الأربعاء، 3 يوليو 2019

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة الرابعة عشر الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة الرابعة عشر الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة الرابعة عشر الجزء الأول  .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

09 - The Wisdom Of Light In The Word Of Joseph  

الفقرة الرابعة عشر : الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فأحدية الله من حيث الأسماء الإلهية التي تطلبنا أحدية الكثرة، و أحدية الله من حيث الغنى عنا و عن الأسماء أحدية العين، و كلاهما يطلق عليه الاسم الأحد، فاعلم ذلك. فما أوجد الحق الظلال وجعلها ساجدة متفيئة عن اليمين والشمال إلا دلائل لك عليك وعليه لتعرف من أنت وما نسبتك إليه وما نسبته إليك حتى تعلم من أين أو من أي حقيقة إلهية اتصف ما سوى الله بالفقر الكلي إلى الله، وبالفقر النسبي بافتقار بعضه إلى بعض)
قال رضي الله عنه : "فأحدية الله من حيث الأسماء الإلهية التي تطلبنا أحدية الكثرة، و أحدية الله من حيث الغنى عنا و عن الأسماء أحدية العين، و كلاهما يطلق عليه الاسم الأحد، فاعلم ذلك. فما أوجد الحق الظلال وجعلها ساجدة متفيئة عن اليمين والشمال إلا دلائل لك عليك وعليه لتعرف من أنت وما نسبتك إليه وما نسبته إليك حتى تعلم من أين أو من أي حقيقة إلهية اتصف ما سوى الله بالفقر الكلي إلى الله، وبالفقر النسبي بافتقار بعضه إلى بعض."
قال رضي الله عنه : (فأحدية الله) تعالى (من حيث الأسماء الإلهية التي تطلبنا ) أن تكون آثارا لها فتظهر له تعالی بنا (أحدية الكثرة)، فهو تعالى أحد في عين كل شيء محسوس أو معقول، يعني لا يشبه ظهوره في عين شيء ظهوره في عين الشيء الآخر.
فكل شيء بهذا الاعتبار موصوف بظهور هذه الأحدية فيه، فكل شيء لا يشبه كل شيء (وأحدية الله ) تعالى (من حيث الغنى) الذاتي (عنا) معشر الكائنات (وعن الأسماء)، أي أسمائه تعالى من وجه كونها غيره سبحانه (أحدية العين)، أي الذات الإلهية.

قال رضي الله عنه : (وكلاهما) أحدية الكثرة وأحدية العين (يطلق عليه)، أي على كل واحد منهما (اسم الأحد) وذلك وارد في قوله تعالى : "قل هو الله أحد" ، فـ الهو أحدية العين ، والله أحدية الكثرة، والخبر عنهما واحد وهو لفظ أحد.
قال رضي الله عنه : (فاعلم) يا أيها السالك (ذلك) المذكور (فما أوجد الحق) تعالى (الظلال) جمع ظل وهي ظلال الأجسام الكثيفة في الأنوار (وجعلها)، أي تلك الظلال (ساجدة)، أي فانية من أنفسها معدومة مضمحلة في وجود الأشخاص الجسمانية التي هي ظلال عنها (متفيئة عن الشمال)، أي شمال الشخوص (وعن اليمين)، أي يمين الشخوص على حسب النور وتوجهه فإذا كان النور عن اليمين كانت الظلال عن الشمال وبالعكس كما يراه الحس في الدنيا إلا دلائل واضحة (لك) . يا أيها السالك
قال رضي الله عنه : (عليك)، أي على نفسك (وعليه)، أي على ربك سبحانه (لتعرف من أنت) من حيث إنك أثر ظاهر عن مؤثر.
?الظل يظهر عن الشخص وليس هو جزء منه ، ولم يتأثر الشخص بظهوره عنه،
ظاهر عن كل مؤثر ?الظل يظهر عن الشخص وليس هو جزء منه ولم يتأثر الشخص بظهوره عنه ولا هو مماثل له بوجه أصلا إلا أنه ظله قائم به موجود به وجودة لا يشبه وجود الشخص ولا هو عدم صرف كما كان قبل أن يكون.
وزواله بشخصه أيضا لا بشيء غيره أصلا ما دام النور متوجها على الشخص، فإن توجه النور إلى جهة الظل انتقل الظل إلى الجهة التي كان فيها النور، وهكذا فإن النور بمنزلة الذات الإلهية.
والشخص بمنزلة الأسماء الإلهية التي امتد عنها ظل المم?نات، فكل ممكن تجلی عليه النور الذاتي انعدم في الحال وزال عنه تجلي الأسماء الإلهية ، فإذا استتر عنه النور الذاتي تجلت عليه الأسماء الإلهية فأوجدته بوجهها الذي تغایر به الذات الإلهية ، وهو الوجه الذي من طرف الآثار الكونية .
قال رضي الله عنه : (و) تعرف (ما نسبتك إليه) سبحانه فإن نسبتك إليه نسبة الظل إلى شخصه كما ذكرنا (و) تعرف (ما نسبته)، أي الحق تعالى (إليك) يا أيها السالك وكذلك كل مخلوق مثلك.
فإن نسبته إليك سبحانه نسبة الشخص إلى ظله من حيث أسماؤه وصفاته ونسبة النور إلى الظل من حيث ذاته تعالى.
ولا يغنيك إلا شهود الذات الإلهية النورية، ولا يوجدك ويبقيك إلا شهود الأسماء الإلهية بالنور الذات الإلهي (حتى تعلم) يا أيها السالك (من أين)، أي من أي ذات وهي ذات الحق تعالی وعينه النورية الوجودية المطلقة.
قال رضي الله عنه : (أو من أي حقيقة إلهية)، أي حضرة جامعة للذات والاسم الإلهي (اتصف ما سوی)، أي غير (الله تعالی) من كل شيء محسوس أو معقول (بالفقر)، أي بالافتقار والاحتياج (الكلي) الذي هو من حيث ذات ذلك الشيء وصفاته وجميع أحواله في ظاهره وباطنه إلى الله تعالى .
وذلك من حيث أن الظل صادر عن الشخص بصورته وهيئته وأحواله من حركة وسكون، وصادر عن النور الذي هو خلف الشخص بثبوته ووجوده وارتسامه في نفسه .
فقد اشترك الشخص والنور في إظهار الظل، والظل ظاهر عنهما معا لا عن أحدهما فقط، لكن كل واحد منهما له فيه تأثير باعتبار، إذ لو لم يكن الشخص ما كان الظل، وكذلك لو لم يكن النور ما كان الظل، فالشخص يرسم صورة مخصوصة يقتضيها.
والنور يكشف عن تلك الصورة ويظهر للحس فافتقار الظل إلى النور، والشخص بافتقار ?لي نظر افتقار كل شيء محسوس أو معقول إلى الله تعالی من حيث ذاته تعالى، ومن حيث أسمائه وصفاته.
فإن الأسماء والصفات الإلهية لها رسم كل شيء أزلا، وتخصيص صورته بما تقتضيه من حال حسي أو معنوي على اختلاف ذلك.
والذات الإلهية لها إظهار ذلك الشيء على حسب ما هو عليه والكشف عنه ، لأنها النور الذي يظهر به كل مستور.
قال الله تعالى : "الله نور السموات والأرض" [النور: 35]. وفي الحديث من دعاء النبي عليه الصلاة والسلام: «اللهم إني أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له السموات والأرض، وأشرقت به الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تحل على غضبك، أو تنزل على سخطك».رواه الطبراني والمقدسي في المختارة.
قال رضي الله عنه : (و) اتصف أيضا (بالفقر)، أي الافتقار (النسبي) الذي هو مجرد نسبة افتقار واحتياج فقط بلا حقيقة افتقار ولا احیتاج في نفس الأمر (بافتقار)، أي بسبب افتقار (بعضه)، أي بعض ما سوى الله تعالى.
(إلى بعض) آخر من ذلك السوي، فإنه اتصف بهذا النوع من الافتقار، الذي هو مجرد نسبة الافتقار فقط، باعتبار عدم انفكاك ما سوى الله تعالى الذي هو الظل عن شخصه، الذي هو حضرة الأسماء الإلهية.
ونوره الذي هو حضرة الذات العلية، تنبيها منه تعالى على حضرة قيوميته في كل شيء مفتقر إليه من المخلوقات من حيث افتقر إليه شيء آخر مثله في أمر من الأمور، وإرشاد إلى شهود غناه تعالى.
ودلالة على ذلك الافتقار الكلي الحقيقي، الذي هو من المخلوق إلى الخالق، وإهانة القلوب الغافلة عن الافتقار الحقيقي إلى الحق تعالى في كل شيء.
فإنها لما غفلت عنه تعالى في ظهوره في كل مظهر، جعلها مفتقرة إلى سواه بالنسبة إلى ما عندها من الجهل به سبحانه، وفي نفس الأمر ليس إلا الافتقار الكلي الحقيقي كما هو مشهد النبيين والكاملين من الورثة.

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فأحدية الله من حيث الأسماء الإلهية التي تطلبنا أحدية الكثرة، و أحدية الله من حيث الغنى عنا و عن الأسماء أحدية العين، و كلاهما يطلق عليه الاسم الأحد، فاعلم ذلك. فما أوجد الحق الظلال وجعلها ساجدة متفيئة عن اليمين والشمال إلا دلائل لك عليك وعليه لتعرف من أنت وما نسبتك إليه وما نسبته إليك حتى تعلم من أين أو من أي حقيقة إلهية اتصف ما سوى الله بالفقر الكلي إلى الله، وبالفقر النسبي بافتقار بعضه إلى بعض)
قال رضي الله عنه :  (فاحدية الله من حيث الأسماء الإلهية التي تطلبنا) لإظهار آثارها فينا يقال لها (أحدية الكثرة واحدية الله من حيث الغناء عنا وعن الأسماء) يقال لها (احدية العين وكلاهما يطلق عليه اسم الأحد فاعلم ذلك).
حتى لا يشتبه عليك عند استعماله في مقامه (فما أوجد الحق الظلال وجعلها ساجدة) أي منبسطة على الأرض (متفيئة) أي راجعة عن الشمال واليمين إلا دلائل لك عليك وعليه) أي على الحن قال رضي الله عنه :  (لتعرفه من أنت) يدل عليك ظلك أنت ظل إلهي من ظلال الذات الإلهية .
(وما نسبتك إليه) أي إلى الحق بدل نسبة ظلك إليك على نسبتك إلى ربك (وما نسبته) أي نسبة الحق (إليك) يدل، نسبتك إلى ظلك على نسبة الحق إليك .
قال رضي الله عنه :  (حتى تعلم من أین أو من أي حقيقة إلهية) أي من أي سبب وحكمة.
وقال رضي الله عنه :  (اتصف ما سوى الله بالفقر الكلي إلى الله وبالفقر النسبي إليه بافتقار بعضه إلى بعض) . فإذا عرفت أن ظلك لكونه ظلك يفتقر إليك بالفقر الكلي فقد عرفت منه انصافي العالم بالفقر الكلي إلى الله لكون العالم كله ظل الله .
وعرفت منه أيضا انصاف العالم بالفقر النبي إلى الله بافتقار بعضنا إلى بعض يرجع إلى افتقارنا إلى الحق .
لأن افتقار العالم إلى العالم ليس من جهة ظلية بل من جهة ربوبية وهو من هذه الحينية عين الحق لا ظله فما كان الافتقار إلا إلى الله خاصة .

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فأحدية الله من حيث الأسماء الإلهية التي تطلبنا أحدية الكثرة، و أحدية الله من حيث الغنى عنا و عن الأسماء أحدية العين، و كلاهما يطلق عليه الاسم الأحد، فاعلم ذلك. فما أوجد الحق الظلال وجعلها ساجدة متفيئة عن اليمين والشمال إلا دلائل لك عليك وعليه لتعرف من أنت وما نسبتك إليه وما نسبته إليك حتى تعلم من أين أو من أي حقيقة إلهية اتصف ما سوى الله بالفقر الكلي إلى الله، وبالفقر النسبي بافتقار بعضه إلى بعض)
قال رضي الله عنه : " فأحدية الله من حيث الأسماء الإلهية التي تطلبنا أحدية الكثرة، و أحدية الله من حيث الغنى عنا و عن الأسماء أحدية العين، و كلاهما يطلق عليه الاسم الأحد، فاعلم ذلك. فما أوجد الحق الظلال وجعلها ساجدة متفيئة عن اليمين والشمال إلا دلائل لك عليك وعليه لتعرف من أنت وما نسبتك إليه وما نسبته إليك حتى تعلم من أين أو من أي حقيقة إلهية اتصف ما سوى الله بالفقر الكلي إلى الله، وبالفقر النسبي بافتقار بعضه إلى بعض"
قوله: والوجود الحق إنما هو الله خاصة من حيث ذاته وعينه لا من حيث أسماؤه، لأن أسماؤه لها مدلولان : المدلول الواحد عينه وهو عين المسمی، والمدلول الآخر ما ينفصل به عن اسم آخر إما ضد أو غير، وكل هذا غير متحقق لأنه سماه هنا أعني العالم الحق المتخيل.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فأحدية الله من حيث الأسماء الإلهية التي تطلبنا أحدية الكثرة، و أحدية الله من حيث الغنى عنا و عن الأسماء أحدية العين، و كلاهما يطلق عليه الاسم الأحد، فاعلم ذلك. فما أوجد الحق الظلال وجعلها ساجدة متفيئة عن اليمين والشمال إلا دلائل لك عليك وعليه لتعرف من أنت وما نسبتك إليه وما نسبته إليك حتى تعلم من أين أو من أي حقيقة إلهية اتصف ما سوى الله بالفقر الكلي إلى الله، وبالفقر النسبي بافتقار بعضه إلى بعض)
قال رضي الله عنه :  فأحدية الله - من حيث الأسماء الإلهية التي تطلبنا أحدية الكثرة ) .
يعني رضي الله عنه : واحد تتعقّل فيه كثرة نسبيّة ، لأنّ المسمّى بهذه الأسماء الكثيرة واحد ، والكثرة نسب تتعقّلها فيه .
قال رضي الله عنه : ( وأحدية الله من حيث الغنى عنّا وعن الأسماء الإلهية أحدية العين ، وكلاهما يطلق عليه اسم الأحد فاعلم ذلك ) .
يعني : ليس ذلك باعتبار تعقّل الكثرة فيه وعدم تعقّلها ، فاعلم ذلك .
قال رضي الله عنه : (فما أوجد الحق الظلال وجعلها ساجدة متفيّئة عن اليمين والشمال ، إلَّا دلائل لك عليك وعليه ، لتعرف من أنت ؟ وما نسبتك إليه ؟ وما نسبته إليك ؟ ) .
يشير رضي الله عنه إلى : أنّ التعيّنات الوجودية التي هي نحن كالظلال الممتدّة من الأشخاص تزيد وتنقص ، تزيد بالامتداد عنها فسمّيت ظلالا وتنقص بالتقلَّص إليها ، فتسمّى أفياء من " فاء " إذا رجع .
قال الله تعالى : " فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ الله " ومنه سمّي الغنيمة فيئا ، لأنّها ترجع وتفيء إلى المغتنم الساعي فيها ، فنحن - أعني التعيّنات الوجودية الحقّة في العالمين - لنا دلالتان بالنسبة إلينا يستدلّ بهما عليهما :
إحداهما : دلالتنا على عين واحدة تجمعنا نحن لنا وفيها وبها ،ولا استقلال لنا في تحقّقنا دونها.
والدلالة الثانية : دلالاتنا علينا من حيث الكثرة التي ظهرنا بها بحسب خصوصيات أعياننا .
وكذلك الظلال يستدلّ بها على ذوات الظلال التي منها امتدّت ، ويستدلّ بها أيضا عليها أن لا استقلال ولا تحقّق لها دون تلك الأشخاص التي هي ظلالها .
قال رضي الله عنه : ( حتى تعلم من أين أو من أيّ حقيقة إلهية اتّصف ما سوى الله بالفقر الكلَّي إلى الله ، وبالفقر النسبي بافتقار بعضنا إلى بعض ؟)
العالم بمألوهيته ومربوبيته ومخلوقيته وعدميته مفتقر إلى الموجد الله الربّ الخالق ، والله من حيث وجوده المطلق غنيّ عن الربوبية والمربوب والخالقية والمخلوق ، لأنّ العالم من حيث مجموعه وكلَّيته يفتقر إلى الموجد الخالق بالذات .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فأحدية الله من حيث الأسماء الإلهية التي تطلبنا أحدية الكثرة، و أحدية الله من حيث الغنى عنا و عن الأسماء أحدية العين، و كلاهما يطلق عليه الاسم الأحد، فاعلم ذلك. فما أوجد الحق الظلال وجعلها ساجدة متفيئة عن اليمين والشمال إلا دلائل لك عليك وعليه لتعرف من أنت وما نسبتك إليه وما نسبته إليك حتى تعلم من أين أو من أي حقيقة إلهية اتصف ما سوى الله بالفقر الكلي إلى الله، وبالفقر النسبي بافتقار بعضه إلى بعض)
قال رضي الله عنه : ( فأحدية الله من حيث الأسماء الإلهية التي تطلبنا أحدية الكثرة ، وأحدية الله من حيث الغنى عنا وعن الأسماء أحدية العين وكلاهما يطلق عليه اسم الأحد ) أحدية الكثرة وأحدية الجمع هي تعقل الكثرة في الذات الواحدة بحسب النسب ، فإن مسمى جميع الأسماء الإلهية ذات واحدة يتكثر بحسب النسب والتعينات الاعتبارية ، والذات باعتبار كل نسبة وتعين يقتضي أفراد نوع من أنواع الموجودات ، وأحدية العين هي أحدية الذات من غير اعتبار الكثرة ، فتقتضى الغناء عن الأسماء ومقتضياتها من الأكوان .

(فاعلم ذلك ، فما أوجد الحق الظلال وجعلها ساجدة متفيئة عن الشمال واليمين إلا دلائل لك عليك وعليه ، لتعرف من أنت وما نسبتك إليه وما نسبته إليك).
فما أوجد الظلال في الخارج للأشخاص الممتدة هي منها ساجدة لله في تذللها بوقوعها على الأرض منقادة له فيما سخرها له راجعة عن اليمين عند ارتفاع الشمس إلى الشمال ، وعن الشمال عند الغروب إلى اليمين بالطلوع إلا لتدل بها عليك .
أي على كل ممكن ، فإن الأعيان الموجودة وجوداتها كالظلال عليه تعالى ، فإنه بمثابة الشخص الذي يتظلل الظل به لتعرف أن الموجودات المتعينة التي أنت من جملتها ظل خيالي كما مر ، ونسبتك إليه نسبة الظل إلى الشخص الممتد عنه الظل .
"" إضافة بالي زادة :  (التي تطلبنا ) لأن آثاره فينا يقال لها أحدية الكثرة اهـ
( وجعلها ) ساجدة أي منبسطة في الأرض ( متفيئة ) أي مائلة عن الشمال واليمين اه ( لتعرف من أنت وما نسبتك إليه وما نسبته إليك ) أنت ظل إلهي من ظلال الذات الأحدية ( حتى تعلم من أين ) فإذا عرفت أن ظلك لكونه ظلك يفتقر إليك بالفقر الكلى ، فقد عرفت منه اتصاف العالم بالفقر الكلى إلى الله لكون العالم ظله ، وقد عرفت منه أيضا اتصاف العالم بالفقر النسبي إلى الله بافتقار بعضنا إلى بعض وذلك يرجع إلى افتقارنا إلى الحق ، لأن افتقار العالم إلى العالم ليس من جهة ظليته بل من جهة ربوبيته ، وهو من هذه الحيثية عين الحق لا ظله ، فما كان الافتقار إلا إلى الله خاصة اهـ. بالي زادة""

فإن الوجود المتعين ممتد عن الوجود المطلق ويتقوم به ونسبته إليك بأنه يقومك ويسخرك منقادا لأمره متذللا متسخرا فيما يريد منك ، لا استقلال لك ولا وجود (حتى تعلم من أين ومن أي حقيقة إلهية اتصف ما سوى الله بالفقر الكلى إلى الله ، وبالفقر النسبي بافتقار بعضه إلى بعض) أي حتى تعلم من افتقار الظلال إلى الشخص القائم المنور بنور الشمس وإلى المحل الواقع عليه أن ما سوى الحق من الموجودات المتعينة .
هي ظلال الحق مفتقرة إلى الله الموجد المقوم القيوم الرب النور لمألوهيتها وعدمها ، ولا استقلال لها ومربوبيتها ، وظلمة أعيانها التي هي محالها في العدم وهو الفقر الكلى .

وأما الفقر النسبي كافتقارها إلى ما به متعين من الأعيان افتقار الظل إلى المحل وكافتقار الكل إلى الأجزاء والمسببات إلى الأسباب ، افتقار الظل إلى جميع أسبابه من أحوال المحل وهيئات ذي الظل وأشكاله ومقاديره من الطول والعرض وغيرها.


مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فأحدية الله من حيث الأسماء الإلهية التي تطلبنا أحدية الكثرة، و أحدية الله من حيث الغنى عنا و عن الأسماء أحدية العين، و كلاهما يطلق عليه الاسم الأحد، فاعلم ذلك. فما أوجد الحق الظلال وجعلها ساجدة متفيئة عن اليمين والشمال إلا دلائل لك عليك وعليه لتعرف من أنت وما نسبتك إليه وما نسبته إليك حتى تعلم من أين أو من أي حقيقة إلهية اتصف ما سوى الله بالفقر الكلي إلى الله، وبالفقر النسبي بافتقار بعضه إلى بعض)
قال رضي الله عنه : (فأحدية الله من حيث الأسماء الإلهية التي تطلبنا ، أحدية الكثرة ، وأحدية الله من حيث الغنى عنا وعن الأسماء أحدية العين . وكلاهما يطلق عليه اسم "الأحد " . فاعلم ذلك ) .
والأول يسمى ب‍ ( مقام الجمع ) و ( أحدية الجمع ) و ( الواحدية ) أيضا .
والثاني يسمى ( جمع الجمع ) . وأكثر ما يستعمل ( الأحدية ) في أحدية العين .

قال رضي الله عنه : (فما أوجد الحق الظلال وجعلها ساجدة متفيئة عن الشمال واليمين إلا دلائل لك عليك وعليه ، لتعرف من أنت وما نسبتك إليه وما نسبته إليك ، حتى تعلم من أين ومن أي حقيقة اتصف ما سوى الله بالفقر الكلى إلى الله ، وبالفقر النسبي بافتقار بعضه إلى بعض ) .

أي ، ما أوجد الحق الظلال المحسوسة ساجدة على الأرض متفيئة ، أي راجعة عن الشمال واليمين إلا دلائل لك ، لتستدل بها على حقيقتك وعينك الثابتة ، لأن عينك الخارجية ظل لها ، وحقيقتك ظل الله ، فيستدل بها عليه ، فتعرف إنك ظل الظل الحق .
ويتيقن أن نسبتك إليه بالظلية ، والظل مفتقر إلى شخصه ، فتعلم منه افتقارك إلى الله .
ونسبته إليك نسبة الشخص إلى الظل ، والشخص مستغن عن ظله ، فتعلم منه غناه الذاتي .
فإذا علمت هذا ، علمت أن العالم من أي جهة اتصف بالافتقار إلى الحق ، ومن أي جهة هو عين الحق .

ولما كان العالم مفتقرا إلى الله في وجوده وذاته وكمالاته مطلقا - وصفه بالفقر الكلى والافتقار بعض العالم إلى البعض كافتقار المسببات إلى الوسائط والأسباب وافتقار الكل إلى الأجزاء افتقار المفتقر إليه من وجه إلى المفتقر .
قال رضي الله عنه : ( وبالفقر النسبي بافتقار بعضه إلى بعض ) .

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فأحدية الله من حيث الأسماء الإلهية التي تطلبنا أحدية الكثرة، و أحدية الله من حيث الغنى عنا و عن الأسماء أحدية العين، و كلاهما يطلق عليه الاسم الأحد، فاعلم ذلك. فما أوجد الحق الظلال وجعلها ساجدة متفيئة عن اليمين والشمال إلا دلائل لك عليك وعليه لتعرف من أنت وما نسبتك إليه وما نسبته إليك حتى تعلم من أين أو من أي حقيقة إلهية اتصف ما سوى الله بالفقر الكلي إلى الله، وبالفقر النسبي بافتقار بعضه إلى بعض)
قال رضي الله عنه : (فأحدية الله من حيث الأسماء الإلهية التي تطلبنا أحدية الكثرة، و أحدية الله من حيث الغنى عنا و عن الأسماء أحدية العين، و كلاهما يطلق عليه الاسم الأحد، فاعلم ذلك. فما أوجد الحق الظلال وجعلها ساجدة متفيئة عن اليمين والشمال إلا دلائل لك عليك وعليه لتعرف من أنت وما نسبتك إليه وما نسبته إليك حتى تعلم من أين أو من أي حقيقة إلهية اتصف ما سوى الله بالفقر الكلي إلى الله، وبالفقر النسبي بافتقار بعضه إلى بعض )
ثم استشعر سؤالا بأنها أثبتت الأحدية أولا والكثرة ثانيا وبينهما تناقض؟؟
فأجاب رضي الله عنه : بأن الأحدية لا تناقض الكثرة؛ لأنها قد تكون أحدية الكثرة، وإنما ينافيها أحدية الذات .
(فأحدية الله من حيث الأسماء الإلهية التي تطلبنا) أي: باعتبار غيريتها وتميزها (أحدية الكثرة) كأحدية الإنسان مع كثرة أعضائه، وقواه .
(وأحدية الله من حيث الغني عنا، وعن الأسماء) باعتبار غيريتها وتميزها (أحدية العين وكلاهما يطلق عليه اسم الأحد)، لكن السورة فرقت بين الأحدتيين بتكرار لفظه الله (فاعلم ذلك).
وإذا كان للحق أحدية الكثرة باعتبار الأسماء المتضمنة للنعوت، وظهرت هذه الأحدية في الظلال، (فما أوجد الحق الظلال) المتعارفة، وما (جعلها ساجدة متفيئة عن الشمال واليمين إلا) لتكون (دلائل لك) تستدل بها (عليك) أي: على كونك ظلا دليلا لأسماء الحق المتقابلة.
(وعليه) من حيث أن له هذه الأسماء المتقابلة، فهذه الظلال تدل على تلك الأسماء الدالة على الذات من وجه (لتعرف من أنت).
فإنك باعتبار عينك أمر متوهم وباعتبار ظلك صورة متخيلة، (وما نسبتك إليه) نسبته الظل إلى الشخص في أن تحققه به وإن كان متخيلا في نفسه.
(وما نسبته إليك) نسبة الشخص إلى ظل يظهر له صورا مختلفة بحسب موافقة المستقيمة والمعوجة، فيحصل له بحسب تلك الصور أسماء مختلفة مع أنه غني من الظلال والصور والأسماء (حتى تعلم من أين) أي: من جهة أحدية الكثيرة التي هي منشاة الظل المفتقر إلى الشخص.
(ومن أي حقيقة إلهية ) من الأسماء المتقابلة الظاهرة في بعض الأشياء بالتأثير، وفي البعض الأخر بالتأثر (اتصف ما سوى الله بالفقر الكلي إلى الله) هذا من جهة أحدية
الكثرة (وبالفقر النسبي) أي: بوجه دون وجه (بافتقار بعضه إلى بعض) هذا من جهة اسماء المتقابلة، باعتبار ظهورها المذكور ففيه لف و نشر.

 
يتبع

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: