الثلاثاء، 2 يوليو 2019

الفقرة الثانية الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثانية الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثانية الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي 


موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

08 - The Wisdom Of  Spirit In The Word OF Jacob
الفقرة الثانية :الجزء الثاني
شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (الدين دينان، دين عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودين عند الحق، وقد اعتبره الله.
فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العليا على دين الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أي منقادون إليه. )
08 - فصّ حكمة روحيّة في كلمة يعقوبيّة
ولذلك قال تعالى على لسانه : " لا تَيْأَسُوا من رَوْحِ الله " [ 12 / 87 ] ، و " إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ " [ 12 / 94 ] .
وبيّن أنّ أتمّ ما يظهر به الانبساط الوجودي المستتبع للطائف العلميّة هي الأوضاع الدينيّة والأحكام الشرعيّة ، فإنّها مع كونها هي المقوّمة للصورة الانبساطيّة ، والهيئة الجمعيّة الانتظاميّة التي بها قامت العين في الخارج متشخّصة بالفعل ، منطوية أيضا على جملة من الحقائق ، كاشفة عنها ، لذلك أخذ في هذا الفصّ يبيّن أمر الدين بأقسامه وأحكامه ، في قوله :

الدين دينان
( الدين دينان : دين عند الله وعند من عرّفه الحقّ ) بوسيلة الوحي من الأنبياء والرسل ، ( ومن عرّفه من عرّفه الحقّ ) بوسيلة الفكر والإلهام ، والكشف من الوارثين لهم .
( ودين عند الخلق ) مما واطأ عليه خيار الناس وحكماؤهم من الأوضاع المستحسنة المستجلبة للمكارم ، الموافقة للحكم الخاصّة ، المطابقة لمصلحة العامّة ، ( وقد اعتبره الله ) بلسان الخاتم صلى الله عليه وسلم، المعرب عن الحكم والمصالح كلَّها ، فإنّه ما لم يعتبره كذلك فهو من العادات الرديئة المردية التي تتبعها الغواشي المظلمة المضلَّة .
"إشارة إلى الآية الكريمة : " وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّه ِ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ" [الحديد : 27].
( فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العليّة على دين الخلق .
فقال تعالى : " وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) ".سورة البقرة
(بيّن أوضاعكم المرغوبة وعاداتكم المطبوعة من أفعالكم الاختياريّة ، التي تخرجكم عن مشتهياتكم المتفرقة وتجمعكم فيها جمعا " فَلا تَمُوتُنَّ " اختياريّا كان بالفطام عن تلك العادات ، أو اضطراريّا بالانفطام عن مطلق الطبيعيّات وانقطاع أحكامها " إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " [ البقرة: 123 ] .
( أي منقادون إليه ) ظاهرا بلزوم الاعتقاد والإخلاص فيه ، وإلزام الجوارح بالعكوف على مقتضاه ، وباطنا بالتدبّر في جزئيّات أوضاعه واستكشاف لطائف المعارف ودقائق الحقائق منها جملة كافية .


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (الدين دينان، دين عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودين عند الحق، وقد اعتبره الله.
فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العليا على دين الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أي منقادون إليه. )
الفص اليعقوبي
08 - فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية
قال الشيخ رضي الله عنه :"الدين دينان، دين عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. "

الروح: إما بضم الراء كما يذهب إليه صاحب الفكوك رضي الله عنه وإما بفتحها كما ذهب إليه بعض الشارحين. "?تاب الفكوك في مستندات حكم الفصوص للشيخ صدر الدين محمد بن إسحاق القونوي المتوفى سنة 673 هـ ."
ولما كانت هذه الحكمة المبتنية على قسمة الدين وذكر أقسامه وأحكامه روحيا، لأن المعاني الثلاث التي هي للذين أعني :الانقياد الجزاء والعادة إنما هي من شأن الروح المجرد المدبر للبدن.
وإنما كانت روحية بفتح الراء لأن بكل واحد من تلك المعاني الثلاث بخصل الروح الدائم السرمدي.
إما بالانقياد فلان من انقاد لأوامر الحق واستسلم وجهه وجد الراحة القصوى في العاجل والآجل.
وإما بالجزاء فلأن من عرف أن الجزاء يترتب على أعماله وأعماله من مقتضيات ذاته استراح من الاعتراض على غيره فلا يحمد إلا نفسه ولا يوجد إلا نفسه.
وإما بالعادة فلان من اعتاد بشيء ألفه، وفي الألفة ترتفع الكلفة و فيه الراحة.
وإنما خصت بالكلمة اليعقوبية تخصيص الحق سبحانه على يعقوب عليه السلام حين ح?ی وصية إبراهيم عليه السلام بنيه بالإقامة على الدين الذي له ينسب خاصة إلى كل من الروح والروح كما ذكرت.
اعلم أن الدين في اللغة يطلق على ثلاث معان : الانقياد والجزاء والعادة.
وفي الشرع على ما شرعه الله سبحانه لعباده من الأحكام أو شرعه بعض عباده فاعتبره الله سبحانه.
فالشيخ رضي الله عنه قسمه بالمعنى الشرعي إلى قسمين ونبه على اعتبار المعاني الثلاث اللغوية فيه فقال :
قال رضي الله عنه : (الدين دینان) أحدهما : (دین) تعین وتقرر (عند الله وعند من عرفه الحق تعالی) من الأنبياء بالوحي إليهم (و) عند (من عرفه من عرفه الحق). 
قال رضي الله عنه : " ودين عند الحق، وقد اعتبره الله. فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العليا على دين الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أي منقادون إليه." 
من ورثتهم طبقة بعد طبقة بتبليغ الأنبياء إليهم (و) ثانيهما (دین) تعين وتقرر (عند الخلق) موافقا لما شرحه الله سبحانه في الغابة المترتبة عليه في المعارف الإلهية والكمالات النفسانية والمراتب الأخروية .
قال رضي الله عنه : (وقد اعتبره الله سبحانه) لهذه الموافقة (فالدين الذي عند الله هو الذي اصطفاه)، أي اختاره (الله وأعطاه الرتبة العلية على دين الخلق) والعامل في الجار والمجرور إما الاصطفاء أو العلو على سبيل التنازع .
قال رضي الله عنه : (فقال تعالی) مشيرا إلى هذا الدين و اصطفائه إياه (" ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون " أي منقادون إليه) [البقرة : 132] .
أي إلى ذلك الدين باطنا بالإذعان والقبول، وظاهرا بالعمل بمقتضاه ، وإنما وصاهم بالانقياد إليه ، لأن الدين الذي هو الأحكام الشرعية الوضعية لا يثمر سعادة ما لم ينقد إليه .

فهذه الوصية تدل على اعتبار الانقياد إلى الدين ينبغي أن يراد به الأحكام الموضوعة لا الانقياد. فإنه لا معنی للانقياد إلى الانقياد.
.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: