الثلاثاء، 2 يوليو 2019

الفقرة الرابعة الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الرابعة الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الرابعة الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله 

08 - The Wisdom Of  Spirit In The Word OF Jacob   

الفقرة الرابعة : الجزء الثاني

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فأنزلك الله تعالى منزلته إذا أقمت الدين وانقدت إلى ما شرعه لك. وسأبسط في ذلك إن شاء الله ما تقع به الفائدة بعد أن نبين الدين الذي عند الخلق الذي اعتبره الله.  فالدين كله لله وكله منك لا منه إلا بحكم الأصالة.
قال الله تعالى «ورهبانية ابتدعوها» وهي النواميس الحكمية التي لم يجيء الرسول المعلوم بها في العامة من عند الله بالطريقة الخاصة المعلومة في العرف.)
، فأنزلك الله منزلته إذا أقمت الدين ، وأنقدت إلى ما شرّعه لك ) فكمّلت نفسك بأفعالك ، كما كمّل الله نفسه بك وهو عين فعله (وسأبسط في ذلك - إن شاء الله - ما تقع به الفائدة بعد أن تبيّن الدين الذي عند الخلق ،الذي اعتبره الله) فهو أيضا لله .
( فالدين كلَّه لله ، وكلَّه منك ) - لأنّه فعلك - ( لا منه ، إلَّا بحكم الأصالة ) ، فإنّ الكلّ بذلك الحكم  منه إليه " كُلٌّ من عِنْدِ الله "، لا تفرقة هناك أصلا .


الدين الذي وضعه الخلق واعتبره الله تعالى
وأمّا بيان اعتباره تعالى ذلك الدين : فإنّه ( قال تعالى " وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها " [ الحديد : 27 ] ، وهي النواميس الحكميّة ) والأسرار المضنونة الخاصّة ،( التي لم يجيء الرسول المعلوم بها ) - أي لم يجيء بتلك النواميس ( في العامّة من عند الله ) .
ولا يتوهّم أنّ عدم مجيء الرسول بها مطلقا ، بل ( بالطريقة الخاصّة المعلومة في العرف ) الشرعي التي هو مسلك أئمّة الفقهاء والمجتهدين في استنباط الأحكام فإنّ الرسول الخاتم عند التحقيق لا بدّ وأن يجيء بسائر الأسرار والحكم كما سلف بيانه ولكن لا على الطريقة المعلومة في العرف العاميّ لعدم بلوغ مدارك أهل ذلك العرف إليه .
ولا بدّ له من التنزّل إلى مقامهم ، والتكلَّم على مقادير عقولهم وأفهامهم ، وعلى ذلك العرف
قال :

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فأنزلك الله تعالى منزلته إذا أقمت الدين وانقدت إلى ما شرعه لك. وسأبسط في ذلك إن شاء الله ما تقع به الفائدة بعد أن نبين الدين الذي عند الخلق الذي اعتبره الله.  فالدين كله لله وكله منك لا منه إلا بحكم الأصالة.
قال الله تعالى «ورهبانية ابتدعوها» وهي النواميس الحكمية التي لم يجيء الرسول المعلوم بها في العامة من عند الله بالطريقة الخاصة المعلومة في العرف.) 
قال رضي الله عنه : "فأنزلك الله تعالى منزلته إذا أقمت الدين وانقدت إلى ما شرعه لك.
وسأبسط في ذلك إن شاء الله ما تقع به الفائدة بعد أن نبين الدين الذي عند الخلق الذي اعتبره الله. فالدين كله لله وكله منك لا منه إلا بحكم الأصالة. "
قال رضي الله عنه : "فأنزلك الله تعالى منزلته) في التسمية بالأسماء بواسطة الآثار (إذا أقمت الدين وانقدت إلى ما شرعه لك، وسأبسط في ذلك إن شاء الله تعالى ما تقع فيه الفائدة).
أي في بيان معنى الانقياد (بعد أن نبين الدين الذي عند الخلق الذي اعتبره الله) سبحانه.(فالدين) سواء كان عند الله أو عند الخلق (كله لله).
فأما ما عند الخلق أيضا إعتبره الله تعالى إذ هو على كلا النقد برین ما شرعه الله أو العبد . لكن من حيث الانقياد والانقياد إنما يكون لله .
(و) الدين (كله) من حيث الانقياد مادر (منك)، لأنه فعل من أفعالك (لا منه)، أي لا من الحق سبحانه، أي من مقامه الجمعي
قال رضي الله عنه : (إلا بحكم الأصالة)، فإن الأصل في الأفعال الصادرة من مقامه التفصيلي إنما هو مقامه الجمعي.
قال رضي الله عنه : " قال الله تعالى «ورهبانية ابتدعوها» وهي النواميس الحكمية التي لم يجيء الرسول المعلوم بها في العامة من عند الله بالطريقة الخاصة المعلومة في العرف."


ثم شرع رضي الله عنه في بيان الدين الذي عند الخلق ، فقال رضي الله عنه:
(قال الله تعالی :"ورهبانية ابتدعوها" [الحديد: 27]، أي الطريق التي اخترعها الرهبان وهم العلماء الزاهدون المنقطعون إلى الله تعالى من أمة عيسى عليه السلام (وهي)، أي الرهبانية قال رضي الله عنه : (النواميس الحكمية)، أي الشرائع المشتملة على الحكمة الإلهية والمصلحة الدينية .
ولما كانت هذه العبارة شاملة لما شرعه الله أيضا أخرجه بقوله : (التي لم يجيء الرسول المعلوم) في عرف الجمهور وإنما نبد بذلك ، لأن وسائط الفيض كلها رسل الله (بها)، أي بتلك النواميس (في) حق (العامة من عند الله) لا الخاصة فقط .
كالدين الذي عند الخلق ، وقيد بذلك تنبيها على أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون مختصا ببعض من الأمة (بالطريقة الخاصة) بالأنبياء (المعلومة في العرف) وهي طريقة الوحي الجلي .
وإنما قيد بذلك، لأن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم لا بالطريقة الخاصة بالأنبياء، بل بالطريق الشاملة للأولياء أيضا.

فهو من الرهبانية المبتدعة ، ولا يخفى عليك أنه إذا كان الدين الذي هو عند الخلق هي النواميس الحكمية على الوجه الخاص ، ينبغي أن يكون الدين الذي عند الله أيضا تلك النواميس لكن على وجه آخر لا على الانقياد إليها .
.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: