الثلاثاء، 2 يوليو 2019

الفقرة الخامس عشر السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الخامس عشر السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الخامس عشر السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

08 - The Wisdom Of  Spirit In The Word Of Jacob   

الفقرة الخامس عشر :
نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص الشيخ عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
08 -  شرح نقش فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية
قال رضي الله عنه : "الدين عند الله الإسلام». ومعناه الانقياد. ومن طلب منه أمر، فانقاد إلى الطالب فيما طلب، فهو مسلم. فافهم، فإنه يسري."
الظاهر أن «الروح» مفتوح الراء - وهو الراحة - أورده ملاحظة لقوله تعالی عن لسان يعقوب عليه السلام: "ولا تيأسوا من روح الله إنه لا يايئس من روح الله إلا القوم الكافرون" [يوسف : 87].
كما ذكر في حكمة كل نبي ما جاء في حقه في التنزيل ؛ لأنه يبين في هذه الحكمة أن الدين هو الانقياد، وبالانقياد تحصل الراحة الحقيقية ، ويترتب عليه الروح الدائم السرمدي ؛ لأن من انقاد لأوامر الحق وانتهى عن نواهيه وأسلم وجهه إلى الله، نال الدرجة العليا ووجد الراحة القصوى .
ويمكن أن يكون مضموم الراء، لأن معنى «الدين»  الذي هو الانقياد من شأن الروح المدبر للبدن؛ وإليه مال صاحب الفكوك "صدر الدين القونوي " قدس سره .
وتخصيصها بالكلمة اليعقوبية لأنه عليه السلام كان يعلم علم الأنفاس والأرواح، وكان كشفه روحانيا .
لذلك قال : "وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ » [يوسف: 87]، فإنه يجد في مقام روحه بقاء يوسف وأخيه وجدانا إجماليا، كما قال : "إني لأجد ريح يوسف" [يوسف: 94]. ولا يجده عيانا تفصيليا.
لذلك "وابيضت عيناه من الحزن " [یوسف: 84].
وذوق أهل الأنفاس عزيز المنال. قد جعل الله لهم التجلي والعلم في الشم .
قال رسول الله : «إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن».
قيل : إنه عليه السلام ?نی بذلك عن الأنصار، وهم صور القوى الروحانية التي تصر بهم على صور القوى الطبيعية.
و«اليمن» أيضا من اليمين»، وهو إشارة إلى الروحية وعالم القدس.
قال الشيخ رضي الله عنه : («الدين عند الله الإسلام». ومعناه)، أي معنى الإسلام، لغة، (الانقياد).
فالدين هو الانقياد ظاهرا وباطنا. أما ظاهرا، بالإتيان بما أمر الله ورسوله ؛ وأما باطنا، فبالتصدیق بالقلب .
قال رضي الله عنه : (ومن طلب منه أمر)، كائنا من كان، (فانقاد إلى الطالب) وامتثل أمره (فيما طلب)والدين دينان : دین مأمور به ، وهو ما جاءت به الرسل؛ ودين معتبر، وهو"

ذلك الطالب منه، (فهو)، أي ذلك المنقاد الممتثل، (مسلم. فافهم) ما ذكرته من أن كل من طلب منه أمر، فانقاد، فهو مسلم: (فإنه)، أي هذا الحكم، (يسري) ويتعدى إلى الخلق كلهم، موافقين كانوا أو مخالفين، بل إلى الحق سبحانه و تعالی.
أما سرايته إلى الخلق إذا كانوا موافقين مطيعين لأوامر الحق ونواهيه، فظاهر، لا حاجة إلى البيان. وأما إذا كانوا مخالفين غير منقادين لأوامره ونواهيه، فلأن الأمر الإلهي ينقسم قسمين: أحدهما الأمر الإرادي، والآخر التكليفي، كما سنذكر .
والمخالفون وإن لم ينقادوا إلى الأمر التكليفي، فقد انقادوا إلى الأمر الإرادي.
وهذا ما قال بعض المحققين : إن الله تعالى أمرا إيجابيا وأمرا إيجادية، فلا يدخل المخالفة الأمر الإيجادي.
وأما سرايته إلى الحق سبحانه، فبيانه أن العبد المكلف إما منقاد بالموافقة ، وإما مخالف.
فالموافق المطيع لا كلام فيه لوضوحه، لأنه سبحانه ينقاد إليه بما يرضيه من إعطاء الجنة والخير والثواب.
والمخالف يطلب بخلافه أمر الحق أحد الأمرين:
إما العفو والمغفرة، ليظهر كمال الاسم "العفو" و"الغفور" وحكمهما، وحينئذ ينقاد إليه الحق سبحانه بما يرضيه من العفو والتجاوز عن سيئاته .
وإما المؤاخذة بذلك الخلاف، ليظهر حكم "المنتقم" و"القهار"، وحينئذ ينقاد إليه بما لا يرضيه من العذاب والعقاب .
فعلى كل حال ينقاد الحق سبحانه إلى عبده بإعطاء ما يطلب منه بحسب استعداداته الجزئية الوجودية .
ولا يخفى أن ما يطلبه العبد إنما هو جزاء لأعماله وأحواله ؛ فيتحقق «الدين» هنا بمعنی ثاني، وهو «الجزاء».
والجزاء حال من أحوال العبد، يعقب حالا آخر.
فيصدق الدین بمعنی ثالث، وهو «العادة» ، لأنه عاد إليه ما يقتضيه ويطلبه حاله .
وإلى هذين القسمين أشار الشيخ رضي الله عنه بقوله، (والدين) بحسب العرف الشرعي (دینان):
أحدهما (دین مأمور به)، أمر الله سبحانه عباده به. (وهو)، أي الدين المأمور به من عند الله هو، (ما جاءت به الرسل) ونزلت به الكتب من الأوضاع الشرعية والأحكام الأصلية والفرعية.
وهذا هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العلية على دين الخلق.
فقال تعالى : "وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" (132) سورة البقرة. ، أي منقادون إليه .
وثانيهما (دین معتبر)، اعتبره الله سبحانه اعتبار ما شرعه من عنده ، لأن الغرض


قال رضي الله عنه : "الابتداع الذي فيه تعظيم الحق سبحانه . فمن رعاه حق رعايته ابتغاء رضوان الله سبحانه، فقد أفلح. والأمر الإلهي أمران: أمر بواسطة ، فما فيه إلا صيغته؛ وأمر بلا واسطة، وهو"

منه موافق لما أراده الله سبحانه من الشرع الموضوع من عنده، وهو تكميل النفوس علما وعملا. (وهو)، أي الدين المعتبر هو.
(الابتداع)، أي الطريق المبتدع المخترع، الذي فيه تعظيم الحق سبحانه وطلب لمرضاته، اصطلح عليه طائفة من أهل الصلاح استحسانا منهم.
يؤدي إلى سعادة المعاد والمعاش ?الرهبانية، التي ابتدعها الراهبون، أعني علماء دين المسيح عليه السلام.
قال تعالى: "ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم " [الحديد: 27]، أي ما فرضنا عليهم تلك العبادة، "إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها"  [الحديد: 27].
أي الذين كلفوا نفوسهم بها، "حق رعايتها فانيتا الذين آمنوا" [الحديد: 27] بها، أي بتلك العبودية "أجرهم" [الحديد: 27]، من الأنوار القدسية والملكات النفسية، التي هي الأخلاق الشريفة والملكات الفاضلة.
"وكثير منهم " [الحديد: 27]، أي من هؤلاء الذين شرعت فيهم هذه العبادة - وهم المقلدون "فاسقون" [الحديد: 27]، أي الخارجون عن الانقياد إليها.
وكطريقة الصوفية في هذه الأمة، فإنهم أتوا بأمور زائدة على الطريقة النبوية ، موافقة للغرض منها - ما فرض الله ذلك عليهم - كتقليل الطعام والمنع من الزيادة في الكلام والخلطة بالأنام والخلوة والعزلة عنهم وكثرة الصيام وقلة المنام والذكر على الدوام وغير ذلك مما ذكروه في كتبهم - وفقنا الله تعالى لاقتفاء آثارهم والاهتداء بأنوارهم.
(فمن رعاه)، أي الدين المعتبر من هؤلاء الذين شرعوه أو الذين اتبعوهم، (حق رعايته)، بالإيمان به أولا والإتيان بما أمروا به والانتهاء عما نهوا عنه ثانية، (ابتغاء رضوان الله سبحانه)، أي خالصة لوجهه وطلبة لمرضاته، لا لأمر آخر من المطالب العاجلة والمآرب الآجلة ، (فقد أفلح) وفاز بالسعادة الأبدية والكرامة السرمدية .
ولما ذكر الأمر الإلهي في الأول من قسمي الدين، وكان ينقسم إلى قسمين، أراد الشيخ رضي الله عنه أن يشير إليهما ليعلم المراد منهما في هذا المقام، فقال ، (والأمر الإلهي)، أي الصادر من مرتبة الجمع الإلهي، (أمران):
أحدهما (أمر بواسطة)، أي بواسطة الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم أجمعين ، حيث توسطوا بين الله سبحانه وبين عبيده ، فبينوا شرائعه لديهم وبلغوا أوامره وأحكامه إليهم.
(فما) يجب (فيه)، أي في الأمر بواسطة من حيث أنه أمر بواسطة مع قطع النظر


قال رضي الله عنه : "الذي لا يتصور مخالفته. وبالواسطة قد يخالف. وليس المأمور بلا واسطة إلا الكائن خاصة، لا الموجود."
عن الأمر التكويني، (إلا صيغته)، أي صيغة الأمر وهي «افعل كذا» - سواء تعلق الإرادة بتكوين الفعل المأمور به أو لم تتعلق. ويسمى هذا القسم بـ «الأمر التكليفي».
وثانيهما أمر بلا واسطة، أي بلا واسطة الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم أجمعين . و(هو) «الأمر التكويني» الإرادي المتعين بكلمة «?ن»، المتعلق بتكوين الشيء المعدوم المعلوم .
(الذي لا يتصور) من المأمور المراد تكوينه (مخالفته)، أي مخالفة ذلك الأمر، لامتناع تخلف المراد عن إرادته سبحانه، كما قال تعالى : " إنما قولنا للشيء إذا أردناه أن تقول له كن فيكون" [النحل: 40].
(و) الأمر (بالواسطة قد يخالف)، أي يخالفه (المأمور) ولا ينقاد إليه.
وذلك إذا لم يوافقه الأمر (بلا واسطة).
(وليس المأمور) بالأمر (بلا واسطة إلا) الشيء المعدوم المعلوم (الكائن) عند الأمر وبه (خاصة، لا) الشيء (الموجود) قبل الأمر، ضرورة امتناع إيجاد الموجود بخلاف المأمور بواسطة .

فإنه ليس إلا الموجود خاصة لامتناع تكليف المعدوم بالأوامر والنواهي .
.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: