الأحد، 30 يونيو 2019
the-second-book-of-fusus-alhikam
الفقرة الرابعة الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله
الفقرة الثالثة : الجزء الثاني
كتاب مجمع البحرين في شرح الفصين الشيخ ناصر بن الحسن السبتي الكيلاني 940هـ:
قال رضي الله عنه : (والسائلون صنفان، صنف بعثه على السؤال الاستعجال الطبيعي فإن الإنسان خلق عجولا. والصنف الآخر بعثه على السؤال لِمَا علم أنَّ ثَمَّ أموراً عند اللَّه قد سبق العلم بأنها لا تُنَال إِلا بعد السؤال، فيقول: فلعل ما نسأله فيه سبحانه يكون من هذا القبيل، فسؤاله احتياط لما هو الأمر عليه من الإمكان: وهو لا يعلم ما في علم اللَّه ولا ما يعطيه استعداده في القبول، لأنه من أغمض المعلومات الوقوف في كل زمانٍ فرد على استعداد الشخص في ذلك الزمان. )
قال الشيخ المصنف رضي الله عنه : [و السائلون صنفان: صنف بعثه على السؤال الاستعجال الطبيعي، فإن الإنسان خلق عجولا . و الصنف الآخر بعثه على السؤال لما علم أن ثمة أمورا عند الله قد سبق العلم بأنها لا تنال إلا بعد السؤال فيقول: فلعل ما نسأله منه سبحانه يكون من هذا القبيل فسؤاله احتياط لما هو الأمر عليه من الإمكان و هو لا يعلم ما في علم الله و لا ما يعطيه استعداده في القبول، لأنه من أغمض المعلومات الوقوف في كل زمان فرد على استعداد الشخص في ذلك الزمان،]
قال الشارح رضي الله عنه :
فقال: (و السائلون صنفان) و ما تم إلا السائلون كما فهمته سابقا من أن الحق لا يعطي شيئا بلا سؤال، فإذا علمت أن الأعطيات في الخزائن، و مفتاحها السؤال و لا بد منه .
فاعلم أنه رضي الله عنه لما أراد أن يفصل مراتب السائلين من حيث البواعث، لأن التمييز بين السائلين ما يمكن إلا بمعرفة البواعث لأنه قد يسترك الكامل و العامي في صورة السؤال و الرغبة فيما يتميز إلا الباعث إنه يتميز به كل أحد عن صاحبه .
فقال رضي الله عنه: (صنف بعثه) و (البعث) إنما يكون من الاسم الباعث، فهو الذي يبعث إلى البواطن رسل الخواطر بما نطقوا به أو طلبوا في بواطنهم كما يبعث في أميين رسولا، فإذا وفق الرسول الرسول فلنحمد الله على ذلك .
و قد يكون البعث على السؤال الاستعمال الطبيعي، فإن باعثهم الشوق .
قال تعالى: "وما أعْجلك عنْ قوْمِك يا موسى قال هُمْ أولاءِ على أثري وعجِلْتُ إليْك رب لترْضى" [ طه: 83، 84] .
نعوت على قوله: "قال فِإنّا قدْ فتنّا قوْمك مِنْ بعْدِك وأضلّهُمُ السّامِري" [ طه: 85] .
و حكي الشيخ رضي الله عنه في الباب الخامس و الثمانين و أربعمائة من الفتوحات فقال:
" فاعلم إن نية العبد خير من عمله والنية إرادة أي تعلق خاص في الإرادة كالمحبة والشهوة والكرة فالعبد تحت إرادته فلا يخلو في إرادته إما أن يكون على علم بالمراد أو لا يكون فإن كان على علم فيها فلا يريد إلا ما يلائم طبعه ويحصل غرضه وإن كان غير عالم بمراده فقد يتضرر به إذا حصل له...
فإن الله تعالى وصف نفسه بأنه لا يبخس أحدا في مراده كان المراد ما كان ومعلوم أن الإرادة الطبيعية ما قلناه وهي الأصل وأرجو من الله مراعاة الأصل لنا ولبعض الخلق ابتداء وأما الانتهاء فإليه مصير الكل...
فإنه إذا تألم مثلا بقرصة برغوث إلى ما فوق ذلك من أكبر أو أصغر فإن كان مؤمنا فله عليه ثواب في الآخرة فيكون لهذا المريد الحياة الدنيا يعطيه الله ذلك الثواب في الدنيا معجلا فينعم به كما كان يفعل الله تعالى بأبي العباس السبتي بمراكش من بلاد الغرب رأيته وفاوضته في شأنه فأخبرني عن نفسه أنه استعجل من الله في الحياة الدنيا ذلك كله فعجله الله له فكان يمرض ويشفي ويحيي ويميت ويولي ويعزل ويفعل ما يريد كل ذلك بالصدقة وكان ميزانه في ذلك سباعيا إلا أنه ذكر لي قال خبأت لي عنده سبحانه ربع درهم لآخرتي خاصة فشكرت الله على إيمانه وسررت به وكان شأنه من أعجب الأشياء لا يعرف ذلك الأصل منه كل أحد إلا من ذاقه أو من سأله عن ذلك من الأجانب أولي الفهم فأخبرهم غير هذين الصنفين لا يعرف ذلك وقد يعطي الله ما أعطى السبتي المذكور لا من كونه أراد ذلك ولكن الله عجل له ذلك زيادة على ما ادخره له في الآخرة .أهـ فافهم .
ثم أراد رضي الله عنه أن يعتذر عنهم في استعجالهم فقال: فإن الإنسان خلق عجولا يطلب الأمور قبل أوانها و إلا .
قال تعالى: "منْ كان يرجُوا لقاء اللّهِ فِإنّ أجل اللّهِ لآتٍ وهُو السّمِيعُ العليمُ" [ العنكبوت: 5]:
أي لا تستعجل هذا من أحسن تأديب أدب الله به حبيبه حيث أنه ذكر له ما جرى قبله، و منهم قصصنا عليك . فافهم .
و (الصنف الآخر: بعثه على السؤال) رجم بالغيب لأنه لما علم أن ثمة أمورا عند الله في غيبه قد سبق العلم بأنها لا تنال إلا بعد سؤال، فيقول هل ما يسأله فيه سبحانه يكون من هذا القبيل؟ فسؤاله احتياط لما هو الأمر عليه من الإمكان .
فـ (الأول) صاحب استعجال، و (الثاني) راجم بالغيب بمجرد الاحتمال .
و لكن صاحب هذا السؤال إذا تصوّر المنادي المسئول عنه تصوّرا صحيحا عن علم و رؤية سابقين أو حاضرين حال الدعاء، ثم سأله و دعاه عسى أن يستجاب له .
و أما من يقصد مناداة زيد و يطلب منه و هو يستحضر عمروا و يتوجّه إليه، ثم لم يجد الإجابة فلا يلومنّ إلا نفسه، فإنه ما نادى القادر على الإجابة والإسعاف لأنه توجّه إلى ما استحضره في ذهنه و خياله، و هو مثله عاجز عن الإجابة، و إن أثمر سؤاله على هذا فإنما أثمر بشفاعة حسن ظنه بالله، و شفاعته المعية الإلهية فإنه مع كل شي ء .
ورد في الخبر : " ما كان الله ليفتح لعبد الدعاء فيغلق عنه بال الإجابة الله أكرم من ذلك"
و هو لا يعلم ما في علم الله و العلم بما في علم الله من أعلى العلم بالله، و لا يكون إلا بسبق العناية .
قال الله تعالى: "و لا يحِيطون بشيْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إلّا بما شاء" [ البقرة: 255]، و ما شاء الله كان و لا ما يعطيه استعداده في القبول، فإذا لم يعلم ما في نفسه من الاستعداد فهو بغيره أجهل .
قال تعالى عن عيسى عليه السلام يخاطب ربه و يناجيه: "تعلمُ ما في نفْسِي ولا أعْلمُ ما في نفْسِك" [ المائدة: 116] .
أشار عليه السلام إلى نفسه فإنها ملك له تعالى، قال تعالى:"تعلمُ ما في نفْسِي و لا أعْلمُ ما في نفْسِك "[ المائدة: 116] .
( فيها) لأن من أغمض المعلومات الوقوف في كل زمان فرد على استعداد الشخص في ذلك الزمان و لا يكون ذلك العلم إلا لمن أشرف على الأعيان الثابتة أو أحاط بكل شيء علما .
أما من مقام ما ورد في الخبر : "من عرف نفسه فقد عرف ربه و من عرف علم ما في نفسه فعلم العالم بعلمه بنفسه"
قال رضي الله عنه في الوصل الخامس عشر من الخزائن من الفتوحات:
من أدرك الحق علما لم يفته من العلم الإلهي مسألة، كما أنه رأى الحق ببصره رأى كل شيء من العالم لا يفوته من أنواعه شيء: أي إذا رأى الحق في غير مادة، فافهم .
و أما من مقام قرب النوافل، فإنه علم الحق بالحق، فإنه عين قواه، و من كان هويته عين قواه لا يعزب عنه مثقال ذرة .
قوله رضي الله عنه: (في كل زمان فرد ): أي غير منقسم، و هو الآن الذي لا يتجزأ .
و من كان بهذا الكشف أدخل السؤال الاستعجال و الاحتمال في الكمال، لأنه
علم أنه لو لا ما أعطاه لاستعداد السؤال ما سأل، لأن كل طلب في العالم من كل طالب إنما هو طلبيّ و أتي ما به طلب عارض لا يكون بالذات، فإن هذا لا يكون أبدا بل إنما يعرض للشخص أمر ما لم يكن عنده .
فهذا الأمر الذي حصل عنده هو الذي يكون له الطلب الذاتي للمطلوب و انحجب الناس من قام به ذلك الأمر العارض بحيث يسمونه طالبا، و ليس الطالب إلا ذلك الأمر .
فالطلب له ذاتي، و الشخص الذي قام به هذا الأمر مستخدم في أمر ما أوجبه عليه هذا الأمر الذي حلّ به .
فالطلب ذاتي لذلك الأمر، و قد استخدم في تحصيله هذا الشخص الذي نزل به و لا شعور للناس بذلك.
ذكره رضي الله عنه في الباب السبعون وثلثمائة في معرفة منزل المريد وسر وسرين
من أسرار الوجود والتبدل وهو من الحضرة المحمدية من الفتوحات :
وإن كل طلب في العالم أو من كل طالب إنما هو طلب ذاتي ما ثم طلب عارض لا يكون بالذات هذا لا يكون وإنما يعرض للشخص أمر ما لم يكن عنده فهذا الأمر الذي حصل عنده هو الذي يكون له الطلب الذاتي للمطلوب وانحجب الناس بمن قام به ذلك الأمر العارض وهو الذي يسمونه طالبا وليس الطالب إلا ذلك الأمر فالطلب له ذاتي والشخص الذي قام به هذا الأمر مستخدم له إذ قد كان موجودا وهو فاقد لهذا الطلب فعلمنا أنه طلب مستخدم في أمر ما أوجب عليه هذا الأمر الذي حل به فالطلب ذاتي لذلك الأمر الملكية ومن الملك الذي يسدده ومن الوجه الخاص الإلهي بارتفاع الوسائط وأن يكون الحق عين قوله. أهـ
فإذا كان الأمر هكذا، فما ثم سؤال و طلب إلا عن اقتضاء ذاتي، فما يقع الاستعجال و لا الطلب و السؤال بمحض الاحتمال بل كل سؤال في وقته و هو مبذول، و لكن تميز مراتب الأسئلة و الأجوبة و معرفتها على قدر العلم بالله، و معرفة حقيقة نفسه نهاية أهل الحضور .
كتاب مجمع البحرين في شرح الفصين الشيخ ناصر بن الحسن السبتي الكيلاني 940هـ:
قال رضي الله عنه : (والسائلون صنفان، صنف بعثه على السؤال الاستعجال الطبيعي فإن الإنسان خلق عجولا. والصنف الآخر بعثه على السؤال لِمَا علم أنَّ ثَمَّ أموراً عند اللَّه قد سبق العلم بأنها لا تُنَال إِلا بعد السؤال، فيقول: فلعل ما نسأله فيه سبحانه يكون من هذا القبيل، فسؤاله احتياط لما هو الأمر عليه من الإمكان: وهو لا يعلم ما في علم اللَّه ولا ما يعطيه استعداده في القبول، لأنه من أغمض المعلومات الوقوف في كل زمانٍ فرد على استعداد الشخص في ذلك الزمان. )
قال الشيخ المصنف رضي الله عنه : [و السائلون صنفان: صنف بعثه على السؤال الاستعجال الطبيعي، فإن الإنسان خلق عجولا . و الصنف الآخر بعثه على السؤال لما علم أن ثمة أمورا عند الله قد سبق العلم بأنها لا تنال إلا بعد السؤال فيقول: فلعل ما نسأله منه سبحانه يكون من هذا القبيل فسؤاله احتياط لما هو الأمر عليه من الإمكان و هو لا يعلم ما في علم الله و لا ما يعطيه استعداده في القبول، لأنه من أغمض المعلومات الوقوف في كل زمان فرد على استعداد الشخص في ذلك الزمان،]
قال الشارح رضي الله عنه :
فقال: (و السائلون صنفان) و ما تم إلا السائلون كما فهمته سابقا من أن الحق لا يعطي شيئا بلا سؤال، فإذا علمت أن الأعطيات في الخزائن، و مفتاحها السؤال و لا بد منه .
فاعلم أنه رضي الله عنه لما أراد أن يفصل مراتب السائلين من حيث البواعث، لأن التمييز بين السائلين ما يمكن إلا بمعرفة البواعث لأنه قد يسترك الكامل و العامي في صورة السؤال و الرغبة فيما يتميز إلا الباعث إنه يتميز به كل أحد عن صاحبه .
فقال رضي الله عنه: (صنف بعثه) و (البعث) إنما يكون من الاسم الباعث، فهو الذي يبعث إلى البواطن رسل الخواطر بما نطقوا به أو طلبوا في بواطنهم كما يبعث في أميين رسولا، فإذا وفق الرسول الرسول فلنحمد الله على ذلك .
و قد يكون البعث على السؤال الاستعمال الطبيعي، فإن باعثهم الشوق .
قال تعالى: "وما أعْجلك عنْ قوْمِك يا موسى قال هُمْ أولاءِ على أثري وعجِلْتُ إليْك رب لترْضى" [ طه: 83، 84] .
نعوت على قوله: "قال فِإنّا قدْ فتنّا قوْمك مِنْ بعْدِك وأضلّهُمُ السّامِري" [ طه: 85] .
و حكي الشيخ رضي الله عنه في الباب الخامس و الثمانين و أربعمائة من الفتوحات فقال:
" فاعلم إن نية العبد خير من عمله والنية إرادة أي تعلق خاص في الإرادة كالمحبة والشهوة والكرة فالعبد تحت إرادته فلا يخلو في إرادته إما أن يكون على علم بالمراد أو لا يكون فإن كان على علم فيها فلا يريد إلا ما يلائم طبعه ويحصل غرضه وإن كان غير عالم بمراده فقد يتضرر به إذا حصل له...
فإن الله تعالى وصف نفسه بأنه لا يبخس أحدا في مراده كان المراد ما كان ومعلوم أن الإرادة الطبيعية ما قلناه وهي الأصل وأرجو من الله مراعاة الأصل لنا ولبعض الخلق ابتداء وأما الانتهاء فإليه مصير الكل...
فإنه إذا تألم مثلا بقرصة برغوث إلى ما فوق ذلك من أكبر أو أصغر فإن كان مؤمنا فله عليه ثواب في الآخرة فيكون لهذا المريد الحياة الدنيا يعطيه الله ذلك الثواب في الدنيا معجلا فينعم به كما كان يفعل الله تعالى بأبي العباس السبتي بمراكش من بلاد الغرب رأيته وفاوضته في شأنه فأخبرني عن نفسه أنه استعجل من الله في الحياة الدنيا ذلك كله فعجله الله له فكان يمرض ويشفي ويحيي ويميت ويولي ويعزل ويفعل ما يريد كل ذلك بالصدقة وكان ميزانه في ذلك سباعيا إلا أنه ذكر لي قال خبأت لي عنده سبحانه ربع درهم لآخرتي خاصة فشكرت الله على إيمانه وسررت به وكان شأنه من أعجب الأشياء لا يعرف ذلك الأصل منه كل أحد إلا من ذاقه أو من سأله عن ذلك من الأجانب أولي الفهم فأخبرهم غير هذين الصنفين لا يعرف ذلك وقد يعطي الله ما أعطى السبتي المذكور لا من كونه أراد ذلك ولكن الله عجل له ذلك زيادة على ما ادخره له في الآخرة .أهـ فافهم .
ثم أراد رضي الله عنه أن يعتذر عنهم في استعجالهم فقال: فإن الإنسان خلق عجولا يطلب الأمور قبل أوانها و إلا .
قال تعالى: "منْ كان يرجُوا لقاء اللّهِ فِإنّ أجل اللّهِ لآتٍ وهُو السّمِيعُ العليمُ" [ العنكبوت: 5]:
أي لا تستعجل هذا من أحسن تأديب أدب الله به حبيبه حيث أنه ذكر له ما جرى قبله، و منهم قصصنا عليك . فافهم .
و (الصنف الآخر: بعثه على السؤال) رجم بالغيب لأنه لما علم أن ثمة أمورا عند الله في غيبه قد سبق العلم بأنها لا تنال إلا بعد سؤال، فيقول هل ما يسأله فيه سبحانه يكون من هذا القبيل؟ فسؤاله احتياط لما هو الأمر عليه من الإمكان .
فـ (الأول) صاحب استعجال، و (الثاني) راجم بالغيب بمجرد الاحتمال .
و لكن صاحب هذا السؤال إذا تصوّر المنادي المسئول عنه تصوّرا صحيحا عن علم و رؤية سابقين أو حاضرين حال الدعاء، ثم سأله و دعاه عسى أن يستجاب له .
و أما من يقصد مناداة زيد و يطلب منه و هو يستحضر عمروا و يتوجّه إليه، ثم لم يجد الإجابة فلا يلومنّ إلا نفسه، فإنه ما نادى القادر على الإجابة والإسعاف لأنه توجّه إلى ما استحضره في ذهنه و خياله، و هو مثله عاجز عن الإجابة، و إن أثمر سؤاله على هذا فإنما أثمر بشفاعة حسن ظنه بالله، و شفاعته المعية الإلهية فإنه مع كل شي ء .
ورد في الخبر : " ما كان الله ليفتح لعبد الدعاء فيغلق عنه بال الإجابة الله أكرم من ذلك"
و هو لا يعلم ما في علم الله و العلم بما في علم الله من أعلى العلم بالله، و لا يكون إلا بسبق العناية .
قال الله تعالى: "و لا يحِيطون بشيْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إلّا بما شاء" [ البقرة: 255]، و ما شاء الله كان و لا ما يعطيه استعداده في القبول، فإذا لم يعلم ما في نفسه من الاستعداد فهو بغيره أجهل .
قال تعالى عن عيسى عليه السلام يخاطب ربه و يناجيه: "تعلمُ ما في نفْسِي ولا أعْلمُ ما في نفْسِك" [ المائدة: 116] .
أشار عليه السلام إلى نفسه فإنها ملك له تعالى، قال تعالى:"تعلمُ ما في نفْسِي و لا أعْلمُ ما في نفْسِك "[ المائدة: 116] .
( فيها) لأن من أغمض المعلومات الوقوف في كل زمان فرد على استعداد الشخص في ذلك الزمان و لا يكون ذلك العلم إلا لمن أشرف على الأعيان الثابتة أو أحاط بكل شيء علما .
أما من مقام ما ورد في الخبر : "من عرف نفسه فقد عرف ربه و من عرف علم ما في نفسه فعلم العالم بعلمه بنفسه"
قال رضي الله عنه في الوصل الخامس عشر من الخزائن من الفتوحات:
من أدرك الحق علما لم يفته من العلم الإلهي مسألة، كما أنه رأى الحق ببصره رأى كل شيء من العالم لا يفوته من أنواعه شيء: أي إذا رأى الحق في غير مادة، فافهم .
و أما من مقام قرب النوافل، فإنه علم الحق بالحق، فإنه عين قواه، و من كان هويته عين قواه لا يعزب عنه مثقال ذرة .
قوله رضي الله عنه: (في كل زمان فرد ): أي غير منقسم، و هو الآن الذي لا يتجزأ .
و من كان بهذا الكشف أدخل السؤال الاستعجال و الاحتمال في الكمال، لأنه
علم أنه لو لا ما أعطاه لاستعداد السؤال ما سأل، لأن كل طلب في العالم من كل طالب إنما هو طلبيّ و أتي ما به طلب عارض لا يكون بالذات، فإن هذا لا يكون أبدا بل إنما يعرض للشخص أمر ما لم يكن عنده .
فهذا الأمر الذي حصل عنده هو الذي يكون له الطلب الذاتي للمطلوب و انحجب الناس من قام به ذلك الأمر العارض بحيث يسمونه طالبا، و ليس الطالب إلا ذلك الأمر .
فالطلب له ذاتي، و الشخص الذي قام به هذا الأمر مستخدم في أمر ما أوجبه عليه هذا الأمر الذي حلّ به .
فالطلب ذاتي لذلك الأمر، و قد استخدم في تحصيله هذا الشخص الذي نزل به و لا شعور للناس بذلك.
ذكره رضي الله عنه في الباب السبعون وثلثمائة في معرفة منزل المريد وسر وسرين
من أسرار الوجود والتبدل وهو من الحضرة المحمدية من الفتوحات :
وإن كل طلب في العالم أو من كل طالب إنما هو طلب ذاتي ما ثم طلب عارض لا يكون بالذات هذا لا يكون وإنما يعرض للشخص أمر ما لم يكن عنده فهذا الأمر الذي حصل عنده هو الذي يكون له الطلب الذاتي للمطلوب وانحجب الناس بمن قام به ذلك الأمر العارض وهو الذي يسمونه طالبا وليس الطالب إلا ذلك الأمر فالطلب له ذاتي والشخص الذي قام به هذا الأمر مستخدم له إذ قد كان موجودا وهو فاقد لهذا الطلب فعلمنا أنه طلب مستخدم في أمر ما أوجب عليه هذا الأمر الذي حل به فالطلب ذاتي لذلك الأمر الملكية ومن الملك الذي يسدده ومن الوجه الخاص الإلهي بارتفاع الوسائط وأن يكون الحق عين قوله. أهـ
فإذا كان الأمر هكذا، فما ثم سؤال و طلب إلا عن اقتضاء ذاتي، فما يقع الاستعجال و لا الطلب و السؤال بمحض الاحتمال بل كل سؤال في وقته و هو مبذول، و لكن تميز مراتب الأسئلة و الأجوبة و معرفتها على قدر العلم بالله، و معرفة حقيقة نفسه نهاية أهل الحضور .
.
التسميات:
Fusus-AlHikam
،
IbnArabi
،
the-second-book-of-fusus-alhikam
مواضيع ذات صله :
the-second-book-of-fusus-alhikam
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
اشترك في قناتنا علي اليوتيوب
المشاركات الشائعة
-
كتاب تاج الرّسائل ومنهاج الوسائل . الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
-
كتاب عقلة المستوفز الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
-
كتاب إنشاء الدوائر الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
-
مقدمة كتاب إبداع الكتابة وكتابة الإبداع في شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية د. سعاد الحكيم
-
المقالة الخامسة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من 2966 - 3023 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري
-
ثانيا شرح الأبيات 17 - 29 من القصيدة العينية .إبداع الكتابة وكتابة الإبداع لشرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية
-
مقتطفات من الباب 559 من الفتوحات المكية .كتاب شرح مشكلات الفتوحات المكية وفتح الأبواب المغلقات من العلوم اللدنية
-
الفصل الثالث في بيان رموز هذه الشجرة وما في ضمن الدائرة المذكورة من التنبيه على الحوادث الكونية . كتاب الشجرة النعمانية للشيخ الأكبر ابن الع...
-
الهوامش والشروح 1116 - 1488 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
-
كتاب العظمة . الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2019
(447)
-
▼
يونيو
(216)
- الفقرة الخامسة الجزء الأول السفر الرابع فص حكمة قد...
- الفقرة الرابعة الجزء الثاني السفر الرابع فص حكمة ق...
- الفقرة الرابعة الجزء الأول السفر الرابع فص حكمة قد...
- الفقرة الثالثة الجزء الثاني السفر الرابع فص حكمة ق...
- الفقرة الثالثة الجزء الأول السفر الرابع فص حكمة قد...
- الفقرة الثانية الجزء الثاني السفر الرابع فص حكمة ق...
- الفقرة الثانية الجزء الأول السفر الرابع فص حكمة قد...
- الفقرة الأولى السفر الرابع فص حكمة قدوسية فى كلمة ...
- الفقرة الرابعة والعشرون السفر الثالث فص حكمة سبوحي...
- الفقرة الثالثة والعشرين السفر الثالث فص حكمة سبوحي...
- الفقرة الثانية والعشرين السفر الثالث فص حكمة سبوحي...
- الفقرة الحادية والعشرين السفر الثالث فص حكمة سبوحي...
- الفقرة العشرين الجزء الثاني السفر الثالث فص حكمة س...
- الفقرة العشرين الجزء الأول السفر الثالث فص حكمة سب...
- الفقرة التاسعة عشر الجزء الثاني السفر الثالث فص حك...
- الفقرة التاسعة عشر الجزء الأول السفر الثالث فص حكم...
- الفقرة الثامنة عشر السفر الثالث فص حكمة سبوحية فى ...
- الفقرة السابعة عشر السفر الثالث فص حكمة سبوحية فى ...
- الفقرة السادسة عشر السفر الثالث فص حكمة سبوحية فى ...
- الفقرة الخامسة الجزء الثاني عشرة السفر الثالث فص ح...
- الفقرة الخامسة عشرة الجزء الأول السفر الثالث فص حك...
- الفقرة الرابعة عشر السفر الثالث فص حكمة سبوحية فى ...
- الفقرة الرابعة عشر الجزء الأول السفر الثالث فص حكم...
- الفقرة الثالثة عشر السفر الثالث فص حكمة سبوحية فى ...
- الفقرة الثانية عشر السفر الثالث فص حكمة سبوحية فى ...
- الفقرة الحادية عشر السفر الثالث فص حكمة سبوحية فى ...
- الفقرة العاشرة السفر الثالث فص حكمة سبوحية فى كلمة...
- الفقرة التاسعة الجزء الثاني السفر الثالث فص حكمة س...
- الفقرة التاسعة الجزء الأول السفر الثالث فص حكمة سب...
- الفقرة الثامنة السفر الثالث فص حكمة سبوحية فى كلمة...
- الفقرة السابعة السفر الثالث فص حكمة سبوحية فى كلمة...
- الفقرة السادسة السفر الثالث فص حكمة سبوحية فى كلمة...
- الفقرة الخامسة السفر الثالث فص حكمة سبوحية فى كلمة...
- الفقرة الرابعة السفر الثالث فص حكمة سبوحية فى كلمة...
- الفقرة الثالثة الجزء الأول السفر الثالث فص حكمة سب...
- الفقرة الثانية الجزء الثالث السفر الثالث فص حكمة س...
- الفقرة الثانية الجزء الثاني السفر الثالث فص حكمة س...
- الفقرة الثانية الجزء الأول السفر الثالث فص حكمة سب...
- الفقرة الأولى السفر الثالث فص حكمة سبوحية فى كلمة...
- الفقرة السابعة والثلاثون السفر الثاني فص حكمة نفثي...
- الفقرة السادسة والثلاثون الجزء الثاني السفر الثاني...
- الفقرة السادسة والثلاثون الجزء الأول السفر الثاني ...
- الفقرة الخامسة والثلاون السفر الثاني فص حكمة نفثية...
- الفقرة الرابعة والثلاثون السفر الثاني فص حكمة نفثي...
- الفقرة الثالثة والثلاثون الجزء الرابع السفر الثاني...
- الفقرة الثالثة والثلاثون الجزء الثالث السفر الثاني...
- الفقرة الثالثة والثلاثون الجزء الثاني السفر الثاني...
- الفقرة الثالثة والثلاثون الجزء الأول السفر الثاني ...
- الفقرة الثانية والثلاثون الجزء الثاني السفر الثان...
- الفقرة الثانية والثلاثون الجزء الأول السفر الثاني ...
- الفقرة الحادي والثلاثون الجزء الثاني .السفر الثاني...
- الفقرة الحادي والثلاثون الجزء الأول .السفر الثاني ...
- الفقرة الثلاثون الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة ...
- الفقرة الثلاثون الجزء الأول السفر الثاني فص حكمة ن...
- الفقرة التاسعة والعشرون الجزء الثاني السفر الثاني ...
- الفقرة التاسعة والعشرون الجزء الأول السفر الثاني ف...
- الفقرة الثامنة والعشرون الجزء الثاني السفر الثاني ...
- الفقرة الثامنة والعشرين الجزء الأول السفر الثاني ف...
- الفقرة السابعة والعشرون الجزء الثاني السفر الثاني ...
- الفقرة السابعة والعشرين الجزء الأول السفر الثاني ف...
- الفقرة السادسة والعشرون الجزء الثاني السفر الثاني ...
- الفقرة السادسة والعشرون الجزء الأول السفر الثاني ف...
- الفقرة الخامسة والعشرون الجزء الثاني السفر الثاني ...
- الفقرة الخامسة والعشرون الجزء الأول السفر الثاني ف...
- الفقرة الرابعة والعشرون الجزء الثاني السفر الثاني ...
- الفقرة الرابعة والعشرون الجزء الأول السفر الثاني ف...
- الفقرة الثالثة والعشرون الجزء الثاني السفر الثاني ...
- الفقرة الثالثة والعشرين الجزء الأول السفر الثاني ف...
- الفقرة الثانية والعشرون الجزء الثاني السفر الثاني ...
- الفقرة الثانية والعشرون الجزء الأول السفر الثاني ف...
- الفقرة الحادي والعشرون الجزء الثاني السفر الثاني ف...
- الفقرة الحادي والعشرين الجزء الأول السفر الثاني فص...
- الفقرة العشرون الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة ن...
- الفقرة العشرون الجزء الأول السفر الثاني فص حكمة نف...
- الفقرة التاسعة عشر الجزء الثاني السفر الثاني فص حك...
- الفقرة التاسعة عشر الجزء الأول السفر الثاني فص حكم...
- الفقرة الثامنة عشر الجزء الثاني السفر الثاني فص حك...
- الفقرة الثامنة عشر الجزء الأول السفر الثاني فص حكم...
- الفقرة السابعة عشر الجزء الثاني السفر الثاني فص حك...
- الفقرة السابعة عشر الجزء الأول السفر الثاني فص حكم...
- الفقرة السادسة عشر الجزء الثاني السفر الثاني فص حك...
- الفقرة السادسة عشر الجزء الأول السفر الثاني فص حكم...
- الفقرة الخامسة عشر الجزء الثاني السفر الثاني فص حك...
- الفقرة الخامسة عشر الجزء الأول السفر الثاني فص حكم...
- الفقرة الثامنة الجزء الأول السفر الثاني فص حكمة نف...
- الفقرة الرابع عشر الجزء الثاني السفر الثاني فص حكم...
- الفقرة الرابع عشر الجزء الأول السفر الثاني فص حكمة...
- الفقرة الثالث عشر الجزء الثاني السفر الثاني فص حكم...
- الفقرة الثالث عشر الجزء الأول السفر الثاني فص حكمة...
- الفقرة الثاني عشر الجزء الثاني السفر الثاني فص حكم...
- الفقرة الثاني عشر الجزء الأول السفر الثاني فص حكمة...
- الفقرة الحادي عشر الجزء الثاني السفر الثاني فص حكم...
- الفقرة الحادي عشر الجزء الأول السفر الثاني فص حكمة...
- الفقرة العاشرة الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة ن...
- الفقرة العاشرة الجزء الأول السفر الثاني فص حكمة نف...
- الفقرة التاسعة الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة ن...
- الفقرة التاسعة الجزء الأول السفر الثاني فص حكمة نف...
- الفقرة الثامنة الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة ن...
- الفقرة الثامنة الجزء الأول السفر الثاني فص حكمة نف...
- الفقرة السابعة الجزء الثاني السفر الثاني فص حكمة ن...
-
▼
يونيو
(216)
تابعونا علي فيس بوك
https://www.facebook.com/groups/146820946026951/?ref=bookmarks
تغريداتي علي التويتر
التسميات
Abdelkader-Jilani
al-Junayd-al-Baghdadi
al-Kahf-Wa-al-Raqim
AlFateh-AlRabbani
AlMasnavi-Vol1
AlNafri
alnnadirat-aleiniat-eabd-alkarim-aljili
alsafar_alkhatum_fusus_alhikam
alshajara-alnumaniyya
altanazulat-almawsilia
Divan-Shams-Tabrizi
divine-manifestations
divine-providence
eabd-alkarim-aljili
farid-aldiyn-aleitar
Fusus-AlHikam
Hallaj
hikam
Ibn-AlFarid
Ibn-Ata-Allah
IbnArabi
mantiq-altayr
mathnawi-ma'nawi-Part1-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part1-muhamad-kaffafi
mathnawi-ma'nawi-Part2-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part2-muhamad-kaffafi
mathnawi-ma'nawi-Part3-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part4-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part5-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part6-iibrahim-aldasuqi
Mongah_IbnAtaAllah
Rumi
sharah-alkahf-walraqim-fie-sharah-bismi-allah-aljili
sharah-mushkilat-alftwhat-almakia
taj-altarajum
the-eighth-book-of-fusus-alhikam
the-fifth-book-of-fusus-alhikam
the-first-book-of-fusus-alhikam
the-fourth-book-of-fusus-alhikam
the-ninth-book-of-fusus-alhikam
the-second-book-of-fusus-alhikam
the-seventh-book-of-fusus-alhikam
the-sixth-book-of-fusus-alhikam
the-tenth-book-of-fusus-alhikam
the-third-book-of-fusus-alhikam
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق