الثلاثاء، 2 يوليو 2019

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية .الفقرة الأولى الجزء الثاني  موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية .الفقرة الأولى الجزء الثاني موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية .الفقرة الأولى الجزء الثاني  موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

09 - The Wisdom Of Light In The Word Of Joseph  

الفقرة الأولى : الجزء الثاني 
كلمات و مصطلحات وردت في فص حكمة نورية في كلمة يوسفية :
01 - النور
النور في اللغة  : 1. الضوء . 2. من أسماء الله تعالى . 3. لقب لرسول الله محمد " .
وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم (49) مرة على اختلاف مشتقاتها ، منها قوله تعالى : " قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين" .
في الاصطلاح الصوفي

تقول الدكتورة سعاد الحكيم النور عند الشيخ ابن العربي :
" النور اسم من أسماء الله تعالى ، يجعله ابن العربي الطائي الحاتمي في رؤيته :
1 - مبدأ الخلق ، أو مبدأ ظهور التعينات .
2 - مبدأ الإدراك أو العقل الساري في الوجود .
وعلى هذا يكون الاسم النور المنبسط على جميع الموجودات ، أصل نور الوجود ونور الشهود . يقول ابن العربي الطائي الحاتمي :
1 - النور = مبدأ الخلق والظهور = نور الوجود
... والله تعالى أخرجنا من ظلمة العدم ، إلى نور الوجود ، فكنا نورا بإذن ربنا ، إلى صراط العزيز الحميد ، فنقلنا من النور ، إلى ظلمة الحيرة ... " .
... ولولا النور ما ظهر للممكنات عين ، قول رسول الله في دعائه : " اللهم اجعل في سمعي نورا ، وفي بصري نورا ، وفي شعري نورا .
حتى قال : " واجعلني نورا " ، وهو كذلك ( = نور ) .
وإنما طلب مشاهدة ذلك ( كونه نورا ) في الحس " .

2 - النور : مبدأ الإدراك = نور الشهود ، نور الإيمان
" ولكن باسم النور وقع الإدراك ، وامتد هذا الظل على أعيان الممكنات في صور الغيب المجهول ... " .
... من عرف نفسه عرف ربه ، فيعلم أنه الحق . فيخرج العارف المؤمن الحق بولايته ، التي أعطاه الله ، من ظلمة الغيب ، إلى نور الشهود . فيشهد ما كان غيبا له ، فيعطيه كونه مشهودا ... " .
" فلما رأى الرسل ذلك ، وأنه لا يؤمن إلا من أنار الله قلبه بنور الأيمان : ومتى لم ينظر الشخص بذلك النور ، المسمى إيمانا ، فلا ينفع في حقه الأمر المعجز ... " .

" حيث أن ابن العربي الطائي الحاتمي يجعل الاسم النور مبدأ الوجود والإدراك ، لذلك كل وجود أو خير فهو : نور ، لأصله الإلهي في مقابل العدم والشر ( ظلمة - اصل كوني )
يقول : " ... فالوجود : نور ، والعدم : ظلمة ، فالشر : عدم ، ونحن في الوجود : فنحن في الخير ، وإن مرضنا فآنا نصح ، فإن الأصل جابر ، وهو : النور . وهكذا صفة كل نور ، إنما جاء ليظهر ما طلع عليه ، فلا تدركه الأشياء إلا بك ( = الممكن = ظل وليس ظلمة " .

" الإنسان في فكر ابن العربي الطائي الحاتمي تمتع بمكانة خاصة ، فهو صورة للحضرتين : الإلهية والكونية .
لذلك جمع في ذاته صفة الحضرتين فهو : نور وظلمة ، أو هو : النور الممتزج .

... فأفاده التجلي علما . بما رآه ، لا علما بأنه هو الذي أعطاه الوجود . فلما أنصبغ بالنور ، التفت إلى اليسار . فرأى العدم ، فتحققه ، فإذا هو ينبعث منه ، كالظل المنبعث من الشخص ، إذا قابله النور . فقال : ما هذا ؟
فقال له : النور من الجانب الأيمن : هذا هو أنت ، فلو كنت أنت النور ، لما ظهر للظل عين . فأنا النور ، وأنا مذهبه ، ونورك الذي أنت عليه ، إنما هو من حيث ما يواجهني من ذاتك ، ذلك لتعلم أنك لست أنا .
فأنا : النور بلا ظل ، وأنت النور الممتزج لإمكانك . فإن نسبت إلي ، قبلتك .
وإن نسبت إلى العدم ، قبلك ، فأنت : بين الوجود والعدم  " .

استفاد ابن العربي الطائي الحاتمي من اسم ( النور ) وأهميته .
صورتان تخدمان فكرته في الوجود الواحد .
فالوجود الحقيقي واحد يتكثر في صور الممكنات كما أن النور واحد يتكثر في الظلال ، والنور لا لون له يتكثر بالزجاج الملون .
يقول :

1 - صورة النور والظلال :
... فما اندرج نور في نور ، وإنما هو نور واحد ، في عين صورة خلق ، فانظر ما أعجب هذا الاسم ( النور ) . فالخلق ظلمة ، ولا يقف للنور ، فإنه ينفرها ، والظلمة لا ترى النور ، وما ثم نور ، إلا نور الحق ... " .
" وكذلك أعيان الممكنات ، ليست نيرة , لأنها معدومة ، وإن اتصفت بالثبوت
( = ظل ) ، لكن لم تتصف بالوجود ، إذ الوجود نور ... فإن الظلال لا يكون لها عين بعدم النور " .

2 - صورة النور والزجاج
" فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغير وكبير ، وصافي واصفى ، كالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر في الزجاج ، يتلون بتلونه ، وفي نفس الأمر لا لون له " .
" يستعمل ابن العربي الطائي الحاتمي لفظ ( نور ) ، يجمعها أنوار في سياق معرفي انسجاما مع اعتباره الاسم ( النور ) : مبدأ الإدراك ، فتكون ( الأنوار ) هنا بمعنى : ( الحقائق ) .
يقول : " اعلم أن التجلي عند القوم : ما ينكشف للقلوب ، من أنوار الغيوب . وهو على مقامات مختلفة ، فمنها : ما يتعلق بأنوار المعاني المجردة عن المواد ، من المعارف والأسرار . ومنها : ما يتعلق بأنوار الأنوار ، ومنها : ما يتعلق بأنوار الأرواح ، وهم الملائكة . ومنها : ما يتعلق بأنوار الأسماء ، ومنها : ما يتعلق بأنوار المولدات ، والأمهات ، والعلل ، والأسباب على مراتبها ، فكل نور من هذه الأنوار ، إذا طلع من أفق ، ووافق عين
البصيرة ، سالما من العمى ، والغش ، والصدع ، والرمد ، وآفات الأعين ، كشف بكل
نور ، ما انبسط عليه .. " .
" ( النور ) مبدأ الخلق والإدراك ، هو في الأمر نفسه : يفني ، ولا إدراك فيه ، بل يدرك الإنسان في الضياء .

1 - النور مبدأ الخلق : يفني :
" إذا بدت سبحات الوجه فاستتر فالنور يذهب بالأعيان والأثر
وانظر إلى من وراء النور مستترا ترى الضيا فامعن فيه بالبصر
وقل لقلبك امسك عنه شاهده فعند ردك تلقى لذة النظر " .

2 - النور مبدأ الإدراك : لا ترى فيه غيره :
" فقال ( الحق ) لي ( العبد ) : رأيت ما اشد ظلام هذا النور ، اخرج يدك فلن تراها ، فأخرجت يدي فما رأيتها . فقال لي : هذا نوري لا ترى فيه غير نفسه " .
عودنا الشيخ الأكبر لغة تجربة صوفية تقرب من حدود النظريات ، لذلك عندما يكشف لنا عن وجه تجربته الصوفية الخاصة نتلمس فيه نبضا ، سبق أن أحسسناه عند النفري ، وابن الفارض .. لغة وجدان من داخل التجربة ، حيث لا نرى إلا عابدا ومعبودا ، عاشقا ومعشوقا . ولا وجود للقارئ ، وهو الذي لا يغيب تقريبا في كتب الشيخ الأكبر .

والنص الذي سنورده فيما يلي يجمع :
لغة النفري في ( مواقفه ) من ناحية . وتدرج الكلام وصولا إلى لسان الحقيقة المحمدية الذي نجده في ( تائية ) ابن الفارض من ناحية ثانية .
المخاطب في هذا النص يتلون متدرجا مع خطاب الحق .
يتكشف بعد كل مقطع خطاب ، وجه له ( للمخاطب - العارف ) ونسبة .
فكأن خطاب الحق هو لوجوه ونسب هذا العبد العارف ، الذي نلاحظ من حركة التدرج الصاعدة الجامعة أنه : محمدي المقام .
وهذا يذكرنا بابن الفارض في تائيته حيث يتكلم أحيانا بلسان الحضرة
المحمدية .

ونستدل على تلون المخاطب من قوله في بدء النص : ( الآن أنت أنت ) .
ولم ننقل النص ، لا لإبراز عميق تجربة الشيخ الأكبر الصوفية ، وامتلاكه اللغة امتلاكا استطاع معه أن يعبر بمفردي : النور والظلمة ، عن ( المقام المحمدي ) الجامع للمقامات ( = الملاحظ أنها تبدأ عند كل ( ثم ) من النص ) .
يقول : ... ثم قال لي : الآن أنت ، أنت ، ثم قال لي : ترى ما أحسن هذه الظلمة . وما أشد ضؤها ، وما أسطع نورها .
هذه الظلمة مطلع الأنوار ، ومنبع عيون الأسرار ، وعنصر المواد .
من هذه الظلمة أوجدك واليها أردك ولست أخرجك منها .
ثم فتح لي قدر سم الخياط فخرجت عليه فرأيت بهاء ونورا ساطعا ،

فقال لي : رأيت ما اشد ظلام هذا النور اخرج يدك فلن تراها فأخرجت يدي فما رأيتها ، فقال لي : هذا نوري لا ترى فيه غير نفسه .
ثم قال : ارجع إلى ظلمتك فإنك مبعود عن أبناء جنسك .
ثم قال لي : ليس في ظلمة غيرك ولا أوجدت فيها سواك . منها أخذتك ...

ثم قال لي : كل موجود دونك خلقته من نور ( = من وجود ) ، إلا أنت فانك مخلوق من الظلمة ( = عدم ) " .
يلاحظ في جملة الخطاب الأخير : ( ثم قال لي : كل موجود دونك ... من الظلمة ) أن المخاطب هنا وصل إلى الاتحاد . بمقامه المحمدي ، فكان هو المخاطب فيه , لأن النص لا يستقيم إلا نسبته إلى الحقيقة المحمدية . فهي وحدها مخلوقة من عدم ( ظلمة ) ، وكل ما دونها مخلوق من وجود ( نور ) ، وفي ذلك إشارة إلى الحديث : " أول ما خلق الله نوري ومن نوري خلق كل شيء "

يقول الشيخ أحمد بن عجيبة أهل التنوير : هم أهل الحكمة ، العارفون بالله " .
يقول الإمام القشيري  سمي نورا عز وجل : لأن منه النور . والعرب تسمي من منه الشيء باسم ذلك الشيء ، فإذا كان بمعنى المنور فهو منور الآفاق بالنجوم والأنوار ، ومنور الأبدان بآثار العبادات ، ومنور القلوب بالدلائل والحجج " .

يقول الإمام الغزالي النور عز وجل : هو الظاهر الذي به كل ظهور ، فإن الظاهر بنفسه المظهر لغيره يسمى نورا .
ومهما قوبل الوجود بالعدم ، كان الظهور لا محالة لوجود ، ولا ظلام أظلم من
العدم .
فالبريء عن ظلمة العدم ، بل عن إمكان العدم ، والمخرج كل الأشياء من ظلمة العدم إلى ظهور الوجود - جدير بأن يسمى : نورا " .

يقول الشيخ أحمد الرفاعي الكبير النور عز وجل : هو الظاهر الذي به كل ظهور " .

يقول الشيخ نجم الدين الكبرى النور : هو الله تعالى ، ونور الرسول من نور العزة ، ونور الأولياء والمؤمنين من نور الرسول ، فلا نور إلا نوره  .

يقول الشيخ كمال الدين القاشاني : النور عز وجل هو اسم من أسماء الله تعالى ، وهو تجليه باسمه الظاهر . أعني الوجود الظاهر في صور الأكوان كلها ، وقد يطلق على كل ما يكشف المستور من العلوم الدينية والواردات الإلهية التي تطرد الكون عن القلب " .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي النور : هو محل صلاة الرب عليه " .

يقول الشيخ كمال الدين القاشاني نور محمد : هو أحد وجوه الروح الأعظم " .

يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي النور : فإن الله تعالى سماه به في قوله : " قد جاءكم من الله نور "  .

يقول الشيخ أحمد الرفاعي الكبير النور : هو الشيء الخارج عن الموجودات ، به ظهرت للعيان ، وهو غير حال فيها ، ولا ناء عنها ، مشرق عليها  .

يقول الشيخ شهاب الدين السهروردي النور : هو الظاهر في حقيقة نفسه ، المظهر لغيره بذاته ، وهو أظهر في نفسه من كل ما يكون الظهور زائدا على حقيقته " .

و يقول : " النور : هو حقائق ما يستفاد من معاني الأسماء والصفات ، جند القلب ، الذي يقابل النفس والهوى والشيطان " .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي " النور : هو الظاهر في نفسه والمظهر لغيره ، والظاهر في نفسه لا يعرف له بصفة ولا بعلامة ، ولا يحتاج أن يوصف له بنعت أو بوقت " .

وأضاف الشيخ قائلا : " اعلم أن الشيء الظاهر في نفسه لا يتجزأ ولا يتبعض , لأن تبعض الشيء وتجزئه إنما يكون بتفاوت في نفسه ، وكذلك لا يتقدر , لأن نسبته في الجزء نسبته في الكل ، كأجسام الأنوار ، فعلى هذا يكون النور الحقيقي ، صورة للروحية ، والروح صورة للنورية " .
ويقول : " النور : هو كل وارد إلهي يطرد الكون عن القلب " .

يقول الشيخ عبد الحق بن سبعين النور : هو جوهر بسيط مرئي بذاته " .
ويقول : " النور : كثير المفهوم وعزيز المعلوم ، وجليل القدر في القلب ... وهو الذي إذا ظهر ظهر بنفسه وظهر به ما سواه محسوسا ومعقولا ، وهو الشاهد لنفسه ، المتفق من جميع جهاته ، الذي تدركه الحواس الخمس ويتطرق إليه الوهم ، ويدل عليه الدليل ، ويعلم ببديهة العقل . وهو طبيعة الأرواح ، بل هو الوجود على الحقيقة ، وهو الكاشف الظاهر ، ولذلك يجوز أن يقال في القرآن نور ، فإنه يكشف وبه تبصر طرق السعادة ، والنبي نور ، والعقل نور ، والعلم نور ، والشيخ نور ... وما أشبه ذلك ...

والصوفية تطلقه على الأحوال الكاشفة تارة .
وعلى الأرواح أخرى .
وعلى المواهب ثالثة .
وعلى المشاهد رابعة .
وعلى الاستغاثة خامسة ...
وعلى ما يخص السر ، وعلى الظفر بالعلم اللدني ، وعلى الوجودء وعلى الجمال المطلق ، وعلى التوحيد الخالص ... والمحقق يجعله الإحاطة وفص التطور ، والقضية الجازمة ، والتقديس البسيط ، والعين الجامعة المانعة ، والعموم الواحد ، والامتداد القصير ، والوجود الغائب الحاضر ، والمعنى الذي لا يخبر عنه ، وإن أخبر عنه وقع في غيره أو فيه بالوهم من حيث أن له ذلك كله من غير قصد للمخبر".

يقول الشيخ ابن عطاء الله السكندري "الأنوار : هي مطايا القلوب والأسرار " .
يقول الشيخ كمال الدين القاشاني " النور : هو الظاهر الذي يظهر به كل شيء كونا وعلما ، فهو نور للعالمين يهتدى به " .
يقول الشريف الجرجاني " النور : كيفية يدركها الباصرة أولا وبواسطتها سائر المبصرات " .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي عن " النور المجعول : هو العلم بتوحيد الله " .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي " نور المحبة : هو الخرج من باب التنزيه والقبول ، وهو نور استولى على كل علة ومعلول ، بحرق كل ما انتهى إليه بناره . وهو على الدوام منظور الله ومقبول " .

يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي " النور : هو الكتاب المسطور يضل من يشاء ويهدي من يشاء " .
ويقول " الأنوار عند الشيخ ابن العربي : هي الصفات والأسماء الإلهية التي لا ظهور لها الا بوجود الخلق " .
ويقول : " لأنه يستحيل ظهور أثر الرازق ولا مرزوق ، والخالق ولا مخلوق ، والقادر ولا مقدور عليه ، إلى غير هذه المعاني مما هو لمقتضى الأسماء والصفات " .

يقول الشيخ أحمد زروق " الأنوار : هي الظلال الواقعة في الصدر من المعاني التي أتت بها الواردات ، وهي مطايا القلوب ، بإيضاح الفهم إلى حضرة علام الغيوب " .
ويقول " الأنوار : وهو الظل الواقع في الصدر من معاني الأسماء والصفات " .
ويقول " النور : نكتة تقع في قلب العبد من معنى اسم أو صفة ، يسري معناها في كليته ، حتى يبصر الحق والباطل إبصارا لا يمكنه التخلف معه عن موجبه " .

يقول الشيخ عبد الغني النابلسي " الأنوار : كناية عن العلم النافع , لأنه يكشف عن غيوب الأسرار الإلهية " .
يقول الشيخ أحمد بن عجيبة " النور : هو عبارة عن اليقين الذي يحصل في القلب ، ويثمر حلاوة العمل " .
يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي في أقسام الأنوار:

" الأنوار على قسمين :
أنوار أصلية ، وأنوار متولدة عن ظلمة الكون .
كنور قوله تعالى : " وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون " " .
ويقول : " الأنوار على قسمين : نور ما له شعاع ونور شعشعاني .
فالنور الشعشعاني إن وقع فيه التجلي ذهب بالأبصار ، وهو الذي أشار إليه رسول
الله ... " نور أنى أراه " .
يقول نور كيف أراه يريد : النور الشعشعاني ...

وأما النور الذي لا شعاع له ، فهو النور الذي يكون فيه التجلي ، ولا شعاع له ،
ولا يتعدى ضوؤه نفسه ، ويدركه المبصر غاية الجلاء والوضوح بلا شك ... يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر " " .

ويقول الشيخ قطب الدين البكري الدمشقي الأنوار على قسمين :
أنوار أصلية وأنوار مولدة عن ظلمة الكون .
كنور قوله تعالى : " وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون " ... فإذا غشي الليل النهار فالمتولد منه هو النور المطلوب ، وهذا النور المولد الذي شرعنا فيه : هو نور العصمة للنبي والحفظ للولي ، وهو يعطي الحياء والكشف ، ويكشف به ، والنور الأصلي يكشف به ولا يكشف ,

لأنه يغلب على الأبصار فتزول الفائدة التي جالها النور ، ولهذا تلجأ نفوس العارفين بالأنوار ومراتبها إلى النور المولد من الظلمة للمناسبة التي بيننا وبينه من خلق أرواحنا " .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي في درجات الأنوار:
" الأنوار وإن اجتمعت في الإضاءة والتنفير ، فإن لها درجات في الفضيلة ، كما أن لها أعيانا محسوسة ، كنور الشمس والقمر والنجم والسراج والنار والبرق ، وكل نور محسوس أو منور ... كما أيضا يتفاضلون في الإحراق ، فإن الإضاءة محرقة مذهبة على قدر قوة النور وضعفه ، وقد ورد حديث السبحات المحرقة والسبحات الأنوار الوجهية " .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي في توجه الاسم النور:
" الاسم النور ، وتوجه هذا الاسم الإلهي : على إيجاد السماء الرابعة ، وهي قلب العالم وقلب السموات " .


02 -  الظل
في اللغة " ظل : 1. ضوء الشمس إذا استترت عنك بحاجز . 2. حماية  .

وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم (22) مرة بمشتقاتها المختلفة ، منها قوله تعالى : "ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا".

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي : " ما مدت الظلال للاستظلال وإنما مدت لتكون سلما إلى معرفة الله معك فأنت الظل وسيقبضك إليه ".

في الاصطلاح الصوفي
الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي
يقول : " قال بعضهم : الظل : هو حجاب بينك وبين الله  .
الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
يقول : " الظل : هو وجود الراحة خلف حجاب الضياء  .

الشيخ كمال الدين القاشاني
يقول : " الظل : يعنون به الصوفية وجود الراحة خلف الحجاب . ويشيرون به أيضا إلى كل ما سوى الله ـ عز وجل ـ من أعيان الكائنات .

يقول الشريف الجرجاني " الظل : عند الشيخ كمال الدين القاشاني هو الوجود الإضافي الظاهر بتعينات الأعيان الممكنة وأحكامها التي هي معدومات ظهرت باسمه النور الذي هو الوجود الخارجي المنسوب إليها فيستر ظلمة عدميتها النور الظاهر بصورها صار ظلا لظهور الظل بالنور وعدميته في نفسه ، قال الله تعالى : "ألم تر إلى ربك كيف مد الظل " أي : بسط الوجود الإضافي على الممكنات  .

يقول الشيخ عبد الغني النابلسي " الظل : هو عالم الروح الجزئي  .
ويقول : " الظل : أثر الإرادة والمشيئة من قوله تعالى : "ألم تر إلى ربك كيف مد الظل "  .
ويقول " الظلال عند الشيخ ابن الفارض : كناية عن هذه العوالم العلوية والسفلية ، الحسية والعقلية من جميع الأشياء فإنها بمنزلة الظلال عن المعلومات الربانية والمرادات الإلهية  .
ويقول : " الظلال : كناية عن الأحوال التي تغلب على القلب من شدة ظهور الحق في تجليه عليه "  .

تقول الدكتورة سعاد الحكيم ( الظل ) في فكر الشيخ ابن العربي :
استعان ابن العربي الطائي الحاتمي بصورة الشيء والنور وظله أو ظلاله ، المثلثة العناصر ليفسر :
1. الخلق والتكثر
2. نمطية العلاقة بين الحق والخلق
3. أحدية الفعل .

فالظل لا يتمتع بمضمون ذاتي عند شيخنا الأكبر ، وما هو إلا صورة استعارها ليقرب إلى الأذهان فكرته في الوجود الواحد المتكثر في المظاهر . وقد استطاعت هذه الصورة التمثيلية أن تتكيف مع نظريته فطبقها في الكليات ، وطوعها في الجزئيات . فلنر إلى أي مدى وفق في استعارته هذه .

" الخلق والتكثر الوجود واحد يتكثر في الصور التي يعبر عنها الشيخ ابن العربي بالمظاهر أو المجالي أو الظلال .
فالظل هو شكل الشيء عند مقابلته النور . فلذلك الظل وإن كان على الصورة فنسبته إلى الأصل نسبة بعيدة ، نسبة ما بين الشخص وظله .
فالظل تدن في المرتبة الوجودية ، وإشارة إلى المرتبة الأدنى دائما ، جسم الشخص مثلا ظل حقيقته وهكذا ...
يقول :" ظل الأشخاص أشكالها فهي أمثالها وهي ساجدة بسجود أشخاصها ، ولولا النور الذي هو بأزاء الأشخاص ما ظهر الظلال.

" الظل : نمطية علاقة الحق والخلق
يتصور الشيخ ابن العربي العلاقة بين الحق والخلق كالعلاقة بين الصورة والأصل ، فالصورة لا وجود لها في عينها وإنما تكتسب وجودها بوجود الأصل ، وهي وإن كانت غير الأصل إلا أنها موصلة إليه بشكل من الأشكال ، ودالة عليه .

يقول : " إنما جعل النهار ظلا لليل ، لأن الليل هو الأصل ، وكذلك الجسم هو الأصل ، فإنه بعد التسوية انسلخ منه النهار عند التفتح فكان مدرجا فيه من أجل الحجاب ، فلما أحس بالنفخة الإلهية سارع إليها فظهر ما كان مسلوخا منه ...  .

" الظلال لا تؤثر في أحدية الفعل.

يوحد الشيخ ابن العربي الفعل في الكون بأجمعه وينسبه إلى الحق فقط ، فهو الفاعل تعالى في كل فعل .
وليس أكمل من استعارة الظلال في التعبير عن تبعية ظل الصورة لفعل الأصل . فالحركة المرئية في الظل هي في الحقيقة للأصل .
لذلك كل فعل في الكون تنطبق عليه الآية التي تنفي وتثبت ..." وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى" فنفى وأثبت وأكد نسبته إلى الحق .

يقول الشيخ : "ظلك على صورتك وأنت على الصورة ، فأنت ظل ، قام الدليل على أن التحريك للحق لا لك ، كذلك التحريك لك لا للظل .

تقول الدكتورة سعاد الحكيم " ظل الله عند ابن العربي: هو كل مظهر أو صورة للحق تعالى ، وهو يعني هنا : العالم أو ما يسميه ( سوى الحق )  .
" ظل الله عند ابن العربي: هي المظاهر للحق تعالى من حيث جمعية الأسماء وليس من حيث الذات الإلهية  .
" ظل الله : هو الظاهر بصفة من صفاته أو أسمائه تعالى ، على الإستخلاف ، فالخليفة إذا هو ظل الله  ." ظل الله : هو الإنسان الكامل  .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي ظل الوجود المطلق من الاسم النور : هو الحضرة البرزخية  .

ويقول الشيخ عبد القادر الجزائري "للحق تعالى ثلاثة ظلال :
الظل الأول : هو الوجود الإضافي المسمى بنفس الرحمن ، والتعين الأول ، والوحدة المطلقة ، والحقيقة المحمدية ، وهو ظل مجمل غير مفصل .
والظل الثاني : هو المسمى بالتعين الثاني ، وبمرتبة الواحدية ، والإنسان الكامل ، وهذا الظل مفصل تفصيلا معنويا علميا .
والظل الثالث : هو العالم كله ملكه وملكوته ، المسمى بالصور الخارجية والأعيان المفصلة وبالوجود الخارجي . فهي ثلاثة ظلال في مقام الفرق ، وظل واحد في مقام الجمع ، بل ولا ظل أصلا بالنسبة إلى الوجود ...

فالظل الأول ظل الذات .
والظل الثاني : ظل الأسماء والصفات ، باعتبار الذات .
والظل الثالث : ظل الصفات والأسماء لا باعتبار الذات  .
.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: