الأربعاء، 3 يوليو 2019

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة الثانية عشر الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة الثانية عشر الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة الثانية عشر الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي 

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

09 - The Wisdom Of Light In The Word Of Joseph  

الفقرة الثانية عشر : الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وإذا كان الأمر على ما قررناه فاعلم أنك خيال وجميع ما تدركه مما تقول فيه ليس أنا خيال.
فالوجود كله خيال في خيال، والوجود الحق إنما هو الله خاصة من حيث ذاته و عينه لا من حيث أسماؤه، لأن أسماءه لها مدلولان: المدلول الواحد عينه و هو عين المسمى، و المدلول الآخر ما يدل عليه مما ينفصل الاسم به من هذا الاسم الآخر و يتميز.
فأين الغفور من الظاهر ومن الباطن، وأين الأول من الآخر.؟
فقد بان لك بما هو كل اسم عين الاسم الآخر وبما هو غير الاسم الآخر.
فبما هو عينه هو الحق، وبما هو غيره هو الحق المتخيل الذي كنا بصدده.
فسبحان من لم يكن عليه دليل سوى نفسه ولا ثبت كونه إلا بعينه. )
قال رضي الله عنه : " وإذا كان الأمر على ما قررناه فاعلم أنك خيال وجميع ما تدركه مما تقول فيه ليس أنا خيال. فالوجود كله خيال في خيال، والوجود الحق إنما هو الله خاصة من حيث ذاته و عينه لا من حيث أسماؤه، لأن أسماءه لها مدلولان: المدلول الواحد عينه و هو عين المسمى، والمدلول الآخر ما يدل عليه مما ينفصل الاسم به من هذا الاسم الآخر و يتميز. فأين الغفور من الظاهر ومن الباطن، وأين الأول من الآخر.؟ فقد بان لك بما هو كل اسم عين الاسم الآخر وبما هو غير الاسم الآخر. فبما هو عينه هو الحق، وبما هو غيره هو الحق المتخيل الذي كنا بصدده.
فسبحان من لم يكن عليه دليل سوى نفسه ولا ثبت كونه إلا بعينه. "

قال رضي الله عنه : (وإذا كان الأمر) الإلهي في نفسه (على) حسب (ما قررناه) لك (فاعلم) يا أيها السالك (أنك) في الدنيا والآخرة (خیال) لا حقيقة وجود لك بل لك مجاز الوجود كما تقرر فيما مر.
(وجميع ما تدر?ه) من المحسوسات والمعقولات (مما تقول فيه) بلسانك أو بقلبك (ليس أنا) لأنك تراه غيرك (خیال) أيضا مثلك (فالوجود) المحسوس والمعقول على اختلاف أنواعه في الدنيا والآخرة (كله خیال) ظاهر (في) حس وعقل (خیال) ذلك الحس والعقل أيضا.
قال رضي الله عنه : (والوجود الحق تعالی) الحقيقي (إنما هو الله) تعالی (خاصة من حيث ذاته) سبحانه (وعينه) الأزلية القديمة الأبدية المطلقة عن جميع القيود، المنزهة عن مشابهة كل شيء محدود .
(لا من حيث أسماؤه) سبحانه .
قال رضي الله عنه : (لأن أسماءه) تعالی (لها مدلولان)، أي جهتان تدل عليهما:-
(المدلول الواحد) أسماؤه تعالى (عينه)، أي ذاته لا زائد عليها أصلا (وهو) كون الاسم (عين المسمى .)
(والمدلول الآخر) أسماؤه تعالى هي (ما تدل عليه مما)، أي من الأمر الذي (ينفصل) هذا (الاسم) الإلهي (به عن هذا الاسم الآخر ويتميز) به اسم عن اسم .
وهو خصوص التعين الإلهي بأعيان المم?نات العدمية في الأزل مما يرجع إليه تعالی عندنا كونه مصدر جميع الكائنات، وهذا معنى قولهم إن الصفات الإلهية ليست عين الذات ولا غيرها فإنهما نقیضان يلزم من ارتفاعهما ثبوتهما، فهي عين الذات باعتبار وغيرها باعتبار آخر.
قال رضي الله عنه : (فأين) الاسم (الغفور) للذنوب ودلالته على معنى العفو والمسامحة (من) الاسم (الظاهر) في كل شيء ودلالته على معنى الظهور والتجلي والانكشاف (و) أين الاسم (الظاهر من) الاسم (الباطن) لبعده عن مشابهة كل شيء ودلالته على معنى الخفاء والغيبة عن علم كل شيء به مطلقا .
(وأين) الاسم الأول من حيث سبقه على كل شيء ودلالته على القدم والأزلية (من) الاسم (الآخر) من حيث دوامه واستمراره على ما هو عليه بعد فناء كل شيء واضمحلاله له ودلالته على البقاء والأبدية (فقد بان)، أي ظهر (لك) من هذا التقرير (بما)، أي بأي اعتبار (هو).
أي ذلك الاعتبار كل اسم من الأسماء الإلهية (عين الاسم الآخر)، أي بأي اعتبار (وبما هو)، أي كل اسم إلهي (غير الاسم الآخر) ثم بين هذا الأمر بقوله .
قال رضي الله عنه : (فبما)، أي فـ بالاعتبار الذي (هو)، أي كل اسم إلهي (عينه)، أي عين الاسم الآخر (هو)، أي كل اسم إلهي عين (الحق) سبحانه الوجود المطلق القديم (وبما)، أي باعتبار الذي (هو)، أي كل اسم إلهي (غيره)، أي غير الاسم الآخر (هو)، أي كل اسم (الحق المتخيل) بصيغة اسم المفعول، أي (الذي) هو ظاهر بصور أعيان الممكنات العلمية الذي يتخيله العارف به في كل ما يراه حسة أو عقلا الذي .
قال رضي الله عنه : (?نا) فيما سبق من الكلام (بصدده)، أي بصدد بیانه (فسبحان) تنزیه له تعالى من الشيخ قدس سره (من) هو الحق تعالى الذي (لم يكن)، أي يوجد (عليه دلیل سوى نفسه)، فإنه عين كل دلیل حسي أو عقلي أو شرعي، لأنه الظاهر بصورة ذلك من حيث إن ذلك ممكن عدمي بالعدم الأصلي (ولا ثبت كونه)، أي وجوده عند أحد (إلا بعينه)، أي بعين وجوده الظاهر بأعيان الممكنات العدمية .


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وإذا كان الأمر على ما قررناه فاعلم أنك خيال وجميع ما تدركه مما تقول فيه ليس أنا خيال.
فالوجود كله خيال في خيال، والوجود الحق إنما هو الله خاصة من حيث ذاته و عينه لا من حيث أسماؤه، لأن أسماءه لها مدلولان: المدلول الواحد عينه و هو عين المسمى، و المدلول الآخر ما يدل عليه مما ينفصل الاسم به من هذا الاسم الآخر و يتميز.
فأين الغفور من الظاهر ومن الباطن، وأين الأول من الآخر.؟
فقد بان لك بما هو كل اسم عين الاسم الآخر وبما هو غير الاسم الآخر.
فبما هو عينه هو الحق، وبما هو غيره هو الحق المتخيل الذي كنا بصدده.
فسبحان من لم يكن عليه دليل سوى نفسه ولا ثبت كونه إلا بعينه. )
وقال رضي الله عنه : (وإذا كان الأمر على ما قررناه) من أن العالم ما له وجود حقيقي والموجود الحقيقي هو الحق .
وقال رضي الله عنه : (فاعلم أنك خيال وجميع ما تدر?ه مما تقول فيه ليس أنا) إلا (خیال فالوجود) الظلي (كله خيال في خيال) الخيال الثاني المخاطب أي أنت و قوی مدركك خیال وجميع ما تدركه من العالم كله خيال فيك فليس العالم إلا الوجود المنخيل.
وقال رضي الله عنه : (والوجود الحق) الثابت لذاته (إنما هو الله خاصة من حيث ذاته وعينه لا من حيث أسمائه) فوجوده تعالی عین ذاته من حيث ذاته وغير ذاته من حيث أسمائه .
(لأن أسماءه لها مدلولان) أي لأن مدلول الأسماء مركب من جز این الذات والصفة (المدلول الواحد منه) أي ذات عين الحق  .
وقال رضي الله عنه : (وهو) أي الاسم (عين المسمى) وهو ذات الحق فالوجود بهذا الاعتبار هو الله خاصة وكل واحد من الأسماء بهذا الاعتبار عين الآخر (والمدلول الأخر ما يدل عليه مما ينفصل الاسم به ) الدال (به عن هذا الاسم الآخر فيتميز فاین الغفور من الظاهر ومن الباطن وأين الأول من الآخر) فبهذا الاعتبار جميع الأسماء مع مظاهرها كلها ظلال الذات الإلهية.
وقال رضي الله عنه : (فقد بان) أي فقد ظهر (لك بما هو كل اسم عین الاسم الآخر) وهو باعتبار اشتمال كل واحد منها على ذات الحق تعالی وبهذا الإعتبار ليست الأسماء ظلالا لذات الحق (وبما هو غير الاسم الآخر) وهر باعتبار اشتمال كل واحد منها على الصفة المتميزة بها الاسم عن الآخر لما في قوله بما هو كل اسم وفي قوله وبما هو غير الاسم .
(فبما) أي فـ بسبب الذي (هو) أي الاسم (عينه) أي عین الحق أو عين الاسم الآخر (هو) أي الاسم (الحق وبما) أي وبسبب الذي (هو) أي الاسم (غيره) أي غير الحق أو غير الاسم الآخره (هو) أي الاسم (الحق المتخيل الذي كنا بصدده) وهو ظل الله (فسبحان من لم يكن عليه دليل سوى نفسه) لأن العالم كله بحسب الأحدية نفسه .


(ولا يثبت كونه) أي وجود الحق وهو الله خاصة (إلا بعينه) وذاته فإن ما يثبت به المدلول ولا موجود بالوجود الحقيقي إلا هو فلا دليل عليه إلا هر فإذا كان لا يثبت وجود الحق إلا بنفسه .


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وإذا كان الأمر على ما قررناه فاعلم أنك خيال وجميع ما تدركه مما تقول فيه ليس أنا خيال.
فالوجود كله خيال في خيال، والوجود الحق إنما هو الله خاصة من حيث ذاته و عينه لا من حيث أسماؤه، لأن أسماءه لها مدلولان: المدلول الواحد عينه و هو عين المسمى، و المدلول الآخر ما يدل عليه مما ينفصل الاسم به من هذا الاسم الآخر و يتميز.
فأين الغفور من الظاهر ومن الباطن، وأين الأول من الآخر.؟
فقد بان لك بما هو كل اسم عين الاسم الآخر وبما هو غير الاسم الآخر.
فبما هو عينه هو الحق، وبما هو غيره هو الحق المتخيل الذي كنا بصدده.
فسبحان من لم يكن عليه دليل سوى نفسه ولا ثبت كونه إلا بعينه. )
قال رضي الله عنه : " وإذا كان الأمر على ما قررناه فاعلم أنك خيال وجميع ما تدركه مما تقول فيه ليس أنا خيال.  فالوجود كله خيال في خيال، والوجود الحق إنما هو الله خاصة من حيث ذاته و عينه لا من حيث أسماؤه، لأن أسماءه لها مدلولان: المدلول الواحد عينه و هو عين المسمى، و المدلول الآخر ما يدل عليه مما ينفصل الاسم به من هذا الاسم الآخر و يتميز. فأين الغفور من الظاهر ومن الباطن، وأين الأول من الآخر.؟ فقد بان لك بما هو كل اسم عين الاسم الآخر وبما هو غير الاسم الآخر.  فبما هو عينه هو الحق، وبما هو غيره هو الحق المتخيل الذي كنا بصدده. فسبحان من لم يكن عليه دليل سوى نفسه ولا ثبت كونه إلا بعينه. "

قلت: إن الذي تقدم من الكلام ما يقتضي أن العالم متوهم بل متحقق، لأنه جعله ثابتا قبل الوجود ومتحققا بعد الوجود، فكيف مع هذين الوصفين يكون متوهما.
قوله: والوجود الحق إنما هو الله خاصة من حيث ذاته وعينه لا من حيث أسماؤه، لأن أسماؤه لها مدلولان : المدلول الواحد عينه وهو عين المسمی، والمدلول الآخر ما ينفصل به عن اسم آخر إما ضد أو غير، وكل هذا غير متحقق لأنه سماه هنا أعني العالم الحق المتخيل.
وقوله في آخر الحكمة: و أعياننا في نفس الأمر ظله لا غيره فهو هويتنا لا هويتنا فيه.


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وإذا كان الأمر على ما قررناه فاعلم أنك خيال وجميع ما تدركه مما تقول فيه ليس أنا خيال.
فالوجود كله خيال في خيال، والوجود الحق إنما هو الله خاصة من حيث ذاته و عينه لا من حيث أسماؤه، لأن أسماءه لها مدلولان: المدلول الواحد عينه و هو عين المسمى، و المدلول الآخر ما يدل عليه مما ينفصل الاسم به من هذا الاسم الآخر و يتميز.
فأين الغفور من الظاهر ومن الباطن، وأين الأول من الآخر.؟
فقد بان لك بما هو كل اسم عين الاسم الآخر وبما هو غير الاسم الآخر.
فبما هو عينه هو الحق، وبما هو غيره هو الحق المتخيل الذي كنا بصدده.
فسبحان من لم يكن عليه دليل سوى نفسه ولا ثبت كونه إلا بعينه. )
قال رضي الله عنه : (وإذا عرفت ما قرّرناه ، فاعلم : أنّك خيال ) . وإذا كان الأمر على ما قررناه فاعلم أنك خيال.
يعني : من حيث تصوّرك وحجابيّتك وصنميّتك الطاغوتية على ما في وهمك منك وزعمك ، لا على ما أنت عليه عند الحق والمحقّقين .
قال رضي الله عنه : ( وجميع ما تدركه ممّا تقول فيه " سوى " كلَّه خيال في خيال ) .
يعني رضي الله عنه : أنّك ما تدرك على ما تعوّدت وعرفت في زعمك إلَّا غير الحق وهو خيال ، فإنّه ما ثمّ إلَّا الحق ، فالذي يجزم أنّه الموجود خيال ، والذي توهّمت أنّك وجود غير الحق ، مستقلّ في الوجود ، فاعل مختار خيال في خيال ، وكل ما تقول وتفعل خيال .
والوجه الآخر الأعلى هو أنّ الوجود الحق  كما علمت إن شاء الله - مجلى ومرآة لظهور صور الأعيان الثابتة ، والظاهر في المرآة مثال وهو خيال بلا شكّ .
إذ لا حقيقة له خارج المرآة ولا وجود له في عينه ، فهو مخيّل ممثّل أو نسبة ، لا وجود له في عينه ، ولكن من حيث الأمر الظاهر فيه المتمثّل المتخيّل ، له وجود محقّق ، فإنّ الخيال صورة
محسوسة في مخيّلة كل متخيّل وحسّه المشترك .
فإن اعتبرناه صورة خيالية فقطَّ ، فلا وجود له خارج الخيال ، وإن اعتبرنا الأمر الذي تصوّر وتشكَّل فيه متخيّلا أو متمثّلا من روح أو معنى أو حقيقة أو اسم ، فهو محقّق ، فتحقّق ذلك ولا تغفل .
قال رضي الله عنه : ( والوجود الحق إنّما هو الله خاصّة من حيث ذاته وعينه فكلّ من الظاهر والمظهر على الشهودين خيال ، فما في الوجود خيال في خيال .).
قال رضي الله عنه : ( لا من حيث أسمائه ، لأنّ أسماءه لها مدلولان : المدلول الواحد عينه وهو عين المسمّى ، والمدلول الآخر ما يدلّ عليه ممّا ينفصل به الاسم عن هذا الاسم الأخير ويتميّز ، فأين " الغفور " من " الظاهر "و "الظاهر " من " الباطن " ؟ وأين " الأوّل " من " الآخر " ؟ فقد بان لك بما هو كلّ اسم عين الاسم الآخر ، وبما هو غيره ، فبما هو عينه هو الحق ، وبما هو غيره هو الحق المتخيّل الذي كنّا بصدده) .
يشير رضي الله عنه : إلى أنّه لا موجود في الحقيقة إلَّا الحق ، والمتحقّق معنى آخر غيره هو الحق المتخيّل الذي نسمّيه " سوى " و " إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ الله بِها من سُلْطانٍ " وإن هي إلَّا نقوش وعلامات .
قال رضي الله عنه : (  فسبحان من لم يكن عليه دليل إلَّا نفسه  ولا يثبت كونه إلَّا بعيّنه)
أنّ الواقف من الناظرين في العالم مع الكثرة إنّما يقف مع تعقّلات يتعقّلها في هذا النور الواحد الحقيقي الذي لا كثرة فيه على الحقيقة .
بل من حيث التعقّل ، فليس واقفا إلَّا مع أسماء وضعها على هذا النور الواحد ، بحسب تعقّلات يتعقّلها أسماء ، فيتعقّل من الظهور بعد البطون بالنسبة إليه تجدّدا وتغيّرا وحدوثا .


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وإذا كان الأمر على ما قررناه فاعلم أنك خيال وجميع ما تدركه مما تقول فيه ليس أنا خيال.
فالوجود كله خيال في خيال، والوجود الحق إنما هو الله خاصة من حيث ذاته و عينه لا من حيث أسماؤه، لأن أسماءه لها مدلولان: المدلول الواحد عينه و هو عين المسمى، و المدلول الآخر ما يدل عليه مما ينفصل الاسم به من هذا الاسم الآخر و يتميز.
فأين الغفور من الظاهر ومن الباطن، وأين الأول من الآخر.؟
فقد بان لك بما هو كل اسم عين الاسم الآخر وبما هو غير الاسم الآخر.
فبما هو عينه هو الحق، وبما هو غيره هو الحق المتخيل الذي كنا بصدده.
فسبحان من لم يكن عليه دليل سوى نفسه ولا ثبت كونه إلا بعينه. )
قال رضي الله عنه : (وإذا كان الأمر على ما قررناه ، فاعلم أنك خيال وجميع ما تدركه مما تقول فيه ليس أنا خيال ، فالوجود كله خيال في خيال ) .
أي ما قررناه من أن الوجود الإضافي المسمى بالظل ليس إلا نسبة الوجود الحق إلى العين المتجلى هو فيها ، فإنك على ما تخيلت وتوهمت من نفسك أنك موجود قائم بنفسه خيال باطل ، وكذا جميع ما تدركه مما سواك مما هو غير الحق ، فالوجود الإضافي الذي تدركه وتتصور أنه وجود مستقل خيال في خيال ، لأنك خيال ، والذي توهمته وتخيلته فيك مما سوى الحق خيال في خيال.
قال رضي الله عنه : ( والوجود الحق إنما هو الله الحق خاصة ) أي وما هو إلا الله وحده لا غير .
"" إضافة بالي زادة :  ( فهو ) أي النور المتلون ( ظل نوري لصفائه ) أي الزجاج فبقي أصل النور على حاله منزها عن التلون ، فكما أن النور تختلف عليه الأحكام بحسب ظروفه ( كذلك المتحقق منا ) اه ( ومع هذا ) أي مع كون الحق جميع قرى هذا العبد ( عين الظل ) وهو العبد ( موجود ) لا فان في الحق اه بالى .
( على ما قررناه ) من أن العالم ما له وجود حقيقي والموجود الحقيقي هو الحق ( فاعلم أنك ) اه ( كله خيال في خيال ) الخيال الثاني المخاطب أي أنت وقوى مدركك خيال ، وجميع ما تدركه من العالم كله خيال فيك وقواك ، فليس للعالم إلا الوجود المتخيل ( والوجود الحق ) الثابت لذاته ( إنما هو الله خاصة ) اهـ""

قال رضي الله عنه : ( من حيث ذاته وعينه لا من حيث أسماؤه ، لأن الأسماء لها مدلولان ، المدلول الواحد عينه وهو عين المسمى ، والمدلول الآخر ما يدل عليه مما ينفصل الاسم به عن هذا الاسم الآخر ويتميز ) وهو معنى الصفة ، وقد علمت أن الصفات إما سلبية وإما نسب وإضافات وإما اعتبارات محضة إضافية وإما تعينات فالوجود الحق مرآة ومجلى لصور الأعيان والظاهر في المرآة خيال ، إذ لا حقيقة له خارج المرآة ولا وجود له في نفسه ، وهو مثال مخيل.
( فأين الغفور من الظاهر والباطن ، وأين الأول من الآخر ) أمثلة لما تتفصل به الأسماء بعضها من بعض ، وتتميز به من معاني الصفات .
قال رضي الله عنه : ( فقد بان لك بما هو كل اسم عين الاسم الآخر ، وبما هو غير الاسم الآخر ، فبما به هو عينه هو الحق ، وبما هو غيره هو الحق المتخيل الذي كنا بصدده ) الحق المتخيل هو المسمى سوى الحق وظله والوجود الإضافي ، فإن أصله حقيقة الحق مع نسبة وإضافة أو تعين وتقيد ، وليس معنى الخيال المتخيل لأنه لا حقيقة له بوجه من الوجوه كما توهم بعض العوام .
بل معناه أنه لا وجود له في عينه كما تقول في الأعيان الثابتة ، ولكن من حيث أنه متمثل في خيال وحس مشترك له تحقق ووجود خيالي ، كما المعلومات في العلم والعقل .
وأما خارج الخيال فلا ، فهو من الظلال كما في المعقولات والأعيان المعلومة ، فمن حيث أن له وجود الحق ، ومن حيث أنه معدوم في الخارج متخيل ، وكذا المعلومات والمعقولات وكلها تحت اسمه الباطن .
ومن هنا قيل : الحق المتخيل المسمى بالسوى ، ما هي إلا نقوش وعلامات دالة على من هي فيه ومنه وبه وله ، لقوله : " إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ الله بِها من سُلْطانٍ ".

"" إضافة بالي زادة :  ( وأين الأول من الآخر ) فبهذا الاعتبار جميع الأسماء مع مظاهرها كلها ظلال الذات الإلهية اهـ بالى .
( بما هو كل اسم عين الاسم الآخر ) وهو باعتبار اشتمال كل واحد منها على ذات الحق ، وبهذا الاعتبار ليست الأسماء ظلالا لذات الحق ( وبما هو غير الاسم الآخر ) وهو باعتبار اشتمال كل واحد منها على الصفة المتميزة بها عن الاسم الآخر ( فيما ) أي فبسبب الذي ( هو ) أي الاسم ( عينه ) أي عين الاسم الآخر ( هو ) أي الاسم ( الحق ، وبما هو غيره ) أي غير الاسم الآخر ( هو ) أي الاسم ( الحق المتخيل الذي كنا بصدده ) وهو ظل الله اهـ بالي زادة ""

( فسبحان من لم يكن عليه دليل سوى نفسه ولا يثبت كونه إلا بعينه ) لأن غير الوجود الحق الظاهر ( والباطن عدم محض ) فما في الكون إلا ما دلت عليه الأحدية ، وما في الخيال إلا ما دلت عليه الكثرة.


مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وإذا كان الأمر على ما قررناه فاعلم أنك خيال وجميع ما تدركه مما تقول فيه ليس أنا خيال.
فالوجود كله خيال في خيال، والوجود الحق إنما هو الله خاصة من حيث ذاته و عينه لا من حيث أسماؤه، لأن أسماءه لها مدلولان: المدلول الواحد عينه و هو عين المسمى، و المدلول الآخر ما يدل عليه مما ينفصل الاسم به من هذا الاسم الآخر و يتميز.
فأين الغفور من الظاهر ومن الباطن، وأين الأول من الآخر.؟
فقد بان لك بما هو كل اسم عين الاسم الآخر وبما هو غير الاسم الآخر.
فبما هو عينه هو الحق، وبما هو غيره هو الحق المتخيل الذي كنا بصدده.
فسبحان من لم يكن عليه دليل سوى نفسه ولا ثبت كونه إلا بعينه. )
قال رضي الله عنه : ( وإذا كان الأمر على ما قررناه ، فاعلم أنك خيال ، وجميع ما تدركه مما تقول فيه سوى ، ) وفي بعض النسخ : ( ليس أنا ) . بفتح الهمزة . أي ، مما تجعله غيرك وتقول فيه : ليس أنا .
( خيال ، فالوجود ) أي ، الوجود الكوني . ( كله خيال في خيال ) لأن الوجود الإضافي والأعيان كلها ظلال للوجود الإلهي .

قال رضي الله عنه : ( والوجود الحق ) أي ، الوجود المتحقق الثابت في ذاته . ( إنما هو الله خاصة من حيث ذاته وعينه ، لا من حيث أسمائه ) . كما مر بيانه في المقدمات من أن الوجود من حيث هو هو ، هو الله ، والوجود الذهني والخارجي والأسمائي ،الذي هو وجود الأعيان الثابتة ،ظلاله .
قال رضي الله عنه : ( لأن الأسماء لها مدلولان : ) أي ، بحسب الأجزاء ، إذ مدلول ( الاسم ) هو الذات مع صفة من الصفات . ( المدلول الواحد هو عينه ، وهو ) أي ، هذا المدلول هو ( عين المسمى ، والمدلول الآخر ما يدل عليه مما ينفصل الاسم به من هذا الاسم الآخر ، ويتميز .
فأين ( الغفور ) من ( الظاهر ) و ( الباطن ) ، وأين ( الأول ) من ( الآخر ) . فقد بان لك ما هو كل اسم عين الاسم الآخر ، وبما هو غير الاسم الآخر ) . والغرض ، أن الأسماء متحدة بحسب الذات الظاهرة فيها ، متكثرة ومتميزة بالصفات .

قال رضي الله عنه : ( فبما هو عينه ) أي ، عين الحق . ( هو الحق ، وبما هو غيره ) من الصفات ( هو الحق المتخيل الذي كنا بصدده ) . يريد به الأسماء والأعيان ومظاهرها الموجودة في الخارج ، لأنها كلها ظلال الذات الإلهية ، والظل خيال .
فهي من حيث إنها عين الوجود الحق ، حق ظاهر في الصور المتخيلة - سواء كانت الصور علمية غيبية أو روحانية أو مثالية أو حسية ، فإنها كلها خيالات .
قال رضي الله عنه : ( فسبحان من لم يكن عليه دليل إلا نفسه ) . لأن الوجود الخارجي والأعيان الدالة عليه ، كلها بحسب الحقيقة عينه ، فهو الدليل على نفسه .
( ولا يثبت كونه ) أي ، وجوده . ( إلا بعينه ) . وذاته .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وإذا كان الأمر على ما قررناه فاعلم أنك خيال وجميع ما تدركه مما تقول فيه ليس أنا خيال.
فالوجود كله خيال في خيال، والوجود الحق إنما هو الله خاصة من حيث ذاته و عينه لا من حيث أسماؤه، لأن أسماءه لها مدلولان: المدلول الواحد عينه و هو عين المسمى، و المدلول الآخر ما يدل عليه مما ينفصل الاسم به من هذا الاسم الآخر و يتميز.
فأين الغفور من الظاهر ومن الباطن، وأين الأول من الآخر.؟
فقد بان لك بما هو كل اسم عين الاسم الآخر وبما هو غير الاسم الآخر.
فبما هو عينه هو الحق، وبما هو غيره هو الحق المتخيل الذي كنا بصدده.
فسبحان من لم يكن عليه دليل سوى نفسه ولا ثبت كونه إلا بعينه. )
قال رضي الله عنه : ( وإذا كان الأمر على ما قررناه فاعلم أنك خيال وجميع ما تدركه مما تقول فيه ليس أنا خيال. فالوجود كله خيال في خيال، والوجود الحق إنما هو الله خاصة من حيث ذاته و عينه لا من حيث أسماؤه، لأن أسماءه لها مدلولان: المدلول الواحد عينه و هو عين المسمى، و المدلول الآخر ما يدل عليه مما ينفصل الاسم به من هذا الاسم الآخر و يتميز. فأين الغفور  من القاهر ؟ وأين الظاهر من الباطن، وأين الأول من الآخر.؟ فقد بان لك بما هو كل اسم عين الاسم الآخر وبما هو غير الاسم الآخر. فبما هو عينه هو الحق، وبما هو غيره هو الحق المتخيل الذي كنا بصدده. فسبحان من لم يكن عليه دليل سوى نفسه ولا ثبت كونه إلا بعينه. )
(وإذا كان الأمر) أي: أمر الموجودات (علی ما قررناه) من كونه ظلا، وإن غلب على بعضها النور والظل لا وجود له حقيقي.
(فاعلم أنك خيال) أي: متخيل (وجميع ما تدركه) من كمالاتك النورانية (مما تقول فيه) ليس أنا، بل هي صفات الحق أو نوره أيضا.
(خیال) فإن النور الغالب على الظل ليس عين الحق لامتناع حلوله في الحوادث، (فالوجود كله) الذي يقال فيه: إنه نور الحق المنبسط على الموجودات (خیال) وكيف لا، وقد ظهر (في خيال) هو الظل (والوجود الحق).
أي: الثابت ب?ل حال سواء وجدت الخيالات أم لا، (هو الله خاصة) باعتبار (ذاته) وأسمائه باعتبار عینیتها (لا من حيث أسماؤه) باعتبار انتسابها إلينا.
وهذا (لأن الأسماء لها مدلولان المدلول الواحد) كل اسم (عينه) أي: عين كل اسم آخر.
(وهو) أي: الاسم بهذا الاعتبار، أي باعتبار عينيته لجميع الأسماء (عين المسمى) أي: الذات.
(والمدلول الآخر ما يدل عليه كل اسم بخصوصه (مما ينفصل به) ذلك (الاسم عن هذا الاسم الآخر في المفهوم، (ويتميز) في النسبة إلى ما في العالم، وهذا الانفصال والتميز ثابتان ثبوت الاتحاد لا كما يقوله نفاة الصفات.
(فأين الغفور من الظاهر والباطن)؛ فإنه يباينهما، وإن لم يقابلهما (وأين الأول من الآخر)، فإن بينهما تقابل التضاد، فإذا كان بين الأسماء اتحاد من وجه وتباين مع التقابل أو بدونه من وجه .
(فقد بان لك ) أمر الأسماء (بما هو كل اسم عين الاسم الآخر، وبما هو غير الاسم الآخر) فكونها نفس الوجود الحق أو المتخيل مبني على ذلك (فبما هو عينه) أي: بما يكون كل اسم عين الاسم الأخر (هو الحق) أي: الوجود الحقيقي.
لأنه بهذا الاعتبار عين المسمى الذي هو الله، وأن أخذنا فيه اعتبار الأسماء بوجه، لكن لم يعتبر فيه تميزها فيما بينها لم يكن لها تميز عن الله، الذي همه الوجود الحقيقي.
(وبما هو غيره هو الحق)، أي: الوجود (المتخيل) إذ بهذا الاعتبار تعنی الذات ويكون وجودها، كوجود سائر الموجودات، وهو المتخيل (الذي كنا بصورة).
فظهر الفرق بين العالم وبين الأسماء الإلهية، إذ كان لها الوجود الحق باعتبار، ولم يكن ذلك للعلم أصلا، وإذا لم يكن لأسمائه تعالى باعتبار تغایرها وجود حقيقي، لم تكن دالة على الوجود الحقيقي دلالة تامة.
(فسبحان من لم يكن عليه دلیل) تام (سوى تعينه) إذ الدال على وجوده الذي هو عينه؛ وذلك لأنه (لا يثبت كونه) أي: تحققه (إلا بعينه) أي: بالوجود الذي هو عينه، بل هو الدال على الماهيات المختفية في كم العدم دلالة نور الشمس على الموجودات المختفية في الظلمة المتعارفة.
وهذه الدلالة باعتبار أحدية الظل التي دل عليها أحدية الذات التي لها الوجود الحقيقي من حيث هي أحدية،

.
يتبع

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: