الأربعاء، 3 يوليو 2019

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة الثالثة عشر الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة الثالثة عشر الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة الثالثة عشر الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي


موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

09 - The Wisdom Of Light In The Word Of Joseph  

الفقرة الثالثة عشر : الجزء الثاني
خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فما في الكون إلا ما دلت عليه الأحدية. وما في الخيال إلا ما دلت عليه الكثرة. فمن وقف مع الكثرة كان مع العالم ومع الأسماء الإلهية وأسماء العالم.
ومن وقف مع الأحدية كان مع الحق من حيث ذاته الغنية عن العالمين.
وإذا كانت غنية عن العالمين فهو عين غنائها عن نسبة الأسماء لها، لأن الأسماء لها كما تدل عليها تدل على مسميات أخر يحقق ذلك أثرها.
«قل هو الله أحد» من حيث عينه: «الله الصمد» من حيث استنادنا إليه: «لم يلد» من حيث هويته ونحن، «ولم يولد» كذلك، «ولم يكن له كفوا أحد» كذلك.
فهذا نعته فأفرد ذاته بقوله: «الله أحد» وظهرت الكثرة بنعوته المعلومة عندنا.
فنحن نلد ونولد ونحن نستند إليه ونحن أكفاء بعضنا لبعض.
وهذا الواحد منزه عن هذه النعوت فهو غني عنها كما هو غني عنا.
وما للحق نسب إلا هذه السورة، سورة الإخلاص، وفي ذلك نزلت.)
قال رضي الله عنه : ( فما في الكون إلا ما دلت عليه الأحدية. وما في الخيال إلا ما دلت عليه الكثرة. فمن وقف مع الكثرة كان مع العالم ومع الأسماء الإلهية وأسماء العالم.
ومن وقف مع الأحدية كان مع الحق من حيث ذاته الغنية عن العالمين. لا من حيث صورته .)
قال رضي الله عنه : (فما في الكون) الذي هو الظل الأحدية (إلا ما دلت عليه الأحدية) أي: أحدية الذات.
(وما في الخيال) من تكثير صور الظل أو تكثير الأسماء، إلا ما دلت عليه الكثرة من المعاني المخصوصة بالأسماء أو الأعيان الثابتة للعالم .
فمن وقف مع الكثرة كان مع العالم ومع الأسماء الإلهية، وأسماء العالم، ومن وقف مع الأحدية)، وإن كان لها دلالة على ما في الكون في الجملة، (كان مع الحق من حيث ذاته الغنية عن العالمين) بخلاف من وقف مع الأسماء، فإنه وإن كان مع الحق (لا) يكون معه (من حيث) أغناه عن العالمين.

قال رضي الله عنه : ( وإذا كانت غنية عن العالمين فهو عين غنائها عن نسبة الأسماء لها، لأن الأسماء لها كما تدل عليها تدل على مسميات أخر يحقق ذلك أثرها. «قل هو الله أحد» من حيث عينه: «الله الصمد» من حيث استنادنا إليه: «لم يلد» من حيث هويته ونحن، «ولم يولد» كذلك، «ولم يكن له كفوا أحد» كذلك. فهذا نعته فأفرد ذاته بقوله: «الله أحد» وظهرت الكثرة بنعوته المعلومة عندنا. فنحن نلد ونولد ونحن نستند إليه ونحن أكفاء بعضنا لبعض. وهذا الواحد منزه عن هذه النعوت فهو غني عنها كما هو غني عنا. وما للحق نسب إلا هذه السورة، سورة الإخلاص، وفي ذلك نزلت.)
ثم استشعر سؤالا بأن الذات ملزومة للأسماء الملزمة لنسبة الآثار، فكيف تكون غنية عن العالمين؟
فأجاب عنه بقوله رضي الله عنه : (وإن كانت غنية عن العالمين، فهو) أي: غناها عن العالمين (عين غنائها عن نسبة الأسماء) من حيث نسبة الآثار إلى تلك الأسماء إليها، وإن كانت الأسماء ازمة (لها) باعتبار اتحادها، ولا يلزم من ذلك لزومها إياها باعتبار تغايرها؛ وذلك (لأن الأسماء كما تدل عليها).
وهي جهة اتحادها التي بها اللزوم، (تدل على مسميات) أي: مفهومات (أخر لتحقق ذلك) المدلول (أثرها)، وهي جهة المغايرة، فلو كانت ملزومة لها هذا الاعتبار لزم افتقار الواجب بالذات إلى هذه الآثار، وهو ظاهر الاستحالة.
ثم أشار إلى أن تكرار لفظة الله في سورة الإخلاص للإشارة إلى هاتين الجهتين فقال: ( "قل هو الله أحد" [الإخلاص: 1])؛ فأثبت الأحدية الاسم الله الدال على الذات، والأسماء باعتبار تميزها (من حيث) هي (عينة).
ثم قال: ("الله الصمد" [الإخلاص:2]) بتكرار لفظة الله الدال على الذات والأسماء باعتبار تميزها بأثارها، فأثبت له الصمدية، وهي الحاجة إليه.
(من حيث استنادنا إليه) إذ ليس في ذاته ما يحتاج إليه، فلا يكون صمدا بذلك الاعتبار، فهذه الصفة له باعتبار الآثار فقط.
ثم قال: ("لم يلد" [الإخلاص: 3]) فوصفه بهذه الصفة السلبية (من حيث هويته ونحن) معا؛ لأن الولادة إضافة فلا يتصور بدون الطرفين.

("ولم يولد") كذلك ("ولم يكن له كفوا أحد" [الإخلاص:4] كذلك فهذا) أي: قول: والله الضمة إلى آخره (نعته) الذي ينسب إلى الآثار، فهذا الاعتبار عين اعتبار عينية الأسماء، (فأفرد ذاته) مع الأسماء باعتبار العينية (بقوله: "قل هو الله أحد") إذ لو اعتبر معها الأسماء باعتبار التغاير لم يكن أحدا.
وذلك لأنه (ظهرت الكثرة بنعوته) التي تضمنتها الأسماء باعتبار مغایرتها ليتوقف تصورها على آثارها.
ولذلك كانت هذه الصفات من الصفات (المعلومة لنا) بظهورها فينا، (فنحن نلد ونولد ونستند إليه ونحن أكفاء بعضنا لبعض) يتوهم أنها أيضا موجودة فيه.
ولكن هذا الواحد الحق (منزه) باعتبار أحديته (عن هذه النعوت) من حيث توقفها على الآثار، (فهو غني عنها) في الجملة، وإن كانت لازمة لألوهيته وربوبيته، (كما هو غني عنا) أي: عن آثارها التي اعتبرت هذه النعوت بسببها، فالوقوف مع الكثرة العالم، والوقوف مع الأحدية وقوف مع الحق باعتبار غناه عن العالمين، وعن السماء المتضمنة هذه النعوت. .
ثم أشار إلى أن الاستدلال بهذه السورة تام من حيث هي جامعة للصفات مسبوقة لهذا المعنى.
فقال رضي الله عنه : (وما للحق نسب) أي: صفات ها انتسابه إلى العالم (إلا هذه السورة)
أي: المذكور فيها (سورة الإخلاص) أخلصت ذكر الحق عن سائر ما ذكر معه في سائر السور، وأخلصت أحديته عن الصفات بتكرار لفظه الله، (وفي ذلك نزلت).
"" أضاف المحقق : فإن بيان نسبه تعالی ليس إلا تنزيهه عن النسب.""

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فما في الكون إلا ما دلت عليه الأحدية. وما في الخيال إلا ما دلت عليه الكثرة. فمن وقف مع الكثرة كان مع العالم ومع الأسماء الإلهية وأسماء العالم.
ومن وقف مع الأحدية كان مع الحق من حيث ذاته الغنية عن العالمين.
وإذا كانت غنية عن العالمين فهو عين غنائها عن نسبة الأسماء لها، لأن الأسماء لها كما تدل عليها تدل على مسميات أخر يحقق ذلك أثرها.
«قل هو الله أحد» من حيث عينه: «الله الصمد» من حيث استنادنا إليه: «لم يلد» من حيث هويته ونحن، «ولم يولد» كذلك، «ولم يكن له كفوا أحد» كذلك.
فهذا نعته فأفرد ذاته بقوله: «الله أحد» وظهرت الكثرة بنعوته المعلومة عندنا.
فنحن نلد ونولد ونحن نستند إليه ونحن أكفاء بعضنا لبعض.
وهذا الواحد منزه عن هذه النعوت فهو غني عنها كما هو غني عنا.
وما للحق نسب إلا هذه السورة، سورة الإخلاص، وفي ذلك نزلت.)
قال رضي الله عنه : ( فما في الكون إلَّا ما دلَّت عليه الأحديّة ، وما في الخيال إلَّا ما دلَّت عليه الكثرة ، فمن وقف مع الكثرة كان مع العالم ) - إن كان الملاحظ من تلك الكثرة هي صور الظلالات المتنوعة بما هي كذلك ( ومع الأسماء الإلهيّة ) إن كان الملاحظ من تلك الصور المتكثرة هو وجه أحدية الظلَّية وجمعيّتها .

قال رضي الله عنه : ( وأسماء العالم ) إن كان الملاحظ من تلك الصور الظلَّية هي نفس الكثرة وعلى أي حال فأصل تلك الصور إنّما هي الخصوصيّات الأسمائيّة التي بها ينفرد بعضها عن البعض .
(ومن وقف مع الأحديّة كان مع الحقّ من حيث ذاته الغنيّة عن العالمين ، وإذا كانت غنيّة عن العالمين فهو ) أي غناؤها عن العالمين  ( عين غنائها عن نسبة الأسماء لها لأن الأسماء لها كما تدلّ عليها ) باعتبار أحد مدلوليها ( تدلّ على مسمّيات أخر ) باعتبار مدلوله الآخر.
قال رضي الله عنه : (محقّق) تحقّق الأعيان (ذلك) المسمّيات (أثرها) أي أثر تلك المسمّيات التي هي مصدر ذلك الأثر ، وهو العالم .

سورة الإخلاص نسبة الحقّ تعالى
وقد كشف عن معنى الأحديّة قوله : ( " قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ "  من حيث عينه ) أي الهويّة الإطلاقيّة الجامعة للأسماء كلَّها أحد من حيث أنّه عين الكلّ ، وهو الأحديّة العينيّة التي لا يشوبها شيء من النسب والإضافة .
قال رضي الله عنه : (" الله الصَّمَدُ " من حيث استنادنا إليه) في الافتقار، وهذا أحديّة الكثرة، وفيها مبدأ أمر النسبة، لذلك أخذ في نفي سائر الأصناف عنها .
( " لَمْ يَلِدْ " ) أي ليس في نسبة استنادنا إليه نسبة الوالديّة والمولوديّة ( من حيث هويّته ونحن) أنّه والد بالنسبة إلينا نحن ، أو ما يجري مجراه مما يحصل الشيء منه مستقلَّا بنفسه ، كالعلَّية والفاعليّة وغير ذلك .
( " وَلَمْ يُولَدْ " كذلك ) من حيث هويّته ونحن ، بأن يكون مولودا أو ما يحذو حذوه كالمعلوليّة والمعموليّة . 

قال رضي الله عنه : ( " وَلَمْ يَكُنْ لَه ُ كُفُواً أَحَدٌ " كذلك ) من حيث هويّته ونحن ، بأن كنّا فاعلين مستقلَّين ، متكافئين في التقدّم والعلوّ .
وقد اندرج في هذا سائر أصناف النسب ، وذلك لأنّ مؤدى قوله : " الله الصَّمَدُ " نفي سائر النسب عنه إلَّا مجرّد نفي انتسابنا إليه واستغناه عنّا ، فبيّن ذلك بما يستوعب أصنافها كلَّها .
فإنّ المنتسبين لا يخلو أمرهما في النسبة عن أن يكون أحدهما عاليا مقدّما محيطا ، كما للعلَّة إلى المعلول ، والقديم إلى الحادث ، والعامّ إلى الخاصّ ، أو سافلا مؤخّرا محاطا ، كما للمعلول إلى العلَّة ، والحادث إلى القديم ، والخاصّ إلى العامّ ، أو يكونا متكافئين في ذلك ، متقابلين ، وفي هذا القسم الأخير لكلّ من المنتسبين تفرّد واستقلال بنفسه ، دون القسمين الأوّلين ، ولذلك كرّر لفظ « الأحد » في الأخير .

قال رضي الله عنه : ( فهذا نعته ) في كيفيّة انتساب الأسماء إليه ونسبته إليها ( فأفرد ذاته بقوله : " الله أَحَدٌ " ) من حيث نفي تلك النسب عنه بصنوفها وجزئيّاتها ( وظهرت الكثرة بنعوته المعلومة عندنا ، فنحن نلد ونولد ، ونحن نستند إليه ، ونحن أكفاء بعضنا لبعض وهذا الواحد ) وهو الأحد المنتفي عنه هذه النسب التي هي لنا .
قال رضي الله عنه : ( منزّه عن هذه النعوت ) التي هي لنا ( فهو غنيّ عنها ، كما هو غنيّ عنّا وما للحقّ نسب ) عند تبيين أصله وتعريف ما عليه منه وفي نفسه ( إلَّا هذه السورة سورة الإخلاص ) التي إنّما أتى بها الحضرة الختميّة ، التي أوتي بجوامع الكلم ، تبيّنا لكمال استغناء الله عن العالم ونفي الصفات والأسماء عن جلاله ، على ما ورد عن أمير ممالك الولاية علي عليه السّلام .
"كمال الإخلاص له نفي الصفات عنه » وبه سمّيت سورة الإخلاص ( وفي ذلك نزلت ) .


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فما في الكون إلا ما دلت عليه الأحدية. وما في الخيال إلا ما دلت عليه الكثرة. فمن وقف مع الكثرة كان مع العالم ومع الأسماء الإلهية وأسماء العالم.
ومن وقف مع الأحدية كان مع الحق من حيث ذاته الغنية عن العالمين.
وإذا كانت غنية عن العالمين فهو عين غنائها عن نسبة الأسماء لها، لأن الأسماء لها كما تدل عليها تدل على مسميات أخر يحقق ذلك أثرها.
«قل هو الله أحد» من حيث عينه: «الله الصمد» من حيث استنادنا إليه: «لم يلد» من حيث هويته ونحن، «ولم يولد» كذلك، «ولم يكن له كفوا أحد» كذلك.
فهذا نعته فأفرد ذاته بقوله: «الله أحد» وظهرت الكثرة بنعوته المعلومة عندنا.
فنحن نلد ونولد ونحن نستند إليه ونحن أكفاء بعضنا لبعض.
وهذا الواحد منزه عن هذه النعوت فهو غني عنها كما هو غني عنا.
وما للحق نسب إلا هذه السورة، سورة الإخلاص، وفي ذلك نزلت.)

قال الشيخ رضي الله عنه : ( فما في الكون إلا ما دلت عليه الأحدية. وما في الخيال إلا ما دلت عليه الكثرة. فمن وقف مع الكثرة كان مع العالم ومع الأسماء الإلهية وأسماء العالم. ومن وقف مع الأحدية كان مع الحق من حيث ذاته الغنية عن العالمين. وإذا كانت غنية عن العالمين فهو عين غنائها عن نسبة الأسماء لها، لأن الأسماء لها كما تدل عليها تدل على مسميات أخر يحقق ذلك أثرها. )

قال الشيخ رضي الله عنه : (فما في الكون)، أي الوجود الحقيقي لوقوعه مقابلا للخيال (إلا ما دلت عليه الأحدية) وعبر عنه بالاسم الأحد بعني الوجود الحقيقي بحسب نفس الأمر إنما هو الذات الأحدية التي لا كثرة فيها بوجه من الوجوه .
قال الشيخ رضي الله عنه : (وما في الخيال إلا ما دلت عليه الكثرة) وعبر عنه بالكثرة والكثير يعني الموجود الخيال الذي لا وجود له إلا في الخيال إنما هو الكثرة النسبية الأسمائية والكثرة الحقيقية التي لمظاهرها.
وكأنه رضي الله عنه أراد بالخيال مدارك أهالى المراتب فإنه لا وجود للكثرة إلا فيها، وإذا قطع النظر عنها لا وجود إلا للذات الأحذية (فمن وقف مع الكثرة) الحقيقية أو النسبية.
فإن كان مع الكثرة الحقيقية (كان) واقفا (مع العالم) المشهود .
وإن كان واقفا مع الكثرة النسبية (و) ?ان (مع الأسماء الإلهية) المنبتة عن التصرف والتأثير (و) مع (أسماء العالم) المنبتة عن القبول والتأثر (ومن وقف مع الأحدية) الذاتية (كان) واقفا (مع الحق من حيث ذاته الغنية عن العالمين لا من حيث صورته) التي هي الكثرة النسبية الأسمائية والحقيقة المظهرية.
قال الشيخ رضي الله عنه : (وإذا كانت) ذاته (غنية عن العالمين فهو)، أي غناه عن العالمين (عين غناها عن نسبة الأسماء إليها)، أي عن الأسماء المنسوبة إليها إلهية كانت أو كونية .
(لأن الأسماء) الكائنة (لها)، أي لتلك الذات الغنية (كما تدل عليها)، أي على الذات كذلك (تدل على مسميات أخر)، أي على معان أخر داخلة في مفهومات تلك الأسماء مغايرة للذات مع مغايرة بعضها البعض حصل التمييز بينهما.
قال الشيخ رضي الله عنه : (يحقق ذلك) المذكور من المسميات الأخير (أثرها)، أي أثر
قال رضي الله عنه : ( «قل هو الله أحد» من حيث عينه: «الله الصمد» من حيث استنادنا إليه: «لم يلد» من حيث هويته ونحن، «ولم يولد» كذلك، «ولم يكن له كفوا أحد» كذلك. فهذا نعته فأفرد ذاته بقوله: «الله أحد» وظهرت الكثرة بنعوته المعلومة عندنا. فنحن نلد ونولد ونحن نستند إليه ونحن أكفاء بعضنا لبعض. وهذا  )

الأسماء التي هو العالم وأحواله أو محقق ذلك، أي كون هذه المسميات مغايرة للذات أثرها، أي أثر الأسماء فإن الذات من حيث هي لا أثر لها .
واختلاف الآثار يدل على مغايرة هذه المسميات، فتحقق هذه المسميات التي لا تحقق للأسماء إلا بها لا يكون إلا بالعالم فغناها عن العالم يستلزم غناها عن الأسماء.
وهذا هو المراد بكون الغنى عن العالم عين الغني عن الأسماء مما يدل على كون ذاته تعالي غنية عنا وعن الأسماء .
قوله تعالی: ("قل هو الله أحد" ) أثبت له الأحدية التي هي الغني عن كل ما عداه وذلك (من حيث عينه) وذاته من غير اعتبار أمر آخر ("الله الصمد " من حيث استنادنا إليه ) في الوجود والكمالات التابعة للوجود .
فإن الصمد من يصمد إليه في الحوائج، أي يقصد فإثبات الصمدية له سبحانه إنما هو باعتبار اعتيادنا إليه.
وأما باعتبار الأحدية ، فهو غني عن هذه الصفة أيضا ("لم يلد" من حيث هويته ونحن)، أي نفي الوالدية عنه سبحانه إنما هو بملاحظة هويته وهوياتنا فإنه لما اتصفت هوياتنا التي هي من مراتب الكونية بالوالدية تنزهت مرتبته الأحدية عنها.
فهذا النفي من حيث هو ونحن، أي باعتبارهما جميعا الوالدية نسبة بين والد ومولود.
فإذا فرضت ههنا إنما تكون بين والد هو هويته وبين مولود هو نحن إنما يكون لملاحظتهما معا .
أو الوالدية والمولودية لا بد أن يكون مثل الوالد ولا مثلية بين هويته الواجبة وهويتنا الممكنة فنفي والديته إنما تكون بملاحظة هويته وهوياتنا معا وعلى هذه الوتيرة المولودية والكفاءة .
فلذلك قال رضي الله عنه : ("ولم يولد" كذلك أيضا)، أي من حيث هويته ونحن "ولم يكن له كفوا أحد" ) كذلك أيضا [الإخلاص: 1- 4]، أي من حيث هويته ونحن.
فهذا المذكور في هذه السورة من الأحدية والصمدية ونفي الوالدية و المولودية والكفاءة مثل الوالدية و المولودية والكفاءة أيضا (نعته) إن جعلنا النعت أعم من صفاته الإلهية والكونية .
(فافرد ذاته) و برهنها عن الكثرة مطلقا (بقوله: "الله أحد" فهذا وظهرت الكثرة بنعونه المعلومة عندنا)، فالمراد بها إما النعوت المفهومة من هذه السورة أو مطلقا على كل من التقديرين.
فالمراد به إما النعوت الإلهية أو الكونية أو الأعم (فنحن نلد) فتتصف بالوالدية (و) نحن (نولد) فنتصف بالمولودية وهو يتصف أيضا فينا بهما فهما من نعوته .
(ونحن نستند إليه)، فهو المستند ولكن فينا وهو المستند إليه باعتبار ذاته (ونحن أكفاء بعضنا لبعض) ، فهو المتصف بالكفاءة لكن فينا
قال رضي الله عنه : ( الواحد منزه عن هذه النعوت فهو غني عنها كما هو غني عنا. وما للحق نسب إلا هذه السورة، سورة الإخلاص، وفي ذلك نزلت.)
قال رضي الله عنه : (وهذا الواحد) من حيث أحذينه (منزه عن هذه النعوت) المعلومة عندنا .
(فهو غني)، أي منزه عنها) غير محتاج ليها باعتبار أحذيته وإن كان منصفة بها من حيث ظهوره في المراتب الكونية (كما هو غني عنا) وإذا كان غنيا عن وعنه كان غنية عن الأسماء الإلهية أيضا ، لأنه ما يحوجنا إلى ثبات تلك الأسماء إلا آثارها التي هي الأسماء الكونية والأعيان الخارجية (وما للحق نسب) بالفتح.
أي بيان نسب (إلا هذه السورة سورة الإخلاص)، فإن بيان نسبة تعالى ليس إلا تنزيهه عن النسب حيث قال :" لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد" [الإخلاص: 3 ،4]
قال رضي الله عنه : (وفي ذلك)، أي في بيان نسبه (نزلت) هذه السورة فإن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : انسب لنا ربك، أي بين لنا نسبة فبين نسبه بتنزيهه عن النسب حيث نفى عنه الوالدية والمولودية والكفاءة .
.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: