الأحد، 30 يونيو 2019

الفقرة الخامسة والعشرون الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الخامسة والعشرون الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الخامسة والعشرون الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي


موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله
الفقرة الخامسة و العشرون : الجزء الثاني
كتاب مجمع البحرين في شرح الفصين الشيخ ناصر بن الحسن السبتي الكيلاني 940هـ:
قال رضي الله عنه :  ( والمعطي هو اللَّه من حيث ما هو خازن لما عنده في خزائنه. فما يخرجه‏ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ‏ على يدي اسم خاص بذلك الأمر.  «ف أَعْطى‏ كُلَّ شَيْ‏ءٍ خَلْقَهُ‏» على يدي العدل وإِخوانه‏. وأسماء اللَّه لا تتناهى لأنها تعْلَم بما يكون عنها- وما يكون عنها غير متناهٍ- وإِن كانت ترجع إِلى أصول متناهية هي أمهات الأسماء أو حضرات الأسماء.  )
قال المصنف رضي الله عنه : [ (والمعطي هو الله من حيث ما هو خازن لما عنده في خزائنه فما يخرجه إلا بقدر معلوم على يدي اسم خاص بذلك الأمر."أعْطى كُلّ شيْءٍ خلْقهُ" [ طه: 50] على يدي الاسم العدل و أخواته.]

قال الشارح رضي الله عنه:
(و المعطي) في جميع ما ذكرناه (هو الله )، الجامع لما كان في القوة الاسم الله، بالوضع الأول  كل اسم إلهي بل كل ما يكون عن مسمّاه أثر في الكون تاب مناب كل اسم لله تعالى .
فإذا قال قائل: يا الله، فانظر في حالة القائل التي بعثته هذا النداء، أو انظر أي اسم إلهيّ خاص بتلك الحالة، فذلك الاسم الخاص هو الذي يطلب هذا الدّاعي، بقوله: يا الله لأنّ الاسم الله، بالوضع الأول إنما سماه ذات الحق، وبيده ملكوت كل شيء فهو مرتبة الألوهة.
فلهذا ناب الاسم الدال عليها على الخصوص مناب كل اسم إلهيّ، فالخازن هو الله و خدامه و سدنته الأسماء (فهو من حيث هو خازن لما عنده من خزائنه) .
قال الله تعالى: "وإنْ مِنْ شيْءٍ إلّا عِنْدنا خزائنهُ وما ننزلهُ إلّا  بقدرٍ معْلوٍم" [ الحجر: 21] .
اعلم أنه ما من شي ء أوجده الله تعالى في العالم إلا و له أمثال في خزائن الجود، و هذه الخزائن قد تكون في كرسيه، و  كرسيه علمه بل الكرسي لغة عبارة عن العلم، كما قال تعالى:"وسِع  كُرْسِيُّهُ السّماواتِ والْأرض" [ البقرة: 255]: أي علمه .

قال الشيخ رضي الله عنه في الباب التاسع و الستين و ثلاثمائة من الفتوحات:فهذه الأمثال التي تحتوي عليها هذه الخزائن لا تتناهى أشخاصها، فالأمثال من كل يوجد في كل زمان فرد في الدنيا والآخرة دائما أبدا .
والخزائن تعلو أو تسفل، فأعلاها كرسيه، و أدناها خزنته الإنكار في البشر، وما بين هذين خزائن محسوسة و معقولة بل  كلها عند الله فإنها عين الوجود، بل كلها هو الكرسي لأنه علم الله في العالم بالعالم، فالخزائن منحصرة بانحصار أنواع المعلومات و مرجعها و إن كثرت إلى خزانتين: خزانة العلم بالله، و خزانة العلم بالعالم .
وإن شئت قلت: خزانة العلم بالأنفس، و خزانة العلم بالآفاق .
و قد نبه تعالى عباده في كتابه العزيز أن عنده خزائن كل شيء، والخزائن يقتضي الحصر، و الحصر يقتضي التقييد .
ثم بين أنه ما ينزل شي ء منها إلا بقدر معلوم، و بوقت معلوم.
فقال رضي الله عنه: (فما يخرجه إلا بقدر معلوم ): أي بوقت معلوم، فمقدار معلوم في الدنيا بحسب طلب الأعيان، و قدر ما و هو قدر معلوم له تعالى في الأزل، إنما قال بحسب طلب الأعيان إذ لا يقبل منه قابل إلا ما هو عليه في نفسه من الاستعداد، فيحكم باستعداده على مواهب خالقه، فلا يعطيه إلا ما يقتضيه طلبه في الدنيا و إنما قلنا في الدنيا .

لأنّ الشيخ رضي الله عنه ذكر في الباب السادس و الثلاثين و خمسمائة من الفتوحات:إنّ هذا حكم في الدنيا، فإذا كان في الآخرة عاد الحكم فيما يحوي عليه هذه الخزائن التي عند الله إلى العبد العارف، الذي يحمل الله سعادته، فيدخل فيها متحكما فيخرج منها ما شاء بغير حساب، ولا قدر معلوم بل يحكم ما يختار الوقت .
وهو أنه يعطي التكوين في الآخرة، و يكشف له أنه عين الخزانة التي عند الله، فإنه عند الله، و "ما عِنْد اللّهِ باقٍ" [ النحل:96] .
فكل ما حظر له تكوينه كونه، فلا يزال في الآخرة خلافا دائما، و يرتفع عليه التقدير والتحجير.
قال رضي الله عنه: (إنه لا يخرجه القدر إلا بقدر معلوم ) أي في وقت معلوم، أو مقدار معلوم، فلا يستبطئ أحد، ولا يقنط في إجابة دعائه.
و يثابر مثابرة رسول الله صلى الله عليه و سلم، يردد آية:" إنْ تعذبْـهُمْ فِإنّـهُمْ عِبادُك وإنْ تغْفِرْ لهُمْ فِّإنك أنت العزيزُ الحكِيمُ" [ المائدة: 118].
فإنه صلى الله عليه و سلم سأل ربه إلحاحا منه على ربه في ليلته الكاملة إلى طلوع الفجر يرددها، و لم يعدل إلى غيرها و ذلك لعلمه بأنه لو لا وفق الله عبده بالعطايا ما وفقه بسؤاله، فافهم .
قال رضي الله عنه: (إنه لا يخرجه القدر إلا بقدر معلوم ): أي في وقت معلوم، أو مقدار معلوم، فلا يستبطئ أحد، و لا يقنط في إجابة دعائه، و يثابر مثابرة رسول الله صلى الله عليه و سلم، يردد آية:”إنْ تعذبْـهُمْ فِإنّـهُمْ عِبادُك وإنْ تغفِرْ لهُمْ فِّإنك أنت العزيزُ الحكِيمُ " [ المائدة: 118].
فإنه صلى الله عليه و سلم سأل ربه إلحاحا منه على ربه في ليلته الكاملة إلى طلوع الفجر يرددها، و لم يعدل إلى غيرها و ذلك لعلمه بأنه لولا وفق الله عبده بالعطايا ما وفقه بسؤاله، فافهم.

( على يدي )، واليدان عبارة عن تقابل الآثار، والطبيعة لا تتأثر إلا مما يناسبها، وهي متقابلة، فجاء باليدين متقابلة فيهما،أعطي ومنع، وفرق وجمع، وبهما جمال وجلال، وإدبار وإقبال، (اسم خاص بذلك الأمر فـ "أعْطى كُلّ شيْءٍ خلْقهُثمّ هدى" [ طه: 50] )، و بين أنه أعطى العالم وجوده عطاء امتنانيا، و أعطى كل موجود خلقه عطاء وجوبيا .
قال تعالى: " كتب ربُّكُمْ على نفْسِهِ  الرّحْمة" [ الأنعام: 54] .
فرحم الخلق بإعطاء ما يطلبونه منه تعالى، وما فصّلنا هذا التفصيل
لأنه رضي الله عنه في حضرة العطاء في الفتوحات :
فصّل العطاء منه واجبا و امتنانا، فالعطاء الامتناني منه كالنوافل منا، و العطاء الوجوبي كالفرائض من العبد لأنه قال تعالى على لسان رسوله : "إنه كتب على نفسه الرحمة"
وقال:" فعّالٌ لما يريدُ " [ البروج: 16]، و كما قال: "وعلى اللّهِ قصْدُ السّبيلِ" [ النحل: 9] .
( على يدي اسم العدل )، ورد في الخبر الصحيح : "بالعدل قامت السماوات و الأرض".
وإن كان العدل هو الميل والانحراف، ولكن أحد الجانبين الذي يطلبه الحكم التابع للمحكوم عليه.
ومن هذه الحضرة خلق العالم على صورته، و من هنا كان عدلا لأنه عدل من حضرة الوجوب إلى حضرة الإمكان، و كذلك عدل بالممكنات من حضرة ثبوتهم إلى وجودهم، فأوجدهم بعد أن لم يكونوا، بكونه جعلهم مظاهر، و بكونه كان محلّا لظهور إمكانهم .
و هذا كله من خزانة العدل، و منها يقسم الله العدل في العالم بين عباده، و حظ الكامل منه أنه إذا كشف الله عن ذاته، فرأى جميع العالم في حضرته، و رأى رقائق بينه و بين كل جزء من العالم، فحمد يحسن إلى العالم من نفسه على تلك الرقائق.
فيعطي على حكم الأصل كل ذي حقّ حقه، كما أعطي الأصل كل شي ء خلقه، فيوصل الإحسان لكل ما في العالم بهمته من الغيب، كما يوصله الحق من الأسباب لكل برّ و فاجر، فيجهله العالم ذلك الإحسان من الكامل لأنه لا يشهده في الإحسان كما يجهل الحق بالأسباب .
فيقال: لولا كذا ما كان كذا، فإذا حققت النظر في الوجهين الحقي و الخلقي، فما أحسن أحد إلا لنفسه، و التنبيه على ذلك من جهة العبد، قوله سبحانه: "إنْ أحْسنْتمْ أحْسنْتمْ لِأ نْـفُسِكُمْ وإنْ أسأْتمْ فلها فِإذا جاء  وعْدُ الْآخِرةِ ليسُوُؤُا وجُوهكُمْ وليدْخُلوا المسْجِد كما دخلوهُ أوّل مرٍّة وليتِّبـروا ما علوْا تتْبيرًاً " [ الإسراء: 7] .
وكذلك ورد عن سيدنا علي المرتضى، كرم الله وجهه أنه قال :
"ما أسأت إلى أحد أبدا، قالوا: صدقت، ثم قال: و ما أحسنت إلى أحد أبدا، فقالوا: وأما الإحسان فقد أحسنت إلينا، فقرأ قوله تعالى: "منْ عمِل صالحاً فلنفْسِهِ ومنْ أساء فعليها وما  ربُّك بظلّاٍم للْعبيدِ" [ فصلت: 46]«
وأما من جهة الحق هو إشارة إلى قوله تعالى: ألا إلى اللّهِ تصِيرُ الْأمُورُ [الشورى: 53]،فلا يقع الأمر إلا منه وإليه، (و أخواته) كالمقسط.
قال المصنف رضي الله عنه :  [وأسماء الله و إن كانت لا تتناهى لأنها تعلم بما يكون عنها و ما يكون عنها غير متناه و إن كانت ترجع إلى أصول متناهية هي أمهات الأسماء أو حضرات الأسماء .]

قال الشارح رضي الله عنه :
( و أسماء الله و إن كانت لا تتناهى ): أي من حيث الجزئيات (لأنها تعلم) هذه علة عدم التناهي للأسماء، فإنها تعلم (بما يكون عنها )، ويوجد منها على الأحيان، (وما يكون عنها غير متناهية).أي أنّ معلوماته المتأثرة منه لا نهاية لها من حيث جزيئاتها، وهي معلومة لنا، وكل متأثر مؤثر خاص، ولا بدّ و ذلك لأن الواحد لا يصدر إلا من الواحد، وهذا الواحد غير الأول لأنه لا تكرار في التجلي .
فاستدل بعدم تناهي المتأثرات عدم تناهي المؤثرات التي هي الأسماء الإلهية، فهي غير متناهية، (وإن كانت ترجع إلى أصول متناهية هي أمّهات الأسماء) :
كالأسماء السبعة المسمّاة بالأئمة السّبعة، و كالأسماء التسعة و التسعين كما هو المشهور .
و هكذا المعلومات و الحقائق الكونية، و إن كانت غير متناهية ترجع إلى أصول متناهية، و هي الأجناس و الأنواع و الأصناف مع عدم تناهي الأشخاص، فهي في الأسماء تسمّى أمّهات الأسماء، (أو حضرات الأسماء) .
و المعنى يقارب، و لكن في الأولى يريد بأن الأسماء تنتج بعضها من بعض.

"" أضاف الجامع يقول الشيخ عبد الرزاق القاشاني في إصطلاحات الصوفية :
أئمة الأسماءهم الأسماء السبعة الأولى المسماة أسماء الإلهية وهي:
الحي والعالم والمريد والقادر والسميع والبصير والمتكلم. وهي أصول الأسماء كلها ""
.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: