسماء الإلهية ، ما عدا الوجوب الذاتي ، فصورة الحق إذن هي مظهره الصفاتي الأسمائي .

يقول ابن العربي الطائي الحاتمي : " ولا خلق ( الله ) الإنسان عبثا بل خلقه ليكون وحده على صورته ، فكل من في العالم جاهل بالكل عالم بالبعض ، إلا الإنسان الكامل وحده فإن الله علمه الأسماء كلها ، وآتاه جوامع الكلم فكملت صورته فجمع بين صورة الحق وصورة العالم ، فكان برزخا بين الحق والعالم .  (الإنسان) مرآة منصوبة يرى الحق صورته في مرآة الإنسان.
يقول : ومعنى رؤية صورة الحق فيه : إطلاق جميع الأسماء الإلهية عليه ... فالإنسان متصف ،
يسمى : بالحي العالم المريد السميع البصير المتكلم القادر وجميع الأسماء الإلهية ... تحت إحاطة هذه الأسماء السبعة ".

" لقد استعمل ابن العربي الطائي الحاتمي جملة تمثيلات لتفسير نشوء الكثرة عن الوحدة ( ظلال ، مرايا ، صور ... ) فكل ما سوى الحق هو صورة له ، وتتفاضل الصور نظرا لاستعداد المحل المنظور به ، من حيث أن كل موجود يظهر بصورة الحق التي تقتضيها عينه الثابتة.
إذن ( الصور ) هي مبدأ الكثرة والتفاضل في الوحدة الوجودية .
فالوجود المطلق ( الحق ) يتجلى فيما لا يتناهى عدده من الصور ، التي لا تقوم بذاتها بل تفتقر في وجودها إلى الحق مع الأنفاس .

يقول ابن العربي الطائي الحاتمي : " وكل ما سوى الله قد ظهر على صورة موجوده ، فما أظهر
إلا نفسه ، فالعالم مظهر الحق على الكمال ... ثم أن الله اختصر من هذا العالم مختصرا مجموعا ، يحوي على معانيه كلها من أكمل الوجوه سماه آدم ، وقال أنه خلقه على صورته  ".
ويقول : " الشخص وإن كان واحدا فلا تقل له ظل واحد ولا صورة واحدة ... فعلى عدد ما يقابله من الأنوار يظهر للشخص ظلالات ، وعلى عدد المرأي تظهر له صور ، فهو واحد في ذاته متكثر من حيث تجليه في الصور ، أو ظلالاته في الأنوار فهي المتعددة لا هو ، وليست الصور غيره ".

يقول الدكتور عبد المنعم الحفني : الصور في طور التحقيق الكشفي علوية وسفلية : والعلوية حقيقية و اضافية .
والعلوية الحقيقية : هي صور الأسماء الربوبية والحقائق الوجوبية والحقيقة الفعالة ...
والعلوية الإضافية : هي حقائق الأروح العقلية ، المهيمنية والنفسية .
وأما الصور السفلية : فهي صور الحقائق الامكانية ، وهي أيضا منقسمة إلى علوية وسفلية.
فمن الصور العلوية  : ما سبق من الصور الروحانية ، ومنها صور عالم المثال المطلق والمقيد .
وأما الصور السفلية : فمنها : صور عالم الأجسام الغير عنصرية كالعرش والكرسي .
ومنها : صور العناصر والعنصريات . ومن العنصريات الصور الهوائية والنارية .

ومنها : الصور السفلية الحقيقية وهي ثلاث :
صور معدنية .
وصور نباتية .
وصور حيوانية .
وكل من هذه العوالم يشتمل على صور شخصية لا تتناهى ولا يحصيها إلا الله سبحانه ، والحقيقة الفعالة الإلهية فاعلة ، بباطنها من الصور الاسمائية ، وبظاهرها الذي هو الطبيعة الكلية التي هي مظهرها ، أصل صور العوالم كلها .  ""
.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: