الأربعاء، 3 يوليو 2019

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة الثامنة عشر الجزء الثاني.موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة الثامنة عشر الجزء الثاني.موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة الثامنة عشر الجزء الثاني.موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي 

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

09 - The Wisdom Of Light In The Word Of Joseph  

الفقرة الثامنة عشر : الجزء الثاني
10 - الوجود الحادث خيال في خيال - الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا
من لا يعرف مرتبة الخيال فلا معرفة له جملة واحدة ، وهذا الركن من المعرفة إذا لم يحصل للعارفين فما عندهم من المعرفة رائحة .
فمن العلم الذي يختص به أهل الله تعالى معرفة الكشف الخيالي ، فإنك لا تشك أنك مدرك لما أدركته أنه حق محسوس لما تعلق به الحس.
وأن الحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله « الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا » فنبه أن ما أدركتموه في هذه الدار مثل إدراك النائم في النوم وهو خیال .
ولا تشك أن الناس في برزخ بين هذه الدار والدار الآخرة وهو مقام الخيال .
قال تعالی : «وما رمیت اذ رمیت ولکن الله رمی » ، أبان الله لنا فيما ذكره في هذه الآية أن الذي كنا نظنه حقيقة محسوسة إنما هي متخيلة يراها رأي العين والأمر في نفسه على خلاف ما تشهده العين .
فكل ما سوى ذات الحق فهو في مقام الاستحالة السريعة والبطيئة وهو خیال حائل وظل زائل .
فالعالم ما ظهر إلا في خيال فهو متخیل لنفسه ، وهو كله في صور مثل منصوبة ، فالحضرة الوجودية إنما هي حضرة الخيال ، والوجود المحدث خیال منصوب ، ثم تقسم ما تراه من الصور إلى محسوس و متخیل والكل متخیل .
وهذا لا قائل به إلا من أشهد هذا المشهد، والشهود عناية من الله أعطاها إيانا نور الإيمان الذي أنار الله به بصائرنا .

ص 137

قال الشيخ رضي الله عنه : ( من الآخر.؟
فقد بان لك بما هو كل اسم عين الاسم الآخر وبما هو غير الاسم الآخر.
فبما هو عينه هو الحق، وبما هو غيره هو الحق المتخيل الذي كنا بصدده.
فسبحان من لم يكن عليه دليل سوى نفسه ولا ثبت كونه إلا بعينه.
فما في الكون إلا ما دلت عليه الأحدية. وما في الخيال إلا ما دلت عليه الكثرة. فمن وقف مع الكثرة كان مع العالم ومع الأسماء الإلهية وأسماء العالم.
ومن وقف مع الأحدية كان مع الحق من حيث ذاته الغنية عن العالمين.
وإذا كانت غنية عن العالمين فهو عين غنائها عن نسبة الأسماء لها، لأن الأسماء لها كما تدل عليها تدل على مسميات أخر يحقق ذلك أثرها.  «قل هو )
____________________________
فما أعجب الأخبار النبوية ، لقد أبانت عن الحقائق على ما هي عليه ، وعظمت ما استهونه العقل القاصر .
فإنه ما صدر إلا من عظيم وهو الحق ، فإذا ارتقى الإنسان في درج المعرفة علم أنه نائم في حال اليقظة المعهودة .
وأن الأمر الذي هو فيه رؤیا إيمانا وكشفا ، ولهذا ذكر الله أمورا واقعة في ظاهر الحسن .
وقال « فاعتبروا » وقال « إن في ذلك لعبرة » أي جوزوا واعبروا مما ظهر لكم من ذلك إلى علم ما بطن به وما جاء له .
لذلك قال صلى الله عليه وسلم : « الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا » ولكن لا يشعرون ولهذا قلنا إيمانا .
فالوجود كله نوم ويقظته نوم، والحق هو الناطق والمحرك والمسكن والموجد والمذهب .
وجميع الصور بما ينسب إليها مما هو له خیال منصوب وأن حقيقة الوجود له تعالی.
الفتوحات ج 1 / 41 ، 116 ، 311 - ج 2 / 213 ، 313 ، 379 ، 380
ج 3 / 525.

11 - الله غني عن العالمين
اعلم أن الله ما هو غني عن العالم إلا لظهوره بنفسه للعالم ، فاستغنى أن يعرف بالعالم ، فلا يدل عليه الغير بل هو الدليل على نفسه بظهوره لخلقه ، فلا دليل عليه سواه .
فإنه لا شيء أدل من الشيء على نفسه ، فهو غني عن العالمين ، أي سواء ظهوركم وعدمكم ، فهو غني عن الدلالة .
كأنه يقول : ما أوجدت العالم ليدل علي . ولا أظهرته علامة على وجودي .
وإنما أظهرته ليظهر ح?م حقائق أسمائي ، وليست لي علامة على سوائي .
فإذا تجلیت عرفت بنفس التجلي ، والعالم علامة على حقائق الأسماء لا على. وعلامة أيضا على أني مستنده لا غير ، فإن كل حكم في العالم لابد

ص 138

قال الشيخ رضي الله عنه : (  الله أحد» من حيث عينه: «الله الصمد» من حيث استنادنا إليه: «لم يلد» من حيث هويته ونحن، «ولم يولد» كذلك، «ولم يكن له كفوا أحد» كذلك.
فهذا نعته فأفرد ذاته بقوله: «الله أحد» وظهرت الكثرة بنعوته المعلومة عندنا.
فنحن نلد ونولد ونحن نستند إليه ونحن أكفاء بعضنا لبعض.
وهذا الواحد منزه عن هذه النعوت فهو غني عنها كما هو غني عنا.
وما للحق نسب إلا هذه السورة، سورة الإخلاص، وفي ذلك نزلت. فأحدية الله من حيث الأسماء الإلهية التي تطلبنا أحدية الكثرة، و أحدية الله من حيث الغنى عنا و عن الأسماء أحدية العين، و كلاهما يطلق عليه الاسم الأحد، فاعلم ذلك. فما أوجد الحق الظلال وجعلها ساجدة متفيئة عن)
__________________________________________
أن يستند إلى نعت إلهي ، إلا النعت الذاتي الذي يستحقه الحق لذاته .
وبه كان غنيا عن العالمين ، والنعت الذاتي الذي للعالم بالاستحقاق ، وبه كان فقيرة بل عبدا .
فإنه أحق من نعت الفقر ، وإن كان الفقر والذلة على السواء ، فالحق تعالى هو المنزه عن أن تدل عليه علامة ، فهو المعروف بغير حد ، المجهول بالحد.
والعالمون هنا الدلالات على الله ، فهو غني عن الدلالات عليه ، فرفع أن يكون بينه وبين العالم نسبة ووجه يربطه بالعالم من حيث ذلك الوجه الذي هو منه غني عن العالمين .وهو الذي يسسيه أهل النظر وجه الدليل.
يقول الحق : ما ثم دليل علي فيكون له وجه يربطني به فأكون مقيدا به .
وأنا الغني العزيز الذي لا تقيدني الوجوه ولا تدل عليه أدلة المحدثات ، فالواجب الوجود غني على الإطلاق ، فلا شيء واجب الوجود لنفسه إلا هو .
فهو الغني بذاته على الإطلاق عن العالمين بالدليل العقلي والشرعي ، إذ لو أوجد العالم للدلالة عليه لما صح له الغني عنه ، فهو أظهر وأجلي من أن يستدل عليه بغير ، أو يتقيد تعالی بسوی .
إذ لو كان الأمر كذلك لكان للدليل بعض سلطنة وفخر على المدلول ، فكان يبطل الغني ، فما تصب الأدلة عليه وإنما تصبها على المرتبة ليعلم أنه لا إله إلا هو ، ولهذا لا يصح أن يكون عليه ، و إليه الدلالة بقوله صلى الله عليه وسلم « كان الله ولا شيء معه » فهو غني عن الدلالة .
واعلم أن معقولية كون الله ذاتا ما هي معقولية كونه إلها ، وهي مرتبة ، وليس في الوجود العيني سوى العين ، فهو من حيث هو غني عن العالمين ، ومن حيث الأسماء

ص 139



اليمين والشمال إلا دلائل لك عليك وعليه لتعرف من انت و ما نسبك إليه وما نسبه إليك "12" حتى تعلم من أين أو من أي حقيقة إلهة اتصف ما سوى الله بالفقر
___________________________________________
التي تطلب العالم لإمكانه لظهور آثارها فيه يطلب وجود العالم ، فلولا الممكن ما ظهر أثر للأسماء الإلهية ، فـ للأسماء الإلهية أو المرتبة التي هي مرتبة المسي إلها.
التصرف والحكم فيمن نعت بها ، فبها يتصرف ولها يتصرف ، وهو غني عن العالمين في حال تصرفه لابد منه ، فالله من حيث ذاته ووجوده غني عن العالمين . ومن كونه ربا يطلب المربوب بلا شك ، فهو من حيث العين لا يطلب ، ومن حيث الربوبية يطلب المربرب وجودا وتقديرا .
الفتوحات  ج 1 / 291 ، 439 - ج 2 / 227 ، 429 ، 474 ، 518 ، 541 - ج 3 / 316 ، 364 ، 405 ، 557 - ج 4 / 101 .

12 - تفيؤ الظلال
قال تعالى : « ألم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون » خاطب بذلك أهل الكشف : وهم عامة الإنس و كل عاقل فخاطبهم بالنعيم البصري ، - راجع هامش رقم 7
اعتبار ظلك على صورتك ، وأنت على الصورة ، فأنت ظل قام الدليل على أن التحريك للحق لا لك .
كذلك التحريك لك لا للظل ، غير أنك تعترض فلم تعرف قدرك ، وظلك لا يعترض.
يا من هو ظله أعلم بقدره منه متى تفلح ، ما مدت الظلال للاستظلال ، وإنما مدت لتكون سلما إلى معرفة الله معك.
فأنت الظل و سيقبضك إليه ، فمن نظر إلى ظله عرف أن حكمه في الحركة والسكون من أصله .
فأراد الحق منك أن تكون معه كظلك معك ، من عدم الاعتراض عليه فيما يجريه عليك ، والتسليم والتفويض إليه فيما تصرف فيك به.
وينبهك بذلك أن حركتك عين تحری?ه وأن س?ونك كذلك .
ما الظل يحرك الشخص ، كذلك فلتكن مع الله.
فإن الأمر كما شاهدته ، فهو المؤثر فيك .
- راجع كتاب التراجم .

ص 140



قال الشيخ رضي الله عنه : ( اليمين والشمال إلا دلائل لك عليك وعليه لتعرف من أنت وما نسبتك إليه وما نسبته إليك حتى تعلم من أين أو من أي حقيقة إلهية اتصف ما سوى الله بالفقر الكلي إلى الله، وبالفقر النسبي بافتقار بعضه إلى بعض.
وحتى تعلم من أين أو من أي حقيقة اتصف الحق بالغناء عن الناس والغناء عن العالمين، واتصف العالم بالغناء أي بغناء بعضه عن بعض من وجه ما هو عين ما افتقر إلى بعضه به. فإن العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شك افتقارا ذاتيا.
وأعظم الأسباب له سببية الحق"13": ولا سببية للحق يفتقر العالم إليها سوى الأسماء الإلهية.
والأسماء الإلهية كل اسم يفتقر العالم إليه من عالم مثله أو عين الحق.
فهو الله لا غيره ولذلك قال: «يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد». ومعلوم أن لنا افتقارا من بعضنا لبعضنا.
فأسماؤنا أسماء الله تعالى إذ إليه الافتقار بلا شك "14"، و أعياننا في نفس )
___________________________________
13 - السبب الأول
اعلم أن الأول أفضل الأشياء وأعلاها ، لأنه لا يكون عن شيء بل تكون الأشياء عنه ، فلو كان عن شيء لم تصح له الأولية على الإطلاق ، والعبد من حين عينه عن أوليات كثيرة قبله .
وأعني بذلك الأسباب ، فهو سبحانه السبب الأول الذي لا سبب لأوليته ، والأسباب استرقت العالم حتى لا يعرفوا سواها ، وأعلاهم في الرق الذين استرقتهم الأسماء الإلهية.
وليس أعلى من هذا الاسترقاق لا استرقاق أحدية السبب الأول من كونه سببا لا من حيث ذاته .
ومع هذا فينبغي لهم أن لا تسترقهم الأسماء لغلبة نظرهم إلى أحدية الذات من كونه ذاتا لا من كونه إلها .
الفتوحات  ج 1 / 391 ، 563 .

14 - تجلي الحق في صور الأسباب " يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله "
في هذا الخطاب تسمية الله بكل اسم هو لمن يفتقر إليه فيما يفتقر إليه ، وهو من باب الغيرة الإلهية حتى لا يفتقر إلى غيره ، والشرف فيه إلى العالم بذلك.
فإن من الناس من افتقر إلى الأسباب الموضوعة كلها ، وقد حجبتهم في العامة عن الله .
وهم على الحقيقة ما افتقروا في نفس الأمر إلا إلى من بيده قضاء حوائجهم وهو الله.
ولهذا قال بعض العلماء بأن الله قد تسمي بكل ما يفتقر إليه في الحقيقة ، ودليلهم هذه الآية ، فقد تسمى الله في هذه الآية بكل ما يفتقر إليه ، لما اتصف لعباده بالغيرة أظهر حكمها ، فأبان لهم أنه المتجلي في صورة كل شيء حتى لا يفتقر إلا إليه خاصة.

ص 141
قال الشيخ رضي الله عنه : (  الأمر ظله لا غيره. فهو هويتنا لا هويتنا،"15" و قد مهدنا لك السبيل فانظر.)
_________________________________
فقال عز وجل « يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله » فتحقق ركون الناس إلى صور الأسباب وافتقارهم إليها . وأثبت الله افتقار الناس إليه لا إلى غيره .
ليبين لهم أنه المتجلي في صور الأسباب ، وأن الأسباب التي هي صور حجاب عنه ، ليعلم ذلك العلماء لعلمهم بالمراتب .
فالحق عين السبب إذ لولاه ما كان العالم ، وكل ما يفتقر إليه فهو اسم الله تعالى إذ لا يفتقر إلا إليه ، وإن لم يطلق عليه لفظ من ذلك.
فنحن إنما تعتبر المعاني التي تفيد العلوم ، أما التحجير ورفع التحجير في الاطلاق عليه سبحانه فذلك إلى الله.
فما اقتصر عليه من الألفاظ في الإطلاق اقتصرنا عليه ، فإنا لا نسميه إلا بما سمى به نفسه ، وما منع من ذلك منعناه أدبا مع الله .
ففي هذه الآية تسمى الحق لنا باسم كل ما يفتقر إليه غيرة منه أن يفتقر إلى غيره ، وكان في هذا الخطاب هجاء للناس حيث لم يعرفوا ذلك إلا بعد التعريف الإلهي في الخطاب الشرعي على ألسنة الرسل عليهم السلام .
ومع هذا أنكر ذلك خلق كثير ، وخصوه بأمور معينة يفتقر إليه فيها ، ولا في كل الأمور من اللوازم التابعة للوجود التي تعرض مع الآفات للخلق .
و كان ينبغي لنا لو كنا متحققين بفهم هذه الآية أن نبكي بدل الدموع دما ، حيث جهلنا هذا الأمر من نفوسنا إلى أن وقع به التعريف الإلهي ، فكيف حال من أنكره وتأوله وخصصه .
الفتوحات  ۲۹۳ج 2 / 263 ، 469 ، 490 ، 601 - ج 3 / 35 - ج 4 / 196

15 - راجع وحدة الوجود ص 45 ، 84

ص 142 
.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: