الثلاثاء، 2 يوليو 2019

الفقرة العشرون الجزء الثاني السفر السادس فص حكمة حقية فى كلمة إسحاقية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة العشرون الجزء الثاني السفر السادس فص حكمة حقية فى كلمة إسحاقية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة العشرون الجزء الثاني السفر السادس فص حكمة حقية فى كلمة إسحاقية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة العشرون: الجزء الثاني
خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
( وهو مثل ما ذكرناه في هذه المسألة فيما يتميز به العبد من الرب. وهذا الفرقان أرفع فرقان.
فوقتا يكون العبد ربا بلا شك ... ووقتا يكون العبد عبدا بلا إفك
فإن كان عبدا كان بالحق واسعا ... وإن كان ربا كان في عيشة ضنك
فمن كونه عبدا يرى عين نفسه ... وتتسع الآمال منه بلا شك
ومن كونه ربا يرى الخلق كله ... يطالبه من حضرة الملك و الملك
ويعجز عما طالبوه بذاته ... لذا تر بعض العارفين به يبكي
فكن عبد رب لا تكن رب عبده ... فتذهب بالتعليق في النار والسبك )
قال الشيخ رضي الله عنه : وهو مثل ما ذكرناه في هذه المسألة فيما يتميز به العبد من الرب. وهذا الفرقان أرفع فرقان.
فوقتا يكون العبد ربا بلا شك ... ووقتا يكون العبد عبدا بلا إفك ...   فإن كان عبدا كان بالحق واسعا ... وإن كان ربا كان في عيشة ضنك .... فمن كونه عبدا يرى عين نفسه ... وتتسع الآمال منه بلا شك ....  ومن كونه ربا يرى الخلق كله ... يطالبه من حضرة الملك و الملك
ويعجز عما طالبوه بذاته ... لذا تر بعض العارفين به يبكي ...  فكن عبد رب لا تكن رب عبده ... فتذهب بالتعليق في النار والسبك )
قال الشيخ رضي الله عنه : (وهو) أي: فرقان المتقي الذي كان قرآنا جاما، يرى كلا منهما في الأخر (مثل ما ذكرنا في هذه المسألة) أي: مسألة حفظ العبد صور ما خلق بحفظه صورة واحدة منها من الفروق بين العبد والرب، سيما باعتبار الحضرة التي ما غفل عنها (فيما يتميز به العبد من الرب وهذا الفرقان) الواقع بين العبد والرب باعتبار الحضرة التي ما غفل عنها .
(أرفع فرقان) بينهما من جملة ما ذكرنا من الفروق، إذ باعتبار هذه الحضرة التي ما غفل عنها له أن يقول: «أنا الحق» مع أن حفظه للصور باعتبار ما ليس كحفظ الحق لها .

""نقل المصنف احمد المهائمي فى كتابة مشرع الخصوص إلى معاني النصوص توجيهه لهذا نقلا عن كتاب النصوص في تحقيق الطور المخصوص للإمام صدر الدين القونوي بقوله: ثم قال في تفسير الحق، في تأويل قول الحلاج: "أنا الحق" إنا بينا بالبرهان النير، أن الموجود هو الحق سبحانه، وأن كل ما سواه فهو باطل، فهذا رجل فني ما سوى الحق في نظره، وفنيت أيضا نفسه عن نظره، ولم يبق في نظره وجود غير الله، فقال في ذلك الوقت أنا الحق، كأن الحق سبحانه أجرى هذه الكلمة على لسانه حال فنائه بالكلية من نفسه، و استغراقه في نور جلال الله تعالى.

ثم نقل عن الغزالي في سبب غلبة جريان اسم الحق على لسان الصوفية: إنهم في مقام المكاشفة، ومن كان في مقام المكاشفة رأي الله حقا وغيره باطلا، وأما المتكلمون فهم من مقام الاستدلال بغير الله على وجود الله، فلا جرم كان الغالب على ألسنتهم اسم الباري تعالی.""


(فوقتا يكون العبد) باعتبار هذه الحضرة التي ما غفل عنها، سيما إذا لم يغفل عن حضرة أصلا (بنا) أي: صورة حق على الكمال (بلا شك) إذ يحفظ الصور في جميع الحضرات كما يحفظها الحق، (ووقتا يكون العبد) باعتبار هذه الحضرة التي ما غفل عنها (عبدا بلا إفك) باعتبار أن حفظه ليس كحفظ الحق؛ بل إما بالتضمن، أو بخلافه عن الحق.

وقوله: (بلا إفك) إشارة إلى أنه لا يكذب أبدا في دعوى العبودية، فإن كان من صار مظهرا جامعا للحق يخلق بالهمة، ويحفظ الصور بالتعيين، أو التضمين (عبدا) أي: مدعيا للعبودية محترزا عن دعوى الربوبية، أي عن دعوى کونه مظهرا کاملا له (كان بالحق واسقا) يتصرف في الحضرات كلها بلا غيرة من الله عليه.

(وإن كان ربا) أي: مدعيا لكونه صورة كاملة للرب، (كان في عيشة ضنك) الظهور الغيرة الإلهية عليه في دعوى الكمال لنفسه، فلذا قال في بيان تعليله: (فمن كونه عبدا) أي: مدعيا للعبودية (يرى عين نفسه)، ولا يجعلها مظهرا جامعا کالروح، (وتتسع الآمال منه بلا شك)؛ لأنه لما نزل كل من الروح والنفس والقلب منزلته، فيحصل له كل مطلوب كان يتمناه بخلاف مدعي الكمال لنفسه.

كما قال: ومن كونه ربا، أي: مدعيا لكونه صورة كاملة للرب، يتصرف في الحضرات كلها يرى الخلق كله يطالبه أن يفيض عليهم كمالاتهم من حضرة الملك عالم الشهادة، والملك عالم الغيب، (ويعجز) هذا المدعي للربوبية.

أي: لكونه صورة كاملة للرب متصرفة كتصرفه في العالم
 (عما طالبوه)؛ لأن الغيرة الإلهية تمنعه عن التصرف عند دعوى الكمال لنفسه وهو عاجز عنها (بذاته)؛ لافتقاره إلى الحق في إفاضة ذلك (لذا تري) حذف الياء للضرورة (بعض العارفين به) أي: بعجزهم عما ذكرته هذه الدعوى (تبكي) لما يرون من الغيرة الإلهية عليهم.
وإذا كان كذلك (فكن عبد رب) أي: كن عندما تخلق من الصورة همتك وتحفظها عبد رب بخلقها، (لا تكن رب عبده ) أي: رب تلك الصور بربوبية الله تعالى.

(فتذهب بالتعليق) أي: بتعليق هذه الدعوى لنفسك، ما ليس لها بالأصالة ولا بالتجلي الجمعي (في النار) أي: نار الفراق بقطع التجلي بالغيرة الإلهية (والسبك) أي: القيود الظلمانية التي للنفس في الدعاوى الكاذبة؛ فافهم، فإنه مزلة للقدم.
ولما كانت الحكمة الحقية بجعل الكل حقا توجب ظهور الكل في الكل لكون الكل مظاهر الحق.
وذلك بحسب الذات الذي علوه ذاتي مستجمع لعلو سائر الأسماء؛ أورد الحكمة العلية عقيبها؛ فقال:

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
( وهو مثل ما ذكرناه في هذه المسألة فيما يتميز به العبد من الرب. وهذا الفرقان أرفع فرقان.
فوقتا يكون العبد ربا بلا شك ... ووقتا يكون العبد عبدا بلا إفك
فإن كان عبدا كان بالحق واسعا ... وإن كان ربا كان في عيشة ضنك
فمن كونه عبدا يرى عين نفسه ... وتتسع الآمال منه بلا شك
ومن كونه ربا يرى الخلق كله ... يطالبه من حضرة الملك و الملك
ويعجز عما طالبوه بذاته ... لذا تر بعض العارفين به يبكي
فكن عبد رب لا تكن رب عبده ... فتذهب بالتعليق في النار والسبك )
( وهو مثل ما ذكرنا في هذه المسألة ) ، الكاشفة في مرتبة الفعل والخلق عمّا ينسب إليه  (فيما يتميّز به العبد من الربّ).
(وهذا الفرقان أرفع فرقان ) ، فإنّه فرقان في أنزل المراتب ، يعني الفعل والخلق ، وهي العين المنبئة عن كمال الجمع ، وعلم من طي ما اقتبسها من مشكاة النبوّة في عبارته الكاشفة عن مصباح الولاية : إنّ القرآنيّة هي مقتضى حقيقة العبد ، وله في نفسه ، والفرقانيّة إنّما يجعل له الله ، فلذلك أخذ في النظم مفصحا عن ذلك : "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا الله يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَالله ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ".
فوقتا يكون العبد ربا بلا شك ... ووقتا يكون العبد عبدا بلا إفك
(فوقتا يكون العبد ربّا بلا شكّ) عندما يجعل الله له فرقانا
(ووقتا يكون العبد عبدا بلا إفك ) عندما يصل إلى قرآنيّته التي له في نفسه.
فإن كان عبدا كان بالحق واسعا ... وإن كان ربا كان في عيشة ضنك
(فإن كان عبدا) قابلا على الإطلاق جامعا (كان بالحقّ واسعا ) لأنّه طرف الإطلاق والسعة يقابلها يعني الضيق
( وإن كان ربّا ) مقيّدا به ومفرقا فيه بخصوصه ( كان في عيشة ضنك ) لأنّ القيد مطلقا طرف الضيق والتفرقة .
فمن كونه عبدا يرى عين نفسه ... وتتسع الآمال منه بلا شك
( فمن كونه عبدا ) جامعا ( يرى ) الكلّ لجمعيّته الإطلاقيّة ( عين نفسه ويتّسع الآمال منه بلا شك ).
ومن كونه ربا يرى الخلق كله ... يطالبه من حضرة الملك و الملك
( ومن كونه ربّا ) مفرقا ( يرى الخلق كلَّه يطالبه ) لغلبة سلطان التفرقة في مشهده ذلك ( من حضرة الملك ) وهو الذي يستحقّه لأصل استعداده ويملكه ( والملك ) وهو الذي يستحقّه عند الظهور بأعماله وراثة لها .
ويعجز عما طالبوه بذاته ... لذا تر بعض العارفين به يبكي
( ويعجز عمّا طالبوه بذاته )لأنّ القدرة إنّما هو للجمعيّة والإطلاق ( لذا تر بعض العارفين به يبكي ) بحذف الياء من "ترى " تخفيفا ، وفي بعض النسخ « كذا كان » .
فكن عبد رب لا تكن رب عبده ... فتذهب بالتعليق في النار والسبك
( فكن عبد ربّ لا تكن ربّ عبده ، فتذهب بالتعليق في النار ) المفرّقة ( والسبك ) بها لإفناء غشّ القاذورات المستتبعة للإنيّة الفارقة ، وخلاص ذهب حقيقته العبديّة عنها .
و"الباء" فيه على طريقة قوله تعالى: "تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ " أي : فتذهب متلبّسا بالتعليق .

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
( وهو مثل ما ذكرناه في هذه المسألة فيما يتميز به العبد من الرب. وهذا الفرقان أرفع فرقان.
فوقتا يكون العبد ربا بلا شك ... ووقتا يكون العبد عبدا بلا إفك
فإن كان عبدا كان بالحق واسعا ... وإن كان ربا كان في عيشة ضنك
فمن كونه عبدا يرى عين نفسه ... وتتسع الآمال منه بلا شك
ومن كونه ربا يرى الخلق كله ... يطالبه من حضرة الملك و الملك
ويعجز عما طالبوه بذاته ... لذا تر بعض العارفين به يبكي
فكن عبد رب لا تكن رب عبده ... فتذهب بالتعليق في النار والسبك )
قال الشيخ رضي الله عنه : (وهو مثل ما ذكرناه في هذه المسألة فيما يتميز به العبد من الرب.  وهذا الفرقان أرفع فرقان.)
(وهو)، أي الفرقان الذي يجعله الله تنتقي (مثل ما ذكرناه في هذه المسألة)، أي واحد من جزئياته ما ذكرناه (فيما يتميز)، أي في معنى يتميز (به العبد من الرب وهذا الفرقان أرفع فرقان)، لأن الفرقان إما بين الحقائق الإلهية والكونية أو بين الحقائق الإلهية فقط بأن تميز بعضها عن بعض، أو بين الحقائق الكونية.
كذلك فلا شك أن الفرق الأن أرفع
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فوقتا يكون العبد ربا بلا شك ... ووقتا يكون العبد عبدا بلا إفك
فإن كان عبدا كان بالحق واسعا ... وإن كان ربا كان في عيشة ضنك . فمن كونه عبدا يرى عين نفسه ... وتتسع الآمال منه بلا شك . ومن كونه ربا يرى الخلق كله ... يطالبه من حضرة الملك و الملك . ويعجز عما طالبوه بذاته ... لذا تر بعض العارفين به يبكي . فكن عبد رب لا تكن رب عبده ... فتذهب بالتعليق في النار والسبك)
(فوقتا)، أي في مقام الفناء في الله (يكون العبد) الكامل (ربا بلا شك) لانقهار جهة عبوديته في ربوبيته.
(ووقتا)، أي في مقام البقاء بعد الفناء (يكون العبد) الكامل أيضا (عبدا) محضا (بلا إفك) محضا من غير شائبة مربوبية فيه (فإن كان) ذلك العبد (عبدا) كاملا قائما بربه (كان بالحق)، أي بسبب ظهور الحق فيه وفنائه في الحق تعالى.
(واسعا) في عيشة من غير ضيق فيها، فإنه لا يطالب بشيء حتى يقع في ضيق بالعجز عن الإتيان به .
(وإن كان ربما كان في عيشة ضنك)، أي ضيقة لأنه يطالب حينني بالأشياء ويعجز عن الإتيان بها، فيقع في ضنك وضيق (فمن كونه عبدا بری)، أي يبصر
عين نفسه من غير أن يرى الخلق معه علاقة مطالبة (وتتسع الآمال منه بلا شك)، أي تقع أمال الأملين، أي أصحابها في سعة من كونه عبدا لا بعطالبه الأملون بشيء.
بل يطالبون الحق سبحانه فيظهرون بمأمولاتهم فيقعون في سعة من حصولها بخلاف ما إذا كان ربا فإنهم طالبوه بأشياء لم يظفروا بها فوقعوا في ضيق (ومن كونه ربا يرى الخلق كله يطالب من حضرة الملك) بضم الميم (والملك) بفتحها وهو القوة.
والمراد به المنعوت بقرينة المثلث، وقوته من حضرة الملك والملك بيان للخلق كله (ويعجز عما طالبوه بذاته)، أي يكون ذلك العجز مسببة عن ذاته، فإن العجز والضعف من لوازم ذات الممكن (لذا تر) مخفف تری لاستقامة الوزن (بعض العارفين به)، أي بالحق وبهذا الحكم (يبكي) لعدم تمكنه من الإتيان بما يطالب به. (فكن عبد رب لا تكن رب عبد)، أي عبد الرب (فنذهب) عن مقام العبودية إلى مقام الربوبية أو تزول أو تضمحل حال كونك ملتبسا (بالتعليق في النار)، أي نار الحرمان من إنجاح آمال الآملين.

(والسبك)، أي ملتبسا بالسبك، أي الإذابة فيها ولهذه الأبيات احتمالات أخر غير ذلك وليس المراد بما ذكرنا انحصار المراد فيه وبالله التوفيق .
.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: