الثلاثاء، 2 يوليو 2019

الفقرة الثالث عشر الجزء الثاني السفر السابع فص حكمة علية في كلمة إسماعيلية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثالث عشر الجزء الثاني السفر السابع فص حكمة علية في كلمة إسماعيلية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثالث عشر الجزء الثاني السفر السابع فص حكمة علية في كلمة إسماعيلية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثالث عشر : الجزء الثاني

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(  فلم يبق إلا صادق الوعد وحده ... و ما لوعيد الحق عين تعاين
و إن دخلوا دار الشقاء فإنهم ... على لذة فيها نعيم مباين
نعيم جنان الخلد فالأمر واحد ... و بينهما عند التجلي تباين
يسمى عذابا من عذوبة طعمه ... و ذاك له كالقشر و القشر صاين ).
قال رضي الله عنه : " بأنه كان صادق الوعد. وقد زال الإمكان في حق الحق لما فيه من طلب المرجح. فلم يبق إلا صادق الوعد وحده ... و ما لوعيد الحق عين تعاين. و إن دخلوا دار الشقاء فإنهم ... على لذة فيها نعيم مباين. نعيم جنان الخلد فالأمر واحد ... و بينهما عند التجلي تباين. يسمى عذابا من عذوبة طعمه ... و ذاك له كالقشر و القشر صاين  ".
(فأثنى على إسماعيل عليه السلام" إنه كان صادق الوعد" [مريم: 54])، ولم يشن عليه بأنه كان صادق الوعيد، وإن كان قد يثني على الحق بأنه "شديد المحال " [الرعد: 13] "سريع العقاب" ، "وإن الله عزیژ ذو انتقام" [إبراهيم: 47].
لأنه (قد زال الإمكان في حق الحق)، حيث عارض الوعيد وعد التجاوز في حق البعض، فلم يبق كلا يفيد ظهوره في المظاهر الكاملة، وتمدح تلك المظاهر بذلك، وإنما زال (لما فيه) أي: في الإمكان (من طلب المرجح)، فإنه شأن المم?نات، والمرجح الخارجي لا يقاوم المعارض القوي، وهو وعد التجاوز المثني عليه بالذات.
(فلم يبق) في موضع عارض فيه الوعد الوعيد (إلا صادق الوعد وحده)، فلا بد من التجاوز في شأنهم، (وما لوعيد الحق) حيث لم يعارضه الوعد، ولم ينف عنه معارضته الوعد بالكلية كأهل الشرك حيث قال: " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغير ما دون ذلك لمن يشاء" [النساء: 48].
فإن الترجيح هناك لصدق الوعيد؛ لأن الشرك لما كان ظلما عظيما كان إهمال العقوبة عليه مخلا بالحكمة "أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون" [المؤمنون: 115] .
كيف وفيه تسوية المحسن بالمسيء "أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أن نجعل المتقين كالفجار" [ص: 28] .
إن دخلوا أي: أرباب الوعيد الذين لم ينف عنهم معارضة الوعد (دار الشقاء) لعارض يقتضي صدق الوعيد مدة، فلا بدعة من صدق الوعد أيضا الوارد في عامة المؤمنين، وهو أنه يخرج من النار كل من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان، وقد قال تعالى: "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره " [الزلزلة: 7]، ولم يحبط عمله بالكفر، فلا بد أن يراه، (فإنهم على لذة) هي لذة الاستعداد لدخول الجنة بالطهارة عن الغواشي الظلمانية من المعاصي فيها، (نعيم يباین نعيم جنان الخلد)، إذ نعيمهم كنعيم الدواء المر من حيث تضمنه تعقيب الراحة العظيمة، ونعيم جنات الخلد غير تلك الراحة.
(والأمر) أي: أمر الحق في شأن من يدخل الجنة بلا عذاب وبعده (واحد)، ولكن (بينهما عند التجلي تباین):
إذ يتجلى على الأول بالإنعام من أول الأمر.
وعلى الثاني يتجلى أولا بالانتقام، وإن كان المقصود منه تکميله بإزالة الغواشي الظلمانية عنه.
وإذا كان عذابهم لأجل التكميل يسمى عذابهم (عذابا من عذوبة طعمه) في الحقيقة، وإن كان ما في الحال كالدواء المذكور. وهذا بطريق الإشارة من شبهة الاشتقاق.
ثم استشعر سؤالا هو أنه أين تلك العذوبة في شأنهم؟
فقال: (وذاك) أي كونه في صورة العذاب (له) أي لطعمه العذب في الحقيقة (كالقشر، والقشر صائن) عن الوصول إلى طعم اللب دون المرور عليه. "ومن تطرق الآفات إليه."
فإذا مروا على قشره الذي هو العذاب وصلوا إلى لذة الصفاء عن الغواشي الظلمانية بعد دخول الجنة؛ فافهم، فإنه مزلة للقدم.
ولما كانت الحكمة العلية إنما تكمل، وتبقى بتدبير الروح مصالحها ومصالح القلب والنفس والبدن بمقتضى الشريعة والتصوف أي: الحقيقة والطريقة عقبها بها؛ فقال:


شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(  فلم يبق إلا صادق الوعد وحده ... و ما لوعيد الحق عين تعاين
و إن دخلوا دار الشقاء فإنهم ... على لذة فيها نعيم مباين
نعيم جنان الخلد فالأمر واحد ... و بينهما عند التجلي تباين
يسمى عذابا من عذوبة طعمه ... و ذاك له كالقشر و القشر صاين ).
قال رضي الله عنه : ( فلم يبق إلَّا صادق الوعد وحده ) فإنّ صدق الوعيد ينفيه  الثناء المحمود الذي هو مقتضى الوجوب الذاتي.
( وما لوعيد الحقّ عين تعاين ) على ما ينادي عليه النصوص الجليّة كقوله : " ذلِكَ يُخَوِّفُ الله به عِبادَه ُ " [ 39 / 16 ] ، " وَما نُرْسِلُ بِالآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً " [ 17 / 59 ] - إلى غير ذلك - مؤيّدة بالبراهين العقليّة الذوقيّة .
وما قيل هاهنا : - « إنّه بحسب ما يؤول إليه الأمر ، فإنّ أهل النار إذا دخلوها وتسلَّط العذاب على ظواهرهم وبواطنهم ملكهم الجزع والاضطراب ، فيكفّر بعضهم بعضا ، ويلعن بعضهم بعضا ، متخاصمين متقاولين - كما نطق به كلام الله في مواضع - وقد " أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها " [ 18 / 29 ] ]  وطلبوا أن يخفّف عنهم العذاب - كما حكى الله عنهم بقولهم : " يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ " [ 43 / 77 ] .
أو أن يرجعوا إلى الدنيا - فلم يجابوا إلى طلباتهم ، بل أخبروا بقوله : " لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ " [ 3 / 88 ] ، وخوطبوا بمثل  قوله :" إِنَّكُمْ ماكِثُونَ " [ 43 / 77 ] ، " اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ " [ 23 / 108 ] فلمّا يئسوا ووطَّنوا أنفسهم على العذاب والمكث على مرّ السنين والأحقاب ، فعند ذلك رفع العذاب عن بواطنهم » - فكلام من ليس له ذائقة إدراك الحقائق كما هي .
فإنّ ذلك التكفير والاضطراب والملاعنة والمخاطبة كلَّها موائد استلذاذهم الخاصّة ، التي ليس لأحد أن يحوم حولها ، أو يروم نيلها ، كما قال أبو يزيد فيه  :
فكلّ مآربي قد نلت منها   ..... سوى ملذوذ وجدي بالعقاب
وإليه أشار شرف الدين ابن الفارض بقوله :
وإن فتن النسّاك بعض محاسن   ...... لديك ، فكلّ منك موضع فتنة
وكذلك سؤالهم المالك " لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ " [ 43 / 77 ] وعدم جوابهم تارة وإخبارهم بعدم التخفيف عنهم أخرى وخطابهم بالمكث والخساء ، كل ذلك نعم يتنعّمون بها ، كما قال الشيباني :  جوروا وصدّوا واهجروا مضناكم   ..... وتباعدوا ما شئتم وتجنّبوا
فالجور عدل منكم ، وصدودكم ......   وصل ، وبعدكم لديّ تقرّب
وإنّما يعرف هذا من خلصت له مشارب عبوديّته عن شوائب التعمّلات الإمكانيّة ، والتسبّبات الكيانيّة ، وحصلت له بذلك نسبة المحبّة المشعرة لإدراك ذلك ووجده وذوقه :
فقل لقتيل الحبّ ، وفّيت حقّه  .... وللمدعي هيهات ما الكحل الكحل
والذي أوهم البعض أنّها ليست بنعيم : أنّ صورتها مباينة لصور نعيم الجنان ، الذي قصر مدارك  استلذاذهم عليها ، وإلى دفع ذلك أشار بقوله :
فلم يبق إلا صادق الوعد وحده ... وما لوجود الحق عين تعاين
فإن دخلوا دار الشقاء فإنهم ... ... على لذة فيها نعيم مباين
نعيم جنان الخلد فالأمر واحد ...   ... وبينهما عند التجلي تباين
يسمى عذابا من عذوبة طعمه ... ...  وذاك له كالقشر والقشر صاين
بحسب مدارك الأقوام ومراتب أفهامهم ( تباين ) حيث أنّ كلَّا منهم لا يدرك نعيم الآخر .
ولذلك يسمّى الأوّل بالنعيم والآخر بالعذاب ، إبانة لحكم تلك المباينة الموهومة ولكنّ الأمر في نفسه واحد ، فإنّ العذاب أيضا نعيم يستلذّ به أهله .
من حيث أنّه مبدأ اللذة ......     وبينهما عند التجلَّي
(يسمّى عذابا من عذوبة طعمه وذاك ) التخصيص والتسمية الموهمة للاختلاف ( له ) أي لنعيم دار الشقاء ( كالقشر ، والقشر صائن ) يصونه عن غير أهله .
وعن أن يوصل إليه ويدرك مغزاه في غير أوانه ، فإنّه إنّما يصل إلى ذلك أولو الألباب في أوان ظهورها للأفهام ، وبروزها عن الأكمام يوم تبلى السرائر ، وأمّا الظاهريّون من أهل القشر وذويه ، فليس لهم منه غير معنى التعذيب والتأليم ، الذي هو ظاهر اسمه .
تمهيد للفصّ الآتي
ثمّ ليعلم أنّ مادة الروح بجواهر حروفها  تدلّ على مبدأ الانبساط ومصدر اللطف والانتشار - كالروح والروح والريح والراح .
وإذ قد كان الكلمة اليعقوبيّة بين آباء هذه السلسلة هي مبدأ الانبساط الزائد الاثني عشري واللطف الكمالي اليوسفي :  خصّصها بالحكمة الروحيّة قائلا :


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(  فلم يبق إلا صادق الوعد وحده ... و ما لوعيد الحق عين تعاين
و إن دخلوا دار الشقاء فإنهم ... على لذة فيها نعيم مباين
نعيم جنان الخلد فالأمر واحد ... و بينهما عند التجلي تباين
يسمى عذابا من عذوبة طعمه ... و ذاك له كالقشر و القشر صاين ).
قال رضي الله عنه : " فلم يبق إلا صادق الوعد وحده ... و ما لوعيد الحق عين تعاين. و إن دخلوا دار الشقاء فإنهم ... على لذة فيها نعيم مباين . نعيم جنان الخلد فالأمر واحد ... و بينهما عند التجلي تباين . يسمى عذابا من عذوبة طعمه ... وذاك له كالقشر و القشر صاين"
قال رضي الله عنه : (فلم يبق إلا صادق الوعد وحده ... وما لوعيد الحق)
أي لما توعد به الحق وهو التعذيب الغير الزائل (عين تعاين ... وإن دخلوا)، أي أهل الوعيد (دار الشفاء) التي هي النار (فإنهم) بالآخرة واقعون (على لذة) كائن (فيها)، أي في تلك اللذة (نعیم مباین... نعيم جنات الخلد).
فقوله : نعيم مباین مبتدأ خبره قوله : فيها المقدم عليه .
وقوله : نعيم جنات الخلد مفعول للمباین (فالأمر) في النعيمين من حيث كون كل واحد منهما نعیم يلتذ به (واحد... وبينهما)، أي بين النعيمين (عند النجلي) الواقع بحسب استعدادات المنجلي لهم (تباين في الصورة فإن نعيم أهل الجنة إنما يظهر بصورة الحور والغلمان والولدان وغيرها.
ونعيم أهل النار بصورة النيران فإنهم يتلذذون بها وإن كان بعد تطاول الأزمان (يسمی) نعيم أهل النار (عذابا من عذوبة طعمه...) أخرة (وذاك)، أي تسمينه عذابا (له كالقشر والقشر صائن) للبه من تطرق الآفة فالآفة إليه .
فكما أن القشر يصون لبه عن الآفات كذلك لفظ العذاب يصون معناه عن إدراك المحجوبين عن حقائق الأشياء، اعلم أن لأهل النار الخالدين فيها كما يظهر من كلام الشيخ رضي الله عنه وتابعيه حالات ثلاث.
الأولى : أنهم إذا دخلوا تسلط العذاب على ظواهرهم وبواطنهم وملكهم الجزع والاضطراب ، فطلبوا أن يخفف عنهم العذاب أو أن يقضي عليهم أو أن يرجعوا إلى الدنيا فلم يجابوا إلى طلباتهم
والثانية : أنهم إذا لم يجابوا إلى طلباتهم وطنوا أنفسهم على العذاب فعند ذلك رفع الله العذاب عن بواطنهم وخبت "نار الله الموقدة  التي تتطلع على الأفئدة" [الهمزة :
6 - 7 ]
والثالثة : أنهم بعد مضي الأحفاب ألفوا العذاب وتوعدوا به ولم يتعذبوا بشدته بعد طول مدته ، ولم يتألموا به و إن عظم إلى أن آل أمرهم إلى أن يتلذذوا به ويستعذبونه، حتى لو هب عليهم نسيم من الجنة استكرهوه وتعذبوا به ?الجعل و تأذيه برائحة الورد، عافانا الله وجميع المسلمين من ذلك .
تم الفص الإسماعيلي
.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: