الأحد، 30 يونيو 2019

الفقرة الخامسة الجزء الأول السفر الرابع فص حكمة قدوسية فى كلمة إدريسية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الخامسة الجزء الأول السفر الرابع فص حكمة قدوسية فى كلمة إدريسية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الخامسة الجزء الأول السفر الرابع فص حكمة قدوسية فى كلمة إدريسية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي


موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الخامسة: الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (ولما قال الله تعالى «ورفعناه مكانا عليا» فجعل «عليا» نعتا للمكان، «وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة»، فهذا علو المكانة. وقال في الملائكة «أستكبرت أم كنت من العالين» فجعل العلو للملائكة.
فلو كان لكونهم ملائكة لدخل الملائكة كلهم في هذا العلو.
فلما لم يعم، مع اشتراكهم في حد الملائكة، عرفنا أن هذا علو المكانة عند الله.
وكذلك الخلفاء من الناس لو كان علوهم بالخلافة علوا ذاتيا لكان لكل إنسان.
فلما لم يعم عرفنا أن ذلك العلو للمكانة.)
ولما قال تعالى في حق إدريس عليه السلام: "ورفعناه مكانا عليا" (فجعل علية نعتا للمكان) [مريم: 57].
فلزم علو إدريس عليه السلام بالتبعية وقال تعالى : ("وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة") [البقرة: 30]، يعني يخلفنی في القيام مقامي بأن أشتق له ذاتا من ذاتي وصفات من صفاتي وأسماء من أسمائي وأفعالا من أفعالي وأحكاما من أحكامي اشتقاق محاكاة معدوم الموجود (فهذا هو علو المكانة)، أي المنزلة إذ الخليفة في مقام المستخلف فعلوه بالتبعية لعلوه.
(وقال) تعالى (في حق الملائكة) عليهم السلام خطابا لإبليس لما أبى عن السجود لآدم عليه السلام ("أستكبرت أم كنت من العالين") [ص: 75] .
جمع عالي وهم نوع من الملائكة مهيمون في الله تعالى لا يعرفون غيره ولا يعرف بعضهم بعضا فكل واحد لا يعرف إلا الله تعالى (فجعل) سبحانه (العلو) في هذه الآية (للملائكة).
وهو علو لهم بالتبعية لمن هم مهيمون فيه وهو الله تعالى فإن من أسمائه العالي.
لا علو ذاتي لهم فلو كان هذا العلو لهم (لكونهم ملائكة) حتى يكون علوا ذاتية (لدخل الملائكة كلهم) المهيمون منهم وغيرهم (في هذا العلو) المذكور.
(فلما لم يعم) هذا العلو المذكور لجميع الملائكة (مع اشتراكهم) كلهم (في حد).
أي تعريف (الملائكة عرفنا) يقينا (أن هذا) العلو المذكور (علو المكانة)، أي المنزلة لا المكان عند الله تعالى.
لأنهم مهيمون فيه كل واحد منهم لا يعرف غيره تعالى وهو تعالی موصوف بعلو المكانة، فوصفوهم أيضا بذلك بطريق التبعية له تعالی.
(وكذلك الخلفاء) عن الله تعالى (من الناس) وهم الكاملون منهم (لو كان علوهم بالخلافة) عنه تعالى التي هي وصفهم (علوا ذاتيا لكان) ذلك العلو (لكل إنسان) إذ كل إنسان خليفة في الأرض .
كما قال تعالى: ("وهو الذي جعلكم خلائف الأرض" ) [الأنعام: 165]. ويستخلف ربي قوما غيركم.
وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه (فلما لم يعم) العلو لكل إنسان إذ من الخلفاء من جار فيما استخلف فيه ومنهم من عدل في ذلك .
(عرفنا أن ذلك العلو) الذي للخلفاء الكاملين في مرتبة العلم والعمل إنما هو (للمكانة)، أي المنزلة باعتبار الإقبال عليه والاشتغال به لا باعتبار كونهم خلفاء منه تعالى .
إذ الكل خلفاء مثلهم، ولكنهم أعرضوا عنه تعالى، واشتغلوا في زمان خلافتهم بتنفيذ حظوظهم النفسانية و شهواتهم البهيمية فأخذهم إليه.
وقد أخذ لهم كتبا أحصى عليهم فيها جميع ما فعلوه فحاسبهم، ووزن أعمالهم ثم حبس من خفت موازينه في جهنم وعفا عمن أراد .
وأطلق من ثقلت موازينه ولا حساب إلا على الأعمال إذا عز لهم سلطانهم.
قال تعالى: "إن إلينا إيابهم " ثم إن علينا حسابهم " [الغاشية : 25 - 26].
فتخلص لنا من جميع ما تقدم :
أن العلو لغيره تعالى، سواء كان علو مكان أو علو مكانة لا يكون إلا بالتبعية وليس العلو الذاتي إلا الله تعالى وحده.

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (ولما قال الله تعالى «ورفعناه مكانا عليا» فجعل «عليا» نعتا للمكان، «وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة»، فهذا علو المكانة. وقال في الملائكة «أستكبرت أم كنت من العالين» فجعل العلو للملائكة.
فلو كان لكونهم ملائكة لدخل الملائكة كلهم في هذا العلو.
فلما لم يعم، مع اشتراكهم في حد الملائكة، عرفنا أن هذا علو المكانة عند الله.
وكذلك الخلفاء من الناس لو كان علوهم بالخلافة علوا ذاتيا لكان لكل إنسان.
فلما لم يعم عرفنا أن ذلك العلو للمكانة.)
فشرع في بيان ذلك بقوله: (ولما قال تعالى "ورفعناه مكانا عليا" [مريم :57 ] ). على ما هو غيره من الأمكنة (فجعل عليا نعتا للمكان) عرفنا منه أن العلم ليس له ذاتية لأنه لا يعم مع إشراك الأماكن في حذ المكان علمنا أن علوه لمرتبة عند الله تعالى لا لمكانية المكان .
وإلا لكان لكل مکان, فعلو فلك الشمس لمرتبة هي قطبية للأفلاك لمرتبة القطبية أصالة وللمكان تبعا. وجواب لما قولنا عرفنا أو علمنا حذف للعلم به.
("وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة") [البقرة : 30]. فهذا علو بالمكانة) .
لأن الخليفة علي "يعلو" على من استخلف عليه فكان علوه لكونه خليفة لا لكونه إنسانا .
(وقال في الملائكة :"أستكبرت أم كنت من العالین") (ص:70] .
فجعل العلو للملائكة  فعلمنا منه أن العلو لهم لا لكونهم ملائكة فعلمنا منه أن العلو لهم لا لكونهم ملائكة (فلو كان لكونهم ملائكة لدخل الملائكة كلهم في هذا العلو) ولم يعمهم هذا العلو.
(فلما لم يعم مع اشتراكهم في حد الملائكة عرفنا أن هذا على المكانة عند الله وكذلك الخلفاء من الناس .
لا يكون علوهم الحاصل بالخلافة ذاتية لأنه لو كان علوهم الحاصل لهم (بالخلافة علوا ذاتية) لطبيعتهم (لكان) ذلك العلو حاصلا (لكل إنسان).
ولم يعم ذلك العلو لكل إنسان (فلما لم يعم عرفنا أن ذلك العلو للمكانة).
ولما فرغ عن بيان على المكان والمكانة

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (ولما قال الله تعالى «ورفعناه مكانا عليا» فجعل «عليا» نعتا للمكان، «وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة»، فهذا علو المكانة. وقال في الملائكة «أستكبرت أم كنت من العالين» فجعل العلو للملائكة.
فلو كان لكونهم ملائكة لدخل الملائكة كلهم في هذا العلو.
فلما لم يعم، مع اشتراكهم في حد الملائكة، عرفنا أن هذا علو المكانة عند الله.
وكذلك الخلفاء من الناس لو كان علوهم بالخلافة علوا ذاتيا لكان لكل إنسان.
فلما لم يعم عرفنا أن ذلك العلو للمكانة.)
ولما قال الله تعالى"ورفعناه مكانا عليا" (مريم: 57) فجعل عليا نعتا للمكان.
"وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة" (البقرة: 30).فهذا على المكانة.
وقال في الملائكة"أستكبرت أم كنت من العالين" (ص: 75) فجعل العلو للملائكة. فلو كان لكونهم ملائكة لدخل الملائكة كلهم في هذا العلو، فلما لم يعم، مع اشتراكهم في حد الملائكة، عرفنا أن هذا على المكانة عند الله تعالى.
وكذلك الخلفاء من الناس لو كان علوهم بالخلافة علوا ذاتيا الكان لكل إنسان، فلما لم يعم عرفنا أن ذلك العلو للمكانة.
قلت : في ذلك سر شریف نبه عليه الشيخ، رضي الله عنه، لمن طلبه منه فيقوله لنا مشافهة أو ينقله إلينا من سمعه منه مشافهة ونحن نذكره الآن وهو أن العلو هو الجهات والكامل فيه الجهات.
وكذلك على المكانة هو لمن نسب إلى الكامل، فبقدر القرب من الكامل يكون على المكانة فذاته محيطة بالمكان والمكانة فلا ينسبان إليه بل العلو في المقامين هو بحسب القرب منه يكون.
وأما قوله: فهو العلي بعلو المكان وبعلو المكانة
فمعناه: أن من كان العلو بالقرب منه يكتسب، فكل علو حصل لعال فهو علوا وزيادة .

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (ولما قال الله تعالى «ورفعناه مكانا عليا» فجعل «عليا» نعتا للمكان، «وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة»، فهذا علو المكانة. وقال في الملائكة «أستكبرت أم كنت من العالين» فجعل العلو للملائكة.
فلو كان لكونهم ملائكة لدخل الملائكة كلهم في هذا العلو.
فلما لم يعم، مع اشتراكهم في حد الملائكة، عرفنا أن هذا علو المكانة عند الله.
وكذلك الخلفاء من الناس لو كان علوهم بالخلافة علوا ذاتيا لكان لكل إنسان.
فلما لم يعم عرفنا أن ذلك العلو للمكانة.)
قال رضي الله عنه : « ولمّا قال الله تعالى :  "وَرَفَعْناه ُ مَكاناً عَلِيًّا " فجعل « عليّا » نعتا للمكان".
" وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ في الأَرْضِ خَلِيفَةً " ، فهذا علوّ المكانة .
يعني رضي الله عنه العلوّ الخصيص بالإنسان الكامل وهو علوّ المرتبة الجمعية الكمالية .
قال رضي الله عنه : « وقال في الملائكة : " أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ من الْعالِينَ " فجعل العلوّ للملائكة ، فلو كان لكونهم ملائكة ، لدخلت الملائكة كلَّهم في هذا العلوّ ، فلمّا لم يعمّ مع اشتراكهم في حدّ الملائكة عرفنا أنّ هذا علوّ المكانة عند الله .
وكذلك الخلفاء من الناس لو كان علوّهم بالخلافة علوّا ذاتيا ، لكان لكل إنسان ، فلمّا لم يعمّ ، عرفنا أنّ ذلك العلوّ للمكانة " .
يعني رضي الله عنه : أنّ علوّ الكمّل والملائكة العالين من حيث المكانة ، إذ لو كان العلوّ لهم بالذات ، لاشترك كلّ إنسان في ذلك ، بل ذلك الإنسان موصوف بالخلافة الحقيقية الكمالية لا غير وذلك علوّ مرتبيّ.
وكذلك الملائكة العالون مع اشتراكهم في العلوّ المكاني الذي لملائكة الرحمن معهم من حيث كونهم في المكان العرشي ، فلهم علوّ المكانة من حيث لم يؤمروا بالسجود ، فهم أعلون من أن يؤمروا بالسجود ، لهيمانهم في الحق ، وغيبوبتهم عن غيره ، وفنائهم فيه عنه وعمّا يسمّى سوى الحق . فهم لا يعرفون أنفسهم ولا يعرفون أنّ الله خلق آدم .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (ولما قال الله تعالى «ورفعناه مكانا عليا» فجعل «عليا» نعتا للمكان، «وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة»، فهذا علو المكانة. وقال في الملائكة «أستكبرت أم كنت من العالين» فجعل العلو للملائكة.
فلو كان لكونهم ملائكة لدخل الملائكة كلهم في هذا العلو.
فلما لم يعم، مع اشتراكهم في حد الملائكة، عرفنا أن هذا علو المكانة عند الله.
وكذلك الخلفاء من الناس لو كان علوهم بالخلافة علوا ذاتيا لكان لكل إنسان.
فلما لم يعم عرفنا أن ذلك العلو للمكانة.)
قال رضي الله عنه : " ولما قال تعالى :" ورَفَعْناه مَكاناً عَلِيًّا " فجعل عليا نعتا للمكان " وإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ في الأَرْضِ خَلِيفَةً " فهذا علو المكانة. 
وقال في الملائكة :أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ من الْعالِينَ " فجعل العلو للملائكة فلو كان لكونهم ملائكة لدخل الملائكة كلهم في هذا العلو ، فلما لم يعم مع اشتراكهم في حد الملائكة عرفنا أن هذا علو المكانة عند الله ، وكذلك الخلفاء من الناس لو كان علوهم بالخلافة علوا ذاتيا لكان لكل إنسان ، فلما لم يعم عرفنا أن ذلك العلو للمكانة " .
إنما بين أن علو المكانة ليس لكل إنسان من حيث إنه إنسان ولا للملك من حيث إنه ملك ، وإلا لكان كل إنسان وكل ملك عاليا ، ولم يبين أن علو المكان كذلك .
لأنه لما علم أن العلو لم يكن للإشراف ذاتيا علم أنه لم يكن للأخس ذاتيا ، وللاكتفاء بما ذكر من كونه مستفادا من تجلى اسمه الرحمن ، لا لكونه مكانا ولمثل ما ذكر من الدليلين ، ولذلك حذف جواب لما .
وهو قولنا : عرفنا أن العلو له لا لكونه ذاتيا بل لكونه مجلى اسمه الرحمن ، وتقيد علو المكانة بقوله : من عند الله ، معناه علو القرب والزلفى من الله ، وهو علو المنزلة والرتبة لا علو الذات.
وقيل العالون الملائكة المهيمون لم يؤمروا بالسجود لهيمانهم في الحق وغيبوبتهم عن غيره فلم يعرفوا ما سوى الله من آدم وغيره ولا أنفسهم .
فهم في خطاب الملائكة بالسجود كالمجانين في خطاب الأناسى مستثنون عنهم.

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (ولما قال الله تعالى «ورفعناه مكانا عليا» فجعل «عليا» نعتا للمكان، «وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة»، فهذا علو المكانة. وقال في الملائكة «أستكبرت أم كنت من العالين» فجعل العلو للملائكة.
فلو كان لكونهم ملائكة لدخل الملائكة كلهم في هذا العلو.
فلما لم يعم، مع اشتراكهم في حد الملائكة، عرفنا أن هذا علو المكانة عند الله.
وكذلك الخلفاء من الناس لو كان علوهم بالخلافة علوا ذاتيا لكان لكل إنسان.
فلما لم يعم عرفنا أن ذلك العلو للمكانة.)
قال رضي الله عنه : (ولما قال تعالى: (ورفعناه مكانا عليا) فجعل (عليا) نعتا للمكان). جواب (لما) محذوف اكتفاء بجواب (لما) الثاني.
أي، لما قال كذا، علمنا أن علو المكان ليس لكونه مكانا، إذ لو كان كذلك لكان لكل مكان، بل اختصاص من الله لذلك المكان، وذلك الاختصاص هو المكانة.
وقال أيضا: ((وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة). فهذا علو المكانة.
وقال في الملائكة: (أستكبرت أم كنت من العالمين). فجعل العلو للملائكة. فلو كان لكونهم ملائكة، لدخل الملائكة كلهم في هذا العلو، فلما لم يعم مع اشتراكهم في حد الملائكة، عرفنا أن هذا علو المكانة عند الله، وكذلك الخلفاء منالناس لو كان علو هم بالخلافة). أي، لو كان العلو الحاصل لهم بالخلافة. (علوا ذاتيا) أي، للطبيعة الإنسانية.
قال رضي الله عنه : (لكان لكل إنسان. فلما لم يعم، عرفنا أن ذلك العلو للمكانة) أي، أثبت علو المكانة للإنسان الكامل، الذي هو الخليفة الحقيقيةللحق، وللخلفاء الذين يخلقونه في كل زمان إلى يوم القيامة، وأثبته للملائكة.
فلو كان لكونهم إنسانا، لكان ذلك لكل إنسان، ولو كان لكونهم ملائكة، لكان ذلك العلو لكل ملك، وليس كذلك، لخروج إبليس منها مع كونه ملكا بجعل الجنة من الملائكة في قوله: (وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا). بعد قوله:
(فاستفتهم، ألربك البنات ولهم البنون؟ أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون؟)
ولا شك أن إبليس من الجنة. فلما لم يكن كذلك، علمنا أنه اختصاص من عند الله .
كما قال: (يختص برحمته من يشاء).
والأملاك العالون الملائكة التي وقعت في الصف الأول من الوجود. ومنهم المهيمة الذين لا شعور لهم بأن آدم وجد أو لم يوجد، إذ لا شعور لهم بذواتهم فضلا عن غيرهم.
والعقل الأول والنفس الكلية منهم، إلا أن الله تعالى لم يجعلهما مهيمين، لتدوين الوجود بهما  كما نبه الشيخ رضي الله عنه في فتوحاته.
فمعنى الآية: أستكبرت أم صرت من العالمين، المهيمين الذين لا يسجدون لغير الله ولا يشعرون إلا بجمال الله.
وهذا لا يناقض قوله: (فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين).
لأن الأمرإنما يتعلق بالعقلاء العالمين، فدخل في الأمر العقل الأول ومن دونه، فالإخبارمنهم.
وأيضا إذا سجد فرد واحد من حقيقة كلية، فقد حصل السجود من تلك الحقيقة أيضا، فكأن جميع أفرادها سجدوا

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (ولما قال الله تعالى «ورفعناه مكانا عليا» فجعل «عليا» نعتا للمكان، «وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة»، فهذا علو المكانة. وقال في الملائكة «أستكبرت أم كنت من العالين» فجعل العلو للملائكة.
فلو كان لكونهم ملائكة لدخل الملائكة كلهم في هذا العلو.
فلما لم يعم، مع اشتراكهم في حد الملائكة، عرفنا أن هذا علو المكانة عند الله.
وكذلك الخلفاء من الناس لو كان علوهم بالخلافة علوا ذاتيا لكان لكل إنسان.
فلما لم يعم عرفنا أن ذلك العلو للمكانة.)
قال الشيخ رضي الله عنه : (ولما قال الله تعالى «و رفعناه مكانا عليا»[مريم: 57]  فجعل «عليا» نعتا للمكان، «و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة»[البقرة:30]، فهذا علو المكانة. وقال في الملائكة «أستكبرت أم كنت من العالين» [ص: 75] فجعل العلو للملائكة. فلو كان لكونهم ملائكة لدخل الملائكة كلهم في هذا العلو. فلما لم يعم، مع اشتراكهم في حد الملائكة، عرفنا أن هذا علو المكانة عند الله. وكذلك الخلفاء من الناس لو كان علوهم بالخلافة علوا ذاتيا لكان لكل إنسان. فلما لم يعم عرفنا أن ذلك العلو للمكانة.)
ثم أشار إلى أنه كيف يكون العلو بالذات لغير الحق، وأعلى الموجودات الباقية بالإجماع من العقلاء إما الإنسان أو الملك، ولا علو هما إلا بالمكان أو المكانة مع أن علو هذين ليس بالذات.
فقال: (ولما) حذف جوابه بقرينة المذكور، وهو عرفنا أنه ليس لهما بالذات (قال تعالی: ورفعته مكانا عليا [مريم: 57]، فجعل عليا نعتا للمكان) أولا وبواسطته لإدريس عليه السلام مع كونه إنسانا كاملا من كبار الأنبياء عليهم السلام عرفنا أنه ليس لإنسان آخر لذاته، ولما قال تعالى: ("وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " [البقرة:30].
فهذا العلو الذي أثبته الله تعالى لآدم عليه السلام عند الملائكة (علو المكانة)، وهي الخلافة مع كون آدم جامعا لأسرار أولاده الكل ما عدا الخاتم عرفنا أنه ليس لإنسان آخر لذاته.
ولما قال في حق (الملائكة) حين عاتب إبليس: ("أستكبرت أم كنت من العالين" [ص: 75]، فجعل العلو للملائكة) بعضهم إذ قسمهم إلى العالين وغيرهم.
ولم يمكن لإبليس أن يقول: أنا منهم (فلو كان) العلو للملائكة ذاتيا (لكونهم ملائكة، لدخل الملائكة كلهم في هذا العلو).
فلم يصح التقسيم، و لصح لإبليس أن يقول: أنا منهم (فلما لم يعم مع اشتراكهم في) كل الملائكة في (حد الملائكة عرفنا أن هذا) العلو ليس بذاتي لأحد من الملائكة بل هذا (علو المكانة) لأولئك العالين خاصة (عند الله، وكذلك الخلفاء من الناس لو كان علوهم) الذي ثبت لهم (بالخلافة علوا ذاتيا) لكونهم إنسانا،
(لكان) ذلك العلو (لكل إنسان) سواء كان خليفة أم لا؛ لأن ما بالذات لا يزول بالغير، فلا يزول بزوال الخلافة.
(فلما لم يعم) بل اختص بالخلفاء، (عرفنا أن ذلك العلو للمكانة) ، وهي الخلافة في حقهم لدورانه معها وجودا وعدما.

"أي العلو للمكانة الحاصلة للخلفاء عند الله أوعند الناس لا لنفس طبائعهم الإنسانية ليكون ذاتيا."
ثم استدل على أن العلو بالذات، إنما يكون لله تعالى إذ ما يكون للمكان أو المكانة فإنما يكون بالنسبة إلى ما كان أخرا ومكانة أخرى، وما بالذات لا يتوقف على الغير، والنسبة متوقفة على المنتسبين.
.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: