الأحد، 30 يونيو 2019

الفقرة السادسة الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة السادسة الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة السادسة الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي


موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة السادسة : الجزء الثاني
كتاب مجمع البحرين في شرح الفصين الشيخ ناصر بن الحسن السبتي الكيلاني 940هـ:
قال رضي الله عنه :  ( وأما القسم الثاني وهو قولنا: «و منها ما لا يكون عن سؤال» فالذي لا يكون عن سؤال فإِنما أُريد بالسؤال التلفظ به، فإِنه في نفس الأمر لا بد من سؤال إِما باللفظ أو بالحال أو بالاستعداد.   كما أنه لا يصح حمد مطلق قط إِلا في اللفظ، وأما في المعنى فلا بد أن يقيده الحال. فالذي يبعثك على حمد اللَّه هو المقيِّد لك باسمِ فِعْلٍ أو باسم تنزيه.
والاستعداد من العبد لا يشعر به صاحبه ويشعر بالحال لأنه يعلم الباعث وهو الحال. فالاستعداد أخفى سؤال.   وإِنما يمنع هؤلاء من السؤال علمهم بأن اللَّه فيهم سابقة قضاء. )
قال الشيخ المصنف رضي الله عنه : ( و أما القسم الثاني و هو قولنا: "ومنها ما لا يكون عن سؤال" فإنما أريد بالسؤال التلفظ به، فإنه في نفس الأمر لا بد من سؤال إما باللفظ، أو بالحال، أو بالاستعداد . كما أنه لا يصح حمد مطلق قط إلا في اللفظ، وأما في المعنى فلا بد أن يقيده الحال. فالذي يبعثك على حمد الله هو المقيد لك باسم فعل أو باسم تنزيه .
و الاستعداد من العبد لا يشعر به صاحبه و يشعر بالحال لأنه يعلم الباعث و هو الحال فالاستعداد أخفى سؤال .  و إنما يمنع هؤلاء من السؤال علمهم بأن الله تعالى فيهم سابقة قضاء، فهم قد هيأوا محلهم لقبول ما يرد منه، و قد غابوا عن نفوسهم و أغراضهم) .

قال الشارح رحمه الله :
( و أما القسم الثاني) و هو قولنا: و منها ما لا يكون عن سؤال فإنما أريد بالسؤال المتلفظ به فإنه في بعض الأمر لا بد من سؤال، إما باللفظ أو بالحال أو بالاستعداد .
فالسؤال بالحال كسلام الفقير على الغني، و التملق له و السؤال، بالاستعداد كسؤال الأعيان في ظهورها، فأول سؤال كانمن الكون استعداده من حيث إمكانه بحسب اختلاف أعيانه المنددة حيث ثبوتها في العدم، ثم الاستعداد و القبول أيضا عطاء .
و هو استجابة الدعاء: الذي هو الاستعداد و القبول للاستعداد و القبول لكل عطاء هو سؤال العطاء، و أول ظهوره من الله الطالب، فافهم .
( كما أنه لا يصح حمد مطلق قط إلا في اللفظ) نقول الحمد لله، و أما في المعنى فلا بد أن يقيده الحال، فالذي يبعثك على حمد الله هو المقيد لك باسم فعل أو اسم تنزيه كالمعطي و الوهاب و كالمغني و القدوس .
إنما خص رضي الله عنه باسم الفعل و اسم التنزيه، لأنه تعالى أظهر أسماؤه لنا إلا للثناء بها عليه، فمن المحال أن يكون فيها اسم علمي أصلا لأنّ الأسماء الأعلام لا يقع بها ثناء على المسمّى .
مع أنه ما وجدنا لله أسماء تدل على ذاته، خاصة من غير تعقل معنى زائد على الذات .
إنه ما سم اسما إلا على أحد الأمرين، من إما ما يدل على الفعل، و إما ما يدل على التنزيه، 
و ذكره رضي الله عنه في الباب التاسع و السبعين و ثلاثمائة من الفتوحات.
فلمّا قرر رضي الله عنه أنه لا بد من سؤال و هو منحصر في ثلاثة: لفظ و حال و استعداد.
ثم ذكر أحكام السؤال اللفظي، فأراد أن يذكر أحكام السؤال الحالي و الاستعدادي .
فقال رضي الله عنه: (و الاستعداد من العبد لا يشعر به صاحبه) الذي لم يبلغ الإشراف على الأعيان و يشعر بالحال لأنه يعلم بالباعث و هو الحال.
فالاستعداد أخفى سؤال لأنّ العلم بكل استعداد جزئي في وقت جزئي صعب لمن لا يشرف على الأعيان و لا يكون هذا النوع من العلم إلا للأفراد خاصة .
وكمال ذلك كختم الختم فإنه من مقام باطن النبوة و هو الشعرة التي من الخاتم في الخاتم صلى الله عليه و سلم، و في ذلك يقع الميراث الكامل .
و أما أرباب الأحوال فيعرفون ذلك من البواعث فإنها من الأحوال، فهو هين الخطب من هذه الحيثية .
( و إنما يمنع هؤلاء من السؤال ): أي الذين يسألون سؤالا لفظيا .
( علمهم بأن لله فيهم) فكل مقدرات بلا سؤال، و يرون أن السؤال مطلقا إلحاف .
قال الله تعالى في حق طائفة مدحا لهم: " لا يسْئلون  النّاس إلحافاً " [ البقرة : 273] فإن كل سؤال إلحاف .
قيل عن إبراهيم عليه السلام من هذا المقام أنه قال: علمه بحالي أغناني عن سؤالي .
فهم قد هيئوا محلهم بعد ما علموا القبول ما يرد منه، و قد غابوا عن نفوسهم و أغراضهم هذه الغيبة هي التمني لحضرة القبول .
"" أضاف الجامع عن سر الرابطة بين الإستعداد في العبد والإذن الإلهي :
تقول د. سعاد الحكيم عند الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
أولا: الإذن الإلهي هو التمكين الإلهي الذي يحفظ على المحل المرتبة أو الصفة الفاعلة، أو تمكين المؤثر من التأثير في مرتبته، فالعلة لا تستقل بالفعل بل يمكنها الله من الفعل، وهذا التمكين يعبر عنه بالإذن الإلهي.
فالإذن الإلهي مرتبط ارتباطا مباشرا بمفهوم السبب وفعاليته، فالسبب أو العلة ليسا كافيين لوجود المسبب أو المعلول، بل إن الله يخلق الفعل عندهما، فيخيل للناظر أن السبب هو الذي فعل فعله بالمسبب، وفي الواقع إن الله هو الفاعل عند وجود السبب.
فالمشاهد يؤخذ بالتوالي شبه الحتمي للمسبب عن السبب، فيظن أن الأثر للسبب، وما هذا التوالي الذي يحفظه الله للسبب سوى الإذن الإلهي.
يقول ابن العربي الطائي الحاتمي:
اعلم أن العالم لا تأثير له من ذاته، إنما الحق سبحانه جعل لكل شيء منه مرتبة في التأثير والتأثر على حد معلوم .
ومكن سبحانه كل ذي مرتبة من مرتبته وجعلهم فيها على مقامات معلومة، تمكينا يبقيه عليهم ما شاء ويعزلهم عنه إذا شاء، وعبر سبحانه عن هذا التمكين بالإذن .
فمعنى الإذن تمكين المؤثر من التأثير في مرتبته لا الإباحة والتخيير.
ولو كان معناه التخيير لما قال:" وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ".
فتبين بما ذكرناه أن أفعال الخلق كلها بإذنه، الذي هو تمكينه لهم إبقاء مرتبة التأثير عليهم ، إنه لا فاعل إلا الله، وإن تأثير الأكوان من حيث إبقاؤه عليها مرتبة التأثير التي وهبها لها ".

ثانيا: الإذن الإلهي هو الأمر الإلهي الظاهر بالاستعداد في المسبب.
يقول ابن العربي الطائي الحاتمي في تفسير الآية:" ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله ".
الإذن: الأمر الإلهي، أمر بعض الشجر أن تقوم فقامت، وأمر بعض الشجر أن تنقطع فانقطعت بإذن الله لا بقطعهم.
فإن إذن الله لها في هذه الصورة كالاستعداد في الشيء، فالشجرة مستعدة للقطع فقبلته من القاطع فقوله: فبإذن الله، يعني للشجرة كقوله: " فيكون طيرا بإذن الله" .

ثالثا: الإذن الإلهي هو صنو المشيئة في تكوين القدر.
فالشيخ الأكبر يجعل القدر وجهين: مشيئة وإذن، فالقدر هو ما شاء الله وأذن به فكان.
يقول الشيخ: " حذر أن تهلك أمته كما هلكت الأمم قبلها بنسيان القدر الذي هو المشيئة والإذن، إذ النفوس شديدة التعلق والأنس بالأسباب ". أهـ

ويرى الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه: 
أن الأولياء في بداياتهم لا يتحركون ولا يسكنون إلا بالإذن الإلهي الصريح في قلوبهم .
حتى إذا وصلوا إلى مرتبة الأمناء التي ينفرد فيها كل واحد منهم بحاله، أعطوا التمكين في أمورهم فلا يعودون بحاجة إلى الإذن الإلهي، لأنهم فنوا في الله فأصبحوا بالله يسمعون وبه يبصرون وبه يتحركون وبه يسكنون. 
ويقول سيدي عبد القادر الجيلاني:
1. " أولياء الله عز وجل متأدبون بين يديه، لا يتحركون حركة، ولا يخطون خطوة إلا بإذن صريح منه لقلوبهم" .
2. "وقد ينقلون إلى حالة بعد أن جعلوا الأمناء وخوطب كل واحد منهم بالانفراد في حالته" إنك اليوم لدينا مكين أمين ".
فلا يحتاجوا فيها إلى إذن، لأنهم صاروا كالمفوض إليهم أمرهم فهم في قبضته حيث ما ذهبوا في شيء من أمورهم ". أهـ ""

.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: