الأربعاء، 3 يوليو 2019

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة الحادية عشر الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة الحادية عشر الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة الحادية عشر الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي 

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

09 - The Wisdom Of Light In The Word Of Joseph  

الفقرة الحادية عشر : الجزء الثاني
تابع مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
والثاني ، أن الأعيان هي الموجودة في الخارج بحكم ظهورها في مرآة الوجود ،فالموجود خلق.
وحينئذ كل من يترقى عن مرتبة الخلقية بفناء صفاته في صفات الحق وتتبدل بشريته بالحقية ، يبقى الحق عوضا عما فنى منه ، فيكون سمعه وبصره وجوارحه ، وعين العبد باقية . فيختص هذا المعنى بهؤلاء الكمل .
والاعتبار الثالث ، وهو ظهور كل منهما في مرآة الآخر . ويجمع هذا الاعتبار أحكام الاعتبارين المذكورين .
وكلام الشيخ رضي الله عنه  هنا جامع الاعتبارات الثلاث ، يظهر بأدنى تأمل

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وفي هذا يتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغير وكبير، وصاف وأصفى، كالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر في الزجاج يتلون بلونه، وفي نفس الأمر لا لون له. ولكن هكذا تراه.
ضرب مثال لحقيقتك بربك. فإن قلت: إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدك الحس، وإن قلت إنه ليس بأخضر ولا ذي لون لما أعطاه لك الدليل، صدقت وشاهدك النظر العقلي الصحيح.
فهذا نور ممتد عن ظل وهو عين الزجاج فهو ظل نوري لصفائه.
كذلك المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فيه أكثر مما تظهر في غيره. فمنا من يكون الحق سمعه وبصره وجميع قوة وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذي يخبر عن الحق.
مع هذا عين الظل موجود، فإن الضمير من سمعه يعود عليه: وغيره من العبيد ليس كذلك. فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غيره من العبيد. .)

قال رضي الله عنه : ( وفي هذا يتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغير وكبير، وصاف وأصفى، كالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر في الزجاج يتلون بلونه، وفي نفس الأمر لا لون له. ولكن هكذا تراه. ضرب مثال لحقيقتك بربك. فإن قلت: إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدك الحس، وإن قلت إنه ليس بأخضر ولا ذي لون لما أعطاه لك الدليل، صدقت وشاهدك النظر العقلي الصحيح. فهذا نور ممتد عن ظل وهو عين الزجاج فهو ظل نوري لصفائه. كذلك المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فيه أكثر مما تظهر في غيره. فمنا من يكون الحق سمعه وبصره وجميع قوة وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذي يخبر عن الحق. )
ثم عظم هذه المعرفة، فقال: (وفي هذا) العرفان الجامع للحقائق الكلية من الحق، والعالم (تتفاضل العلماء) لا في سواه من العلوم، فإنها ليست علوما مقصودة لذواتها إن كانت مقدمات لهذا العلم، وإلا فليست بشيء أصلا.
(فعالم وأعلم) في هذا العلم لا غير، وإن وقع التفاضل هناك أيضا بحسب المتعارف، فهم وإن كانوا ظلال الحق فالتفاوت واقع فيهم بتفاوت الأعيان الثابتة، فيقع ذلك في ظهور الحق بهذه الظلال.
(فالحق) باعتبار ظهوره (بالنسبة إلى ظل خاص)، وإن لم يقع في ظهوره تفاوت بالنسبة إلى أحدية الظل في الكل (صغير وكبير) كالمفضول والفاضل، (وصاف) کالعالم والأعلم.
إذ ظهوره فيها نور ظهر في هذه الظلالات التي هي على صورة الغيب المجهول، فأظهرها على حسب محال تلك الظلال من الأعيان الثابتة، فتصور بصورها، وتلون بألوانها، فكأنما تصور الحق بصورها، و تلون بألوانها.
(کالنور) أي: نور الشمس الممتد في ظل الزجاج المتلون، ذلك الظل بلون الزجاج يرى (بالنسبة إلى حجابه) الذي هو الزجاج (عن الناظر إلى الزجاج) الذي لا يعرف ما وراءه من نور الشمس المجرد عن الألوان، (يتلون) هذا النور في نظره (بلونه) أي: بلون الزجاج الظاهر في ظله.
(وفي نفس الأمر لا لون له) أي: لنور الشمس، ولو باعتبار كونه ممتدا على ظلال الزجاج، بل هو لون الظل، ظهر في هذا النور (ولكنه) أي: النور لامتداده على ذلك الظل
(هكذا نراه)، فجعل هذا النور الشمسي الممتد في الظل النوري للزجاج في تلونه بلون الزجاج في الحس مع عدم تلونه بذلك في نفس الأمر (ضرب مثال تحققه).
أي: هذا الظل النوري المتلون بلون عينك الثابتة مع عدم تلونه بذلك باعتبار اتصاله (بربك)، لكنه يرى نور الحق الممتد عليه متلوئا بلون ظلك المتلون بلون عينك مع عدم تلونه في نفس الأمر، فيصدق في حق الحق الأمران، كما يصدق في حق نور الشمس.
(فإن قلت) أيها الناظر في حجاب الزجاج (أن النور) الممتد على ظله (أخضر لحضرة الزجاج) المؤثر في ظله بالخضرة (صدقت وشاهدك الحس) الظاهر الذي لا يمكن تكذيبه وتصديق العقل المتفرع عليه السلام.
(وإن قلت: إنه ليس بأخضر ولا ذي لون) فضة عن الخضرة (لما أعطاه) أي: نفي اللون (الدليل) الدال على تنزهه في نفس الأمر، وإنما هو للظل الذي امتد هذا النور عليه (صدقت وشاهدك النظر العقلي الصحيح) بحيث يمكن جعله في مقابلة الحس، فيجمع بينهما باعتبار الجهات المختلفة
فإذا نظرت إليه بنظر العقل الصحيح، (فهذا) الظاهر تحت الزجاج (نور ممتد ) يرى له تلون (عن ظل) امتد عليه (هو) أي: لون ذلك الظل.(عين) لون (الزجاج فهو).
أي: المرئي تلونه بلون الزجاج في الحقيقة (ظل) لم يسود كسائر الظلال؛ لأنه (نوري) وقع عليه أثر النور من وراء الزجاج (لصفائه) أي: صفاء الزجاج الموجب تنور الظل (كذلك) أي مثل هذا الظل النوري لصفاء ما امتد عليه (المتحقق منا بالحق)، وهو المتخلق بأسمائه كلها أولا حتى صار بحيث يؤثر بها في الغير لكماله.
(تظهر فيه صورة الحق) الذي هو بمنزلة نور الشمس المظهر للظل (أكثر مما تظهر في غيره)؛ لصفاء محله، فيصير ظله نورانیا كما تصير صورة الشمس في المرأة نورانية تنير من محاذاتها من الماء والجدار، وتنتهي هذه الصورة إلى مراتب جليلة.
(فمنا من يكون الحق سمعه وبصره وجميع قواه) المدركة والمحركة، وجميع (جوارحه) بأن تتم مناسبتها لصفات الحق التي لا تغایر ذاته، فكأنها عين ذاته يعرف ذلك (بعلامات) من الاشتغال بالنوافل حتى يغلب عليه حب الحق، فيتم صفاؤه، فلا يحتجب عن مدار که، ولا يلتبس عليه فعل، وهذا لا ينكر شرعا.
 فإن (الشرع) هو (الذي يخبر عن الحق) بذلك إذ تجلى صلى الله عليه وسلم عن ربه: «ولا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجليه التي يمشي بها)).
قال رضي الله عنه : ( مع هذا عين الظل موجود، فإن الضمير من سمعه يعود عليه: وغيره من العبيد ليس كذلك. فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غيره من العبيد. .)
ثم أشار إلى أنه، وإن بلغ ما بلغ لا يصيرا لها، فقال: (ومع هذا عين الظل موجود) غايته أنه نوراني، (فإن الضمير من سمعه) وبصره ويده ورجله (يعود إليه) أي: إلى الظل الذي هو العبد.
(وغيره) أي: غير المتحقق منا بالحق (من العبيد)،وإن بالغ في العبادة (ليس كذلك).
أي: لا يكون ظله نورانيا بحيث يصير الحق سمعه و بصره، وإن اكتسب شيئا من النور (فنسبة هذا العبد) المتحقق بالحق (أقرب إلى وجود الحق) لغلبة نوره على ظله فيه .
(من نسبة غيره من العبيد) الذين ظلمة الظل فيهم غالبة على النور، وإن كانت ظلالهم لا تخلو عن نور العبادة، 
شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وفي هذا يتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغير وكبير، وصاف وأصفى، كالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر في الزجاج يتلون بلونه، وفي نفس الأمر لا لون له. ولكن هكذا تراه.
ضرب مثال لحقيقتك بربك. فإن قلت: إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدك الحس، وإن قلت إنه ليس بأخضر ولا ذي لون لما أعطاه لك الدليل، صدقت وشاهدك النظر العقلي الصحيح.
فهذا نور ممتد عن ظل وهو عين الزجاج فهو ظل نوري لصفائه.
كذلك المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فيه أكثر مما تظهر في غيره. فمنا من يكون الحق سمعه وبصره وجميع قوة وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذي يخبر عن الحق.
مع هذا عين الظل موجود، فإن الضمير من سمعه يعود عليه: وغيره من العبيد ليس كذلك. فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غيره من العبيد. .)
المعرفة ذو درجات
قال رضي الله عنه : ( وفي هذا يتفاضل العلماء : فعالم وأعلم ) تفاضل الأنوار في قوابلها الشفّافة ، حسب تفاوت تلك القوابل في الصفاء وقبولها وإظهارها لما يفيض عليها من أشعّة تلك الأنوار ( فالحقّ بالنسبة إلى ظلّ خاصّ صغير وكبير ، وصاف وأصفى كالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر في الزجاج يتلوّن بلونه ، وفي نفس الأمر لا لون له ، ولكن هكذا تراه) على صيغة المجهول من الإراءة  . " الرؤية ".
قال رضي الله عنه : ( ضرب مثال لحقيقتك بربّك ) أي تعلم الزجاج المذكور ضرب مثال لحقيقتك مع ربّك - فيكون نصب « ضرب » على أنّه مفعول ثاني لـ « تراه » ، ويجوز أن يكون نصبا على المصدر ، والباء في « بربّك » بمعنى " مع " .
قال رضي الله عنه : ( فإن قلت : « إنّ النور أخضر » - لخضرة الزجاج - صدقت ) بما أدركت منه ( وشاهدك الحسّ وإن قلت : « إنّه ليس بأخضر ولا ذي لون » كما أعطاه لك الدليل ، صدقت ، وشاهدك النظر العقليّ الصحيح ) فأنت في إضافة الألوان إلى النور وتنزيهها عنه صادق .
وذلك لأنّ ظلّ الزجاج المتلوّن هو المشار إليه بقوله : ( فهذا نور ممتدّ عن ظلّ ، وهو عين الزجاج ) بما بيّن آنفا أنّ ذات الظلّ إنّما هو الشخص ( فهو ظلّ نوريّ لصفائه) أي صفاء ذاته ، وهو شخص الزجاج .

قال رضي الله عنه : ( كذلك المتحقّق منّا بالحقّ تظهر ) لصفائه ( صورة الحقّ فيه أكثر مما يظهر في غيره ، فمنّا من يكون الحقّ سمعه وبصره وجميع قواه وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذي يخبر عن الحقّ ) كما سمعت غير مرّة في حديث قرب النوافل .
( ومع هذا عين الظلّ موجود ، فإنّ الضمير من سمعه ) في قوله : « كنت سمعه » ( يعود عليه ، وغيره من العبيد ليس كذلك ، فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحقّ من نسبة غيره من العبيد ) .


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وفي هذا يتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغير وكبير، وصاف وأصفى، كالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر في الزجاج يتلون بلونه، وفي نفس الأمر لا لون له. ولكن هكذا تراه.
ضرب مثال لحقيقتك بربك. فإن قلت: إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدك الحس، وإن قلت إنه ليس بأخضر ولا ذي لون لما أعطاه لك الدليل، صدقت وشاهدك النظر العقلي الصحيح.
فهذا نور ممتد عن ظل وهو عين الزجاج فهو ظل نوري لصفائه.
كذلك المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فيه أكثر مما تظهر في غيره. فمنا من يكون الحق سمعه وبصره وجميع قوة وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذي يخبر عن الحق.
مع هذا عين الظل موجود، فإن الضمير من سمعه يعود عليه: وغيره من العبيد ليس كذلك. فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غيره من العبيد.)
قال رضي الله عنه : ( وفي هذا يتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغير وكبير، وصاف وأصفى، كالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر في الزجاج يتلون بلونه، وفي نفس الأمر )
قال رضي الله عنه : (وفي هذا) الفرقان والعلم (يتفاضل العلماء فعالم) يعلم بعض هذه الأمور كمن شهد كثرة التعينات والتقيدات فقط فهو المحجوب عن الحق المشاهد للعالم والخلق و كمن شهد الوجود الأحدي المتجلى في هذه الصور فهو صاحب حال في مقام الفناء والجمع.
قال رضي الله عنه : (وأعلم منه) بعلم كلها وهو من شهد الحق في الخلق والخلق في الحق فهو ?امل الشهود في مقام البقاء بعد الفناء و الفرق بعد الجمع وهو مقام الاستقامة ، وما ظهر أن نسبة العالم إلى الحق سبحانه نسبة الظل إلى الشخص فكان العالم بأجزانه ظلا لا للحق سبحانه بأسمائه (فالحق بالنسبة إلى ظل خاص) هو بعض أجزاء العالم (صغير) لظهوره فيه ببعض من أسمائه لبروز ذلك البعض قابلية ظهور الأسماء كلها ما عدا الإنسان الكامل، وبالنسبة إلى ظل خاص آخر من أجزاء العالم له قابلية ظهور الأسماء كلها.
(وكبير و) كذلك الحق سبحانه بالنسبة إلى بعض الظلال (صاف) كظهوره في عالم الآخرة بصور النفوس المجردة ظهورا نورية (و) بالنسبة إلى بعضها (أصفی) ظهوره بصور العقول المجردة .
فإن الصفاء له مراتب بحسب قلة الوسائط وكثرتها. (?النور بالنسبة إلى حجابه)، أي ما يحجب طرفه نوريته من الألوان والأشكال الزجاجية (عن الناظر في في الزجاج) .  
فقوله رضي الله عنه  : صغير وكبير إما مجرور صفة تظل خاص و خبر المبتدأ قوله : كالنور، وما مرفوع على الخبرية .
وقوله رضي الله عنه  : كالنور خبر محذوف أو صفة محذوفة (فإنه يتلون)، أي النور (بلونه) ، أي لون الزجاج.

قال رضي الله عنه : ( لا لون له. ولكن هكذا تراه. ضرب مثال لحقيقتك بربك. فإن قلت: إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدك الحس، وإن قلت إنه ليس بأخضر ولا ذي  لون لما أعطاه لك الدليل، صدقت وشاهدك النظر العقلي الصحيح. فهذا نور ممتد عن ظل وهو عين الزجاج فهو ظل نوري لصفائه.)
قال رضي الله عنه : (وفي نفس الأمر لا لون له ولكن هكذا) متلونا بألوان الزجاجات (تراه) على البناء تنمفعول، أي تظنه وتعلمه .
وقوله رضي الله عنه : (ضرب مثال لحقيقتك بربك)، أي ضرب الزجاج مع النور ضرب مثال لحقيقتك مع ربك فشونه : ضرب مثالا منصوب على المصدرية. ويجوز أن يكون منصوب على الحالية مزولا باسم الفاعل، أي ضارب مثال، أو على المفعولية بأن يكون مفعولا ثانيا بقوله : تراه ، أي بعلمه ضرب مثال، أو على أن يكون مفعولا له .
لقوله : تراه ، أي أرنا الحق لضرب المثال، يجوز رفعه على أن يكون خبر مبتدأ محذوف وجعل الضرب مع كونه مستعملا مع المثال بمعنى النوع صرف من الظاهر.
(فإن رأيته قلت) : إذا رأيت النور ملونا بلونه الأخضر (إن النور أخضر كخضرة الزجاج صدقت وشاهدك) على صدق ما قلت (الحس) فإنه هكذا يظهر في الحس البصري .
قال رضي الله عنه : (وإن قلت) : إن النور (ليس بأخضر ولا ذي لون) مطلقا (لما أعطاه)، أي لأجل علم أو حكم أعطاه لك الدليل العقلي (صدقت وشاهدك) على صدق ما قلت (النظر العقلي الصحيح) .
فإن النور من حيث صرافة إطلاقه لا لون له (فهذا النور المحكوم عليه بأنه أخضر وليس بأخضر بالاعتبارین.
قال رضي الله عنه : (نور ممتد عن ظل هو)، أي هذا الظل (عين الزجاج) وإنما جعل الزجاج ظلا لأنه من أجزاء العالم الذي هو ظل تلحق سبحانه (فهو)، أي الزجاج (ظل)، أي نلحق لأنه من أجزاء العالم .
قال رضي الله عنه : (نورې لصفائه) بحيث لا يحجب النور أو النور الممتد من الزجاج ظل له لامتداده عنه أو ظل للنور المطلق نوري لصفائه بالنسبة إلى الأجسام الكثيفة المظلمة.
وعلى هذا القياس الموجود المتعين المتقيد بأحكام الأعيان الثابتة هو نور ممتد عن ظل هو عين الأعيان الثابتة.
فإنه متفيد بحسب أحكامها فهو أي الظل الذي هو عين الأعيان الثابتة أو الوجود المتقيد بحسب أحكامه ظل نوري.
أما كون الأعيان طلا فظاهر لكونها ظلا للشؤون الإلهية في الحضرة العلمية ، وأما كون الوجود المقيد ظلا فلكونه ممتد إما عن الأعيان أو عن الوجود المطلق .

قال رضي الله عنه : ( كذلك المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فيه أكثر مما تظهر في غيره. فمنا من يكون الحق سمعه وبصره وجميع قوة وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذي يخبر عن الحق. مع هذا عين الظل موجود، فإن الضمير من سمعه يعود عليه: وغيره من العبيد ليس كذلك. فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غيره من العبيد.)
قال رضي الله عنه :  (كذلك) أي كمثل الزجاج الذي هو ظل نوري لا يحجب النور وأوصافه (المتحقق منا)، أي من بني نوعنا (بالحق).
فلأن المتحقق منا أيضا ظل نوري (يظهر صورة الحق)، أي أسماؤه وصفاته (فيه) ظهور (أكثر مما يظهر في غيره) ممن لا تحقق له بالحق.
أي من ظهوره في غيره لتكون ما مصدرية أو تظهر صورة الحق، أي أسماؤه فيه أكثر من أسماء أو الأسماء التي تظهر في غيره فتكون ما موصوفية أو موصولة (فمنا من يكون الحق سمعه وبصره وجميع قواه) الروحانية وجوارحه الجسمانية (بعلامات) دالة على كون الحق عين بصر العبد و سمعه وجميع قواه وجوارحه (فقد أعطاه الشرع).
وفي بعض النسخ الشارع، أي أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الشارع الذي يخبر عن الحق في الحديث القدسي الوارد في قرب النوافل .

""أضاف المحقق : يشير الشيخ إلى حديث البخاري (عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش به ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا في عمله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته.) ""
ولما ذكر أن الحق سبحانه سمع العبد المتحقق بالحق وبصره وجميع قواه وجوارحه كان محال أن يتوهم أنه فاني معدوم بالكلية .
فإنه ليس إلا أحدية جمع تلك القوى والجوارح، فإن كانت تلك القرى والجوارح عین الحق فلم يبق من العبد شيء.
دفعه بقوله رضي الله عنه : (ومع هذا) الذي ذكرنا من كون الحق سمعه وبصره وجميع قواه وجوارحه (عين الظل) الذي هو العبد المتحقق بالحق (موجود فإن الضمير) في قوله : (من سمعه ) وبصره (يعود عليه) فلم يكن له تعين وتميز في الوجود كيف يعود عليه الضمير.
(وغيره)، أي غير من يكون متحققا بالحق (من العبيد )، أي بحيث تظهر صورة الحق فيه أكثر ما تظهر في غيره .
و بصره وسائر قواه (أقرب عنده إلى وجود الحق من نسبة غيره من العبيد) الذين لم يصلوا إلى هذا المقام.

.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: