الأربعاء، 3 يوليو 2019

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة الحادية عشر الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة الحادية عشر الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة الحادية عشر الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

09 - The Wisdom Of Light In The Word Of Joseph  

الفقرة الحادية عشر : الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وفي هذا يتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغير وكبير، وصاف وأصفى، كالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر في الزجاج يتلون بلونه، وفي نفس الأمر لا لون له. ولكن هكذا تراه.
ضرب مثال لحقيقتك بربك. فإن قلت: إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدك الحس، وإن قلت إنه ليس بأخضر ولا ذي لون لما أعطاه لك الدليل، صدقت وشاهدك النظر العقلي الصحيح.
فهذا نور ممتد عن ظل وهو عين الزجاج فهو ظل نوري لصفائه.
كذلك المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فيه أكثر مما تظهر في غيره. فمنا من يكون الحق سمعه وبصره وجميع قوة وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذي يخبر عن الحق.
مع هذا عين الظل موجود، فإن الضمير من سمعه يعود عليه: وغيره من العبيد ليس كذلك. فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غيره من العبيد. .)
قال رضي الله عنه : " وفي هذا يتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغير وكبير، وصاف وأصفى، كالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر في الزجاج يتلون بلونه، وفي نفس الأمر لا لون له. ولكن هكذا تراه. ضرب مثال لحقيقتك بربك. فإن قلت: إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدك الحس، وإن قلت إنه ليس بأخضر ولا ذي لون لما أعطاه لك الدليل، صدقت وشاهدك النظر العقلي الصحيح. فهذا نور ممتد عن ظل وهو عين الزجاج فهو ظل نوري لصفائه. كذلك المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فيه أكثر مما تظهر في غيره. فمنا من يكون الحق سمعه وبصره وجميع قوة وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذي يخبر عن الحق. مع هذا عين الظل موجود، فإن الضمير من سمعه يعود عليه: وغيره من العبيد ليس كذلك. فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غيره من العبيد."
قال رضي الله عنه : (وفي هذا) العرفان (تتفاضل العلماء) بالله سبحانه (فعالم) بالله (و) آخر (أعلم منه) بالله. قال تعالى: "إنما يخشى الله من عباده العلماء" [فاطر: 28]، أي بالله .
وقال عليه السلام لأصحابه رضي الله عنهم: «أنا أعلمكم بالله وأكثركم منه خشية».
ورد بمسند ابن حميد و رواه البخاري في صحيحه بلفظ: "إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا".
فالحق سبحانه (بالنسبة إلى ظل) شيء (خاص) امتد ذلك الظل الوجودي المسمى أمرة ووجها على ذلك الشيء الخاص وهو عين ممكنة معدومة بالعدم الأصلي
(صغير) ذلك الشيء الخاص كالذرة (وكبير) كالجبل .
قال رضي الله عنه : (وصاف)، أي لطيف ?النفوس الحيوانية وقواها المنبثة في الأجسام (وأصفى) ?الأرواح والعقول المجردة (?النور)، أي بمنزلة شعاع الشمس مثلا (بالنسبة إلى حجابه)، أي حجاب ذلك النور الذي هو الشعاع (عن) عين (الناظر) إليه حجاب حاصلا (بالزجاج) الأحمر أو الأخضر وغير ذلك.
قال رضي الله عنه : (فإنه يتلون) ذلك النور (بلونه)، أي بلون ذلك الزجاج في نظر الحس عند الناظر (وفي نفس الأمر) مع عدم اعتبار نظر الحس عند الناظر (لا لون له)، أي لذلك النور الظاهر أصلا (ولكن هكذا)، أي على حسب ألوان الزجاج (تراه)، أي ترى النور الظاهر بلون الزجاج يا أيها الإنسان (ضرب) مفعول ثان لتراه (مثال الحقیقتك) يا أيها الإنسان في ظاهر و باطنك مع جميع أحوالك القائمة (بربك) الحق سبحانه وتعالی.
قال رضي الله عنه : (فإن رأيته) كذلك ومع ذلك (قلت إن النور) الظاهر لك بلون الزجاج (أخضر) مثلا (?خضرة الزجاج صدقت وشاهدك) على صدق قولك (الحس)، أي نظر العين منك ومن غيرك.
(وإن قلت إنه)، أي ذلك النور (ليس بأخضر ولا) هو بنور (ذي)، أي صاحب (لون) من الألوان أصلا (لما)، أي على مقتضی الوصف الذي (أعطاه لك الدليل) بأن النور لا لون له أصلا وهو منزه عن جميع الألوان .
قال رضي الله عنه : (صدقت) في ذلك (وشاهدك) على صدق قولك (النظر)، أي الدليل (العقلي)، أي المنسوب إلى العقل (الصحیح) الذي لا شبهة فيه أصلا وذلك أن النور لو كان له لون يخصه لما قبل أن يظهر في ألوان الزجاج على مقتضى ما هي عليه السلام.
تلك الألوان فى نفسها وهو ظاهر كذلك من غير أن يغير من لون الزجاج شيئا مع تضاد تلك الألوان وعدم مناسبة بعضها لبعض وعدم المشابهة بينها، فإن اللون الأسود غير اللون الأحمر والأصفر والأزرق والأخضر وغير ذلك.
فلا لون للنور من حيث هو أصلا ولو كان له لون في نفسه على ما هو عليه لغير شيئا من ألوان الزجاج حين ظهوره ومصبوغ به إذا علمت ما ذ?ر .
قال رضي الله عنه : (فهذا)، أي شعاع الشمس الذي هو ظل عنها (نور ممتد عن ظل) أيضا (هو)، أي ذلك الظل (عين الزجاج) الملون فقد امتد النور الذي هو نور الشمس مثلا وهو شعاعها عن الشمس فهو ظل الشمس وعن عين الزجاج الملون أيضا فهو ظل عين الزجاج الملون (فهو) أي ذلك النور الممتد على عين الزجاج الملون (ظل نوري) على ما هو عليه في نفسه لا لون له أصلا وإن تلون بلون الزجاج (لصفائه) في نفسه مع قطع النظر عن لون الزجاج.
قال رضي الله عنه : (كذلك)، أي مثل ما ذكر من ضرب المثال الإنساني (المتحقق منا) معشر المحققين (بالحق) تعالى، فإنه (تظهر) له (صورة الحق) تعالى (فيه) وهو الوجود المطلق المنزه عن مشابهة كل ما عداه (أكثر مما تظهر)، أي من ظهورها (في غيره)، أي غير ذلك المتحقق من جميع السالكين والعارفين وأما المنقطعون فلا ظهور للحق تعالى فيهم لهم أصلا وإن صدقوا لوجدوه وعبدوه في صورة تخيلاتهم فإنهم غافلون عن ظهوره لهم بهمن.
قال رضي الله عنه : (فمنا)، أي معشر المحققين (من ی?ون) وجود (الحق) تعالی (سمعه) الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به (وجميع قواه) الباطنة (وجوارحه) الظاهرة ?یده ورجله (بعلامات) عنده (قد أعطاها له الشرع) المحمدي (الذي يخبر عن الحق تعالی) وهو التقرب بنوافل الأعمال إلى حضرة ذي الجلال بوصف الإخلاص والرغبة والإقبال.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لي في حديثه القدسي: «ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه وإن استعاذني لأعيذنه».
قال رضي الله عنه : (ومع هذا)، أي مع كون الحق تعالی سمعه وبصره كما ذكر (عين الظل) الذي هو مقید بلون الزجاج (موجود) بوجود ظل الشمس الذي هو شعاعها (فإن الضمير من) قوله صلى الله عليه وسلم كنت سمعه وبصره ويده ورجله (يعود عليه).
أي على ذلك الظل المنبعث عن الزجاج الذي هو في نفس الأمر ظل الشمس، لأن شعاعها المنبعث عنها وهو أيضا ظل الزجاج المنبعث عنه من حيث هو متلون بلون الزجاج وهو العبد الذي قيل عنه : «ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل» الحديث .
فالعبد موجود والحق تعالی أيضا موجود، والوجود واحد مطلق لله تعالى، مقيد بالقيود الإمكانية العدمية للعبد الحادث (وغیره)، أي غير ذلك العبد المتحقق بما ذكر (من) بقية (العبيد ليس كذلك) قال تعالى : "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب " [الزمر: 9].
وقال تعالى: "أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين فى الأرض أم نجعل المتقين كالفجار " [ص: 28] إلى غير ذلك من الآيات .
قال رضي الله عنه : (فنسبه هذا العبد) المتحقق بما ذكر من المعرفة عن كشف و شهود وذوق لا عن مجرد تخيل في النفس وحفظ للمعنى (أقرب عنده إلى وجود الحق) تعالى (من نسبة غيره من العبد) إلى وجود الحق تعالی.
كما قال سبحانه : " ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون" [الواقعة: 85].
وقال سبحانه: «نحن أقرب إليه من حبل الوريد" [ق: 16].
وقال سبحانه:: "استمع يوم ينادون من مكان قريب" [ق: 41].
وقال سبحانه: : " أولئك ينادون من مكان بعيد" [فصلت : 44].

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وفي هذا يتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغير وكبير، وصاف وأصفى، كالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر في الزجاج يتلون بلونه، وفي نفس الأمر لا لون له. ولكن هكذا تراه.
ضرب مثال لحقيقتك بربك. فإن قلت: إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدك الحس، وإن قلت إنه ليس بأخضر ولا ذي لون لما أعطاه لك الدليل، صدقت وشاهدك النظر العقلي الصحيح.
فهذا نور ممتد عن ظل وهو عين الزجاج فهو ظل نوري لصفائه.
كذلك المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فيه أكثر مما تظهر في غيره. فمنا من يكون الحق سمعه وبصره وجميع قوة وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذي يخبر عن الحق.
مع هذا عين الظل موجود، فإن الضمير من سمعه يعود عليه: وغيره من العبيد ليس كذلك. فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غيره من العبيد. )
وقال رضي الله عنه : (وفي هذا) العلم (يتفاضل العلماء فعالم بالله واعلم) فإن هذه المسألة من أغمض مسائل العلوم الإلهية فكانت محلا لتفاوت شأن العلماء.
ولما بين حكم نسبته الظل إلى الحق أراد أن يبين نسبته الحق إلى الظل بقوله: (فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغير وكبير وصاف وأصفي) في حكم الحس لا في نفس الأمر فإن الظل قد يكون مساوية للشخص وقد يكون صغيرة وكبيرة بحسب اختلاف الأوقات .
فمن نظر إلى الظل مع غيبة عن الشخص وقد حكم على الشخص يحكم الظل بحسب الصور المختلفة والشخص باق على حاله لا يختلف باختلاف الصور الظلية .
فكذلك الحق باقي على حاله منزه عن هذه الأمور في نفسه لكن الحس يحكم عليه بهذه الأحكام المختلفة من أحكام الظل بحسب المحل .
ومثال كون الحق محكوم عليه بهذه الأمور المختلفة (?النور) أي ضياء الشمس (بالنسبة إلى حجابه) أي إلى ما يحجبه (عن الناظر) .
قوله رضي الله عنه : (في الزجاج) متعلق بحجابه أي حجابه الحاصل في الزجاج او متعلق بالنور أي كالنور الحاصل في الزجاج أو متعلق بالناظر (یتلون) هذه النور (بلونه) أو بلون الزجاج في الحس.
وقال رضي الله عنه : (وفي نفس الأمر لا لون له) أي للنور وإنما كان اللون في الحقيقة للزجاج لا له.
(ولكن هكذا نراه) مبني للمفعول أي أرانا الحق النور في الزجاج حال كونه متلونا بالألوان المختلفة .
وقال رضي الله عنه : (ضرب) أي نوع (مثال لحقيقتك بربك) أي مع ربك (فإن قلت إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدك) اسم فاعل (الحس وإن قلن إنه ليس بأخضر ولا ذي لون لما أعطاه لك الدليل صدقت وشاهدك) على ما حكم به الدليل (النظر العقلي الصحيح) .
إذ الدليل نتيجة النظر العقلي لا نفس النظر العقلي فيجعل شاهدا عليه وجاز أن يكون معناه وشاهدك أي ودليلك فحينئذ يجعل الدليل عين النظر العقلي .
(فهذا) أي النور المتلون بلون الزجاج (نور ممتد عن ظل وهو) أي الظل الذي امتد عنه هذا النور (عين الزجاج فهو) أي النور المتلون (ظل نوري لصفائه) أي لصفاء الزجاج فبقي أصل النور على حاله منزها عن التلون فكما أن النور يختلف عليه الأحكام بحسب ظروفه .
وقال رضي الله عنه :  (وكذلك المتحقق منا بالحق تظهر لصفاء صورة الحق فيه أكثر مما تظهر في غيره) لاختلاف أعياننا فلا نسع الحق منا إلا بحسب قابليتنا .
(فمنا من يكون الحق سمعه وبصره وجميع قواه وجوارحه بعلامات) بدلائل (قد أعطاها) أي هذه العلامات الشرع الذي يخبر عن الحق وهو إشارة إلى الحديث القدسي كنت سمعه وبصره الخ .
وقال رضي الله عنه : (ومع هذا) أي مع كونه الحق جميع قوی وجوارح هذا العبد (عين الظل) وهو العبد (موجود) لا فإن في الحق (فإن الضمير) أي ضمير قوله سمعه وبصره (يعود إليه) أي على العبد فعود الضمير على الشيء يدل على وجود ذلك الشيء .
وقال رضي الله عنه : (وغيره من العبيد ليس كذلك) أي ليس بظهر الحق فيهم كظهوره فيه (فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غيره من العبيد) إلى وجود الحق فما حكم على الحق بالأحكام المختلفة إلا أعياننا فالحق في نفسه منزه عن هذه الأحكام .

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وفي هذا يتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغير وكبير، وصاف وأصفى، كالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر في الزجاج يتلون بلونه، وفي نفس الأمر لا لون له. ولكن هكذا تراه.
ضرب مثال لحقيقتك بربك. فإن قلت: إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدك الحس، وإن قلت إنه ليس بأخضر ولا ذي لون لما أعطاه لك الدليل، صدقت وشاهدك النظر العقلي الصحيح.
فهذا نور ممتد عن ظل وهو عين الزجاج فهو ظل نوري لصفائه.
كذلك المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فيه أكثر مما تظهر في غيره. فمنا من يكون الحق سمعه وبصره وجميع قوة وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذي يخبر عن الحق.
مع هذا عين الظل موجود، فإن الضمير من سمعه يعود عليه: وغيره من العبيد ليس كذلك. فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غيره من العبيد. .)
قال رضي الله عنه : " وفي هذا يتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغير وكبير، وصاف وأصفى، كالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر في الزجاج يتلون بلونه، وفي نفس الأمر لا لون له. ولكن هكذا تراه.  ضرب مثال لحقيقتك بربك. فإن قلت: إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدك الحس، وإن قلت إنه ليس بأخضر ولا ذي لون لما أعطاه لك الدليل، صدقت وشاهدك النظر العقلي الصحيح. فهذا نور ممتد عن ظل وهو عين الزجاج فهو ظل نوري لصفائه. كذلك المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فيه أكثر مما تظهر في غيره. فمنا من يكون الحق سمعه وبصره وجميع قوة وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذي يخبر عن الحق. مع هذا عين الظل موجود، فإن الضمير من سمعه يعود عليه: وغيره من العبيد ليس كذلك. فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غيره من العبيد. "
المعنى ظاهر.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وفي هذا يتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغير وكبير، وصاف وأصفى، كالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر في الزجاج يتلون بلونه، وفي نفس الأمر لا لون له. ولكن هكذا تراه.
ضرب مثال لحقيقتك بربك. فإن قلت: إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدك الحس، وإن قلت إنه ليس بأخضر ولا ذي لون لما أعطاه لك الدليل، صدقت وشاهدك النظر العقلي الصحيح.
فهذا نور ممتد عن ظل وهو عين الزجاج فهو ظل نوري لصفائه.
كذلك المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فيه أكثر مما تظهر في غيره. فمنا من يكون الحق سمعه وبصره وجميع قوة وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذي يخبر عن الحق.
مع هذا عين الظل موجود، فإن الضمير من سمعه يعود عليه: وغيره من العبيد ليس كذلك. فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غيره من العبيد. .)
قال رضي الله عنه : ( وفي هذا يتفاضل العلماء ، فعالم وأعلم ) .
يشير رضي الله عنه : إلى كليات أذواق علماء العالم على اختلاف مشاهدهم ومشاربهم :
فإن كان شهودك الوجود الحق ظهر في عينك الثابتة بمقتضى خصوصها ، فأنت حق .
وإن كان مشهدك الكثرة والتجدّد والتحدّد والتعيّن والاختلاف والتميّز والتبيّن ، فأنت عالم وخلق وسوى .
وإن كان مشهدك أنّك ذو وجهين وظاهر باعتبارين ، فأنت حق من وجه ، خلق من وجه ، فأنت بهويتك وعينك حق واحد أحد ، وبصورتك وأنانيّتك خلق أو ظاهر أو مظهر أو شهادة للحق .
وإن كان مشهدك الكثرة والاختلاف ورأيت أنّ هذه الكثرة من عين الوحدة ، وفيها نسبها وإضافاتها ، فأنت من أهل الله .
وإن كان مشهدك حجابيّات الكثرة وصنميّات الأشياء ، ولا ترى غير العالم فأنت من أهل الحجاب .
وإن رأيت حقّا بلا خلق ، فأنت صاحب شهود حاليّ .
وإن رأيت حقّا في خلق وهو غيره ، فأنت قائل بالحلول أو قائل بالاتّحاد .
وإن رأيت خلقا في حق مع أحدية العين ، فأنت على الشهود الحقيقي .
وإن شهدت حقا في خلق وخلقا في حق من وجهين وباعتبارين مع أحدية العين ، فأنت كامل الشهود ، فاشكر الله تعالى على ما هداك وأولاك وولَّاك .
قال رضي الله عنه : ( فالحق بالنسبة إلى ظلّ خاصّ صغير وكبير وصاف وأصفى كالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر إلى الزجاج يتلوّن بلونه ، وفي نفس الأمر لا لون له ، ولكن هذا تراه ضرب مثال لحقيقتك بربّك ) .
يعني رضي الله عنه : ظهور الحق في حقيقة ظاهرة ظهور ظاهر صاف ، كظهور النور في الزجاج الصافي الذي لا لون له ، وفي الملوّن ملوّن ، كذلك في الكدر كدر.
فإنّ لون الماء لون إنائه ، فمن كان في حقيقته لا لون له على التعيّن ، ظهور النور فيه كما هو في ذاته ، خارجا عن المرآة ، كما قلنا : أنا الآن من ماء إناء بلا لون .
قال رضي الله عنه : ( فإن قلت : النور أخضر لخضرة الزجاج ، صدقت وشاهدك الحسّ . وإن قلت : ليس بأخضر ولا ذي لون كما أعطاه لك الدليل صدقت وشاهدك النظر العقلي الصحيح . فهذا نور ممتدّ عن ظلّ هو عين الزجاج ، فهو ظلّ نوري لصفائه ) .
يعني : ظهور الوجود الحق في عالم الأمر والعقول والنفوس ظهور نوري ، فهي أنوار ظلاليّة أو ظلال نورية فإنّ الاعتبارين فيها سائغان بحسب ذوقك غير متحيّزة ولا جسمانية .
ولكن لها صبغة من صبغ الجسمانيات ، وظهوره في الزجاج غير الملوّن كظهور نور الوجود في أعيان الأرواح والعقول ، فافهم . أو كظهور التجلَّي في قابلية العارف والمحقّق .
قال رضي الله عنه : ( كذلك المتحقّق منّا بالحق تظهر لصفائه صورة الحق فيه أكثر ممّا تظهر في غيره ، فمنّا من يكون الحق سمعه وبصره وجميع قواه وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشارع الذي يخبر عن الحق ، ومع هذا عين الظلّ موجود ) .
يعني : أنّك موجود ، وظهور الحق فيك بحسبك مشهود .
قال رضي الله عنه : ( فإن الضمير من " سمعه " وغيره يعود عليه ، وغيره من العبيد ليس كذلك ، ونسبة هذا العبد إلى وجود الحق أقرب من نسبة غيره من العبيد) .
قال العبد : فكذلك صاحب الفرائض الذي يسمع به الحق ويبصر به ويأخذ ويعطي فهو سمع الحق وبصره وعينه ، وكذلك الذي يجمع بين القربين ، والذي في مقام التشكيك ، والذي في مقام التمحّض على ما تقرّر وتحرّر ، فتذكَّر وتأمّل وتدبّر تعرف مقامات رجال الله وأولياء الله وأهله ، لا أولياء الأوامر والنواهي الإلهيّة ، إن شاء الله تعالى .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وفي هذا يتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغير وكبير، وصاف وأصفى، كالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر في الزجاج يتلون بلونه، وفي نفس الأمر لا لون له. ولكن هكذا تراه.
ضرب مثال لحقيقتك بربك. فإن قلت: إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدك الحس، وإن قلت إنه ليس بأخضر ولا ذي لون لما أعطاه لك الدليل، صدقت وشاهدك النظر العقلي الصحيح.
فهذا نور ممتد عن ظل وهو عين الزجاج فهو ظل نوري لصفائه.
كذلك المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فيه أكثر مما تظهر في غيره. فمنا من يكون الحق سمعه وبصره وجميع قوة وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذي يخبر عن الحق.
مع هذا عين الظل موجود، فإن الضمير من سمعه يعود عليه: وغيره من العبيد ليس كذلك. فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غيره من العبيد.)
قال رضي الله عنه : ( وفي هذا يتفاضل العلماء فعالم وأعلم )
" ما " في ما أنت : استفهامية ، والأكثر في الاستعمال حذف الألف عند دخول حرف الجر عليها ، كقولهم : بم ومم ، وقد يقع إثباتها في كلامهم أي اعرف عينك الثابتة في الغيب ، فإنها شأن من الشؤون الذاتية للحق وصورة من صور معلوماته ، وما أنت إلا الوجود الحق الظاهر في خصوصية عينك الثابتة وما نسبتك إلى الحق إلا نسبة المقيد إلى المطلق ، وأنت من حيث هويتك وحقيقتك حق .
ومن حيث تعينك واختلاف هيئاتك عالم وغير .
ثم إن مشاهد العرفاء في ذلك مختلفة ، فباختلاف المشاهد يتفاضلون :
فمن شهد التعين والتكثر شهد الخلق .
ومن شهد الوجود الأحدى المتجلى في هذه الصور شهد الحق .
ومن شهد الوجهين شهد الخلق والحق باعتبارين ، مع أن الحقيقة واحدة ذات وجهين .
ومن شهد الكل حقيقة واحدة متكثرة بالنسب والإضافات أحدا بالذات كلا بالأسماء ، فهو من أهل الله العارفين باللَّه حق المعرفة .
ومن شهد الحق وحده بلا خلق فهو صاحب حال في مقام الفناء والجمع .
ومن شهد الحق في الخلق والخلق في الحق فهو كامل الشهود في مقام البقاء بعد الفناء والفرق بعد الجمع وهو مقام الاستقامة وذلك أعلم.
"" إضافة بالي زادة :  إذا تفطنت ما أوضحته لك فتوجه إلى نفسك ( فاعرف عينك ) أي وجودك الخارجي ( و )اعرف ( من أنت ) أموجود حقيقي أو متوهم ( و ) اعرف ( ما هويتك ) هو الحق أم غيره ( و ) اعرف ( ما نسبتك إلى الحق ) واعرف ( بما ) أي بأي سبب ( أنت ) حق واعرف ( بما ) أي بأي سبب أنت ( عالم وسوى وغير وما شاكل هذه الألفاظ ) وهذا الكلام إخبار في صورة الإنشاء ، يعنى إذا تفطنت ما أوضحته لك فقد عرفت في نفسك هذه الأمور فظفرت المطلب الأعلى اهـ. ""
قال رضي الله عنه : ( فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغير وكبير صاف وأصفى ، كالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر في الزجاج يتلون بلونه وفي نفس الأمر لا لون له ، ولكن هكذا تراه ضرب مثال لحقيقتك بربك ) .
ضرب مثال نصب على المصدر : أي ضرب ضرب مثال أو حال ، ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا أي تعلمه ضرب المثال لحقيقتك ، والباء في بربك بمعنى مع أي ضرب مثال لحقيقتك مع ربك والمعنى أن الحق في المظاهر يختلف باختلافها كالنور بالنسبة إلى ما يحجبه من الزجاجات المختلفة الجوهر واللون عن الناظر فإن شعاع اللون يتلون بألوان له الزجاجات وراءها مع أن النور لا لون له ، وإن كانت الزجاجة صافية شفافة بقي النور على صفائه من ورائها ، وإن تكدرت تكدر النور .
كما قيل : لون الماء لون إنائه ، فالحق يتجلى في الأعيان بصور أحوالها ، فهو كالنور وحقيقتك كالزجاجة ( فإن قلت : إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدك الحس.
وإن قلت : إنه ليس بأخضر ولا ذي لون كما أعطاه لك الدليل صدقت وشاهدك النظر العقلي الصحيح ) ظاهر .
"" إضافة بالي زادة :  ولما بين حكم نسبة الظل إلى الحق أراد أن يبين نسبة الحق إلى الظل بقوله ( فالحق بالنسبة إلى ظل ) في حكم الحس لا في نفس الأمر ، فإن الظل قد يكون مساويا للشخص وقد يكون صغيرا أو كبيرا بحسب اختلاف الأوقات .
فمن نظر إلى الظل مع عينه عن الشخص وقد حكم على الشخص حكم الظل بحسب الصور المختلفة والشخص باق على حاله لا يختلف باختلاف الصور الظلية ، فكذلك الحق باق على حاله منزه عن هذه الأمور في نفسه ، لكن الحس يحكم عليه بهذه الأحكام المختلفة من أحكام الظل بحسب المحل ، ومثال كون الحق محكوما عليه بهذه الأمور المختلفة اهـ بالى  ( كالنور ) أي ضياء الشمس ( بالنسبة إلى حجابه ) أي إلى ما يحجبه ( عن الناظر في الزجاج ) متعلق بحجابه ، أي حجابه الحاصل في الزجاج ، أو متعلق بالنور : أي كالنور الحاصل في الزجاج ، أو بالناظر ( يتلون ) هذا النور اهـ. بالى زادة.. ""

( فهذا نور ممتد عن ظل وهو عين الزجاج فهو ظل نوري لصفائه ) هذا إشارة إلى النور بالنسبة إلى حجابه الصافي وأصفى ، فإنه نور ممتد عن ظل هو عين الزجاج الصافي الشفاف ، كظهور الحق في عالم الأمر لصور الأرواح من العقول والنفوس المجردة ظهورا نوريا فإنه إذا ظهر بصورة روحانية عقلية فهو ظل نوري لصفائه لا ظلمة فيه ، والممتد عن الزجاج الملون كظهور الحق في صورة نفس منصبغة بصبغ الهيئات الجسمانية ، فإن النفس الناطقة وإن كانت غير جسمانية لكنها تتكدر وتتلون بالهيئات البدنية.
( كذلك المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فيه أكثر مما تظهر في غيره ، فمنا من يكون الحق سمعه وبصره وجميع قواه وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذي يخبر عن الحق ومع هذا عين الظل موجود ، فإن الضمير من سمعه يعود عليه ، وغيره من العبيد ليس كذلك ، فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غيره من العبيد.)
المتحقق بالحق هو الذي فنى في صفات الحق عن صفاته فقام الحق مقام صفاته ، أو في ذات الحق عن ذاته فقام الحق مقام ذاته ، فالأول هو المشار إليه بقولنا : فمنا من يكون الحق سمعه وبصره ، بعلامات أي آيات تدل على ذلك أخبر عنها الشارع في الحديث المشهور المذكور قبل.
فهذا العبد أقرب إلى الحق من سائر العبيد الفاعلين بصفاتهم الواقفين مع حجبها ، وهذا يسمى قرب النوافل وعين الظل ، أي الوجود الإضافي الذي هو أنيته موجود فيه ، وظهور الحق فيه بحسب الصفات فيه مشهود .
لأن الضمير في سمعه وسائر قواه وجوارحه يعود إلى الوجود الخاص الذي هو الظل ، وأقرب من هذا القرب قرب الفرائض ، وهو القسم الثاني الذي هو الفاني بالذات الباقي بالحق ، وهو الذي يسمع به الحق ويبصر به فهو سمع الحق وبصره بل صورة الحق .
كالذي قال فيه : " وما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ولكِنَّ الله رَمى. "

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وفي هذا يتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغير وكبير، وصاف وأصفى، كالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر في الزجاج يتلون بلونه، وفي نفس الأمر لا لون له. ولكن هكذا تراه.
ضرب مثال لحقيقتك بربك. فإن قلت: إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدك الحس، وإن قلت إنه ليس بأخضر ولا ذي لون لما أعطاه لك الدليل، صدقت وشاهدك النظر العقلي الصحيح.
فهذا نور ممتد عن ظل وهو عين الزجاج فهو ظل نوري لصفائه.
كذلك المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فيه أكثر مما تظهر في غيره. فمنا من يكون الحق سمعه وبصره وجميع قوة وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذي يخبر عن الحق.
مع هذا عين الظل موجود، فإن الضمير من سمعه يعود عليه: وغيره من العبيد ليس كذلك. فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غيره من العبيد. .)
قال رضي الله عنه : ( وفي هذا ) أي ، في هذا العلم . ( تتفاضل العلماء : فعالم ) بالله ، (وأعلم .)
(فالحق بالنسبة إلى ظل خاص ، صغير وكبير ، وصاف وأصفى ) أي ، الحق بالنسبة إلى كل واحد من الأعيان التي هي الظلال ، يظهر صغيرا ، وكبيرا ، وكثيفا ، ولطيفا ، وصافيا ، وأصفى .
وذلك لأن المرآة لها أحكام في ظهور المرئي - كما مر من أن الصورة تظهر في المرآة الصغيرة صغيرة ، والكبيرة كبيرة - وإذا كانت قريبة من البساطة ، يظهر الحق فيها على غاية الصفاء واللطافة ، كأعيان المجردات .
وإذا كانت بالعكس تظهر في غاية الكثافة كأعيان من يوصف بأسفل السافلين .
وهو في نفس الأمر منزه عن اللطافة والكثافة والصغر والكبر .
فقوله رضي الله عنه : ( صغير وكبير ) يجوز أن يكون مرفوعا على أنه خبر المبتدأ . ويجوز أن يكون مجرورا صفة ( لظل خاص ) .

وخبر المبتدأ قوله : ( كالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر في الزجاج : يتلون بلونه ، وفي نفس الأمر لا لون له ) . وعلى الأول ، قوله : ( كالنور ) خبر مبتدأ محذوف .
تقديره : فهو ( كالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر في الزجاج ) . أي ، بالنسبة إلى ما يحجبه عن الناظر في الزجاج . وفي بعض النسخ : ( بالزجاج ) . وهو متعلق بحجابه .
قال رضي الله عنه : (يتلون بلونه ، وفي نفس الأمر لا لون له . ولكن هكذا تراه ضرب مثال لحقيقتك بربك ) . ( تراه ) مبنى للمفعول ، من ( أرى ، يرى ) بضم الفاء وكسر العين .
أي ، أرانا الحق حال النور وظهوره ملونا بألوان مختلفة وغير ملون في الزجاج المتلون وغير المتلون وهو في نفس الأمر لا لون له ، نوع مثال لحقيقتنا مع ربنا ، لنعلم أنه الواحد الحقيقي الذي لا صورة له في نفسه تحصره ، وهو الذي يظهر في صور الكثرات التي هي مظاهر الأسماء والصفات .

وشبه الحق ب‍ ( النور ) ، والحقائق ب‍ ( الزجاجات المتنوعة ) ، وظهورات الحق في العالم ب‍
( الألوان المختلفة ) . و ( الضرب ) هنا بمعنى النوع ، أي ، نوع ( مثال ) . و ( الباء ) في
( بربك ) بمعنى ( مع ) .
قال رضي الله عنه : (فإن قلت : إن النور أخضر بخضرة الزجاج ، صدقت ، وشاهدك الحس . وإن قلت : ليس بأخضر ولا ذي لون لما أعطاه لك الدليل ، صدقت ، وشاهدك النظر العقلي الصحيح ) .
وإنما جعل النظر العقلي شاهدا على ما حكم به الدليل ولم يجعله عينه ، لأنه نتيجة النظر العقلي ، فليس عينه .
قال رضي الله عنه : ( فهذا نور ممتد عن ظل هو عين الزجاج ، فهو ظل نوري لصفائه ، ) أي ، هذا النور الملون بالزجاج ممتد عنه ، فهو ظل نوري لصفائه . والغرض منه ، استدلال بما في الخارج على ما في الغيب .
( فهذا نور ) إشارة إلى الوجود الخارجي ، أي ، هذا النور الوجودي ممتد في الخارج بحسب
استعدادات الأعيان وقابلياتها . وتلك الأعيان هي عين الزجاج الذي قبل النور ، وجعله منصبغا بصبغة الذي يقتضيه استعداده . فالوجود الكوني ظل نوري لصفائه وانصباغه بأصباغ الأعيان .
قال رضي الله عنه : (كذلك المتحقق منا بالحق ، تظهر لصفائه صورة الحق فيه أكثر مما يظهر في غيره ) . أي ، كما أن الزجاج لأجل صفائه يمتد عنه ظل نوري منور لما في البيت ،
كذلك ( المتحقق ) بالحق ، أي بالوجود الحقاني وكمالاته والمتخلق بالأخلاق الإلهية ، ( منا ) ، أي من أهل العالم كله أو من الأفراد الإنسانية ، تظهر صورة الحق ، وهي الكمالات الإلهية والصفات الربانية .
فيه أكثر مما تظهر في غيره الذي لم يتخلق بها ولم يتحقق بالحق ، فينور غيره ويظهر ما فيه من الكمالات . وذلك التحقق بحسب صفاء استعداده وقابلية عينه لا غير .
قال رضي الله عنه : ( فمنا من يكون الحق سمعه وبصره وجميع قواه وجوارحه بعلامات ) أي ، بدلائل .
( قد أعطاها الشرع الذي يخبر عن الحق ) . إشارة إلى الحديث القدسي : " لا يزال العبد يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه . فإذا أحببته ، كنت سمعه وبصره "إلى آخره .
قال رضي الله عنه : ( ومع هذا عين الظل موجود ، فإن الضمير ) . أي ، ضمير ( سمعه ) و ( بصره ) .
( يعود عليه ) . أي ، على العبد . ( وغيره من العبيد ليس كذلك . فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غيره من العبيد ) .
قد مر أن للوجود بالنسبة إلى الأعيان اعتبارات ثلاث :
الأول ، أن الموجود الخارجي وجود متشكل بأشكال الحقائق الغيبية بحكم ظهوره في مرآيا الأعيان وهي ( ما شمت رايحة الوجود ) بعد .
فالحق بهذا الاعتبار عين سمع كل واحد وعين قواه وجوارحه . ولا يختص هذا المعنى بالكمل .
والامتياز بينهم وبين غيرهم من العوام ، في ذلك ، يكون بالعلم والقدرة ، وظهور
أنوار تلك القوى فيهم أكثر من غيرهم ، فيكونوا أقرب إلى مقام الجمع الإلهي من غيرهم .
.
يتبع

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: