الأحد، 30 يونيو 2019

الفقرة العشرين الجزء الأول السفر الثالث فص حكمة سبوحية فى كلمة نوحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة العشرين الجزء الأول السفر الثالث فص حكمة سبوحية فى كلمة نوحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة العشرين الجزء الأول السفر الثالث فص حكمة سبوحية فى كلمة نوحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي


موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة العشرين : الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي : («رب اغفر لي» أي استرني و استر من أجلي فيجهل قدري و مقامي كما جهل قدرك في قولك: «و ما قدروا الله حق قدره».
«و لوالدي»: من كنت نتيجة عنهما و هما العقل و الطبيعة. «و لمن دخل بيتي» أي قلبي. «مؤمنا» مصدقا بما يكون فيه من الإخبارات الإلهية و هو ما حدثت به أنفسها. «و للمؤمنين» من العقول «و المؤمنات» من النفوس. «و لا تزد الظالمين»: من الظلمات أهل الغيب المكتنفين خلف الحجب الظلمانية. «إلا تبارا» أي هلاكا، فلا يعرفون نفوسهم لشهودهم وجه الحق دونهم في المحمديين. «كل شي ء هالك إلا وجهه» و التبار الهلاك. و من أراد أن يقف على أسرار نوح فعليه بالرقي في فلك يوح "نوح"، و هو في التنزلات الموصلية لنا والسلام)
قال رضي الله عنه : («رب اغفر لي» أي استرني واستر من أجلي فيجهل قدري و مقامي كما جهل قدرك في قولك: «وما قدروا الله حق قدره». «و لوالدي»: من كنت نتيجة عنهما و هما العقل و الطبيعة. «و لمن دخل بيتي» أي قلبي. «مؤمنا» مصدقا بما يكون فيه من الإخبارات الإلهية و هو ما حدثت به أنفسها. «و للمؤمنين» من العقول «و المؤمنات» من النفوس. «و لا تزد الظالمين»: من الظلمات أهل الغيب المكتنفين خلف الحجب الظلمانية. «إلا تبارا» أي هلاكا، فلا يعرفون نفوسهم لشهودهم وجه الحق دونهم في المحمديين. «كل شي ء هالك إلا وجهه» و التبار الهلاك. و من أراد أن يقف على أسرار نوح فعليه بالرقي في فلك يوح "نوح"، و هو في التنزلات الموصلية لنا والسلام . و الله يقول الحق.)
قال رضي الله عنه : ("رب")، أي يا رب ("اغفر لي") [نوح: 28]، أي استرني) عن غيري فلا يشهدني إلا أنا الذي هو أنت (واستر) عني (من أجلي) غيري من حيث إنه غيرك فيجهل)، أي يجهل غيري الذي هو غيرك (مقامي) الكريم (وقدري) العظيم (كما جهل) عند الأغيار (قدرك) العظيم، فجعلوه قدرك وهو قدري (في قولك : "وما قدروا" )، أي جميع الأغيار ( الله ) لانتفائهم عنه بمغایرتهم في دعوى نفوسهم جهة ضرورية ("حق قدره") [الزمر: 67] . بل دون قدره وهو إيمانهم به على الحجاب ("ولوالدي") تثنية والد غلب على الوالدة فثني بلفظ المذكر كالقمرين للشمس والقمر وهما (من کنت في هذا العالم (نتيجة عنهما) من حيث النفس والجسم.
وهما العقل الكلى الطالع في منزلتی عقلا جزئية وهو الوالد (والطبيعة) الكلية الطالعة في منزلتي طبيعة جزئية وهي الوالدة، وهذه الولادة الثانية عن هذين الأبوين والولادة الأولى قبل ذلك عن أبوين هما العالم والمعلوم، وذلك قول عیسی عليه السلام: من لم يولد مرتين لم يلج ملكوت السموات والأرض.
(ولمن دخل) باطلاعه (بيتي أي قلبي) المملوء بالوحي والإلهام (مؤمنا أي مصدقا بما يكون فيه من الإخبارات الإلهية) التي أخبرتهم بها عنك (وهو ما حدثت به أنفسهم) لهم فظهر منها تكذيبة لي وهو تصديق من حيث هي قلوب لا نفوس ("وللمؤمنين" من العقول) التي لهم في عين كفرها من حيث إنها مصدقة مذعنة منقادة للحق الظاهر لها في صورة ما عقلته، فاشتغلت بإيمانها عن بقية الصور له مما لا يتناهى في الغيب (والمؤمنات من النفوس) الكاشفة منه عما نزل في منزلتها وظهر في مرتبتها وقد قصرت عن معرفة إطلاقه فتقيدت بشهود خلق من أخلاقه .
("ولا تزد الظالمين") من العقول والنفوس والظلم مشتق (من الظلمات) وهو النور الأسود، وهم (أهل الغيب) عن كل معقول و محسوس، لأن العقل هو النور الأبيض والحس هو النور الأحمر فلا يعرفان النور الأسود، لأنه فوقهما .
وبهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس العمامة السوداء إشارة إلى الغيب الذي فوقه، وإنما كان العقل نورة أبيض، لأنه كلما أشرق على شيء كشفه بل کشف عن إشراقه على ذلك الشيء لا عن ذلك الشيء.
فلا يعرف إلا قدر استعداده من كل شيء كالشمس إذا تجلت على الأرض وكشفت عما فيها إنما كشفت عن نورها الذي أشرقت به الأرض عند تجليها عليها لا عن الأرض عما هي عليه.
لأن كل شيء هو النور الأسود الذي فوق النور الأبيض، فلا يعرف النور الأبيض منه إلا قدر استعداده .
وإنما كان الحس هو النور الأحمر، لأنه أدرك النفس المنصورة في صورة الدم فلها اللون الأحمر، لأنه أحب الألوان للنساء والنفوس نساء العقول لأنها مخلوقة منها كحواء من آدم. ولأن الحمرة أشهر الألوان ولما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المياسر الحمر. قال : دعوا هذه البراقات للنساء».
(المكتنفين)، أي المحاط بهم من جهة ربهم (خلف الحجب الظلمانية) التي هي عوالم الحس والشهادة ("إلا تبارا"[نوح: 8]، أي (هلاكا) واضمحلا لا بحيث يخرجون عن الحجب الظلمانية التي هي جميع المحسوسات ، والحجب النورانية التي هي جميع المعقولات.
ويدخلون في حقيقة سيئاتهم الهالكة إلا وجه الحق (فلا يعرفون نفوسهم) المحاط بها المحجوبة بنظرها إليها (لشهودهم) بربهم (وجه الحق) سبحانه وتعالى (دونهم) حيث يتحققون بهلاكهم في وجوده تعالی فيزول عنهم كونهم أهل الغيب ويصيرون أهل الشهادة فينتقلون من مقام الإيمان إلى مقام الإحسان.
(و) مقامهم هذا (في) الورثة (المحمديين) أنزل على محمد في القرآن قوله تعالى: ("كل شيء") معقول أو محسوس (مالك)، أي فان ومضمحل (وإلا وجهه) [القصص: 88]، أي الحق جل وعلى بمعنی توجهه إلى كل شيء.
فإنه الموجود لا غير (والتبار) الواقع في آية نوح عليه السلام معناه (الهلاك) فهذه الآية نظير تلك الآية (ومن أراد) من المریدین (أن يقف)، أي يطلع ويشرف (على أسرار) حقيقة (نوح عليه السلام) .
وفيه إشارة إلى أن كلام الشيخ رضي الله عنه على معنى هذه الآية النوحية من حيث ما تعطيه أسرار حقيقة نوح عليه السلام في حق حقائق قومه ، لا من حيث ما يعطيه ظاهره في شأن ظواهر قومه.
فمن اعترض على الشيخ رضي الله عنه من أهل الظاهر فقط الذين هم طائفة الحشوية المتمسكون بالظاهر وحده وهم منكرون للباطن لجهلهم به وبمقداره، ظنوا أن كلام الشيخ من جهة ما يعطيه ظاهر نوح عليه السلام في ظواهر قومه وعموا عن قوله أسرار نوح عليه السلام، وعلم الأسرار هو علم البواطن لا الظواهر، وليس الشيخ رضي الله عنه يجحد الظواهر بل للظواهر أهل يتكلمون فيها، وليس السكوت عن الشيء جحودة له فلكل مجال رجال ولكل مقام مقال.
(فعليه بالترقي)، أي الصعود من نفسه إلى عقله ومن عقله إلى روحه (في فلك يوحالذي هو اسم الشمس وهي هذا الكوكب النهاري المعلوم في عالم الأجسام هي الروح الكلية المنبعثة عنها جميع الأرواح الجزئية في عالم العقول.
فالعقول للأرواح الجزئية كالأجسام للنفوس الجمادية والنباتية والحيوانية، والإنسانية في فلك يوح بالكشف عن مراتب الخلقة البشرية والفطرة الإنسانية.
فإنها درجات بعضها فوق بعض للمترقي، دركات بعضها تحت بعض للهلاك الشقي كما قال تعالى فيه ظلمات بعضها فوق بعض، فإن الفريقين من فريق في الجنة وفريق في السعير كما قال تعالى: "قل كل من عند الله" [النساء: 78] ولكن فريق الجنة رجعوا إليه بعد هبوطهم منه، فصعدوا إليه، فكانت أطوارهم درجاته .
كما قال: "رفيع الدرجات ذو العرش" [غافر : 15]، لأنه منتهى الدرجات العرش، وهو سقف الجنة ، وعندها سدرة المنتهى التي قال تعالى : "عند سدرة المنتهى . عندها جنة المأوى" [النجم: 14 - 15].
وفريق السعير استمروا هابطين منه ناظرين إلى أنفسهم غير راجعين إليه ولا مقبلين عليه، فكانت أطوارهم دراکاتهم.
فكما أن درجات الجنة سبعة، دركات النار سبعة، وفي الجنة درجة ثامنة ليست للنار، وهي الغيب المطلق والنور المحقق والوسيلة العظمى التي لا تنبغي إلا لرجل واحد، قال رسول الله : «وأرجو أن أكون أنا ذلك الرجل» ، فإنها مخصوصة بالمقام المحمدي، والإرث الذاتي العلي ومعلوم أن الشمس في السماء الرابعة، وكذلك الروح في الدرجة الرابعة بعد درجة الجسم ودرجة النفس ودرجة العقل في الصاعد وهي دركات في الهابط، فمن قطع هذه الدرجات الثلاث ووصل إلى الدرجة الرابعة عرف أسرار نوح عليه السلام،
ووقف على حقيقته التي أخذ منها الشيخ رضي الله عنه كلامه في هذه الآية، وعلامة المترقي في كل درجة من هذه الدرجات الثمانية أن يرى ذاته عين تلك الدرجة ، فالواقف في درجة الجسم يرى ذاته جسما، ولا يسمى الجسم درجة إلا إذا كان صاحبه متوجهة منه إلى الأعلى وإن كان متوجها إلى الأسفل، فالجسم دركة لا درجه وهكذا ما فوقه من الدرجات في الصعود والدركات في الهبوط.
(وهو)، أي الترقي في فلك يوح مذكور على الوجه البيان الأتم (في) کتاب (التنزلات الموصلية) المنسوبة إلى بلاد الموصل، لأن الشيخ رضي الله عنه صنفها فيها (لنا)، أي من جملة تصانيفنا هذا الكتاب وهو كتاب عظيم المقدار جعله الشيخ رضي الله عنه على خمسة وخمسين بابا في أسرار علوم وحقائق وفهوم، ذكر هذا الترقي فيه بما يطول شرحه في الباب السادس والأربعين منه، والله الهادي لا سواه.
تم فص الحكمة النوحية

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي : («رب اغفر لي» أي استرني و استر من أجلي فيجهل قدري و مقامي كما جهل قدرك في قولك: «و ما قدروا الله حق قدره».
«و لوالدي»: من كنت نتيجة عنهما و هما العقل و الطبيعة. «و لمن دخل بيتي» أي قلبي. «مؤمنا» مصدقا بما يكون فيه من الإخبارات الإلهية و هو ما حدثت به أنفسها. «و للمؤمنين» من العقول «و المؤمنات» من النفوس. «و لا تزد الظالمين»: من الظلمات أهل الغيب المكتنفين خلف الحجب الظلمانية. «إلا تبارا» أي هلاكا، فلا يعرفون نفوسهم لشهودهم وجه الحق دونهم في المحمديين. «كل شي ء هالك إلا وجهه» و التبار الهلاك. و من أراد أن يقف على أسرار نوح فعليه بالرقي في فلك يوح "نوح"، و هو في التنزلات الموصلية لنا والسلام. )
بقوله رضي الله عنه : ("ربي أغفر لي" أي استر لي واستر من أجلي) ولو كان المراد لنفسه لما دعا لنفسه بمثل ما دعا عليهم عطف تفسير لقوله :
استر لي أي استر ذاتي من أجلي بأنوار ذائك حتى تهلك فيك أبدأ كما يهلك القوم فيك أبدأ بدعائي عليهم .
فدعا كلهم بالستر لئلا يضلوا عباده ودعا لنفسه بالستر كي يجهل قدره لأن مجهول القدر من أجل علو المرتبة (فيجهل مقامي وقدري) بحيث لا يطلع أحد غيرك على مقامي ولا يصل إليه (كما جهل قدرك في قولك "وما قدروا الله حق قدره") [الأنعام: 91] .
فدعا لنفسه من الله تعالی مقاما مختصا لله حثی اتحد معه فيه بحيث لا يسعه غيره وذلك من علو همنه لنفسه ("ولوالدي" من کنت نتيجة عنهما وهما العقل والطبيعة ولمن دخل بيتي أي قلبي) وهو القوي الروحانية .
قال رضي الله عنه : (مؤمنا أي مصدقا بما يكون فيه) أي في القلب (من الإخبارات الإلهية وهو) أي ما يحصل في القلب (ما حدثت) أي أخبرت به (أنفسها) أي أنفي النفوس وتأنيث الضمير باعتبار النفوس (وللمؤمنين من المعقول والمؤمنات من النفوس "ولا تزيد الظالمين) [نوح: 74] . مأخوذا ( من الظلمات أهل الغيب) عطف بيان للظالمين (المكتشفين خلف الحجب الظلمانية "إلا تبارا") أي هلاكا فيك .
فإذا هلكوا (فلا يعرفون نفوسهم لشهودهم وجه الحق دونهم) أي من دون أنفسهم وما أشار إليه نوح عليه السلام في دعائه بالتبار (جاء في المحمديين في كل شيء هالك إلا وجهه [القصص: ۸۸]. و التبار الهلاك) .
فالظالمين ههنا غير ما ذكر في الأول، وهذا أعلى من الأول لذلك دعا في حق الأول بزيادة الحيرة بقوله :"إلا ضللا " أي حيرة فهم المتحيرون والحيرة من بقاء الوجود.
في الثاني بزيادة الهلاك بقوله : "إلا تبارا" فهم الهالكون المتخلصون عن قيد الحيرة إذ لا وجود لهم بسبب هلاكهم في الله .
فهم أعلى من الأول في مقام الفناء وإن كان الأول أعرف في مقام العرفان (ومن أراد أن يقف بتمامه على أسرار نوح عليه السلام فعليه بالترقي في فلك نوح) وهي الشمس .
(وهو) أي الوقوف على أسرار نوح عليه السلام أو فلك نوح مذكور (في النزلات الموصلية لنا) فإن ما ذكرته من أسراره ثم لم يذكر ههنا.

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي : («رب اغفر لي» أي استرني و استر من أجلي فيجهل قدري و مقامي كما جهل قدرك في قولك: «و ما قدروا الله حق قدره».
«و لوالدي»: من كنت نتيجة عنهما و هما العقل و الطبيعة. «و لمن دخل بيتي» أي قلبي. «مؤمنا» مصدقا بما يكون فيه من الإخبارات الإلهية و هو ما حدثت به أنفسها. «و للمؤمنين» من العقول «و المؤمنات» من النفوس. «و لا تزد الظالمين»: من الظلمات أهل الغيب المكتنفين خلف الحجب الظلمانية. «إلا تبارا» أي هلاكا، فلا يعرفون نفوسهم لشهودهم وجه الحق دونهم في المحمديين. «كل شي ء هالك إلا وجهه» و التبار الهلاك. و من أراد أن يقف على أسرار نوح فعليه بالرقي في فلك يوح "نوح"، و هو في التنزلات الموصلية لنا والسلام. )
" رب اغفر لي" أي استرني واستر من أجلى فيجهل مقامی وقدری کما جهل قدرك
في قولك: "وما قدروا الله حق قدره" (الأنعام: 91 " ولوالدي" من کنت نتيجة عنهما وهما العقل والطبيعة.
"ولمن دخل بيتي" أي قلبي " مؤمنا" مصدقا بما يكون فيه من الإخبارات الإلهية وهو ما حدثت به أنفسها. وللمؤمنين من العقول "والمؤمنات" من النفوس.
ولا تريد الظالمين من الظلمات أهل الغيب المكتنفین خلف الحجب الظلمانية.
إلا "تبارا" (نوح: 28) أي هلاكا، فلا يعرفون نفوسهم لشهودهم وجه الحق دونهم. وفي المحمديين. وكل شيء هالك إلا وجهه (القصص: 88) والتبار الهلاك.
ومن أراد أن يقف على أسرار نوح فعليه بالترقي في فلك يوح، وهو في التنزلات الموصلية لنا والله يقول الحق.
ثم شرع في معنى قوله تعالى: "رب اغفر لی" (نوح: 28) ففسره بمعنی استرني، لأن الغفر هو الستر وفسر الوالدين بالعقل والطبيعة، أما العقل فللأسماء الإلهية، وأما الطبيعة فلعالم جسمه، ومجموعهما هو والده، وفسر البيت بالقلب، وفسر المؤمن بالمصدق وهو على وفق اللغة، وخص المؤمنين بالعقول لأنها أعلى والمؤمنات بالنفوس لأنها دونها والعقل فاعل في النفس فهو الذكر وهي الأنثى کنسبة القلم الأعلى من اللوح المحفوظ.
وأردف ذلك ببيان حال الظالمين، واشتق أسمائهم من الظلمات، وفسر حالهم بأنهم حجبوا بالحق عن ادراك نفوسهم، فهو هلاك لهم لأنهم لا يعرفون نفوسهم.
واستدل بحال بعض المحمديين في نزول الآية فيهم مخبرة لهم أنه "كل شيء هالك إلا وجهه" (القصص: 88) .
والهالك: المعدوم، والمستثنى من العدم يكون موجودا، فالموجود هو وجهه الكريم وقال: "إن في فلك يوحوهي الشمس أسرار نوح وفلك يوح هو السماء الرابعة والله الهادي.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي : («رب اغفر لي» أي استرني و استر من أجلي فيجهل قدري و مقامي كما جهل قدرك في قولك: «و ما قدروا الله حق قدره». «و لوالدي»: من كنت نتيجة عنهما و هما العقل و الطبيعة. «و لمن دخل بيتي» أي قلبي.
«مؤمنا» مصدقا بما يكون فيه من الإخبارات الإلهية و هو ما حدثت به أنفسها. «و للمؤمنين» من العقول «و المؤمنات» من النفوس. «و لا تزد الظالمين»: من الظلمات أهل الغيب المكتنفين خلف الحجب الظلمانية. «إلا تبارا» أي هلاكا، فلا يعرفون نفوسهم لشهودهم وجه الحق دونهم في المحمديين. «كل شي ء هالك إلا وجهه» و التبار الهلاك. و من أراد أن يقف على أسرار نوح فعليه بالرقي في فلك يوح "نوح"، و هو في التنزلات الموصلية لنا والسلام)
قال رضي الله عنه : « " رَبِّ اغْفِرْ لِي " أي استر لي واستر من أجلي فيجهل مقامي وقدري ، كما جهل قدرك في قولك : " وَما قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِه ِ ". " وَلِوالِدَيَّ " : من كنت نتيجة عنهما وهما العقل والطبيعة .
" وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ " أي قلبي . " مُؤْمِناً " أي مصدّقا بما يكون فيه من الإخبارات الإلهيّة وهو ما حدّثت به أنفسهم " وَلِلْمُؤْمِنِينَ  " من العقول " وَالْمُؤْمِناتِ " من النفوس ".
يعني رضي الله عنه : أنّ النفوس الجزوية البشرية نتائج العقول والنفوس العلوية ، والأمّهات الطبيعية السفلية ، فاستر حقائق القوى الطبيعية وحقائق القوى الروحانية في أحدية جمع قلبي الداخلة تحت حيطته مؤمنا مصدّقا بما ورد عليّ من أسرار الجمع ، وأنوار الخير والنفع ، ممّا يحدث في من الوحي والإلهام ، وتحدّثني بذلك في مناجاة التعليم والإعلام ، وللمؤمنين من القوى العقلية والروحية ، والمؤمنات من القوى النفسانيّة .
قال رضي الله عنه : وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ من الظلمات أهل الغيب المكتنفين خلف الحجب الظلمانيّة " إِلَّا تَباراً " أي هلاكا ، فلا تعرفون نفوسهم بشهودهم وجه الحق دونهم ".
يعني رضي الله عنه : إذا غرقوا في طوفان نورك الموّاج ، مستغرقا بهياجه لنار الفرق الهيّاج ، فاضمحلَّت معرفتهم بغيريّاتهم ، ودعاويهم في طواغيت صنميّاتهم ، وحجابيّات عرفهم وعاداتهم ومعتقداتهم ، فعادوا غيّبا خلف حجب عزّ عينك كما كانوا في مظهريّاتهم.
قال رضي الله عنه : « في المحمّديّين كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَه ُ " . والتبار :الهلاك.
يعني رضي الله عنه : في المشرب المحمدي شهود كلَّي لاضمحلال كل شيء في عين الحق ، ووجه كل شيء حقيقته وحقيقته عينه الثابتة ، فهي وجه الحق الذي ظهر به وفيه وله ، وهو الباقي منه في قوله : " وَيَبْقى وَجْه ُ رَبِّكَ " ، وتبور الحجب والستور ، ويبقى وجه نور النور ، وإلى الله عاقبة الأمور .
قال رضي الله عنه « ومن أراد أن يقف على أسرار نوح عليه السّلام فعلية بالرّقيّ في فلك يوح وهو في "التنزّلات الموصليّة"  "لنا" .
يعني رضي الله عنه : أنّ أكثر أسرار ما يتعلَّق بكلمة نوح عليه السّلام من الحكمة والمشاهد الغريبة لمن يعرج بروحه إلى فلك الشمس ، فإنّ طوفان انفهاق النور ، من تنّور عينها يفور .
وقد ذكر رضي الله عنه أكثر أسرار مقام نوح في كتاب « التنزّلات الموصليّة » وهو كتاب جليل القدر ، فلتطلب الأسرار النوحيّة منه إنشاء الله تعالى.

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي : («رب اغفر لي» أي استرني و استر من أجلي فيجهل قدري و مقامي كما جهل قدرك في قولك: «و ما قدروا الله حق قدره».
«و لوالدي»: من كنت نتيجة عنهما و هما العقل و الطبيعة. «و لمن دخل بيتي» أي قلبي. «مؤمنا» مصدقا بما يكون فيه من الإخبارات الإلهية و هو ما حدثت به أنفسها. «و للمؤمنين» من العقول «و المؤمنات» من النفوس. «و لا تزد الظالمين»: من الظلمات أهل الغيب المكتنفين خلف الحجب الظلمانية. «إلا تبارا» أي هلاكا، فلا يعرفون نفوسهم لشهودهم وجه الحق دونهم في المحمديين. «كل شي ء هالك إلا وجهه» و التبار الهلاك. و من أراد أن يقف على أسرار نوح فعليه بالرقي في فلك يوح "نوح"، و هو في التنزلات الموصلية لنا.)
قال رضي الله عنه : " رَبِّ اغْفِرْ لِي " أي استرني واستر من أجلى ، فيجهل مقامى وقدرى كما جهل قدر الله في قولك " وما قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِه " أي استر بنور ذاتك أنانيتى .
واستر بنور صفاتك رسومى وآثارى ، وقوى نفسى وطيعتى لأجلي ، أي خلصني من التلوين بظهورها لأكون محوا بكليتى فيك ، فأينا مجهول القدر كما وصفت ذاتك.
قال رضي الله عنه :  ( ووالدى من كنت نتيجة عنهما وهي العقل والطبيعة ) أراد بالعقل والطبيعة الروح والنفس ، أو ردهما على اصطلاح الحكماء.
وأراد بالنتيجة القلب الحاصل منهما ، فإن الحقيقة الإنسانية المعبر عنها بأنا وسرها من حملة السر لأجله ، حتى لا يبقى منه أصل واسم ورسم فلا ينعت فلا يعرف ( " ولِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ " أي قلبى " مُؤْمِناً " مصدقا بما يكون فيه من الإخبارات الإلهية وهو ما حدثت به أنفسهم ) ولما استجيب دعاؤه بالفناء باللَّه أقام أنية الله مقام أنانيته ، وكان بيته قلبه لقوله عليه الصلاة والسلام «قلب المؤمن بيت الله » .
وقوله حاكيا عن ربه « لا يسعني أرضى ولا سمائى ويسعني قلب عبدى المؤمن » ومن حق التجلي الإلهي أن يفنى ما تجلى له فلم يبق إلا هو ، فكان أحاديث قلبه إخبارات إلهية وكان من دخله مصدقا بها عارفا واصلا مثله ، فيلزم أن تكون أحاديث أنفسهم من تلك الإخبارات الإلهية .
لأن القلب ومن دخله في مقام الفناء في عين أحدية الجمع.
فكل ما هجس ببال منهم كان إخبارا إلهيا ، وضمير الجمع وصيغته في أنفسهم لمن دخل محمول على المعنى ، وفي بعض النسخ : أنفسها على تأويل النفوس والأعيان ( وللمؤمنين من العقول والمؤمنات من النفوس ) ظاهر  (ولا تَزِدِ الظَّالِمِينَ " من الظلمات أهل الغيب المكتنفين خلف الحجب الظلمانية ) أول الظالمين بذوى الظلمات من قوله عليه الصلاة والسلام « الظلم ظلمات يوم القيامة » وفسرهم بأهل الغيب بحسب ما عليه من الحال والاستغراق في الغيب .
وقوله أهل الغيب بيان لهم ، المكتنفين أي المتخذين أكنافهم والمتوطنين خلف الحجب الظلمانية وراء الأستار الحجابية والأطوار الجسمانية الظلمانية ، المحتجبين في حظائر القدس عن أعين الناظرين ( " إِلَّا تَباراً " أي إلا هلاكا ) في الحق ( فلا يعرفون نفوسهم لشهودهم وجه الحق دونهم ) .
قوله ( في المحمديين " كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَه " والتبار : الهلاك ) يجوز أن يكون صفة للظالمين : أي الظالمين الكائنين ، أو حالا أي كائنين في المحمديين والمراد ظالمو أمة محمد عليه الصلاة والسلام من المصطفين .
أو صفة لهلاكا أي هلاكا واقعا في المحمديين أو في زمرتهم ، او متعلقا لشهودهم أي لشهودهم وجه الحق ، وقوله " كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَه " بيان لمشرب المحمديين أي فيهم شهود كلى باضمحلال الرسوم وفناء كل شيء عند طلوع الوجه الباقي المحرق سبحانه ما انتهى إليه بصره من خلقه .
ويجوز أن يكون قوله في المحمديين منقطعا عما قبله ، على أن الكلام مبتدأ في المحمديين خبره أي فيهم هذا الشهود ، والوجه هو الذات الموجودة مع لوازمها ، ووجه الحق هو عين الوجود الأحدى الجمعى أي المطلق ( ومن أراد أن يقف على أسرار نوح فعليه بالترقى في فلك نوح ، وهو في التنزلات الموصلية لنا ) أكثر أسرار الكلمة النوحية من الحكم والمعارف والمشاهدات لا تنكشف.
إلا لمن يترقى بروحه إلى فلك الشمس ، ونوح اسم الشمس لأنه المكان العلى الذي هو منشأ القطب ومبدأ تنزله ، ومن نور روحانيتها إمداده ، والتنزلات الموصلية كتاب من تصانيفه رفيع القدر ، ذكر فيه الأسرار النوحية والتنزلات الروحية لسائر الأنبياء والأولياء .

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي : («رب اغفر لي» أي استرني و استر من أجلي فيجهل قدري و مقامي كما جهل قدرك في قولك: «و ما قدروا الله حق قدره». «و لوالدي»: من كنت نتيجة عنهما و هما العقل و الطبيعة. «و لمن دخل بيتي» أي قلبي. «مؤمنا» مصدقا بما يكون فيه من الإخبارات الإلهية و هو ما حدثت به أنفسها. «و للمؤمنين» من العقول «و المؤمنات» من النفوس. «و لا تزد الظالمين»: من الظلمات أهل الغيب المكتنفين خلف الحجب الظلمانية. «إلا تبارا» أي هلاكا، فلا يعرفون نفوسهم لشهودهم وجه الحق دونهم في المحمديين. «كل شي ء هالك إلا وجهه» و التبار الهلاك. و من أراد أن يقف على أسرار نوح فعليه بالرقي في فلك يوح "نوح"، و هو في التنزلات الموصلية لنا والسلام. )
يقول الشيخ رضي الله عنه : ("رب اغفر لي" أي، استرني) أي، أستر ذاتي. (واستر من أجلى). أي، أستر صفاتي وكمالاتي من أجلى ليكون ذخيرة للآخرة.
(فيجهل مقامي و قدري) على البناء للمفعول. أي، أستر كمالاتي لئلا يطلع الخلق على مقامي و قدري عندك فيحسدونني ويهلكوني كما (جهل قدرك في قولك :و"ما قدروا الله حق قدره".) ولما كان هذا أيضا مقاما من المقامات الإلهية، طلب الاتصاف به أيضا للمضاهات بينه وبين الحق.
("ولوالدي" من كنت نتيجة عنهما، وهما العقل والطبيعة). وإنما فسر الوالدين بالعقل والطبيعة، لأنهما مظهرا حقيقة آدم وحواء في العالم الروحاني. ولكون العقل فعالا والطبيعة منفعلة، خص العقل بالأبوةوالطبيعة بالأمومة.
والمراد بالعقل ها هنا، هو الروح، كما هو اصطلاح أهل التصوف، لا القوة النظرية والمفكرة، وبالطبيعة، النفس المنطبعة، ونتيجتها القلب.
يقول الشيخ رضي الله عنه : ("ولمن دخل بيتي" أي قلبي). حين فنى عن نفسه وهواه. وجعل (القلب) مستقر الحق ومأواه. ("مؤمنا" أي، مصدقا بما يكون فيه) أي، بما يحصل في القلب.
(من الإخبارات الإلهية) إنما جعل الواردات القلبية والإلهامات الروحية (إخبارات إلهية)، لأن القلب والروح مطهر عن الأجارس البدنية ومقدس من الكدورات الجسمانية، وكلما يرد عليهما مطابق لما هو الأمر عليه في نفسه، فهو رباني.
لذلك قيل: إن الخواطر الأول كلها ربانية حقية، وإنما يتطرق إليها منتعملات النفس وتصرفاتها أمور تخرجها عن الصواب، فتصير أحاديث نفسانية ووساوس شيطانية.
(وهو) أي، ما يكون وما يحصل فيه من الإخبارات الإلهية. (ما حدثت به أنفسها.)
(أنفسها) فاعل (حدثت). وفي بعض النسخ: (أنفسهم.)
والضمير للمذكرين في الآية أنثه باعتبار (النفوس). فهو تعريف ما للخبر الإلهي الذي لا يكون بواسطة الملك.
ولا ينبغي أن يتوهم أن كل ما يحصل في النفوس هوكذلك، بل هذا المقام لمن تطهر من الأدناس نفسه، وأجاد وأسلم شيطانه وانقاد، ولا يوسوس الخناس في صدره وعرف جميع مكائد نفسه، فإذا خطر في قلبه خاطر أولا، يكون ذلك حديثا ربانيا، والحق ناطقا بلسانه، كما نطق بلسان غيره.
("وللمؤمنين" من العقول "والمؤمنات" من النفوس).
وإنما فسر (المؤمنين) بالعقول، أي المجردات، لأن نفوسهم فعالة في نفوس غيرهم مؤثرة بالهمة فيها،بل في العالم على قدر قربهم ونصيبهم من الاسم (القادر) وكمالهم من الله، كالعقول.
و (المؤمنات) بالنفوس، أي المنطبعة المطمئنة، إذا (النفس) في اصطلاح هذه الطائفة لا يطلق إلا بها، لا بالناطقة المجردة، كاصطلاح الحكماء، لأنها هي المنفعلة عن الروح أولا، ثم بواسطتها ينفعل الطبيعة الجسمية والبدن.
("ولا تزد الظالمين") أي، المستترين بالغواشي التي توجب الظلمات، لذلك قال: (من الظلمات) أي، مأخوذة من الظلمات.
كما قال عليه السلام: (الظلم ظلمات يوم القيامة). (أهل الغيب المكتنفين خلف الحجب الظلمانية) منصوب على أنه عطف بيان (الظالمين). والمراد منه العارفون بالغيب وإن كانوا ظاهرين بالحجب الظلمانية التي يسترهم كالملامية. وهؤلاء هم الذين جاء في حقهم: (أوليائي تحت قبابي لا يعرفهم غيري) ("إلا تبارا" أي، هلاكا) أي، هلاكا فيك.
(فلا يعرفون نفوسهم لشهودهم وجه الحق دونهم). أي، إذا هلكوا فيك، فلا يعرفون نفوسهم ولا يشعرون بذواتهم ولا يظهرون بإنياتهم، لشهودهم وجه الحق الباقي أبدا دون أنفسهم، لئلا يحتجبوا بها عن الحق.
(في المحمديين:"كل شئ هالك إلا وجهه" وذاته. و "التبار" الهلاك.)
أي، كما جاء في حق المحمديين وفي كتابهم: (كل شئ هالك إلا وجهه). و ذاته، و التبار الهلاك، فطلب نوح، عليه السلام، الهلاك فيه بقوله: (ولا تزد الظالمين إلا تبارا.)
(ومن أراد أن يقف على أسرار نوح، فعليه بالترقي في فلك يوح). (يوح)، بالياء والواو الساكنة والحاء، هي (الشمس).
وإنما أحال الطالب السالك بالترقي إلى فلك الشمس. لأن الغالب على أملاك فلكها التنزيه. و روحانية فلك الشمس قلب عالم الأرواح المنزهة، فحصلت المناسبة بينهما.
(وهو في التنزلات الموصلية لنا، والسلام). أي، الوقوف عليها وبيانها مذكور في كتاب التنزلات الموصلية. فإنه بين هناك وجه المناسبة بينهما، وكشف بعض أسراره الذي لم يذكره هاهنا. والله أعلم بالصواب.ٍ

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي : («رب اغفر لي» أي استرني و استر من أجلي فيجهل قدري و مقامي كما جهل قدرك في قولك: «و ما قدروا الله حق قدره». «و لوالدي»: من كنت نتيجة عنهما و هما العقل و الطبيعة. «و لمن دخل بيتي» أي قلبي.
«مؤمنا» مصدقا بما يكون فيه من الإخبارات الإلهية و هو ما حدثت به أنفسها. «و للمؤمنين» من العقول «و المؤمنات» من النفوس. «و لا تزد الظالمين»: من الظلمات أهل الغيب المكتنفين خلف الحجب الظلمانية.
«إلا تبارا» أي هلاكا، فلا يعرفون نفوسهم لشهودهم وجه الحق دونهم في المحمديين. «كل شي ء هالك إلا وجهه» و التبار الهلاك. و من أراد أن يقف على أسرار نوح فعليه بالرقي في فلك يوح "نوح"، و هو في التنزلات الموصلية لنا والسلام. )
قال رضي الله عنه : («رب اغفر لي» أي استرني واستر من أجلي فيجهل قدري ومقامي كما جهل قدرك في قولك: «وما قدروا الله حق قدره». «ولوالدي»: من كنت نتيجة عنهما وهما العقل والطبيعة. «ولمن دخل بيتي» أي قلبي. «مؤمنا» مصدقا بما يكون فيه من الإخبارات الإلهية وهو ما حدثت به أنفسها. «وللمؤمنين» من العقول «والمؤمنات» من النفوس. «ولا تزد الظالمين»: من الظلمات أهل الغيب المكتنفين خلف الحجب الظلمانية. «إلا تبارا» أي هلاكا، فلا يعرفون نفوسهم لشهودهم وجه الحق دونهم في المحمديين. «كل شي ء هالك إلا وجهه» والتبار الهلاك. ومن أراد أن يقف على أسرار نوح فعليه بالرقي في فلك يوح "نوح"، وهو في التنزلات الموصلية لنا والسلام . )
. وفي كل شيء آية تدل عليك , على ما أشرت إليه (في قولك: "وما قدروا الله حق قدره" [الأنعام: 19]).
أي: ما عرفوه حق معرفته، واغفر ("ولوالدى" [نوح: 28]).
ولما كان قصد الشيخ رضي الله عنه  بیان غير المفهوم الأول فسره بقوله (من كنت نتيجة عنهما وهما العقل) المنتج لروحانيتي، (والطبيعة) المنتجة لجسمانیتي طلب لهما الستر بغاية ظهورهما في تصرفاتهما. واغفر ("لمن دخل بيتي" [نوح: 28]).  
ولما كان قصده أيضا بیان غير المفهوم الأول فسره بقوله (أي: قلبي) والداخل فيه النفس الحيوانية طلب لها الستر عن إمارتها؛ بأن تصير مطمئنة متنورة بنور القلب.
ولذلك قال رضي الله عنه : ("مؤمنا" [نوح:28]. أي: مصدقا بما يكون فيه) أي: في القلب (من الإخبارات الإلهية وهو) أي: ما يكون فيه من الإخبارات الإلهية (ما حدثت) القلوب (به أنفسها)، وفي نسخة أنفسهم , بما أخذته القلوب عن الأرواح عن الله تعالى، واغفر ("للمؤمنين" [نوح: 28]). ، من العقول "والمؤمنات" [نوح: 28]، من النفوس).
بغاية الظهور لها في تصرفاتها، وهذا كله بطريق الإشارة ثم طلب لمن يستر أحواله ومقاماته عن الخلق مزيد الستر بطريق الإشارة في ضمن دعائه على الطغاة فقال: ("ولا تزد الظالمين") [نوح: 28]، أي: الجاعلين أنفسهم في حجاب عن الخلق أخذ الظالم بطريق الإشارة (من الظلمات).
ولما أوهم أنهم أهل الحجب الظلمانية فسره بقوله: (أهل الغيب) أي: الغائبين عن نظر العامة لقصور نظرهم عن إدراكهم .
(المكتنفين خلف الحجب الظلمانية)، التي للخلق، فلا يبصرونهم دعا في شأنهم ألا يزيدهم ("إلا تبارا"  [نوح:28] أي: هلاگا). في ذاته  بحصول الفناء لهم حتى يقطعوا الالتفات إلى نظر الخلق، فلا يشتغلوا بالاستتار عنهم؛ لأن ذلك عن بقاء نفوسهم، فإذا فنوا في الله (فلا يعرفون نفوسهم)، فكيف يطلبون ستر أحوالها ومقاماتها عن نظر العامة (لشهودهم وجه الحق دونهم).
ثم أشار إلى أن هذا التبار مشيرا إلى الفناء كالهلاك (في) كتاب (المحمديين) في قوله تعالى: ("كل شيء هالك إلا وجهه " [القصص: 88]) .، وكيف لا؟
(والتبار: الهلاك) فقد عرفت بما ذكرنا أن هذه المعاني بطريق الإشارة بحيث لا تنافي المفهومات الأول فإنها لو أديت بطريق العبارة فليس فيها إنكار المفهومات الأول لهذه العبارات كفعل أهل الظاهر من الصوفية.
وفعل الباطنية من الشيعة قال ذلك: إنما كان إلحادا وكفرا لإنكار المفهومات الأول لهذه العبارات؛ وإلا فلا شك أن للقرآن ظاهرا وباطنا، وحدا ومطلعا، كما نطق به الحديث: «إن للقرآن ظاهرا وباطنا وحدا ومطلعا» أخرجه ابن حبان في صحيحه.
قال رضي الله عنه : (ومن أراد أن يقف على أسرار نوح فعليه بالترقي في فلك نوح) أي: الشمس تحصيل المعارف المتعلقة بروحانيته الغالب عليها التنزيه کروحانية نوح؛ فهي متعلقة بها (وهو) أي: بيان ذلك الترقي مذكور (في) کتاب ("التنزلات الموصلية" لنا) .
ولما فرغ عن الحكمة السبوحية المنزهة عن النقائص الإمكانية شرع في الحكمة القدوسية المنزهة عما يعد كمالات في الممکنات، وليست بکمالات على الإطلاق.
.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: