الأربعاء، 3 يوليو 2019

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة الثالثة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة الثالثة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة الثالثة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

09 - The Wisdom Of Light In The Word Of Joseph  

الفقرة الثالثة :الجزء الثاني
شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (وكل ما ورد من هذا القبيل فهو المسمى عالم الخيال ولهذا يعبر، أي الأمر الذي هو في نفسه على صورة كذا ظهر في صورة غيرها، فيجوز العابر من هذه الصورة التي أبصرها النائم إلى صورة ما هو الأمر عليه إن أصاب كظهور العلم في صورة اللبن.
فعبر في التأويل من صورة اللبن إلى صورة العلم فتأول أي قال: مآل هذه الصورة اللبنية إلى صورة العلم.
ثم إنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أوحي إليه أخذ عن المحسوسات المعتادة فسجي وغاب عن الحاضرين عنده: فإذا سري عنه رد. فما أدركه إلا في حضرة الخيال، إلا أنه لا يسمى نائما.)
قال رضي الله عنه : ( وكلّ ما ورد ) من الصور الحسّية العيانيّة أيضا ( من هذا القبيل ، فهو المسمّى « عالم الخيال » ) لأنّ سلطان الخيال أمره قويّ في العالمين ، والصور متشاكلة متناسبة فيهما ، وأمزجة الرائي بحسب أوقاتها وروابط مناسباتها إلى تلك الصور متفاوتة .
فربّما رأى شيئا في المنام ، أو ورد عليه في القيام على صورة مشاكلة لما عليه في نفس الأمر ، بحسب مناسبته لتلك الصورة المرئيّة مزاجا أو وقتا أو حالا  .

التعبير 
قال رضي الله عنه : ( ولهذا يعبّر ) من الصورة المرئيّة - مثاليّة كانت أو حسّية - إلى الصورة التي عليها في نفس الأمر ، فإنّ الصور كلَّها من الخيال .
ولغرابة هذا الكلام على المدارك احتاج إلى تفسير عالم المثال مطلقا والتعبير عمّا وقع فيه بقوله قال رضي الله عنه : ( أي الأمر الذي هو في نفسه على صورة كذا ظهر في صورة غيرها ، فيجوز العابر من هذه الصورة التي أبصرها النائم إلى صورة ما هو الأمر عليه - إن أصاب ) .
وهذه هي الحكمة النوريّة التي تفرّد بإظهارها الكلمة اليوسفيّة ( كظهور العلم في صورة اللبن ، فعبر في التأويل من صورة اللبن إلى صورة العلم ، فتأوّل أي فآل  مآل هذه الصورة اللبنيّة إلى صورة العلم ) .
ووجه المناسبة بينهما بحسب الأصول الحكميّة : أنّ اللبن مع صفاء جوهره وبياض نوريّته المبين أوّل ما يتغذّى به القوابل في مهد تقدّسها وتنزّهها عن التعمّلات الإمكانيّة والتسبّبات الكونيّة الهيولانيّة ، وهو الذي  يعدّ مزاج الطفل القابل للأغذية المتكثّرة ، فذلك هي الرقيقة الوحدانيّة بين القابل والأكوان المعدّة له أن يتّحد بالكلّ - إعداد العلم للعالم أن يتحد بمعلوماته المتكثّرة.

وأمّا بحسب التلويحات الحرفيّة فهو أنّ ما يستحصل من بيّنات « اللبن » يدلّ على الصحّة التي هي من خواصّ الصور العلميّة ، المطابقة لما في نفس الأمر ، وإذا انضمّ إليها بيّنات عددها يستحصل منه صورة الوضوح التي إنّما يكون للعلم : لبن : أم ا ون 98 ، ادا .

" يعني من « صورة الوضوح » لفظة « الصحو » فان من ( 98 ) يستحصل حرفا الصاد والحاء ، ومن بينات صاد وح يعني ( اد ) و ( ا ) ، وعدد هذه الحروف الثلاثة جمعا هو الستة التي هي عدد الواو ، فإذا انضم الواو إلى ص وح حصل لفظة « صحو » ، والصحو نهاية الظهور الذي يعبّر عنه بالوضوح في عرف العامة ".

أخذ الوحي في حضرة الخيال
هذا ما في عالم المثال من الصور الخياليّة . وأمّا ما في عالم الحسّ منها ، فإليه أشار بقوله :
قال رضي الله عنه : ( ثمّ إنّه صلَّى الله عليه وسلَّم كان إذا أوحي إليه أخذ عن المحسوسات المعتادة ) بجواذب الصور الفائضة عليه ، الشاغلة له عنها ، ( فسجّي وغاب عن الحاضرين عنده ) - سجّيت الثوب على الميّت : إذا مددته عليه ( فإذا سرّي عنه ) أي كشف - ( ردّ ) إلى تلك المحسوسات المعتادة.

قال رضي الله عنه : ( فما أدركه إلَّا في حضرة الخيال ) ، أي ما أدرك الوحي إلَّا في طيّ الصور الخياليّة ، مما لا اعتياد لقواه الحاسّة بها ، كالصور الحرفيّة وتركيباتها المعجزة الفائقة ، وإدراك تلك الصور وإن كان لا يمكن  إلَّا في حضرة الخيال التي هي من عالم المثال ( إلَّا أنّه لا يسمّى نائما ) لعدم تعطيل قواه وتحويلها جملة من هذا العالم إلى عالم المثال .
هذا إذا قوي عليه سلطان الوحي ، بحيث غاب عن المحسوسات .


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (وكل ما ورد من هذا القبيل فهو المسمى عالم الخيال ولهذا يعبر، أي الأمر الذي هو في نفسه على صورة كذا ظهر في صورة غيرها، فيجوز العابر من هذه الصورة التي أبصرها النائم إلى صورة ما هو الأمر عليه إن أصاب كظهور العلم في صورة اللبن.
فعبر في التأويل من صورة اللبن إلى صورة العلم فتأول أي قال: مآل هذه الصورة اللبنية إلى صورة العلم.
ثم إنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أوحي إليه أخذ عن المحسوسات المعتادة فسجي وغاب عن الحاضرين عنده: فإذا سري عنه رد. فما أدركه إلا في حضرة الخيال، إلا أنه لا يسمى نائما.)
قال رضي الله عنه : (وكل ما ورد من هذا القبيل فهو المسمى عالم الخيال ولهذا يعبر، أي الأمر الذي هو في نفسه على صورة كذا ظهر في صورة غيرها، فيجوز العابر من هذه الصورة التي أبصرها النائم إلى صورة ما هو الأمر عليه إن أصاب كظهور العلم في صورة اللبن.
فعبر في التأويل من صورة اللبن إلى صورة العلم فتأول أي قال: مآل هذه الصورة اللبنية إلى صورة العلم. ثم إنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أوحي إليه أخذ عن المحسوسات المعتادة فسجي وغاب عن الحاضرين عنده: فإذا سري عنه رد. )

قال رضي الله عنه :  (وكل ما ورد من رؤیاه من هذا القبيل)، أي من قبيل ما يرى في حال النوم (فهو المسمى عالم الخيال)، فالعام كله خیال.
قال رضي الله عنه :
إنما الكون خيال   …. وهو حق في الحقيقة
(ولهذا)، أي تكون الكل من عالم الخيال مسمی به (يعبر) وفسر التعبير بقوله : (أي) الأمر الذي يعني التعبير هو أن يتمان (الأمر الذي هو في نفسه على صورة كذا ظهر في صورة) بالتنوين قال رضي الله عنه : (غيرها) بالجر على أنه صفة للصورة أي في صورة مغايرة للصورة التي هو عليها في نفسه.
(فيجوز) أن يعبر (العابر من هذه الصورة التي أبصرها النائم) حقيقة أو حكمة (إلى صورة ما هو الأمر عليه)، أي إلى صورة يكون الأمر عليها، فما موصولة وإضافة الصورة إليه بيانية والضمير المرجوع مفسر بالأمر .
قال رضي الله عنه : (إن أصاب) المعبر وظهر الأمر في صورة مغايرة لما هو عليه في نفسه (كظهور العلم في المنام في صورة اللبن) فعبر النبي صلى الله عليه وسلم  (في التأويل)، أي في الحكم .
بأن مأل الصورة المرئية في النوم، أي سمی هو (من صورة اللبن إلى صورة العلم فناول) صلى الله عليه وسلم  (أي قال مال هذه الصورة اللبنية إلى صورة العلم.

"" أضاف المحقق يشير إلى حديث البخاري: (عن عبد الله بن عمر أن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت حتی !ې لاري لم يخرج في أظفاري ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب قالوا فما أولته يا رسول الله قال : العلم.)""

قال رضي الله عنه : (ثم أنه  صلى الله عليه وسلم  كان إذا أوحي إليه أخذ عن المحسوسات المعتادة فسجي)، أي ستر (وغاب عن الحاضرين عنده)، أي لم يبق له احساس بهم فإن الغائب عن الشيء لم يكن له إحساس به. (فإذا سري)، أي رفع الوحي (عنه رد) إلى ما غاب عنه وأحس به.
قال رضي الله عنه : (فما أدركه إلا في حضرة الخيال، إلا أنه لا يسمى نائما.)  

(فما أدر?ه)، أي الذي أوحي إليه (إلا في حضرة الخيال) المطلق أو المقيد (إلا أنه لا يسمي نائما)، لأن النوم عرفا ولغة ما يكون سببه أمرا مزاجيا يعرض للدماغ و سبب هذا أمر مزاجي يقبض على القلب فيأخذه عن المحسوسات.
.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: