الأربعاء، 3 يوليو 2019

السفر العاشر الفقرة السادس الجزء الأول فص حكمة أحدية في كلمة هودية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

السفر العاشر الفقرة السادس الجزء الأول فص حكمة أحدية في كلمة هودية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

السفر العاشر الفقرة السادس الجزء الأول فص حكمة أحدية في كلمة هودية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

10 - The Wisdom Of Unity In The Word Of HUD   

الفقرة السادس : الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحكم الجبر إلى أن وصلوا إلى عين القرب.
«ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون»: وإنما هو يبصر فإنه مكشوف الغطاء «فبصره حديد». وما خص ميتا من ميت أي ما خص سعيدا في القرب من شقي.
«ونحن أقرب إليه من حبل الوريد» وما خص إنسانا من إنسان. فالقرب الإلهي من العبد لا خفاء به في الإخبار الإلهي.
فلا قرب أقرب من أن تكون هويته عين أعضاء العبد وقواه، وليس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى فهو حق مشهود في خلق متوهم.
فالخلق معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنين وأهل الكشف والوجود.
وما عدا هذين الصنفين فالحق عندهم معقول والخلق مشهود. فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج، والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه.  )
قال رضي الله عنه : ( فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحكم الجبر إلى أن وصلوا إلى عين القرب. «ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون»: وإنما هو يبصر فإنه مكشوف الغطاء «فبصره حديد». وما خص ميتا من ميت أي ما خص سعيدا في القرب من شقي.  «ونحن أقرب إليه من حبل الوريد» وما خص إنسانا من إنسان. فالقرب الإلهي من العبد لا خفاء به في الإخبار الإلهي. فلا قرب أقرب من أن تكون هويته عين أعضاء العبد وقواه، وليس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى فهو حق مشهود في خلق متوهم. فالخلق معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنين وأهل الكشف والوجود. وما عدا هذين الصنفين فالحق عندهم معقول والخلق مشهود. فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج، والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه. )
 
قال رضي الله عنه : (فما مشوا) في أعمالهم تلك واكتسبوها في الدنيا (بنفوسهم وإنما مشوا) فيه بمن ساقهم إلى ذلك و اضطرهم إلى فعله مع علمهم بحكمة في الآخرة.
وإن كان ذلك العلم عندهم ظنا أو شكا أو جحودة بمقتضى ما قال ولقد وصلنا لهم القول فقامت عليهم حجته بمجرد وصول القول إليهم (بحكم الجبر لهم) على اختيارهم ذلك وإرادته فكان مآلهم (إلى أن وصلوا إلى عين القرب) الذاتي الذي فيه الكل أزلا وأبدا . قال تعالى : وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85) " سورة الواقعة
قال رضي الله عنه : (ونحن) وهو كناية عن الوجود المطلق الظاهر بالمم?نات العدمية (أقرب إليه)، أي إلى امرىء بلغت روحه الحلقوم، وأنتم حينئذ تنتظرون بلوغ روحه إلى ذلك (من?م) يا أيها الناظرون (ولكن لا تبصرون) أنتم هذا القرب المذكور (وإنما هو)، أي ذلك الميت (يبصر هذا) القرب الذاتي (فإنه)، أي ذلك الميت (م?شوف الغطاء) النفساني، فإن الموت من أوصاف النفوس.
وكذلك الحياة (فبصره)، أي ذلك الميت (حديد)، أي قوي في التحقق بذلك، ورؤية ذلك القرب وهو البصر الروحاني .
قال تعالى: "فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد" [ق: 22].
قال رضي الله عنه : (وما خص) تعالی ب?شف الغطاء و حدة البصر (میتا من میت، أي ما خص سعيدة في القرب) الذاتي المذكور (من شقي) فقربه تعالى إلى كل شيء القرب الذاتي على السواء وهو الظهور بالوجود بعد ترك دعواه .
وقال تعالى أيضا : ("ونحن أقرب إليه")، أي إلى الإنسان ("من حبل الوريد") [ق: 16].
وهو العرق الذي يجري فيه الدم وتقوم به الحياة الدنيوية (وما خص) تعالى بهذا القرب (إنسانا من إنسان) بل عم الكل وهذا هو القرب الذاتي أيضا الذي هي عليه جميع المم?نات، علمه من علمه وجهله من جهله، فعالمه متنعم به دون جاهله في الدنيا، ولا جهل به في الآخرة للكل.
فإذا غلب على أحد أوجب نعيمه في الدنيا أو الآخرة، والقرب الآخر الاختصاصي وهو القرب الاسمائي حاصل في الدنيا لأهل الوصول ولأهل الجنة خاصة في الآخرة.
 ولا ذوق لأهل النار فيه أصلا لا دنيا ولا آخرة وهو قوله تعالى : " ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى" [النجم: 8 - 9].
ولهذا وقع فيه التشبيه بقاب القوسين بخلاف القرب الأول الذاتي، فإنه لا تشبيه فيه أصلا لاقتضاء الفناء عن الوجود المشهود والرجوع إلى الثبوت المعهود.
قال رضي الله عنه : (فالقرب) الذاتي (الإلهي) المذكور هنا لله تعالى (من العبد لا خفاء به) أصلا (في الأخبار الإلهية) الواردة على ألسنة المرسلين.
ثم شرع في بيانه فقال : (فلا قرب أقرب من أن تكون هويته)، أي ذاته يعني وجوده تعالى المطلق الذي قام به ?ل شيء (عين أعضاء العبد) وعين (قواه) من حيث الظهور والوجود مع قطع النظر عن خصوص الصور الإمكانية العدمية بالعدم الأصلي.
قال رضي الله عنه : (وليس العبد) الذي لا يزال يتقرب بالنوافل كما ورد في الحديث ، فهو يشهد ذلك عيانا في ظاهره وباطنه (سوى هذه الأعضاء والقوى) الواردة في الحديث من حيث هي موجودة مشهودة، لا من حيث هي مسماة بالأسماء كاليد والرجل والسمع والبصر .
قال تعالى: "ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان " [يوسف: 40] الآية.
فما عبدوا من الأصنام إلا مجرد الأسماء لأنهم ما عرفوا منها إلا ذلك ولو عرفوها حق المعرفة لعرفوا الله تعالى الذي قامت بوجوده.
وكذلك ما عرفوا من نفوسهم إلا مجرد أسماء الأعضاء والقوى، ولو عرفوا ذلك حق المعرفة لعرفوا الله تعالى.
 فكان عين سمعهم وبصرهم ويدهم ورجلهم كما ورد في الحديث .
قال رضي الله عنه : (فهو)، أي العبد على الحقيقة (حق)، أي وجود مطلق قدیم (مشهود)، أي ظاهر يشهده كل أحد يعرفه أو يجهله أو ينكره (في خلق) من حيث الصور الإمكانية العدمية الظاهرة والباطنة (متوهم) وجوده ولا وجود له أصلا وسبب هذا التوهم غلبة النظر العقلي وسبب المعرفة غلبة النور الإيماني على العقل حتى يكون الدليل هو الله دون العقل إذا عرفت هذا. .
قال رضي الله عنه : (فالخلق) المتوهم أمر (معقول)، أي مدرك بالعقل (والحق) سبحانه وجود (محسوس مشهود عند المؤمنين) بالغيب من حيث هو غيب لا بما تصوروا من ذلك الغيب وربطوا بعقولهم وهم السالكون في طريق الله تعالى (و) عند (أهل الكشف) الروحاني (والوجود) الحق وهم العارفون المحققون (وما عدا)، أي غير (هذين الصنفين) من علماء الكلام وغيرهم من الفرق والعامة .
قال رضي الله عنه : (فالحق) سبحانه (عندهم) أمر (معقول) يعقلونه بعقولهم ويضبطونه في خيالهم وتطمئن نفوسهم إلى ذلك.
والعلماء منهم ينزهونه عن مشابهة المحسوسات وبقية المعقولات غيره (والخلق) عندهم (مشهود) لهم محسوس معقول (فهم) عند أهل الكشف والوجود في نظر أذواقهم (بمنزلة الماء الملح الأجاج)، فإن الحق الظاهر بهم التبس عليهم بهم فغلبت صورهم الممكنة على وجوده المطلق فيهم.
فادعوا الوجود فتقيد المطلق عندهم بهم، كالماء النازل من السماء إذا خالط الأرض فغيرته وأظهرته ملحا أجاجا، ولهذا لما غاب عنهم منهم قائمون به في ظواهرهم وبواطنهم
هم معترفون بذلك لكن اعترافا غيبيا ولم يجروا على مقتضاه، وهو الحق تعالی عبدوه معقولا وعرفوه متخيلا بخيالهم وأنكروه محسوسا وكفروا من يقول بذلك ولم يؤمنوا بالكتاب كله والله يحكم بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون.
قال رضي الله عنه : (والطائفة الأولى) المنقسمون إلى صنفين سالكين و واصلين، الحق عندهم هو الظاهر في جميع المظاهر.
والخلق هو المعقول المضبوط من ظهوره سبحانه في المحسوس والمعقول، فهم قد آمنوا بالكتاب كله وصدقوا بالحق مطلقة موجودة حقا على ما هو عليه في الأزل ولم يلتبس عليهم بما عقلوه من خلقه في المحسوس والمعقول فكانوا (بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه) الذي نزل من السماء وبقي على أصل وصفه لطيب الأرض التي وقع عليها فإنها تشربته ثم أخرجته منها على ما هو عليه في نفسه.
فكأنما ائتمنت على أمانة فأدتها على ما هي عليه ولم تخن فيها شيئا، ولم تتصرف في شيء منها أصلا، بخلاف الطائفة التي ذكرت قبل هذه فإنها ائتمنت فخانت، وغيرت ما أودعته، وتصرفت فيه بعقولها، وخاضت بتخيلها .


 
شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحكم الجبر إلى أن وصلوا إلى عين القرب.
«ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون»: وإنما هو يبصر فإنه مكشوف الغطاء «فبصره حديد». وما خص ميتا من ميت أي ما خص سعيدا في القرب من شقي.
«ونحن أقرب إليه من حبل الوريد» وما خص إنسانا من إنسان. فالقرب الإلهي من العبد لا خفاء به في الإخبار الإلهي.
فلا قرب أقرب من أن تكون هويته عين أعضاء العبد وقواه، وليس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى فهو حق مشهود في خلق متوهم.
فالخلق معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنين وأهل الكشف والوجود.
وما عدا هذين الصنفين فالحق عندهم معقول والخلق مشهود. فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج، والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه.  )
فإذا كانت نواصيهم بيد ربهم الذي على صراط مستقیم.
قال رضي الله عنه : (فما مشوا بنفوسهم) حتى يمكن لهم الذهاب إلى طريق غير مستقیم (وإنما مشوا بحكم الجبر) من القائد والسائق وهو ربهم (إلى أن وصلوا إلى عين القرب) في موطن يسمی جهنم والجبر في الحقيقة راجع إليهم باقتضاء أعيانهم الثابتة فهم طلبوا حكم الجبر من الله فحكم الله عليهم بالجبر على حسب طلبهم."بأقوالهم وأعمالهم"
 
اعلم أن أهل النار من عصاة المؤمنین عذبوا بنار الجحيم إلى أن وصلوا عين القرب فإذا وصلوا إلى عين القرب حصل لهم هذا العلم الذوقي الذي استحقوه فما أخذوه من الله إلا باستحقاقهم ، لأن هذا العلم من علم الأرجل لا بد له من ?سب ثم يأتي لهم فضل من ربهم فأخرجهم من دار الجحيم وأدخلهم في دار النعيم .
فما أعطاهم هذا المقام وهو دار النعيم إلا من جهة المنة والفضل وما أخذوه من الله إلا كذلك .
وأما المخلدون فأحرقوا بالنار إلى أن وصلوا ما وصل عصاة المؤمنين إذ لا بد من الوصول إليه ثم لا يأتي لهم فضل أبدا من ربهم فمن حيث روحانيتهم يتنعمون بنعيم القرب وهو التلذذ العلمي ومن حيث صورتهم الجسدية يتعذبون كما عذبوا ازدادوا علما هكذا إلى غير النهاية ولا استحالة فيه لأن بعض المقربين يتلذذون بنعیم مشاهدة ربهم مع أنهم يتألمون بما أصابهم من الألم هذا ممن أفاض على من روح صاحب الكتاب .
 
وقد غلط بعض الشارحين بحمل كلامه على انقطاع العذاب عن الكفار وليس ذلك مراد الشيخ بل مراده إثبات علم الأرجل لأهل النار في النار من جهة الاستحقاق كما أثبته للمؤمنين في الدنيا من جهة الاستحقاق.
أي وكيف كان لا بد لكل أحد من علم الأرجل ولا بد أن لا يكون ذلك العلم إلا من جهة الاستحقاق ويدل على ثبوت قرب الحق من عباده قوله تعالى: "ونحن أقرب إليه" أي إلى الميت
(" منكم") فقد أثبت قربه من المخاطبين بإثبات أقربينه إليه ("ولكن لا تبصرون") قربي منكم ومن كل شيء .
قال رضي الله عنه : (وإنما هو) أي الميت صاحب القرب (يبصر) قربي منه وإنما يبصر صاحب هذه القربه (فإنه) أي لأن صاحب هذه القرب (مكشوف الغطاء) أي الحجاب عن بصره (فبصره حدید) يبصر ذاتي وصفاتي ويشاهد قربي إليه أما أنتم م?شوف الغطاء فبصركم ليس بحديد .
قال رضي الله عنه : (فما خص) القرب (ميتا من ميت أي ما خص سعيدة في القرب من شقي) فدل ذلك على أن نعيم القرب عام في حق كل أحد سعيدا كان أو شقيا .
 
وكذلك يدل على عموم نعیم الغرب قوله (" ونحن أقرب إليه") أي إلى الإنسان ("من حبل الوريد" [ق: 16 ] ما خص إنسانة من إنسان) بل يعم في حق كل إنسان سعيدا أو شقيا (فالقرب الإلهي من العبد) ثابت محقق (لا خفاء به) أي القرب (في الأخبار الإلهي فلا قرب أقرب من أن تكون هويته عین أعضاء العبد ونواه وليس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى) فإذا كان الحق عين قوى العبد
قال رضي الله عنه : (فهو) أي هوية الحق الذي كان عين أعضاء العبد ذكر الضمير باعتبار الحق (حق مشهود في) صورة (خلق متوهم فالخلق معقول) بمنزلة المرآة (والحق محسوس مشهود) ظاهر فيه
عند المؤمنين الذين قلدوا الأنبياء فيما أخبروا به من الحق قال رسول الله في حقهم في الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه (و) عند (أهل الكشف والوجود) أي الوجدان فإنهم يشاهدون هذا المقام بالذوق.
 
قال رضي الله عنه : (وما عدا هذين الصنفين) الذين اتبعوا في تحصيل معلوماتهم نظرهم الفكري (فالحق عندهم معقول والخلق مشهود لهم) أي فعلم هذه الطائفة (بمنزلة الماء الملح الأجاج) كلما ازدادوا علما ازدادوا شبهة بحيث لا يروي ولا يقنع علمهم ?الملح الأجاج لا يرى لشاربه وقد أشار إلى افتراق المؤمنين من أهل الكشف أولا وإلى اتحادهما ثانية .
بقوله رضي الله عنه : (والطائفة الأولى) علمهم (بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه) إذ العلم الحاصل عن كشف الإلهي لا يحتمل خلافه فيروي لشاربه فإذا كان الناس طائفتين في العلم أهل الكشف وأهل الحجب.


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحكم الجبر إلى أن وصلوا إلى عين القرب.
«ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون»: وإنما هو يبصر فإنه مكشوف الغطاء «فبصره حديد». وما خص ميتا من ميت أي ما خص سعيدا في القرب من شقي.
«ونحن أقرب إليه من حبل الوريد» وما خص إنسانا من إنسان. فالقرب الإلهي من العبد لا خفاء به في الإخبار الإلهي.
فلا قرب أقرب من أن تكون هويته عين أعضاء العبد وقواه، وليس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى فهو حق مشهود في خلق متوهم.
فالخلق معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنين وأهل الكشف والوجود.
وما عدا هذين الصنفين فالحق عندهم معقول والخلق مشهود. فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج، والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه.  )
قال رضي الله عنه : " فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحكم الجبر إلى أن وصلوا إلى عين القرب. «ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون»: وإنما هو يبصر فإنه مكشوف الغطاء «فبصره حديد». وما خص ميتا من ميت أي ما خص سعيدا في القرب من شقي.  «ونحن أقرب إليه من حبل الوريد» وما خص إنسانا من إنسان. فالقرب الإلهي من العبد لا خفاء به في الإخبار الإلهي. فلا قرب أقرب من أن تكون هويته عين أعضاء العبد وقواه، وليس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى فهو حق مشهود في خلق متوهم. فالخلق معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنين وأهل الكشف والوجود.  وما عدا هذين الصنفين فالحق عندهم معقول والخلق مشهود. فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج، والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه. "
المعنى ظاهر


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحكم الجبر إلى أن وصلوا إلى عين القرب.
«ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون»: وإنما هو يبصر فإنه مكشوف الغطاء «فبصره حديد». وما خص ميتا من ميت أي ما خص سعيدا في القرب من شقي.
«ونحن أقرب إليه من حبل الوريد» وما خص إنسانا من إنسان. فالقرب الإلهي من العبد لا خفاء به في الإخبار الإلهي.
فلا قرب أقرب من أن تكون هويته عين أعضاء العبد وقواه، وليس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى فهو حق مشهود في خلق متوهم.
فالخلق معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنين وأهل الكشف والوجود.
وما عدا هذين الصنفين فالحق عندهم معقول والخلق مشهود. فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج، والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه.  )
قال رضي الله عنه : "فما مشوا بنفوسهم ، وإنّما مشوا بحكم الجبر "  فساقهم من أدبارهم بالدبور ، وأخذهم بنواصيهم جبرا ، حتى أوصلهم إلى ما استحقّوا بحسب مقتضيات ذواتهم لا باختيارهم المجعول فيهم ، فافهم .
قال رضي الله عنه : « إلى أن وصلوا إلى عين القرب " وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْه ِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ " وإنّما هو مبصر ، فإنّه مكشوف الغطاء فبصره حديد ، وما خصّ ميّتا عن ميّت أي خصّ مؤمنا سعيدا دون مشرك شقيّ ونحن أقرب إليه من حبل الوريد وما خصّ إنسانا من إنسان ، فالقرب الإلهي من العبد لا خفاء به في الإخبار الإلهي ، فلا قرب أقرب من أن تكون هويّته عين أعضاء العبد وقواه ، وليس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى ، فهو حق مشهود في خلق متوهّم ، فالخلق معقول ، والحق محسوس مشهود عند المؤمنين وأهل الكشف والوجود ، وما عدا هذين الصنفين فالحق عندهم معقول ، والخلق مشهود ، فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج ".
يعني : علومهم ليست إلَّا بحجابيات الأشياء وصنميّات الأعيان والأهواء ، فلا علم لهم بالحق الذي يشهدون " وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ".
 قال رضي الله عنه :" والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ شرابه لشاربيه ،

 
شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحكم الجبر إلى أن وصلوا إلى عين القرب.
«ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون»: وإنما هو يبصر فإنه مكشوف الغطاء «فبصره حديد». وما خص ميتا من ميت أي ما خص سعيدا في القرب من شقي.
«ونحن أقرب إليه من حبل الوريد» وما خص إنسانا من إنسان. فالقرب الإلهي من العبد لا خفاء به في الإخبار الإلهي.
فلا قرب أقرب من أن تكون هويته عين أعضاء العبد وقواه، وليس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى فهو حق مشهود في خلق متوهم.
فالخلق معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنين وأهل الكشف والوجود.
وما عدا هذين الصنفين فالحق عندهم معقول والخلق مشهود. فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج، والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه.  )
قال الشيخ رضي الله عنه : (فما مشوا بنفوسهم ، وإنما مشوا بحكم الجبر إلى أن وصلوا إلى عين القرب "ونَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْه مِنْكُمْ ولكِنْ لا تُبْصِرُونَ").
أي إنما وجدوه بما اقتضاه أعيانهم من أعمالهم التي كانوا يسعون فيها وبمقتضى استعداداتهم الذاتية تعلقت المشيئة الإلهية بما كانوا يعملون في أعمالهم على صراط الرب المستقيم ، لأن نواصيهم بيد من هو على الصراط المستقيم ، فهو يسلك بهم عليه جبرا إلى أن وصلوا إلى عين القرب.
 
"" إضافة بالي زادة فدل ذلك على أن نعيم القرب عام في حق كل أحد سعيدا كان أو شقيا ، وكذلك يدل على عموم نعيم القرب قوله تعالى: " ونَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْه "  أي إلى الإنسان - من حَبْلِ الْوَرِيدِ " اهـ بالي. ""
 
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وإنما هو يبصر فإنه مكشوف الغطاء فبصره حديد ) أي إنما الجهنمي يبصر مع أن الله تعالى أخبر أن أهل الحجاب لا يبصرون في الدنيا لأنه هناك مكشوف الغطاء حديد البصر.
وأما قوله: "من كانَ في هذِه أَعْمى فَهُوَ في الآخِرَةِ أَعْمى وأَضَلُّ سَبِيلًا " فهو في حق من يدعوه الهادي إلى مسمى الله الرب المطلق رب العالمين ، وهذا في حق كل أحد بالنسبة إلى الرب المتجلى له في صورة عينه الآخذ بناصيته إلى ما يهواه ، فذاك في البصيرة وهذا في البصر " فَإِنَّها لا تَعْمَى الأَبْصارُ ولكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي في الصُّدُورِ " .
 
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وما خص ميتا من ميت : أي ما خص سعيدا في العرف من شقي "  ونَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْه من حَبْلِ الْوَرِيدِ ". وما خص إنسانا من إنسان فالقرب الإلهي من العبد لا خفاء به في الإخبار الإلهي ، فلا قرب أقرب من أن تكون هويته عين أعضاء العبد وقواه ، وليس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى ، فهو حق مشهود في خلق متوهم )
أي الظل الخيالي المذكور .
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فالخلق معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنين وأهل الكشف والوجود ) أي الشهود الذوقي .
( وما عدا هذين الصنفين فالحق عندهم معقول والخلق مشهود ، فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج ) .
هذين الصنفين ما عدا المؤمنين وأهل الكشف والشهود ، فالحق عندهم ما نصوروه واعتقدوا أنه غير معلوم للبشر إلا وجوده لا حقيقته ، وبعضهم تخيلوه وكلاهما يعتقدان أنه متعين ولا يشهدون إلا الخلق فهم أهل الحجاب بمنزلة الماء الأجاج ، وأما المؤمنون وأهل الكشف فبالعكس ، لأنهم يشهدون الحق والخلق عندهم ظل خيالي ليس إلا نسبة الوجود إلى الأعيان ، والنسبة معقولة ، ولهذا :
 
"" إضافة بالي زادة ( بمنزلة الماء الملح الأجاج ) كلما ازدادوا علما ازدادوا شبهة بحيث لا يروى ولا يقنع علمهم كالملح الأجاج لا يروى شاربه ، وقد أشار إلى افتراق المؤمنين من أهل الكشف أولا وإلى اتحادهما ثانيا بقوله ( والطائفة الأولى ) بمنزلة الماء العذاب.اهـ بالى ""
 
قال الشيخ رضي الله عنه : ( والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ شرابه )
يعنى أن الطريق والغاية كلاهما واحدة في الحقيقة وهو الحق ، فالعارف يدعو على بصيرة من اسم إلى اسم ، والجاهل يدعو على جهالة من السوي إلى السوي ، لأنه لا يعرف الحق .
 
مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحكم الجبر إلى أن وصلوا إلى عين القرب.
«ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون»: وإنما هو يبصر فإنه مكشوف الغطاء «فبصره حديد». وما خص ميتا من ميت أي ما خص سعيدا في القرب من شقي.
«ونحن أقرب إليه من حبل الوريد» وما خص إنسانا من إنسان. فالقرب الإلهي من العبد لا خفاء به في الإخبار الإلهي.
فلا قرب أقرب من أن تكون هويته عين أعضاء العبد وقواه، وليس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى فهو حق مشهود في خلق متوهم.
فالخلق معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنين وأهل الكشف والوجود.
وما عدا هذين الصنفين فالحق عندهم معقول والخلق مشهود. فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج، والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه.  )
قال رضي الله عنه : (فما مشوا بنفوسهم ، وإنما مشوا بحكم الجبر إلى أن وصلوا إلى عين القرب ).
أي ، فما مشوا الهالكين بنفوسهم إلى جهنم ، وإنما مشوا بحكم الجبر من القائد
والسائق اللذين حكما على نفوسهم بحسب طلب أعيانهم منهما ذلك . فالجبر
في الحقيقة عائد إلى الأعيان واستعداداتها ، لأن الحق إنما يتجلى عليها بحسب
استعداداتها . ولهذا السر ما أسند الجبر إلى الرب ، بل إليهم .
 
 ( " ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون ". ) استشهاد على القرب .
قال رضي الله عنه : ( وإنما هو يبصر ، فإنه مكشوف الغطاء " فبصره حديد " ) ( هو ) عائد إلى من حصل له القرب . أي ، وإنما صاحب هذا القرب يبصر قرب الحق منه ، لأنه انكشف عنه الغطاء ، فصار بصره حديدا .
كما قال في حق نبينا ، صلى الله عليه وسلم : " فكشفنا عنك غطائك ، فبصرك اليوم حديد " .
وما قاله رضي الله عنه لا ينافي قوله تعالى : " ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا " . لأن العمى إنما هو بالنسبة إلى الله المطلق ، رب الإنسان
الكامل ، وكشف الغطاء كونهم حديد البصر حينئذ بالنسبة إلى أربابهم الخاصة
التي تربهم فيها .
 
( فما خص ميتا من ميت ، أي ، ما خص سعيدا في القرب من شقي ) .
أي ، ما خص قوله تعالى : ( ونحن أقرب إليه منكم ) ميتا من ميت ، بل شمل الكل .
وإنما قال : ( ميتا من ميت ) لأن ضمير إليه عائد إلى ( الميت ) ، فما خص السعداء بالقرب ، كما قال في موضع آخر :
( " ونحن أقرب إليه من حبل الوريد " . وما خص إنسانا من إنسان ) . هذا يدل بأن المراد ب‍ ( المجرمين ) أيضا ليس قوما مخصوصا من السالكين أو أهل جهنم ، بل يشملهما .
قال رضي الله عنه : (فالقرب الإلهي من العبد لا خفاء به في الإخبار الإلهي . فلا قرب أقرب من أن تكون هويته عين أعضاء العبد وقواه ،وليس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى. فهو) أي ، العبد .
 
قال رضي الله عنه : ( حق مشهود في خلق متوهم ) . أي ، ظاهرة في صورة خلق متوهم ، وهي الصورة الظلية .
وقد مر غير مرة أن كل ما يدرك ويشهد ، فهو حق والخلق متوهم ، لأن الحق هو الذي تجلى في مرآيا الأعيان ، فظهر بحسبها في هذه الصورة ، فالظاهر هو الحق لا غير .
قال رضي الله عنه : (فالخلق معقول ، والحق محسوس مشهود عند المؤمنين وأهل الكشف والوجود . وما عدا هذين الصنفين ، فالحق عندهم معقول والخلق مشهود ) .
وهم المحجوبون ، كالحكماء والمتكلمين والفقهاء وعامة الخلائق ، سوى المؤمنين
بالأولياء وأهل الكشف ، لأنهم أيضا يجدون في بواطنهم حقيقة ما ذهب إليه الأولياء .
فإن المؤمن يقوم له نصيب منهم ، وإلا ما آمن بهم .
قال رضي الله عنه : (فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج ، والطائفة الأولى بمنزلة العذب الفرات السائغ لشاربه ) . أي ، فعلمهم بمنزلة الملح الأجاج لا يروى لشاربه ولا يسكن عطش
صاحبه . وعلم الطائفة الأولى ، وهم أهل الكشف والوجود ، بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه النافع لصاحبه .


.
يتبع

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: