الأحد، 30 يونيو 2019

الفقرة الحادي عشر الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الحادي عشر الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الحادي عشر الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي


موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الحادي عشر : الجزء الثاني
كتاب مجمع البحرين في شرح الفصين الشيخ ناصر بن الحسن السبتي الكيلاني 940هـ:
قال رضي الله عنه :  ( ثم نرجع إِلى الأعطيات فنقول: إِن الأعطيات إِما ذاتية أو أسمائية.   فأما المِنَح والهبات والعطايا الذاتية فلا تكون أبداً إِلا عن تجل إِلهي.   والتجلي من الذات لا يكون أبداً إِلا بصورة استعداد المتجلَّي‏ له وغير ذلك لا يكون. فإِذن المتجلَّي له ما رأى سِوَى صورته في مرآة الحق، وما رأى الحق و لا يمكن أن يراه مع علمه أنه ما رأى صورته إِلا فيه.)
قال الشيخ المصنف رضي الله عنه :  (ثم نرجع إلى الأعطيات فنقول إن الأعطيات إما ذاتية أو أسمائية . فأما المنح و الهبات و العطايا الذاتية فلا تكون أبدا إلا عن تجل إلهي . و التجلي من الذات لا يكون أبدا إلا بصورة استعداد المتجلي له، غير ذلك لا يكون، فإذا المتجلي له ما رأى سوى صورته في مرآة الحق . و ما رأى الحق و لا يمكن أن يراه مع علمه أنه ما رأى صورته إلا فيه )

قال الشارح رضي الله عنه :
فقال: (ثم نرجع إلى الأعطيات) بفتح الهمزة و تخفيف الياء جمع الأعطية جمع عطاء، فيكون جمع الجمع كأغطية و غطاء، أو بضم الهمزة و تشديد الياء المثناة التحتانية جمع أعطية كأمنية.
( فنقول أنّ الأعطيات إما ذاتية أو أسمائية، فأما المنح و الهبات و العطايا الذاتية فلا تكون إلا عن تجل إلهي ): أي لا يكون إلا عن تعريف و لا عن نظر و فكر .
فإذا كانت منحصرة في التجلي فقط، و التجلي من الذات لا يكون أبدا إلا بصورة استعداد المتجلى له لأنّ تجليه تابع مشيئته، و مشيئته تابع عمله، و عمله تابع استعداد المعلوم المتجلي له، و ذلك لأرباب المقامات و المقيدين بها .
فأمّا الوارث المحمدي الذي أتاه الله جوامع الكلم، و علم الأسماء كلها، و علم علم الأولين و الآخرين، فكل الصيد في جوف الفراء فقد خلص من حكم المقامات عليه، فهو يحكم بها بحسّب ما تعطيه الأحوال، فإنه العليم الحكيم، و هذا مقام من لا مقام له و هو قابل التجلي الذاتي لا يتبع الاستعداد أو يتبعه، فافهم .
ذكر رضي الله عنه هذه المسألة في الباب العشرين و أربعمائة من الفتوحات:
وقد قال بعضهم شهود الحق فناء ما فيه لذة لا في الدنيا ولا في الآخرة فليس التفاضل ولا الفضل في التجلي وإنما التفاضل والفضل فيما يعطي الله لهذا المتجلي له من الاستعداد وعين حصول التجلي عين حصول العلم لا يعقل بينهما بون كوجه الدليل في الدليل سواء بل هذا أتم وأسرع في الحكم وأما التجلي الذي يكون معه البقاء والعقل وإلا لالتذاذ والخطاب والقبول فذلك التجلي الصوري ومن لم ير غيره ربما حكم على التجلي بذلك مطلقا من غير تقييد والذي ذاق الأمرين فرق ولا بد.
وبلغني عن الشيخ المسن شهاب الدين السهروردي ابن أخي أبي النجيب أنه يقول بالجمع بين الشهود والكلام فعلمت مقامه وذوقه عند ذلك.
فما أدري هل ارتقى بعد ذلك أم لا وعلمنا أنه في مرتبة التخيل وهو المقام العام الساري في العموم.
وأما الخواص فيعلمونه ويزيدون بأمر ما هو ذوق العامة وهو ما أشار إليه السياري ونحن ومن جرى مجرانا في التحقيق من الرجال.أهـ

أشار إلى هذا الفناء أبو العباس قدّس سره حيث قال:
ما التذّ عاقل بمشاهدة قط لأنها فناء . و أمّا من قال بجمع الكلام و الشهود كأنه أشار إلى الأول الذي نحن بصدد بيانه الآن كما نقل عن الشيخ شهاب الدين السهروردي فإنه قال بجمعهما غير ذلك لا يكون لأنّ الحكمة أعطت الحكيم ذلك .
قال الله تعالى لموسى عليه السلام: "لنْ تراني" [ الأعراف: 143].
أي أبدا لأنّ الرائي ما يرى منه إلا قدر منزلته و رتبته فما رآه بل ما رأى إلا نفسه، و لو لا كذلك ما وقع التفاضل في الرؤية أصلا، و قد وقع التفاضل فيها كالرؤية المحمدية و هي أكمل رؤية يرى فيها الحق و بها، فيرفعه بها منزلا لا يناله إلا المحمديون، و هو منزلة الهوية .
( فإذن المتجلي له ما رأى سوى صورته في مرآة الحق) و هو مجلي رؤيته نفسه، و ما رأى الحق اشتغل الرامي برؤية نفسه عن رؤية المجلي .
الذي هو المجلي الحق، فلو لم تبد للرأي صورته أو صورة كون ربما كان يراه فما حجبنا عنه إلا نفوسنا فيه فلو زلنا عنه أيضا ما رأيناه لأنه ما كان يبقى ثمة بزوالنا من يراه .
فنحن لم نزل ما نراه بل نرى فيه نفوسنا، و لا يمكن أن يراه لأننا مقيدون بعدة قيود و الله تعالى مطلق لا يتقيد، فلا مناسبة بل لا يرى المطلق إلا المطلق و لكن المطلق قد يتقيد بحسب الاعتقاد، فلا يكون مطلقا فما رأيته مطلقا بل رأيت نفسك .

فإذا رأيت نفسك عرفت من أنت فتعلم عند ذلك هل أنت هو أو لست هو ؟
فإنه هنا يحصل لك العلم الصحيح فإنّ الدليل قد يكون خلاف المدلول و قد يكون عين المدلول، فلا  شيء أول على الشيء من نفسه. " من عرف نفسه فقد عرف ربه" ، ثم تبعد الدلالة بقدر المناسبة و أقرب الشيء إلى الشيء نفسه .
قال تعالى: "تعلمُ ما في نفْسِي و لا أعْلمُ ما في نفْسِك" [ المائدة: 117] .
لأنها لك ولا أعلم ما فيها مما أخفيت من قرة أعين لأنه غيب عنه صلى الله عليه و سلم وذلك من بعد المناسبة بين العبد وبين ربه مع علمه .
( بأنها رأى صورته إلا فيه) و الذي رأى فيه صورته لا غير و ذلك لأنه رأى الوجود كالمرآة لم يكد يراه و رأى عينه فيه محصورة بحكم .
كما قال الله تعالى: "وما مِنّا إلّا لهُ مقامٌ معْلومٌ " [ الصافات: 164] .

فالحصر عمّ الوجود و محصور يحصر ما، مع أنه يعلم أنه عينه من حيث كونه عدما له إطلاق صرف، و لكن يحكم الاتصاف بالوجود و الظهور فيه، أعطي للعين الحصر و انحصرت فيه لأنّ الحصر من لوازم أحكام الوجود، فيعلم أن التي رآها ليست صورته، فيحكم الأمر أنّ المتناقضان المتضادان في آن واحد .
.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: