الأحد، 30 يونيو 2019

الفقرة الثالث عشر الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثالث عشر الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثالث عشر الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي


موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثالث عشر : الجزء الثانيكتاب مجمع البحرين في شرح الفصين الشيخ ناصر بن الحسن السبتي الكيلاني 940هـ:
قال رضي الله عنه :  (هذا أعظم ما قَدَرَ عليه من العلم، والأمر كما قلناه وذهبنا إِليه.
وقد بينا هذا في الفتوحات المكية وإِذا ذقت هذا ذقت الغاية التي ليس فوقها غاية في حق المخلوق.   فلا تطمع ولا تتعب نفسك في أن ترقى في‏ أعلى من هذا الدرج‏ فما هو ثَمَّ أصلًا، وما بعده إِلا العدم المحض.  فهو مرآتك في رؤيتك نفسك،وأنت مرآته في رؤيته‏ أسماءه وظهور أحكامها وليست سوى عينه.)
قال الشيخ المصنف رضي الله عنه : ( وهذا أعظم ما قدر عليه من العلم، والأمر كما قلناه وذهبنا إليه . وقد بينا هذا في الفتوحات المكية) .
قال الشارح رحمة الله :
و هذا من البيان الذي قال رضي الله عنه، و قد بينا هذا في الفتوحات المكية ، ذكره في الباب الثالث و الستين منها . 
و ذكر في الباب السابع و العشرين و ثلاثمائة من الفتوحات:
إنّ صورة الناظر في المرآة ما هي عينه، لا هي غيره ولكن حقيقة الجسم الصقيل مع النظر من الناظر أعطى هذه الصورة و لهذا يختلف باختلاف المرآة لا بالناظر، فالحكم في الصورة الكبرى لصورة المجلي لا للمتجلي .
كذلك الصورة الإنسانية في حضرة الإمكان لما قبلت الصورة الإلهية لم تظهر على حكم المتجلي من جميع الوجوه فحكم عليها حضرة المجلي، و هو الإمكان بخلاف حضرة الواجب الوجود لنفسه، فظهر المقدار و الشكل الذي لا يقبله الواجب الوجود عند العقل و هو الناظر في هذه المرآة فهو من حيث حقائقه كلها هو هو، و من حيث مقداره و شكله ما هو هو و إنما هو من أثر حضرة الإمكان فيه، الذي هو في المرآة ينبوع شكلها في نفسها و مقدارها في الكبر و الصغر .
و لمّا كان الظاهر بالصورة لا يكون إلا في حال نظر الناظر الذي هو المتجلي، لذلك نسبت الصورة إلى محل الظهور و إلى النظر.
فكانت الصورة الظاهرة برزخية بين المحل و الناظر و لكل واحد منهما أثر فيهما، يخرج منهما اللؤلؤ و هو ما كبر من الجوهر و المرجان، و هو ما ضعر منه، و هو أثر الحضرة المرآتية الإمكانية لا أثر الناظر فلمّا أثر المجلي المتجلى فيه في الصورة الكامنة من الشكل و المقدار الذي لا يقبله المتجلي الناظر من حيث ما هو عليه في ذاته، و إن ظهر به حكم فذلك حكم عين الممكن في عين وجوده، فافهم .

قال المصنف رضي الله عنه : ( وإذا ذقت هذا ذقت الغاية التي ليس فوقها غاية في حق المخلوق.  فلا تطمع و لا تتعب نفسك في أن ترقى في أعلى من هذا الدّرج فما هو ثم أصلا، وما بعده إلا العدم المحض . فهو مرآتك في رؤيتك نفسك، وأنت مرآته في رؤيته أسماءه وظهور أحكامها . وليست سوى عينه .  )

قال الشارح رضي الله عنه :
( فإذا ذقت هذا ): أي أدركت بطريق الذوق و الوجود: أي لا بمجرد العلم و العرفان: أي مقام التجلي الذاتي على صورتك: أي رؤية نفسك في الحق كأنك أنت و لا أنت، كأنه هو و لا هو .
( ذقت الغاية التي ليس فوقها غيره في حق المخلوق) و هي الحيرة الكبرى .
كما قال الصديق الأكبر رضي الله عنه: العجز عن درك الإدراك، إدراك و بيان ذلك أنّ الحضرة التي وقعت الرؤية فيها برزخية خيالية و سلطانها من الألفاظ، كأنه أشار إلى هذا المعنى الحديث الشريف الذي يقول : " أن تعبد الله كأنك تراه".
يعني: كأنك بكاف التشبيه هذه أتم من أن تراه بالنسبة إلى العابد لأنّ الرؤية تغطي الحجاب و الاثنينية، لا بد بخلاف كان، فإنّ فيها رائحة الكشف و بيان الواقع لأنه أمر برزخي بين فاصل، بين معلوم و مجهول، معدوم و موجود .
و ليس ذلك إلا الخيال فإنك أدركت شيئا وجوديا بأن وقع  بصرك عليه و تعلم قطعا بالدليل أنه ما ثم شي ء رأسا لأنّ كل شي ء هالك في ذاته و في نفسه و رأيت شيئا قد علمته أنه لا  شيء، فأثبتت وجودا نفيه في حال إثباتك إياه في الخيال .
كما قررناه في المثل المضروب في المرآة، فتقع في الرائي حيرة حتى نقول هل بهذا
المرئي ماهية أولا ماهية له بل يرى العين كالسميائي، فإنه يرى رأي العين ما لا وجود له، مع أنه لا يلحقه بالعدم المحض .
و قد أدرك البصر شيئا ما و لا بالوجود المحض، و قد علم باليقين أنه ما ثم شي ء و لا بالإمكان المحض لأنه حكمه غير محكم، لا مكان الناظر إلى الحرباء في اختلاف الألوان عليها .

فذلك بعين الخيال بلا شك ما ما هو عين الحس، فأدركت الخيال كما في الحديث الشريف :
" الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا"   أخرجه ابن عساكر عن رضي الله عنه ذكره السيوطي في شرح الصدور .
قال الشيخ رضي الله عنه: و قليل من يتفطن إلى هذا الإدراك.
يعني: الخيال كما رئي جبريل بصورة (دحية الكلبي) و هم ما رأوه بعين الحسن و لكن شبه عليهم، و علم من علم و جهل .
و إنما قال رضي الله عنه في حق المخلوق: ليخرج من يدرك الأشياء بالحق إمّا من قرب النوافل أو من قرب الفرائض أو منهما و هو مقام أو أدنى .
و أما من يدرك الأشياء بحسب استعداده يقول بالغاية لأنه كشفه و رؤيته على قدر استعداده و لا يقول بالغاية إلا من يكون كشفه في اللوح المحفوظ، المعتكف على النظر فيه أو من كان كشفه في نظرته ما هو الوجود عليه، ثم يسدل الحجاب دونه و يرى التناهي، إذ كل ما دخل في الوجود متناه، فمن رأى الغاية قال بالرأي، و علق همته بالغاية .
و هؤلاء أرباب الاستعداد الجزئية أو الكلية في الجملة، و لم يمكن لهم أن يقبلوا من الحق إلا ما يعطيه استعدادهم فحصل الاكتفاء بما قبله استعداد القابل، و ضاق المحل عن الزيادة من ذلك .
و أما بالنسبة إلى المطلق التام، أين الغاية و الأمور كلها بدايات لا نهاية لها، و صاحب هذا التجلي كشارب ماء البحر، يقول: هل من مزيد؟ .
قال أبو يزيد قدّس سره في هذا المشرب :
شربت الحب كأسا بعد كأس .....     فما نفد الشّراب و لا رويت
فإن قيل ورد في الخبر عن الكوثر : " إنه من شربه لا يظمأ أبدا".
فقال : بالرائي.
قلنا ذلك بالنسبة إلى نتائج الأعمال و قد وقفت إلى السدرة المنتهى، فرأى الرائي من هذا الوجه أما ترى صاحب أوسع الكشوفات أمر بأن يقول: رب زدني علما، فإن كل علم يعطي استعداد و علم آخر، و هلم جرا.
فإذا أردت أن تميز بين المراتب:
فاعلم أن الرؤية قد يكون الحق فيها بمنزلة المرآة للعبد و هو ناظر فيها، فلينظر ما يرى فيها من الصور، فإن رأى فيها صورة باطنة مشكلة بشكل جسدي مع تعقله، أنّ ثمة أمرا ما هو عينه فتلك صورة حق و أنّ العبد في ذلك الوقت قد تحقق، بأنّ الحق قواه ليس هو.
و إن كان الحق هو المتجلي فيها الناظر إليها، فلينظر العبد من  كونه مرآة ما تجلى فيه .
فإن تجلى فيه ما يقيده بشكله، فالحكم للمرآة لا للحق، فإنّ الرائي قد يتقيد بحقيقة شكل المرآة من طول و عرض و استدارة و انحناء و كبر و صغر، فترد الرائي إليها ولها الحكم فيه، فيعلم أنه الحق الذي هو بكل شي ء محيط، فافهم.
ذلك ذكره رضي الله عنه في بيان اسم السلام من حضرة السلامة.
( و لا تطمع) من حيث تقيدك بالصفات البشرية و تلبسك بالكمالات الجزئية، أكثر مما ذكرناه، فافهم .

( و لا تتعب نفسك في إن كثر في أعلى من هذا الدرج) لأنه فوق استعدادك المقيد المقيد، فما هو ثمة أصلا: أي ليس الحق هناك بل أنه معك حيث أنت، وأنت ما تتعدى استعدادك لا معه لأنّ الحق في نفس الأمر مع كل معتقد بل هو صورة كل معتقد و استعداد لا يتعدى عنه فأدرج نفسك و لا تتعب إنك معه كما هو معك، و إن لم يشعر بذلك .
كما قال تعالى: "و فوق كُل ذِي عِلْمٍ عليمٌ " [ يوسف: 76] .
و كما ورد في الخبر : " كلّ ميسّر لما خلق له"  . خذ ما أتاك و كن من الشاكرين لعل بالشكر تزيد النعم فافهم .
( و ما بعده ): أي بعد الترقي بهذا الدرج المذكورة إلا (العدم المحض ): أي الخالص المطلق بلا شوب الوجود لا حق و لا خلق البتة، إنما أضاف رضي الله عنه العدم بالمحض حتى لا يطن الظان الطالب أنه العدم الإضافي فإن فيه مجال الطالب بخلاف العدم الصرف.
و هو العدم المطلق ظلمة لا نور فيه، فلا تتعب الطالب المريد في الطلب فيها فافهم، فإذا علمت بل فهمت أن التجلي على قدر المتجلي، فهو مرآتك في رؤيتك نفسك، و أنت مرآته في رؤية أسمائه و ظهور أحكامها فيك و على قدرك لا تزيد و لا تنقص، و ليست سوى عينه مع أن الأمر ليس بخارج منك، بل أنت عينه لا غيره، فهو الرائي و هو المراد، و هو الصورة لا غير فيها .

.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: