الثلاثاء، 2 يوليو 2019

الفقرة الثامنة عشر السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثامنة عشر السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثامنة عشر السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

08 - The Wisdom Of  Spirit In The Word Of Jacob   

الفقرة الثامنة عشر :
كتاب المفاتیح الوجودیة والقرآنیة لفصوص الحكم عبد الباقي مفتاح 1417هـ :
المرتبة 08: لفص حكمة روحية في كلمة يعقوبية
من الاسم الشكور والكرسي ومنزل النثرة ببرج السرطان وحرف الكاف
الغني مقترن بالاسم الحميد كما في الآية " والله هو الغني الحميد " فالغني هو المغني والمغني محمود مشكور.
فظهور الغني يستلزم ظهور الاسم الشكور أي المحمود على كل حال في السراء والضراء. فالش?ور ملازم للحالين ولهذا كان هو المتوجه على إيجاد المرتبة الوجودية التي هي أصل كل ثنائية في الدنيا أي الكرسي حيث تتدلى القدمان وهي المرتبة الثامنة والثمانية م?عب الاثنين 8 =  2 * 2 * 2
فهي مرتبة الازدواجية في جميع المراتب: ثنائية الذوات في ثنائية الصفات في ثنائية الأفعال.  وكما أن للواحد الثبات فـ للاثنين التغير.
فالجوهر ثابت و شكله متغير. فلهذا جاءت مرتبة الكرسي لتغير الأشكال.
وفي هذا المعنى يقول الشيخ في كتابه "عقلة المستوفر":
(إن الله تعالى أدار هذا الفلك الأخر وسماه الكرسي وهو في جوف العرش كحلقة ملقاة في فلاة من الأرض.
وخلق بين هذين الفلكين عالم الهباء وعمر هذا الكرسي بالمديرات وأسكنه می?ائیل ونزلت إليه القدمان.
فالكلمة في العرش واحدة لأنه أول عالم التركيب و، ظهر لها في الكرسي نسبتان لأنه الفلك الثاني ، فانقسمت فيه الكلمة فعبر عنها بالقدمين كما ينقسم الكلام وإن كان واحدا إلى أمر وفي وخبر واستخبار.
ومن هذين الفلكين تحدث الأشكال الغريبة في عالم الأركان وعنهما يكون خرق العوائد على الإطلاق وهي من الأشكال الغريبة ولا يعرف أصلها وهو هذا.
وتظهر في عالمين في عالم الخيال لقوله تعالى: " يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى" (طه، 66) وفي عالم الحقيقة والكرامات.
وهذان الفلكان قل من يعبر عنهما أو يصل إليهما من أصحابنا إلا الأفراد وكذلك من أرباب الهيئة والأرصاد.
وإذا رأوا شكلا غير معتاد في الطبيعة نسبوا ذلك إلى شكل غريب في الفلك صدر عنه هذا لا يجري عليه قياس.
ومن هذين الفلكين كانت الخواص في الأشياء وهي الطبيعة المجهولة فيقولون يفعل بالخاصية فلو أدركوا حركة هذين الفلكين لم يصح لهم أن يجهلوا شيئا في العالم . انتهى.
ولهذا تكلم الشيخ في هذا الفص عن الطبيعة وآثارها وعلى الطبيب خادم الطبيعة وعلى العوائد و خرقها وتشابه ت?رارها لأن الكرسي هو مصدر كل ذلك.
ومن جهة أخرى فالمظهر الخارجي المحسوس للكرسي هر فلك المنازل في الدنيا وهو سور الأعراف في الآخرة الذي له وجه علوي للجنة محل قدم الصدق والسعادة، ووجه سفلي لجهنم محل قدم الجبار والشقاء.
فوجهه الجناني للصحة والعافية ووجهه الجهنمي للمرض والأسقام لأن الأمراض والآلام تقع في عالم التركيب العنصري لا في عالم البساطة الروحانية التي هي فوق فلك المنازل.
والطبيعة تكون عنصرية من فلك المنازل إلى أسفل سافلين.
فمن تحته تظهر الآلام والأسقام الحسية والمعنوية في الدنيا والآخرة.
ولهذا تكلم الشيخ عن الآلام والغموم والصحة والسلامة في الفصل الذي خصصه للكرسي وهو الفصل 18 من الباب 198 من الفتوحات.
وفلك المنازل ظاهرا أو الكرسي باطنا هو المظهر الكوني للقبضة الإلهية التي تكلم الشيخ عنها في جوابه عن السؤال 120 من أسئلة الترمذي.
فالمقبوض مقيد. ولهذا تكلم الشيخ عن التقيد.
فقال إن الدين هو الانقياد للشرع. والمكلف أما منقاد بالموافقة واما مقيد بالمخالفة. وإنما تكلم على الشرع والدين لأن الشيخ ذكر في عدة مواضع من الفتوحات أن الشرائع الدينية مصدرها من الكرسي. ففي الباب 58 مثلا يقول:
" للرسالة مقام وهو عند الكرسي ذلك هو مقام الرسالة ونبوة التشريع ... لأنه من الكرسي تنقسم الكلمة الى خبر وحكم".
ولهذا تكلم في آخر هذا الفص عن مقام الرسل والورثة وخدمتهم للأمر والنهي الإلهيين النازلين من الكرسي.
وأول كلمة في هذا الفص تشير إلى مرتبة الكرسي من حيث الازدواجية ومن حيث التقيد بالشكل وهي قوله: (الدين دینان) فالدين هو التقيد والانقياد.
والقيد هو الشكل وبه سمي ما تقيد به الدابة في رجلها شكالا.
ولهذا يظهر الالتزام بالدين في المنام على شكل قيد.
والكلمات التي تظهر الازدواجية في هذا الفص كثيرة منها: (الدين دينان / شرع إلهی ناموس إنساني / موافقة مخالفة / التجاوز المواخذة / يسر لا يسر / ظاهر باطن / منعم معذب / الخير ثوابا الشر عقابا / الشخصية في الاثنين / المرض الصحة / خادم الطبيعة وخادم الأمر الإلهي).
وفي الفصل 19 من الباب 198 يتكلم الشيخ عن علاقة الكرسي بفلك المنازل فيقول: " ومن فعل هاتين القدمين في هذا الفلك ظهر في العالم من كل زوجين اثنين بتقدير العزيز لوجود حكم الفاعلين من الطبيعة  أي الحرارة والبرودة و القوتين من النفس أي العلمية والعملية والوجهين من العقل أي الإقبال والإدبار إجمالا وتفصيلا والحرفين من الكلمة الإلهية كن ومن الصفتين الإلهية في ليس كمثله شيء وهي الصفة الواحدة وهو السميع البصير وهي الصفة الأخرى فمن نزه فمن ليس كمثله شيئ ومن شبه فمن وهو السميع البصير فغيب وشهادة غيب تريه وشهادة تشبیه".
وفي الفصل 18 من الباب 198 وهو فصل الكرسي يقول:
(فما تعرف لذات النعم إلا بأضدادها).. (إلا ترى الحق وصف نفسه على ألسنة رسله بالغضب والرضا ومن هاتين الحقيقتين ظهر في العالم اكتساب العلوم من الأذواق الظاهرة كالطعوم وأشباهها والباطنة كالآلآم من الهموم والغموم مع سلامة الأعضاء الظاهرة من كل سبب يؤدي إلى ألم فانظر ما أعجب هذا.
فثبت العرش لثبوت الرحمة السارية التي وسعت كل شيء فلها الإحاطة وهي عين النفس الرحماني فيه بنفس الله كل كرب في خلقه.
فإن الضيق الذي يطرأ أو يجده العالم كونه أصلهم في القبضة وكل مقبوض عليه محصور و كل محصور محجور عليه. والإنسان لما وجد على الصورة لم يحتمل التحجير.
فنفس الله عنه بهذا النفس الرحماني ما يجده من ذلك كما كان تنفسه من حكم الحب الذي وصف به نفسه في قوله: "أحببت أن أعرف" .
فأظهره في النفس الرحماني فكان ذلك التنفس الإلهي عين وجود العالم فعرفه العالم كما أراد .
فعين العالم عين الرحمة لا غيرها فاشحذ فؤادك فما يكون العالم رحمة للحق ويكون الحق سرمد عليه الألم الله أكرم وأجل من ذلك.
فانظر ما أعجب ما أعطاه مقام الكرسي من انقسام الكلمة الإلهية فظهر الحق والخلق و لم يكن يتميز لولا الكرسي الذي هو موضع القدمين الواردتين في الخبر، وعن هذا الاسم أي الشكور وجد في النفس الإنساني حرف الكاف وفي فلك المنازل منزلة النثرة لما وجد فلكها). انتهى
وعدد الكاف عشرون أي 2 * 10 .
والعشرات هي ثاني المراتب بعد الآحاد فناسب عدده اثنينية الكرسي.
والنثرة من الانتشار أي انتشار الحمل المقبوض وهو عين ذلك النفس الرحمان أو عين النثر الظاهر بكلام النفس الإنساني.
وإنما ذكرنا هذا العلاقة مرتبة الكرسي ومظهره الخارجي أي فلك المنازل بالكلام والحروف الاستمداد وجودهما من الاسم الشكور الذي هو مظهر الكلام الإلهي. يقول الشيخ في "عقلة المستوفز" عن فلك المنازل:
(وهذا الفلك فلك الحروف ومن هنا أنشأت في عالم الأجسام على الثماني والعشرين مرة وثمانية وعشرين حرفا على المخارج المستقيمة ثم حروف خرجت عن الاستقامة في الإنسان وغيره من الحيوانات على عدد ما بقي من الأقسام مقدارا بمقدار لا يزيد ولا ينقص، أمثالها في الإنسان، كالحروف بين الباء والفاء والحروف بين الجيم والشين و كحروف الخيشوم وهكذا في الحيوانات.
وأخبرني بعض العلماء عن تلميذ جعفر الصادق عليه السلام أوصلها إلى سبعة وسبعين حرفا في الحيوانات). انتهي.
وهذا المظهر الكلامي هذه المرتبة لها علاقة مباشرة بالشرائع المنزلة من الكرسي إذ الشريعة ما هي إلا خطاب الله تعالى للمكلفين بنفس الله بها عنهم ضيق الجهل و ظلمات الشفاء ولهذا نسب الشيخ حكمة هذا الفص للروح لقوله تعالى: ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ) [الشورى: 52] .
وقال تعالى : " ينزل الملائلكة بالروح من أمره. على من يشاء من عباده" (النحل: 2) .
وقال تعالى : " نزل به الروح الأمين . على قلبك لتكون من المنذرين "(الشعراء، 193-194) .
وفي سورة (غافر، 15) "يلقى الروح من أمره، على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق ".
ففي هذه الآيات وغيرها:روح الوحي المنزل مقترنا بالأمر والإنذار الشرعيين الصادرين من الكرسي
و لاقتران هذه المرتبة بالروح وبالدين و بالاثنينية نسب الشيخ كلمتها ليعقوب الله لأن الله تعالى فرن اسمه بالدين وقرن حاله بالروح وظهر فيه القبض والبسط حسا ومعنى فحزن وفقد بصره لفقدان يوسف ثم فرح ورد بصره ورفع للعرش عند لقائه. قال تعالى "ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يابني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون " (البقرة، 132 ).
وأخبر تعالی عنه وهو يخاطب أبناءه "ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " (يوسف، 87) .
وفي الآية 94 "ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون ".
فوجد ريح يوسف في كنعان من مصر ومن خواص الأرواح ذوق الأنفاس بالشم لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله و سلم (الأرواح نشام كما تشام الخيل).
وأشار الشيخ إلى نسبة أخرى بين يعقوب وهذه المرتبة التي مدارها حول القدمين فقال: "فقد علمت من يلتذ ومن يتألم وما يعقب كل حال من الأحوال وبه سمي عقوبة وعقابا وهو شائع في الخير والشر غير أن العرف سماه في الخير ثوابا وفي الشر عقابا".
فأنسب الأسماء للعقاب يعقوب .
وقد سماه الشيخ في الباب 14 من الفتوحات:
العاقب وهو مناسب أيضا لعواقب الثناء أي معنى الشكور المحمود على كل حال التوجه لإيجاد هذه المرتبة.
وبارك الله ليعقوب في عقبه لتحققه بالشكر المستلزم للمزيد، وسموا باسمه فقيل بنو إسرائيل وإسرائيل هو يعقوب عليه السلام .
وفي آخر الفصل أشار الشيخ إلى الشيب: شيبتني هود، لأن لفص هود فلك المنازل الذي هو المظهر المحسوم للكرسي كما سبق ذكره.
وهذا لمناسبة هذه المرتبة لما يسمى في القرآن بأرذل العمر، وهو في الكون عبارة عن العالم العنصري الكائن تحت فلك المنازل وإليه أشار الشيخ في جوابه عن السؤال الأول من أسئلة الترمذي حيث يقول:
(والذي يتعلق بالمولدات الطبيعية بتنوع ويستحيل باستحالاتها وهو المعبر عنه بأرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا.
فان المواد التي حصل له منها هذا العلم استحالت فالتحق العلم بها بحكم التبعية) ولعلاقة أرذل العمر بالمرض والموت وبيعقوب نجد الشيخ في كتابه (العبادلة) يخصص بابا عنوانه: "عبد الله بن يعقوب بن عبد المميت " لكن حيث أن للكرسي قدم الحياة الباقية في الجنان عند الوجه الأعلى للأعراف حيث الروح والريحان نحد أيضا بابا آخر تحت عنوان: "عبد الله بن يعقوب بن عبد الباقي".
فانظر جمعية يعقوب لزوجيه الموت والبقاء لإستمداده من الشكور عند ?رسی القدمين...
وكما عقب يعقوب اثني عشر ولدا منهم يوسف عليه السلام ، فكذلك عقبت مرتبة الكرسي مرتبة فلك البروج اليوسفية التي لها الفص الموالي الذي مهد الشيخ له بذكر آثار الطبيعة في أواخر هذا الفص اليعقوبي.
لأن آثارها أول ما ظهرت ،ظهرت في البروج فمنها ثلاثة حارة پابسة وثلاثة باردة يابسة وثلاثة حارة رطبة وثلاثة باردة رطبة حسب ترتيبها المعروف.


08: سورة فص يعقوب عليه السلام
سورة هذا الفص من سورة "الشمس" والحاكم على مرتبته الاسم "الشكور" المتوجه على إيجاد الكرسي محل القدمين وتثنية الأمر العرشي الواحد.
هذا الفص مشحون  بالاثنينيات وما افتح في قول الشيخ: (الدين دینان)، كذلك سورة الشمس مفتتحة بالاثنينيات: "الشمس والقمر / النهار والليل / السماء والأرض / فجور النفس وتقواها / أفلح وخاب / ز ?اها  و دساها." .
وقد خصص الشيخ لمنزل سورة "الشمس" الباب 293 من الفتوحات  وفيه بين الاثنينية المتجلية في هذا المنزل.
بل رأى خلال كتابته رسول الله صلى الله عليه وسلم  لا بسا نعلين وقفازين، تأكيدا للازدواجية المتكاملة.
وافتح هذا الباب بالكلام على ازدواجية الرب والمربرب والرابطة بينهما وبدأه بقصيدة طويلة تحتوي على"56" بينا أي "x282" .
فهذا العدد هو تثنية العدد "28" الذي هو عدد منازل الفلك المناسب لهذه المرتبة الثامنة لأن ذلك المنازل أو فلك الكواكب هو المظهر المحسوس الخارجي للكرسي، مثل فلك البروج بالنسبة إلى العرش.
"" أضاف الجامع : يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
الجواد والمقسط ، من هذين الاسمين : كان عالم الغيب والشهادة ، والدار الدنيا والآخرة ، وعنهما كان البلاء والعافية ، والجنة والنار .
وعنهما خلق من كل زوجين اثنين والسراء والضراء .
وعنهما صدر التحميدان في العالم :
التحميد الواحد الحمد لله المنعم المفضل ، والتحميد الآخر الحمد لله على كل حال .
وعن هذين الاسمين ظهرت القوتان في النفس :
القوة العلمية والقوة العملية ، والقوة ، والفعل ، والكون ، والاستحالة ، والملأ الأعلى ، والملأ الأسفل ، والخلق ، والأمر.""
ولهذا نجد الشيخ يقول إن من علوم هذا المنزل:
"علم التجلي في النجوم على كثرها في كل نجم منها في آن واحد برؤية واحدة". بشير إلى الآية الثانية والآيتين الرابعة والسادسة " والقمر إذا تلاها ...والليل إذا يغشاها ..والسماء وما بناها".
وابتدا ذ?ر علوم هذه السورة فقال: "فمما يتضمن هذا المنزل تجلي الحجاب بين ?شفين وتجلي الكشف بين حجايين .
وما في المنازل منزل يتضمن هذا الضرب من التجلي إلا هذا المنزل إلى آخره... وذلك من حكم اثنينية الكرسي.
ويشير بذلك إلى الآيات الأربعة الأولى من السورة.. إلى أن قال:
"واعلم يا أخي أنه ليلة تقييدي لبقية هذا المترل من بركاته رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد استلقى على ظهره وهو يقول:
ينبغي للعبد أن يرى عظمة الله في كل شيء حتى في المسح على الخفين ولباس القفازين".
وكنت أرى في رجليه صلى الله عليه وسلم  نعلين أسودين جديدين وفي يده قفازين..." إلى آخره.
وفي هذا الباب 293 "فتوحات" خصص فقرة طويلة حول الطبيعة وأركانها وآثارها، وهو مناسب لتوسع الشيخ في الكلام حولها في هذا الفص.
ومرجع كل ذلك للآيات الأولى من "الشمس" التي فيها ذكر لطبيعة الكون زمانا ومكانا و لطبيعة النفس تسوية وفجورا و تقوی وتزكية ودسا.
وختم ذلك الباب بقوله عن هذا المنزل:
"... ويتضمن علم العواقب ومآل كل عالم" إشارة إلى أيتها الأخيرة: « ولا يخاف عقباها " (الآية، 15 ) المناسبة تماما لاسم "يعقوب" صاحب هذا الفص وللاسم "الشكور" الحاكم عليه لأن معنى "الش?ور" هو "الذي له عواقب الثناء".
ويعقوب كان من رجال الأنفاس أهل الشم كما يظهر في قول:" وإني لأجد ريح يوسف" [يوسف، 94] . " ولا  تيأسوا من روح الله " (يوسف، 87).
وللنفس علاقة مباشرة بصبح الشمس لقوله تعالى : "والصبح إذا تنفس" [التكوير، 18].
(ينظر الى وصف الشيخ لرجال الأنفاس والأعراف في الابواب 15-34-35).
وفي السورة ذكر لعقاب ثمود، وإليه الإشارة في قول الشيخ: "... وما يعقب كل حال من الأحوال، وبه سمي عقوبة وعقابا"
وأشار إلى ثمود وحالها مع رسولها صالح وهو أخو هود في النسبة العربية
فقال: "... فالرسول مبلغ ولهذا قال: "شيبتني هود و أخواتها" ..."
فانظر كيف لوح للنسبية العربية المشتركة بين سيدنا محمد وهود وصالح عليهم الصلاة والسلام.
وذلك الشيب، مثله مثل فقدان يعقوب بصره، من مظاهر الطبيعة المؤثرة.
ولهذا تكلم الشيخ في أواخر هذا النص على الطبيب خادم الطبيعة والرسول خادم الأمر الإلهي...

علاقة هذا الفص بسابقه ولاحقه :في هذا الفص عاد الشيخ إلى موضوع "الرضا" الذي خصص له الفص السابق كما أشار إليه في فص إبراهيم،
فقال: "فمن هنا كان الدين جزاء أي معارضة بما يسر وما لا يسر، فبما يسر: ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ) (المائدة، 119) .
ففي هذه الجملة يلوح إلى الصلة بين الأنبياء الثلاثة من حيث النسب:
فـ إسماعيل عم يعقوب وإبن إبراهيم.
وإلى الصلة بين مرانب فصوصهم أي الجسم الكل  والعرش والكرسي.
وإلى الصلة بين سورهم:طلوع شمس "لم يكن" في البينة عند إبراهيم. 
و"الفجر" ابن الشمس عند إسماعيل بن إبراهيم.
و"الشمس وضحاها" ليعقوب.
وقد رأى يوسف بن يعقوب والده في الرؤيا على صورة الشمس وأمه على صورة القمر واخوته على صورة الكواكب.
وليوسف الفصل التالي الذي له سورة الإخلاص" الآية (1)" قل هو الله أحد"
ومهد الشيخ إليها في آخر هذا الفص اليعقوبي بذكره لكلمتي " أحد" و "آحاد".
.

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: