الثلاثاء، 2 يوليو 2019
the-sixth-book-of-fusus-alhikam
الفقرة السادسة عشر الجزء الأول السفر السادس فص حكمة حقية فى كلمة إسحاقية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله
الفقرة السادسة عشر : الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( بالوهم يخلق كل إنسان في قوة خياله ما لا وجود له إلا فيها، وهذا هو الأمر العام.
والعارف يخلق بالهمة ما يكون له وجود من خارج محل الهمة و لكن لا تزال الهمة تحفظه. ولا يئودها حفظه، أي حفظ ما خلقته.
فمتى طرأ على العارف غفلة عن حفظ ما خلق عدم ذلك المخلوق، إلا أن يكون العارف قد ضبط جميع الحضرات وهو لا يغفل مطلقا، بل لا بد من حضرة يشهدها.)
قال الشيخ رضي الله عنه : ( بالوهم يخلق كل إنسان في قوة خياله ما لا وجود له إلا فيها، وهذا هو الأمر العام. والعارف يخلق بالهمة ما يكون له وجود من خارج محل الهمة و لكن لا تزال الهمة تحفظه. ولا يئودها حفظه، أي حفظ ما خلقته. فمتى طرأ على العارف غفلة عن حفظ ما خلق عدم ذلك المخلوق، إلا أن يكون العارف قد ضبط جميع الحضرات وهو لا يغفل مطلقا، بل لا بد من حضرة يشهدها.)
قال الشيخ رضي الله عنه : (بالوهم) محركة ويسكن القوة الروحانية التي تتقدم العقل في الإدراك فتهجم على كل شيء، ولهذا يغلب عليها الخطأ (يخلق)، أي يقدر ويصور.
(كل إنسان) بنفسه الناطقة المتميزة بالنطق النفساني عن جميع الحيوان (في قوة خياله) الروحانية (ما)، أي شيئا أو الذي (لا وجود له إلا فيها)، أي في تلك القوة الخيالية من جميع
الأشياء التي يريدها (وهذا) المذكور (هو الأمر العام) في كل إنسان سواء كان عارفا أو غير عارف.
(وأما العارف) بالله تعالى فإنه (يخلق)، أي يقدر ويصور في نفسه (بالهمة) لا بالوهم، والهمة هي التي تنبعث من قلبه عن أمر ربه وهي قوة الله تعالى قام بها كل شيء كما قال سبحانه: و"أن القوة لله جميعا" [البقرة: 165] .
(ما)، أي شيئا أو الذي من الأشياء (يكون له وجود) ثابت (من خارج محل الهمة) حاصل ذلك الوجود له من محل الهمة يعني من قوة الله تعالى التي هذا العارف قائم بها وهي منبعثة منه متوجهة على خلق ذلك المخلوق المذكور (ولكن لا تزال الهمة) المذكورة للعارف (تحفظه) من حيث هي قوة الحق تعالى، أي تحفظ عليه وجوده الذي أعطته له (ولا يؤودها)، أي لا يتعبها ولا يشق عليها (حفظه)، أي حفظ ما خلقته وكيف هي القوة القديمة التي أظهرت لها صورة كونية فظهرت بها فسميت همة العارف.
(فمتى طرأ)، أي تجدد (على العارف) المذكور (غفلة عن حفظ ما خلق بهمته)، أي خلق الله تعالى بقوته التي هي قد كونت هذا العارف ، فهو قائم بها على أنها مظهر لها (عدم ذلك المخلوق)، أي لم يبق له وجود إذ لا يمكن أن يفيض عليه الوجود إلا من تلك القوة الإلهية الظاهرة في مظهر الهمة الإنسانية من العارف.
(إلا أن يكون ذلك العارف) المذكور (قد ضبط)، أي عرف وتحقق عنده (جميع الحضرات) الإلهية التي يتجلى له الحق سبحانه بها فيكون مظهرة لها على حسب اختلافها في الأوقات شيئا فشيئا .
(وهو)، أي العارف بالله تعالى (لا يغفل) عن جميع حضرات الحق تعالی (مطلق) بحيث يعود ?الجاهل بالله تعالى وهو ممتنع (بل لا بد له)، أي للعارف في كل وقت (من حضرة) إلهية (يشهدها) وإلا لخرج عن كونه عارفة إذ المعرفة تنافي الجهل. ومتى صار الحق تعالی معروفة عند أحد لا يمكن أن تحصل له الغفلة عنه تعالی من جميع الوجوه، وفي جميع الحضرات إذ الكون كله صادر في كل وقت عن معروف هذا العارف.
فكيف يغفل عنه من سائر اعتباراته بعد معرفته له في جميع اعتباراته، وإنما غايته أنه يغفل عنه في بعض الحضرات دون بعض.
شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( بالوهم يخلق كل إنسان في قوة خياله ما لا وجود له إلا فيها، وهذا هو الأمر العام.
والعارف يخلق بالهمة ما يكون له وجود من خارج محل الهمة و لكن لا تزال الهمة تحفظه. ولا يئودها حفظه، أي حفظ ما خلقته.
فمتى طرأ على العارف غفلة عن حفظ ما خلق عدم ذلك المخلوق، إلا أن يكون العارف قد ضبط جميع الحضرات وهو لا يغفل مطلقا، بل لا بد من حضرة يشهدها.)
قال الشيخ رضي الله عنه : (بالوهم) لا بغير ذلك من القوى (يخلق) أي يخترع (كل إنسان في قوة خياله ما لا وجود له إلا نيها) أي إلا في قوة خيالية .
(وهذا) أي الإيجاد في القوة الخيالية (هو الأمر العالم) يعني أن غير العارف يوجد شيئا ولا يكون ذلك الشيء موجودة في الخارج بل في قوة خيالية (والعارف يخلق بهمته) ونوجهه وقصده بقدرة الله وأمره (ما يكون له وجود من خارج محال الهمة) والخلق هنا بمعنی قصد الإظهار من الغيب إلى الحضور ومعطي الوجود على حسب قصدهم هو الله لا غير .
(ولكن لا تزال الهمة يحفظه) أي يحفظ ما خلقه (ولا يؤدها) أي لا يثقل الهمة (حفظه) أي حفظ ما خلقته الهمة (فمتي طرأ على المعارف غفلة عن حفظ ما خلق عدم ذلك المخلوق) لانعدام الإمداد بالغفلة لزوال الهمة بالغفلة فزال المعلول (إلا أن يكون العارف قد ضبط جميع الحضرات) وهي الحضرات الخمس :
عالم المعاني
والأعيان الثابتة
وعالم الأرواح
وعالم الشهادة
وعالم الإنسان الكامل الجامع لجميع العوالم كلها
(وهو) أي العارف (لا بغفل مطلقا بل لا بد من حضرة يشهدها) العارف
شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( بالوهم يخلق كل إنسان في قوة خياله ما لا وجود له إلا فيها، وهذا هو الأمر العام.
والعارف يخلق بالهمة ما يكون له وجود من خارج محل الهمة و لكن لا تزال الهمة تحفظه. ولا يئودها حفظه، أي حفظ ما خلقته.
فمتى طرأ على العارف غفلة عن حفظ ما خلق عدم ذلك المخلوق، إلا أن يكون العارف قد ضبط جميع الحضرات وهو لا يغفل مطلقا، بل لا بد من حضرة يشهدها.)
قوله: بالوهم يخلق كل إنسان في قوة خياله ما لا وجود له إلا فيها، وهذا هو الأمر العام، يعني أن الذهن يقبل موجودات ذهنية، فبعضها خيالية وبعضها عقلية وبعضها وهمية قبل أن يتناولها العقل أو غيره، ثم أن بعض ما يقبله الذهن قد يكون محالا ?اجتماع الضدين الشيء واحد في زمان واحد، وقد يكون متناقضا ?اجتماع النقيضين أو ارتفاعهما.
واعلم أنه قد حصل في العالم خبط عظيم في مداركهم وكان منشاؤه من ?ون الذهن يقبل المحال والمتناقض ولا سيما عند من يجعل اللزوم ذهنيا من المنطقيين
قوله: والعارف يخلق بالهمة ما يكون له وجود في الخارج.
وأقول إن الكلام في هذا الفصل ينبغي أن يكون مشافهة ولفظ الشيخ، رضي الله عنه، فيما أشار إليه هنا واضح.
ولست أقول إن هذا الفصل پستغني عن البيان لكني لا أبينه إلا مشافهة أدبا مع الشيخ، رضي الله عنه
شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( بالوهم يخلق كل إنسان في قوة خياله ما لا وجود له إلا فيها، وهذا هو الأمر العام.
والعارف يخلق بالهمة ما يكون له وجود من خارج محل الهمة و لكن لا تزال الهمة تحفظه. ولا يئودها حفظه، أي حفظ ما خلقته.
فمتى طرأ على العارف غفلة عن حفظ ما خلق عدم ذلك المخلوق، إلا أن يكون العارف قد ضبط جميع الحضرات وهو لا يغفل مطلقا، بل لا بد من حضرة يشهدها.)
قال رضي الله عنه : « بالوهم يخلق كلّ إنسان في قوّة خياله ما لا وجود له إلَّا فيها ، وهذا هو الأمر العامّ ، والعارف يخلق بالهمّة ما يكون له وجود خارج محلّ الهمّة ، ولكن لا تزال الهمّة تحفظه ، ولا يؤودها حفظه أي حفظ ما خلقه ، فإذا طرأ على العارف غفلة عن حفظ ما خلق ، عدم ذلك المخلوق إلَّا أن يكون العارف قد ضبط جميع الحضرات وهو لا يغفل مطلقا .
بل لا بدّ له من حضرة يشهدها ، فإذا خلق العارف بهمّته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلك الخلق بصورته في كلّ حضرة ، وصارت الصور يحفظ بعضها بعضا ، فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات » .
يعني من حضرات الوجود علوا وسفلا -وهو شاهد حضرة ما من الحضرات ، حافظ لما فيها من صور خلقه - انحفظت جميع الصور بحفظ تلك الصورة الواحدة في الحضرة التي ما غفل عنها ، لأنّ الغفلة ما تعمّ قطَّ لا في العموم ولا في الخصوص".
قال العبد : خلق العارف بالهمّة هو باستجماعه في فكره ووهمه على إيجاد أمر ، وتعليق الهمّة بذلك وتسليط النفس عليه ، فإنّ الهمّة خلَّاقة ، وحيث كان موجب وجود ذلك الخلق جمعيّة الهمّة على وجوده ، وجمعيّة القلب ، واستجماع قواه ، والحضور ، فيجب استصحاب الموجب ، حتى يبقى مخلوق الهمّة ، بخلاف خلق الله ، فإنّه ليس باستجماع القوى ، ولكن لا بدّ من توجّهات الأسماء ثمّ أيضا ، وليس بالحضور الكلَّي معه من جميع الوجوه ، فإنّه لا يعزب عنه شيء أصلا ، بخلاف من يخلق بالهمّة .
فإنّه مهما غفل عمّا خلق ، بطل موجب ظهور المراد في خلقه ، فبطل المخلوق بالهمّة ببطلان موجبه ، ولكنّ العارف إذا لم يغفل مطلقا بل إن غفل عنه من وجه كان حاضرا به من جهة أخرى ، حفظ بما حضر في حضرة ما غفل عنه من جهة حضرة أخرى ، مثاله اجتمع
عارف بقلبه وعلوّ همّته بكون أو خلق وتكوين كلَّي أو جزوي ، فإنّه - بمداومة تعليق الهمّة وتسليط النفس بجمع الهمّ والوهم .
وجد خارج محلّ الهمّة ذلك الأمر المراد ، ولكن استمرار وجوده يتوقّف على استمرار موجبه وهو الحضور والجمعيّة ، فمهما غفل انخلع الوجود عن تلك الأمور ولا سيّما إذا علَّق همّته بكون ، ثمّ غاب عن موطن الحسّ وحضرة الشهادة بالنوم مثلا .
فلا يبقى موجب ظهور ذلك الأمر ، لعدم تعلَّق همّته بذاك إذ ذاك ، فيعدم ، ولكنّ العارف بعالم الحسّ وعالم الخيال والمثال وارتباط بعض هذه الحضرات بالبعض بالحق لا يغفل عن صورة ما خلق في حضرة الحسّ وهو في عالم المثال أو في الخيال ، يشهدها مخلوقة فيها موجودة فيحفظها ، فينحفظ بتلك الصورة المثالية أو الخيالية صورته الحسّيّة ، فافهم ، إن شاء الله ، ففيه دقّة ، فالطف وتلطَّف .
شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( بالوهم يخلق كل إنسان في قوة خياله ما لا وجود له إلا فيها، وهذا هو الأمر العام.
والعارف يخلق بالهمة ما يكون له وجود من خارج محل الهمة و لكن لا تزال الهمة تحفظه. ولا يئودها حفظه، أي حفظ ما خلقته.
فمتى طرأ على العارف غفلة عن حفظ ما خلق عدم ذلك المخلوق، إلا أن يكون العارف قد ضبط جميع الحضرات وهو لا يغفل مطلقا، بل لا بد من حضرة يشهدها.)
قال الشيخ رضي الله عنه : (بالوهم يخلق كل إنسان في قوة خياله ما لا وجود له إلا فيها وهذا هو الأمر العام ، والعارف يخلق بالهمة ما يكون له وجود من خارج في محل الهمة ، ولكن لا تزال الهمة تحفظه ولا يئوده حفظه أي حفظ ما خلقه ، فمتى طرأ على العارف غفلة عن حفظ ما خلق عدم ذلك المخلوق ، إلا أن يكون العارف قد ضبط جميع الحضرات ، وهو لا يغفل مطلقا بل لا بد من حضرة يشهدها ) .
خلق العارف إنما هو باستجماع وهمه وهمته وفكره وجميع قواه ، وفي الجملة بتسليط نفسه على إيجاد أمر في الخارج ، فإن الهمة ممن كان موصوفا بصفات الله خلاقة ولكن لما كان موجبه جمع همة وجب أن تكون الهمة متوجهة نحوه حافظة إياه ، فإن غفلت عنه بتوزع همة أو نوم أو تعلق خاطر بشيء آخر ، زال الموجب فينعدم ذلك الأمر .
بخلاف خلق الله تعالى فإنه يشهد كل شيء ولا يعزب عنه شيء أصلا ، ولا بد في خلقه أيضا من توجهات أسمائه نحو المخلوق ، إلا أنه لا يشغله شأن عن شأن ، بخلاف العارف إلا أن يكون العارف قد توغل بتجرده في الحضرات ، فيغفل عن مخلوقه من وجه ويشهده من وجه .
كمن ضبط الصورة المخلوقة في الحس والخيال والمثال والحضرة الأسمائية الإلهية فيغفل عن الحس والخيال ويحفظه في المثال أو في أعلى منه ، ولا بد من شهوده إياه في حضرة ما.
""إضفة بالي زادة : أجبنا ( بالوهم ) لا بغيره من القوى ( يخلق ) يخترع ( كل إنسان ) وهذا هو الأمر العام يعنى أن غير العارف يوجد شيئا ولا يكون ذلك الشيء موجودا في خارج قوة خيالية ( والعارف يخلق ) والخلق هنا قصد الإظهار من الغيب إلى الحضور ، ومعطى الوجود على حسب قصدهم هو الله لا غير .
قوله ( عدم ذلك المخلوق ) لانعدام الإمداد بالغفلة لزوال الهمة بالغفلة فزال المعلوم خارج عنك
اهـ بالى"" .
مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( بالوهم يخلق كل إنسان في قوة خياله ما لا وجود له إلا فيها، وهذا هو الأمر العام.
والعارف يخلق بالهمة ما يكون له وجود من خارج محل الهمة و لكن لا تزال الهمة تحفظه. ولا يئودها حفظه، أي حفظ ما خلقته.
فمتى طرأ على العارف غفلة عن حفظ ما خلق عدم ذلك المخلوق، إلا أن يكون العارف قد ضبط جميع الحضرات وهو لا يغفل مطلقا، بل لا بد من حضرة يشهدها.)
أي، من وسع الحق مع أسمائه وكمالاته، فما يضيق عن الخلق، لأن الحق
هو الذي يتعين ويظهر في المظاهر الخلقية بحسب تجليات أسمائه وصفاته، فالخلق عين الحق، فمن وسعه وسع الخلق كله.
قال الشيخ رضي الله عنه : (بالوهم يخلق كل إنسان في قوة خياله ما لا وجود له إلا فيها. وهذا هو الأمر العام لكل إنسان. والعارف يخلق بهمته ما يكون له وجود من خارج محل الهمة).
لما كان كلامه رضي الله عنه في العالم المثالي وهو، كما مر في المقدمات، ينقسم إلى مطلق و
مقيد.
والمقيد هو الخيال الإنساني. وهو قد يتأثر من العقول السماوية والنفوس الناطقة المدركة للمعاني الكلية والجزئية، فتظهر فيه صورة مناسبة لتلك المعاني، وقد يتأثر من القوى الوهمية المدركة الجزئية فقط، فتظهر فيه صورة تناسبها.
والثاني، قد يكون بسبب سوء مزاج الدماغ، وقد يكون بحسب توجه النفس بالقوة الوهمية إلى إيجاد صورة من الصور، كمن يتخيل صورة محبوبه الغائب عنه، تخيلا قويا، فيظهر صورته في خياله، فيشاهده.
وهذا أمر عام يقدر على ذلك العارف بالحقائق وغيره من العوام - ذكر الشيخ رضي الله عنه هنا هذا المعنى، ونبهأن العارف يخلق بهمته، أي بتوجهه وقصده بقوته الروحانية، صورا خارجةعن الخيال موجودة في الأعيان الخارجية، كما هو مشهور من البدلاء بأنهم يحضرون به في آن واحد أماكن مختلفة، ويقضون حوائج عباد الله.
فالمراد بـ (العارف) هنا، الكامل المتصرف في الوجود، لا الذي يعرف الحقائق وصورها ولا تصرف له.
وإنما قال: (ما يكون له وجود من خارج محل الهمة) أي، خارج الخيال الذي لنفسه، احترازا عن أصحاب السيمياء والشعبذة، فإنهم يظهرون صورا خارجة من خيالاتهم، لكن ليست خارجة من مقام الخيال، لظهورها في خيالات الحاضرين بتصرفهم فيها.
والعارف المتمكن في التصرف بهمته يخلق ما يخلق في عالم الشهادة قائما بنفسه كباقي الموجودات العينية.
والغيب أيضا كالصور الروحانية التي يخلقها، فيدخل بها في عالم الأرواح.
ولا ينبغي أن تتأبى وتشمأز نفسك من إسناده الخلق إلى المخلوق، فإن الحق سبحانه هو الذي يخلقها فيذلك المظهر لا غيره، إلا أن الخلق يظهر حينئذ من مقامه التفصيلي كما يظهر من مقامه الجمعي.
خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( بالوهم يخلق كل إنسان في قوة خياله ما لا وجود له إلا فيها، وهذا هو الأمر العام.
والعارف يخلق بالهمة ما يكون له وجود من خارج محل الهمة و لكن لا تزال الهمة تحفظه. ولا يئودها حفظه، أي حفظ ما خلقته.
فمتى طرأ على العارف غفلة عن حفظ ما خلق عدم ذلك المخلوق، إلا أن يكون العارف قد ضبط جميع الحضرات وهو لا يغفل مطلقا، بل لا بد من حضرة يشهدها.)
قال الشيخ رضي الله عنه : ( بالوهم يخلق كل إنسان في قوة خياله ما لا وجود له إلا فيها، وهذا هو الأمر العام. والعارف يخلق بالهمة ما يكون له وجود من خارج محل الهمة و لكن لا تزال الهمة تحفظه. ولا يئودها حفظه، أي حفظ ما خلقته.
فمتى طرأ على العارف غفلة عن حفظ ما خلق عدم ذلك المخلوق، إلا أن يكون العارف قد ضبط جميع الحضرات وهو لا يغفل مطلقا، بل لا بد من حضرة يشهدها.)
ثم بين علامة سعة القلب، وهي أنه يفعل أفعال الحق الذي تجلى فيه فعل المرآة في تنویر الجدار عند استنارتها من الشمس، فقدم لذلك ما يقرب فهمه، فقال (بالوهم) أي: بالقوة التي بها التحليل والتركيب بين الصورة الخيالية، والمعاني الوهمية باعتبار استعمال الوهم إياها (يخلق كل إنسان)، وإن لم يقدر على خلق شيء في الخارج (في قوة خياله ما لا وجود له إلا فيها) أي: في قوة خياله كجبل من ياقوت، وبحر من زئبق، (وهذا) الخلق في القوة الخيالية (هو الأمر العام) لا يختص بالعارف.
(والعارف) المتسع قلبه لتجليات الحق (يخلق بالهمة) أي: توجيه القصد عن نورانية ما تجلى فيه (ما يكون له وجود من خارج محل الهمة) أي: وراء الوجود الذهني في حضرة خاصة أو حضرات.
وهو وإن كان خارجا من محل الهمة، فإمكانه محوج إلى العلة في البقاء، ولا علة له سوى الهمة؛ فينبغي ألا يكون له بقاء لعدم من يحفظه.
(ولكن لا تزال الهمة تحفظه)، فإنها لما صلحت للإيجاد خارج محلها؛ صلحت للحفظ فيه، (ولا يئودها حفظه) وإن كان في مكان بعيد من صاحب الهمة، وتفرقت صوره في حضرات شتى، ورفع ذلك لما يوهم من هذا الكلام أن الهمة يمكنها حفظ أي شيء.
أراد صاحبها من غير مشقة دفع ذلك بقوله: (أي حفظ ما خلقته)؛ لأنها علته وليست علة لإيجاد غيره، فالظاهر أنها لا تكون علة لحفظه أيضا، فإن حفظته فعن مشقة عظيمة، وإذا كانت همته علة الحفظ ولا علة سواها في الظاهر.
(فمتى طرأ على العارف غفلة عن حفظ ما خلق عدم ذلك المخلوق) لعدم علة بقائه، (إلا أن يكون العارف) الذي خلقه بهمته (قد ضبط) عند خلقه (جميع الحضرات) من عالم المعاني والأرواح، والمثال، والأجسام بالتصرف فيها.
(وهو) أي: وذلك العارف لكونه في مقام البقاء (لا يغفل عن جميع تلك الحضرات (مطلقا) بحيث لا تبقى له همة حافظة لصورة ما خلقه في حضرة أو حضرات؛ (بل لا بد له من حضرة يشهدها) ضرورة أنه لا يغفل عن المحسوسات والمعقولات جميعا.
لأن ما يحجبه الحق عن الخلق ولا الخلق عن الحق، وشهود تلك الحضرة منه مستلزم لشهود ما فيها من صورة خلقه، فلا يئوده حفظ تلك الصورة في تلك الحضرة وبواسطتها في سائر الحضرات.
.
يتبع
التسميات:
Fusus-AlHikam
،
IbnArabi
،
the-sixth-book-of-fusus-alhikam
مواضيع ذات صله :
the-sixth-book-of-fusus-alhikam
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
اشترك في قناتنا علي اليوتيوب
المشاركات الشائعة
-
كتاب تاج الرّسائل ومنهاج الوسائل . الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
-
كتاب عقلة المستوفز الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
-
كتاب إنشاء الدوائر الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
-
مقدمة كتاب إبداع الكتابة وكتابة الإبداع في شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية د. سعاد الحكيم
-
المقالة الخامسة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من 2966 - 3023 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري
-
ثانيا شرح الأبيات 17 - 29 من القصيدة العينية .إبداع الكتابة وكتابة الإبداع لشرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية
-
الفصل الثالث في بيان رموز هذه الشجرة وما في ضمن الدائرة المذكورة من التنبيه على الحوادث الكونية . كتاب الشجرة النعمانية للشيخ الأكبر ابن الع...
-
مقتطفات من الباب 559 من الفتوحات المكية .كتاب شرح مشكلات الفتوحات المكية وفتح الأبواب المغلقات من العلوم اللدنية
-
كتاب العظمة . الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
-
الهوامش والشروح 1116 - 1488 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2019
(447)
-
▼
يوليو
(218)
- السفر العاشر فص حكمة أحدية في كلمة هودية الفقرة ا...
- السفر العاشر الفقرة السابع الجزء الأول فص حكمة أحد...
- السفر العاشر الفقرة السادس الجزء الثاني فص حكمة أح...
- السفر العاشر الفقرة السادس الجزء الأول فص حكمة أحد...
- السفر العاشر الفقرة الخامس الجزء الثاني فص حكمة أح...
- السفر العاشر الفقرة الخامس الجزء الأول فص حكمة أحد...
- السفر العاشر الفقرة الرابع الجزء الثاني فص حكمة أح...
- السفر العاشر الفقرة الرابع الجزء الأول فص حكمة أحد...
- السفر العاشر الفقرة الثالثة الجزء الثاني فص حكمة أ...
- السفر العاشر الفقرة الثالثة الجزء الأول فص حكمة أح...
- السفر العاشر الفقرة الثانية الجزء الثاني فص حكمة أ...
- السفر العاشر الفقرة الثانية الجزء الأول فص حكمة أح...
- السفر العاشر الفقرة الأولي الجزء الثاني فص حكمة أح...
- السفر العاشر الفقرة الأولي الجزء الأول فص حكمة أحد...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- الفقرة العاشرة الجزء الأول السفر التاسع فص حكمة نو...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية .الفقرة ...
- السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة ا...
- الفقرة الثامنة عشر السفر الثامن فص حكمة روحية في ك...
- الفقرة السابعة عشر السفر الثامن فص حكمة روحية في ك...
- الفقرة السادسة عشر السفر الثامن فص حكمة روحية في ك...
- الفقرة الخامس عشر السفر الثامن فص حكمة روحية في كل...
- الفقرة الرابعة عشر الجزء الثاني السفر الثامن فص حك...
- الفقرة الرابعة عشر الجزء الأول السفر الثامن فص حكم...
- الفقرة الثالثة عشر الجزء الثاني السفر الثامن فص حك...
- الفقرة الثالثة عشر الجزء الأول السفر الثامن فص حكم...
- الفقرة الثانية عشر الجزء الثاني السفر الثامن فص حك...
- الفقرة الثانية عشر الجزء الأول السفر الثامن فص حكم...
- الفقرة الحادي عشر الجزء الثاني السفر الثامن فص حكم...
- الفقرة الحادي عشر الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة...
- الفقرة العاشرة الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة ر...
- الفقرة العاشرة الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة رو...
- الفقرة التاسعة الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة ر...
- الفقرة التاسعة الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة رو...
- الفقرة الثامنة الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة ر...
- الفقرة الثامنة الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة رو...
- الفقرة السابع الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة رو...
- الفقرة السابع الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة روح...
- الفقرة السادسة الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة ر...
- الفقرة السادسة الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة رو...
- الفقرة الخامسة الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة ر...
- الفقرة الخامسة الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة رو...
- الفقرة الرابعة الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة ر...
- الفقرة الرابعة الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة رو...
- الفقرة الثالثة الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة ر...
- الفقرة الثالثة الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة رو...
- الفقرة الثانية الجزء الثاني السفر الثامن فص حكمة ر...
- الفقرة الثانية الجزء الأول السفر الثامن فص حكمة رو...
- الفقرة الأولي السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة ي...
- الفقرة السابعة عشر السفر السابع فص حكمة علية في كل...
- الفقرة السادسة عشر السفر السابع فص حكمة علية في كل...
- الفقرة الخامسة عشر السفر السابع فص حكمة علية في كل...
- الفقرة الرابعة عشر السفر السابع فص حكمة علية في كل...
- الفقرة الثالث عشر الجزء الثاني السفر السابع فص حكم...
- الفقرة الثالث عشر الجزء الأول السفر السابع فص حكمة...
- الفقرة الثاني عشر الجزء الثاني السفر السابع فص حكم...
- الفقرة الثاني عشر الجزء الأول السفر السابع فص حكمة...
- الفقرة الحادي عشر الجزء الثاني السفر السابع فص حكم...
- الفقرة الحادي عشر الجزء الأول السفر السابع فص حكمة...
- الفقرة العاشرة الجزء الثاني السفر السابع فص حكمة ع...
- الفقرة العاشرة الجزء الأول السفر السابع فص حكمة عل...
- الفقرة التاسعة الجزء الثاني السفر السابع فص حكمة ع...
- الفقرة التاسعة الجزء الأول السفر السابع فص حكمة عل...
- الفقرة الثامنة الجزء الثاني السفر السابع فص حكمة ع...
- الفقرة الثامنة الجزء الأول السفر السابع فص حكمة عل...
- الفقرة السابعة الجزء الثاني السفر السابع فص حكمة ع...
- الفقرة السابعة الجزء الأول السفر السابع فص حكمة عل...
- الفقرة السادسة الجزء الثاني السفر السابع فص حكمة ع...
-
▼
يوليو
(218)
تابعونا علي فيس بوك
https://www.facebook.com/groups/146820946026951/?ref=bookmarks
تغريداتي علي التويتر
التسميات
Abdelkader-Jilani
al-Junayd-al-Baghdadi
al-Kahf-Wa-al-Raqim
AlFateh-AlRabbani
AlMasnavi-Vol1
AlNafri
alnnadirat-aleiniat-eabd-alkarim-aljili
alsafar_alkhatum_fusus_alhikam
alshajara-alnumaniyya
altanazulat-almawsilia
Divan-Shams-Tabrizi
divine-manifestations
divine-providence
eabd-alkarim-aljili
farid-aldiyn-aleitar
Fusus-AlHikam
Hallaj
hikam
Ibn-AlFarid
Ibn-Ata-Allah
IbnArabi
mantiq-altayr
mathnawi-ma'nawi-Part1-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part1-muhamad-kaffafi
mathnawi-ma'nawi-Part2-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part2-muhamad-kaffafi
mathnawi-ma'nawi-Part3-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part4-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part5-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part6-iibrahim-aldasuqi
Mongah_IbnAtaAllah
Rumi
sharah-alkahf-walraqim-fie-sharah-bismi-allah-aljili
sharah-mushkilat-alftwhat-almakia
taj-altarajum
the-eighth-book-of-fusus-alhikam
the-fifth-book-of-fusus-alhikam
the-first-book-of-fusus-alhikam
the-fourth-book-of-fusus-alhikam
the-ninth-book-of-fusus-alhikam
the-second-book-of-fusus-alhikam
the-seventh-book-of-fusus-alhikam
the-sixth-book-of-fusus-alhikam
the-tenth-book-of-fusus-alhikam
the-third-book-of-fusus-alhikam
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق