الأحد، 30 يونيو 2019

الفقرة الثالثة الجزء الأول السفر الرابع فص حكمة قدوسية فى كلمة إدريسية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثالثة الجزء الأول السفر الرابع فص حكمة قدوسية فى كلمة إدريسية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثالثة الجزء الأول السفر الرابع فص حكمة قدوسية فى كلمة إدريسية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي


موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثالثة :الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فمن حيث هو قطب الأفلاك هو رفيع المكان. وأما علو المكانة فهو لنا أعني المحمديين.
قال الله تعالى «وأنتم الأعلون والله معكم» في هذا العلو، وهو يتعالى عن المكان لا عن المكانة.  ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعية بقوله «ولن يتركم أعمالكم»: فالعمل يطلب المكان والعلم يطلب المكانة، فجمع لنا بين الرفعتين علو المكان بالعمل و علو المكانة بالعلم.)
(فمن حيث هو)، أي فلك الشمس (قطب)، أي مرکز دوائر (الأفلاك) الأربعة عشر من حيث إنها كلها دائرة فيها هي مسخرة له من الآثار المولدات عن أمره وإذنه ، لأنه قلبها .
هو رفيع المكان بالنسبة إليها كلها بمنزلة العقل الذي تدور عليه جميع الأفلاك الإنسانية الأربعة عشر المذكورة، لأنه يزنها بميزانه ويصرف كل فلك منها في شأنه.
(وأما علو المكانة) المرتبة والمنزلة (فهو لنا) خاصة (أعني) الورثة المحمديين التابعين بمحمد صلى الله عليه وسلم (كما قال الله تعالی) في حقنا ("وأنتم الأعلون") على غيركم مرتبة ومنزلة ("والله" ) سبحانه وتعالى من حيث جمعيته لجميع الأسماء ("معكم") بذاته من حيث أنها ذاتكم وراء ما أطلعكم عليه أنه ذاتكم.
وبصفاته من حيث إنها صفاتكم وراء ما أطلعكم عليه أنه صفاتكم .
وبأسمائه من حيث إنها أسماؤكم وراء ما أطلعكم عليه أنه أسماؤكم.
وبأفعاله من حيث أنها أفعالكم وراء ما أطلعكم عليه أنه أفعالكم.
وبأحكامه من حيث إنها أحكامکم وراء ما أطلعكم أنه أحكامكم.
فأنتم هو من حيث ما يعلم هو لا من حيث ما تعلمون أنتم.
فإنه أزاغ أبصاركم وأطغاها فأشهدكم إياه أنتم لا هو.
فلو أقامكم في مقام "ما زاغ البصر وما طغى [النجم: 17] . لرأيتموه وغبتم عن أنفسكم التي لا وجود لها من قبل غيبتكم عنها أيضا.
وهذه هي المعية الأزلية الأبدية (في هذا العلو) عنكم الذي له تعالى في المرتبة والمنزلة (وهو) سبحانه (يتعالی)، أي يتنزه ويتباعد (عن) علو (المكان)، لأنه من صفات الأجسام وهو تعالی ليس بجسم (لا عن) علو (المكانة) بمعنى المرتبة والمنزلة، لأنه تعالى يوصف بذلك إذ رتبته ومنزلته فوق كل رتبة ممكنة ومنزلة ممكنة.
(ولما خافت نفوس العمال منا) معشر المحمديين على عملها المطلوب منها أن يفوتها باشتغالها بمعيته تعالى التي تستغرق يقظتنا وعملنا بأنفسنا وبغيرنا (أتبع) سبحانه (المعية) المذكورة (بقوله) تعالى: ("ولن يتركم")، أي ينقصكم
("أعمالكم") [محمد: 35]، بسبب استغراقكم في معيته (فالعمل) الصالح منكم (يطلب المكان) لكثافته.
ولهذا كانت الجنة "عند سدرة المنتهى " والسدرة فوق السموات.
قال تعالى: "عند سدرة المنتهى . عندها جنة المأوى " [النجم: 14 - 15] .
والجنة جزاء الأعمال بل هي الأعمال تجسدت في الدار الآخرة (والعلم) اللدني منكم (يطلب المكانة)، أي المرتبة العالية للطافته، وهو علم الله بكم، وهو كلمات الله لكم كما قال في عیسى علیه السلام : "وكلمته ألقاها إلى مريم" [النساء: 171]، وقال الله تعالى : "إليه يصعد الله الطيب" [فاطر: 10] . وهو العلم يطلب المكانة، أي المرتبة التي له تعالى، والعمل الصالح يرفعه إلى المكان العالي عن عالم العناصر وهو الجنة فوق السموات السبع.
(فجمع) سبحانه (لنا) معشر الورثة المحمديين (بين الرفعتين) الأولى (علو المكان بالعمل) الصالح (و) الثانية : (علو المكانة بالعلم) اللدني.

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فمن حيث هو قطب الأفلاك هو رفيع المكان. وأما علو المكانة فهو لنا أعني المحمديين.
قال الله تعالى «وأنتم الأعلون والله معكم» في هذا العلو، وهو يتعالى عن المكان لا عن المكانة.  ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعية بقوله «ولن يتركم أعمالكم»: فالعمل يطلب المكان والعلم يطلب المكانة، فجمع لنا بين الرفعتين علو المكان بالعمل و علو المكانة بالعلم.)
(فمن حيث هو) أي فلك الشمس (قطب الأفلاك هو) أي إدريس (رفيع المكان) الذي أعلى الأماكن بعلو المكانة فكان إدريس عاليا بعلو المكان لا بعلو المكانة إذ المكانة وصف لمكانه لاله .
إذ ما ثبت بالنصر الإلهي لإدريس إلا علو المكان لا علو المكانة ولا يلزم من ثبوت علو المكانة المكانة ثبوتها فلم يثبت له على المكانة بالنص .
(وأما على المكانة فهو لنا بالنص الإلهي (أعني المحمديين قال الله تعالى: "وأنتم الأعلون و الله معكم " محمد: 35 . في هذا العلو وهو يتعالى عن المكان لا عن المكانة) ولما قال : "والله معكم" علمنا أن المراد من قوله :
"وأننم الأعلون" إثبات علو المكانة لنا لتعاليه عن المكان دون المكانة . ولو كان المراد علوا بالمكان تزم إثبات ما هو من خواص الأجسام للحق تعالى عن ذلك فعلو الحق لا يكون إلا بالمرتبة وعلونا قد يكون بالمكان وقد يكون بالمكانة وقد يكون بهما .
(ولما خافت النفوس العمال منا) يعني لما علم الله تعالى في نفوس العمال خافت بسبب هذه الآية أن لا يكون لهم نصيب من العار المكاني لأنه لما اتبع الخطاب بقوله: "والله معكم" علموا أن ليس المراد العلو المكاني الذي نتائج أعمالهم فكانوا خارجين عن الخطاب فضاعت أعمالهم فخافوا .
فلما خافوا (اتبع المعية بقوله ولن يتركم أعمالكم) لإزالة خوفهم وتسليهم فالعمل بطلب المكان كما في إدريس تبدلت بشريته بالرياضيات والأعمال الصالحات حتی رفعه الله مكانا عليا جزاء عن أعماله .
ولم يكن له علو المكانة لما أن ذلك بالفناء في الخلق وإدريس عليه السلام لم يكن له الفناء الذي يوصل إلى التوحيد الذاتي المحمدي هذا في حال حياته.
وأما في الآخرة فقد جمع الله له اترفعتين فما جمع الله بين الرفعتين إلا لمن كان عالما وعاملا .
(فالعلم بطلب المكانة والعمل يطلب المكان) فمن كان عليا بالعلم فله علو المكانة ومن كان عليا بالعمل فله علو المكاني (فجمع) الله (لنا بين الرفعتين بالنص على المكان بالعمل وعلو المكانة بالعلم) هذا الجمع في الدار الآخرة .
فإن علو المكانة يختص بولاة الأمر وإن كان أجهل الناس فعلمنا أن العمل يطلب على المكان في الآخرة وعلمنا أن العلم يطلب كذلك فما كان علية منا في الدار الآخرة بعلو المكانة فهو علي بعلو المكان إذ لا يحصل العلم الحاصل من الفناء في الله إلا بالعمل الموجب له إلا المجذوبين وليس كل من كان عليا بالمكان عليا بالمكانة كالزهاد.
فإنهم في أعلى الجنان وليس لهم علو بالمكانة لأن أعمالهم لا لطلب العلم بالله بل لطلب المكان العلي فأعلى الله مرادهم على حسب طلبهم.

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فمن حيث هو قطب الأفلاك هو رفيع المكان. وأما علو المكانة فهو لنا أعني المحمديين.
قال الله تعالى «وأنتم الأعلون والله معكم» في هذا العلو، وهو يتعالى عن المكان لا عن المكانة.  ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعية بقوله «ولن يتركم أعمالكم»: فالعمل يطلب المكان والعلم يطلب المكانة، فجمع لنا بين الرفعتين علو المكان بالعمل و علو المكانة بالعلم.)
وأما على المكانة:
فهو لنا، أعني المحمديين، قال الله تعالى: «وأنتم الأعلون والله معكم في هذا العلو، وهو يتعالی عن المكان لا عن المكانة، ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعية بقوله: "ولن يتركم أعمالكم" (محمد: 35) .
فالعمل يطلب المكان والعلم يطلب المكانة، فجمع لنا بين الرفعتين على المكان بالعمل وعلو المكانة بالعلم.
وأما قوله: فهو العلي بعلو المكان وبعلو المكانة
فمعناه: أن من كان العلو بالقرب منه يكتسب، فكل علو حصل لعال فهو علوا وزيادة .
وأما قوله في علو المكانة: "كل شيء هالك إلا وجهه" (القصص: 88) فمعناه أنه تعالى يريد أن كل شيء هالك أي معدوم إلا وجهه أزلا وأبدا وهذه مكانة لا تليق إلا به.
وهو بعينه معنی "وإليه يرجع الأمر كله" (هود: 123) أي حقيقته، إليها ترجع الحقائق كلها، فهو وحده
وهو بعينه معنى قوله: "أإله مع الله" (النمل: 60) أي ليس مع الله سواه أزلا وأبدا كما أجمع عليه أهل الفناء في التوحيد .
لأن وجود سواه ألوهية ما، فهذه الصفات كلها صفات شطر من حقيقة مرتبة الكامل والكلام في هذا المجال يكون شفاها لضيق هذا المكتوب عن بسط الكلام فيه وأين مقام من قيل فيه: "إني جاعل في الأرض خليفة" (البقرة: 30) ممن قيل فيه"ورفعناه مكانا عليا" (مريم: 57)
ثم أنه نسب العلو للمكان لا إليه، أعني إدريس، عليه السلام.
و كذلك قوله تعالى: "أم كنت من العالين" عن الملائكة الذين لم يعلموا أن الله خلق آدم ولا سجدوا له .
ولذلك قيل لإبليس: "أم كنت من العالین" (ص: 75) فلذلك لم يسجد لآدم ومع علو مكانة العالين فعلو الكمل من المحمديين أعلى.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فمن حيث هو قطب الأفلاك هو رفيع المكان. وأما علو المكانة فهو لنا أعني المحمديين.
قال الله تعالى «وأنتم الأعلون والله معكم» في هذا العلو، وهو يتعالى عن المكان لا عن المكانة.  ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعية بقوله «ولن يتركم أعمالكم»: فالعمل يطلب المكان والعلم يطلب المكانة، فجمع لنا بين الرفعتين علو المكان بالعمل و علو المكانة بالعلم.)
قال رضي الله عنه : « فمن حيث هو فلك الأفلاك هو رفيع المكان .وأمّا علوّ المكانة فهو لنا أعني المحمّديّين ، قال تعالى : " وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَالله مَعَكُمْ ".
في هذا العلوّ ، وهو يتعالى عن المكان لا عن المكانة ، ولمّا خافت نفوس العمّال منّا ، أتبع المعيّة بقوله : " وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ " فالعمل يطلب المكان ، والعلم يطلب المكانة ، فجمع لنا بين الرفعتين : علوّ المكان بالعمل ، وعلوّ المكانة بالعلم   .
قال العبد : العلوّ حقيقة نسبية للعالي والعليّ كالرفعة للرفيع ، وهي على قسمين :
حقيقيّة لمن هي منسوبة إليه أو إضافية ، وإن كانت هي في عينها وحقيقتها نسبة ولكنّها قد تكون ذاتية حقيقية كالعلوّ الإلهي الذاتي على ما سنذكر في موضعه ، إن شاء الله تعالى . وقد تكون إضافية ، والإضافية على وجهين :
علوّ بالنسبة إلى المكان العالي كالمتمكَّنات الكائنة أعالي الأمكنة ، أو الكائنات المتمكَّنة في الأماكن العالية كالصور الطبيعية العالية العرشية ، ثم الصور الفلكية التي حول الكرسي وفيه.
وهذا النوع من العلوّ المكاني معلوم عرفا وعقلا وشرعا ، والذي ذكره الشيخ رضي الله عنه من علوّ المكان على مقتضى التحقيق الكشفي هو لفلك الأفلاك الحقيقي الكشفي لا المشهور العرفي المتداول في عرف المتفلسفة ،فإنّ فلك الأفلاك عند حكماء الرسوم هو الأطلس الذي فوق الأمكنة كلَّها محيط بها ،وهو ظاهر.
ولكنّ ثمّ سرّا عليّا وتحقيقا إلَّيّا ، وذلك كما ذكرنا أنّ العلوّ الحقيقيّ هو الذاتي ، فإن كان مكان من الأماكن ، له مكانة ذاتية كفلك الشمس الذي مكانه الوسطية التي إليها نسبة جميع الأماكن ، على السواء كالمركز نسبة كلّ جزء من أجزاء المحيط إليه على السواء فكان إذن لهذا المكان علوّ ذاتي على سائر الأماكن ومزية مرتبة ، فهو إذن أعلى الأمكنة والأماكن ، وكذلك للفلك الأطلس من حيث إحاطته بالكلّ والعرش والكرسيّ من حيث المستوي والمتدلَّي ، ولكنّها نسبية إضافية .
وكالفلك الوسطيّ القطبي الشمسي الرابع عرفا والثامن تحقيقا من فوقه ومن تحته ، فإنّ فوقه سبعة وتحته سبعة وهو الثامن من كلّ جهة ، فلهذا المكان المكانة الزلفى والإحاطة المعنوية العليا ، وفيه عرش الإلهية من نور اللاهوت ، والحياة والجود ، ومنها تنفهق الأنوار وتنبعث الأضواء ، علوا وسفلا فاستحقّ هذا الفلك في مشرب التحقيق أن يكون فلك الأفلاك والعلوّ المذكور في إدريس عليه السّلام هو علوّ المكان في قوله تعالى : " وَرَفَعْناه ُ مَكاناً عَلِيًّا " وفي هذا المكان روح إدريس بما تروحن من جسده الشريف عليه السّلام .
وأمّا علوّ المكانة مطلقا فهو للمحمّديّين من قوله تعالى " وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ "
فهو لنا ، لكمال نسبتنا من حضرة الجمع المحمدي .
لكون الأفضلية للعلوّ المرتبي من حيث المكانة على العلوّ المكاني ، وهو تعالى معنا في هذا العلوّ ، لكون مرتبته في الوجود المطلق أعلى من مرتبة الوجود المقيّد ، ولمرتبته أيضا أحدية جمع المراتب كلَّها .
ثمّ إنّه لمّا أثبت الله لنا علوّ المكانة في كتابه الكريم دون العلوّ المكاني ، كما أثبت لإدريس عليه السّلام خافت نفوس من لم يثبت له علوّ المكانة العلمية من العمّال والعبّاد من العباد من هذه الأمّة ، لكون الأعمال جسمانية أن لا يبقى لهم من علوّ المكان حظَّ إلهي ، فأعقب سبحانه وتعالى بقوله : " وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ " ، أي لن يبخسكم وينقصكم من أعمالكم الجسمانية شيئا فإنّ أعمالكم ، لها أعلى الأمكنة ، لأنّ سدرة المنتهى التي إليها تنتهي أعمال بني آدم مترتّبة إلى العرش الذي له أعلى الأمكنة ، فجمع الله لنا من الوارث المحمدي بين العلوّين ، فنحن الأعلون ، والله معنا في هذه الأعلويّة .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فمن حيث هو قطب الأفلاك هو رفيع المكان. وأما علو المكانة فهو لنا أعني المحمديين.
قال الله تعالى «وأنتم الأعلون والله معكم» في هذا العلو، وهو يتعالى عن المكان لا عن المكانة.  ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعية بقوله «ولن يتركم أعمالكم»: فالعمل يطلب المكان والعلم يطلب المكانة، فجمع لنا بين الرفعتين علو المكان بالعمل و علو المكانة بالعلم.)
قال رضي الله عنه : (فمن حيث هو قطب الأفلاك هو رفيع المكان ) ظاهر ، وتسمية العناصر أفلاكا تعضد أنه يريد بالأفلاك مراتب الموجودات الممكنة البسيطة ، من الأشرف إلى الأدنى.
قال رضي الله عنه : ( وأما علو المكانة فهو لنا أعنى المحمديين ، قال الله تعالى – " وأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ والله مَعَكُمْ " - في هذا العلو وهو يتعالى عن المكان لا عن المكانة ) إنما كان علو المكانة للمحمديين ، لأن واحدية الجمع أعلى رتبة في الوجود وهي رتبة محمد عليه الصلاة والسلام ، والله تعالى بأحدية الذات بالوجود المطلق متعالي عن كل قيد فله العلو الذاتي .
لأن كل مقيد هو المطلق من حيث الهوية أي حقيقة الوجود الغير المنحصر وهو به هو وبنفسه ليس بشيء ، فلا رتبة له من غير الوجود حتى يعتبر العلو بالنسبة إليه .
فاللَّه هو العلى المطلق بحسب الذات وحده لا بالنسبة إلى شيء ، وهو مع المحمديين في هذا العلو لفنائهم في أحدية وجودهم به ، وهو متعالي عن المكان لعدم التقيد وكون المكان به مكانا ، لا عن المكانة لكون المطلق أعلى مرتبة من المقيد .

.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: