الاثنين، 1 يوليو 2019

الفقرة الخامسة عشر الجزء الأول السفر الخامس فص حكمة مهيمية في كلمة إبراهيمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الخامسة عشر الجزء الأول السفر الخامس فص حكمة مهيمية في كلمة إبراهيمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الخامسة عشر الجزء الأول السفر الخامس فص حكمة مهيمية في كلمة إبراهيمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الخامسة عشر : الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(و لما كان للخليل هذه المرتبة التي بها سمي خليلا لذلك سن القرى ، و جعله ابن مسرة مع ميكائيل للأرزاق ، و بالأرزاق يكون تغذي المرزوقين.
فإذا تخلل الرزق ذات المرزوق بحيث لا يبقى فيه شيء إلا تخلله، فإن الغذاء يسري في جميع أجزاء المغتذي كلها وما هنالك أجزاء فلا بد أن يتخلل جميع المقامات الإلهية المعبر عنها بالأسماء فتظهر بها ذاته جل وعلا.)
قال الشيخ رضي الله عنه : (و لما كان للخليل هذه المرتبة التي بها سمي خليلا لذلك سن القرى ، و جعله ابن مسرة مع ميكائيل للأرزاق ، و بالأرزاق يكون تغذي المرزوقين.
فإذا تخلل الرزق ذات المرزوق بحيث لا يبقى فيه شيء إلا تخلله، فإن الغذاء يسري في جميع أجزاء المغتذي كلها وما هنالك أجزاء فلا بد أن يتخلل جميع المقامات الإلهية المعبر عنها بالأسماء فتظهر بها ذاته جل وعلا)
قال الشيخ رضي الله عنه : (ولما كان)، أي وجد (للخليل) إبراهيم عليه السلام (هذه المرتبة) المذكورة التي هي الغذاء من الطرفين في ظهور العين.
كالصبغ المركب من لونين فأحدهما يغذي الآخر في ظهور ذلك اللون، وهو ما ذكرنا من جمع وفرق.
باعتبار علم الحق سبحانه بنفسه ظاهرة لنفسه في شؤونه الإمكانية العدمية، واعتبار علم الحق تعالی أيضا لتلك الشؤون الإمكانية العدمية بنفسها.
ولا شك أن الخليل عليه السلام من جملة تلك الشؤون، ولكنه افترق عنها بما في إمكانه وتقديره من الاطلاع، والكشف عما هو في نفس الأمر من ذلك.
ولهذا السبب اختص بهذه المرتبة (التي بها)، أي بسببها (سمي إبراهيم) عليه السلام (خليلا) للحق تعالی .
(لذلك)، أي لما ذكر (سن )، أي جعل سنة إلى يوم القيامة (القرى) بالكسر أي الضيافة، وهي إطعام الغير جمعة وفرادی، فإن ذلك من جملة حقيقته التي هو قائم بها في الوجود.
وهو الإمداد الحسي ظهر عليه من التخليق باسمه تعالى المقيت في اعتبار الحضرة الأسمائية (وجعله)، أي الخليل عليه السلام (ابن مسرة) من العارفين يعني حكم بأنه قائم (مع می?ائیل) عليه السلام (ملك الأرزاق) كلها الحسية والمعنوية في حضرة القدس لا يفارقه حيث إن الروحين صادرتان من عين أمرية واحدة في شأن إلهي واحد.
ثم بين وجه ذلك بقوله (و بالأرزاق) الحسية والمعنوية (يكون تغذي)، أي نمو وبقاء (المرزوقين) من المحسوسات والمعقولات، فالجسم يتغذى فينمو ويبقى بالمأكل والمشرب.
والروح تتغذى بالقوى الأمرية فتنمو وتبقى والعقل يتغذى بالكشف والعلم الذوقي فينمو ويبقى.
ولا بد في كل غذاء من دخوله في أجزاء المتغذي به ?دخول المأكل والمشرب في الجسم، واتصال القوى الأمرية الإلهية بالروح، وإحساس العقل بالعلم الذوقي الكشفي النوراني، وإلا فلا يكون ذلك غذاء .
(فإذا تخلل)، أي تداخل (الرزق)، أي الشيء المرزوق (ذات) ذلك (المرزوق) له، وتخلل كل رزق بحسبه على مقتضى ما يليق به، كما يعرفه أهل الأذواق دون علماء الكتب والأوراق .
(بحيث لا يبقى فيه)، أي في ذات ذلك المرزوق (له شيء) من أجزائه أصلا (إلا تخلله)، أي تداخله ووصل إليه ذلك الرزق كل جزء بحسبه على مقتضى ما هو مستعد لقبوله .
(فإن الغذاء) حينئذ (يسري) للنمو والبقاء (في جميع أجزاء المتغذي به كلها) ظاهرة وباطنة، وبذلك يسمى غذاء وما لم يكن كذلك فليس بغذاء لعدم سريانه.
فيصير على صورة المتغذي به ?ما عرفه الأطباء بذلك حيث قالوا بأن الغذاء جسم من شأنه أن يصير جزءا شبيها بالمتغدي، إذا استقر في المعدة وانهضم بصیر ?یموسة، أي جوهرة شبيهة بماء الكشك الثخين.
ثم ينجذب لطيفه فيجري في عروق متصلة بالأمعاء فيصل إلى العرق المسمى باب الكبد، وينفذ في أجزاء صغيرة ضيقة بباب الكبد فيلاقيها بكليته، فينطبخ في الكبد فيعلو شيء كالرغوة وهو الصفراء، ويرسب فيه شيء وهو البلغم ويحترق شيء وهو السوداء، والمستصفى منه هو الدم وبه تتغذى الأعضاء ويصير جزء منها.
ويدل على أن الغذاء يصير جزءا من المتغذي قوله صلى الله عليه وسلم : «من نبت لحمه من سحت فالنار أولى به» رواه الطبراني.  رواه أحمد والدارقطني. وروى البيهقي والحاكم
(و) في جانب الحق تعالی حيث كنت غذاءه بالأحكام (ما هنالك) في حضرته تعالى (أجزاء)، لأنه تعالی ليس بجسم (فلا بد أن يتخلل).
أي يتداخل الغذاء حيث قبل به في جانب الحق تعالى جميع (المقامات الإلهية) التي هو الحق قائم فيها ، أي موجود ثابت من حيث ظهوره عندنا (المعبر عنها)، أي عن تلك المقامات (بالأسماء) الإلهية فهي لمرتبة ظهوره سبحانه بمنزلة الأجزاء التي يتخللها الغذاء بحيث يصير جزء منها (فتظهر بها).
أي بتلك المقامات التي تخللها الغذاء على طريقة الاستعارة المجازية لا الحقيقية (ذاته)، أي الحق (جل وعلا).  

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(و لما كان للخليل هذه المرتبة التي بها سمي خليلا لذلك سن القرى ، و جعله ابن مسرة مع ميكائيل للأرزاق ، و بالأرزاق يكون تغذي المرزوقين.
فإذا تخلل الرزق ذات المرزوق بحيث لا يبقى فيه شيء إلا تخلله، فإن الغذاء يسري في جميع أجزاء المغتذي كلها وما هنالك أجزاء فلا بد أن يتخلل جميع المقامات الإلهية المعبر عنها بالأسماء فتظهر بها ذاته جل وعلا.)
ثم رجع إلى بيان أحكام الخليل عليه السلام التي لم يبين فقال:
(ولما كان للخليل عليه السلام هذه المرتبة التي بها سمي خليلا) وهي التخلل بين طرفي الحق والعبد .
قال الشيخ رضي الله عنه : (لذلك) أي لأجل ذلك المرتبة (سن الخليل القرى) أي الضيافة (و) لأجل هذه المرتبة له (جعله ابن مسرة) بتشديد الراء المهملة وهو من كبار أهل الطريقة.
(مع میكائیل للأرزاق) أي قال ابن مسرة ميكائيل وإبراهيم للأرزاق أي مؤ?لان لها (وبالأرزاق يكون تغذي المرزوقين فإذا تخلل الرزق ذات المرزوق بحيث لا يبقى فيه) .
أي في أجزاء المرزوق (شيء إلا تخلله) أي تختل الرزق ذلك (فإن الغذاء يسري في جميع أجزاء المتغذي كلها) .
فوجب للخليل بهذه المركبة أن يسري الحق (وما هنالك) أي وليس في الحق (أجزاء) إذا لا جزاء مجال عليه بل فيه أسماء و صفات (فلا بد أن يتخلل جميع المقامات الإلهية المعبر عنها) كلها (بالأسماء فتظهر بها) أي بالأسماء (ذاته جل وعلا) قوله : فإذا الشرط وجوابه فلا بد فإذا كان الأمر .


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(و لما كان للخليل هذه المرتبة التي بها سمي خليلا لذلك سن القرى ، و جعله ابن مسرة مع ميكائيل للأرزاق ، و بالأرزاق يكون تغذي المرزوقين.
فإذا تخلل الرزق ذات المرزوق بحيث لا يبقى فيه شيء إلا تخلله، فإن الغذاء يسري في جميع أجزاء المغتذي كلها وما هنالك أجزاء فلا بد أن يتخلل جميع المقامات الإلهية المعبر عنها بالأسماء فتظهر بها ذاته جل وعلا.)
و قوله: لذلك سن إبراهيم الخليل القرى، أي الضيافة فهو رفیق می?ائیل الذي هو متكفل بأرزاق العباد، ليوصله إلى من أمر أن يوصل إليه من السحاب المسخر بين السماء والأرض، وما ذكره ظاهر
قوله: فنحن له، يعني الله تعالى كما يثبت أدلتنا، يعني أن الدليل العقلي يقتضي بأنا لله والنقلي أولى
قوله: ونحن لنا، يعني بمقتضى الشهود ویرید ، بقوله: نحن، الأعيان الثابتة
قوله: وليس له سوي ?وني، أي وجود ?وني وهو إظهار عيني الثابتة بوجوده.
قوله: فنحن له، یعنی منه إليه فيه لأن الأعيان الثابتة هي أحكام صور علمه وعلمه ذاته.
قوله: ?نحن بنا، كما نحن بحقائق ذاتنا وماهياتنا.
قولهفلي وجهان، يعني وجه الإمكان وهو الأعيان الثابتة ووجه له وهو وجوده الذي به ظهرنا۔
قوله: وليس له أنا بأنا، أي ما ثبت له بي، إنما ثبت له به.
قوله: ولكني في مظهره، أي محل ظهوره. فنحن له كمثل أنا.
كما يقول القائل: أنا فما نحن إذن غيره.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(و لما كان للخليل هذه المرتبة التي بها سمي خليلا لذلك سن القرى ، و جعله ابن مسرة مع ميكائيل للأرزاق ، و بالأرزاق يكون تغذي المرزوقين.
فإذا تخلل الرزق ذات المرزوق بحيث لا يبقى فيه شيء إلا تخلله، فإن الغذاء يسري في جميع أجزاء المغتذي كلها وما هنالك أجزاء فلا بد أن يتخلل جميع المقامات الإلهية المعبر عنها بالأسماء فتظهر بها ذاته جل وعلا.)
قال رضي الله عنه : " ولمّا كان للخليل هذه المرتبة - التي بها سمّي خليلا - لذلك سنّ القرى. وجعله ابن مسرّة الجبليّ مع ميكائيل ملك الأرزاق ، وبالأرزاق يكون تغذّي المرزوقين ، فإذا تخلَّل الرزق ذات المرزوق - بحيث لا يبقى فيه شيء إلَّا تخلَّله - فإنّ الغذاء يسري في جميع أجزاء المغتذي كلَّها ، وما هناك أجزاء ، فلا بدّ أن يتخلَّل جميع المقامات الإلهية المعبّر عنها بالأسماء ، فتظهر بها ذاته جلّ وعلا " .
قال العبد : لمّا تخلَّل إبراهيم - بكمال مظهريته وسعتها وحيطة فلك قابليته - جميع المقامات الإلهية - التي ظهر بها المسمّى وتخلَّله - وسرى فيها سراية الرزق في أجزاء بدن المرزوق ، فصار غذاء له ، وكذلك الوجود الحق سرى - بأحدية جمع النفس الساري من حضرة جمع الجمع - في حقائق إبراهيم عليه السّلام وصار غذاء له .
ولولا سرايته فيه بالصورة ، لما وجد ، فغذّى  إبراهيم عليه السّلام - من حسن مظهريته وكمال قابليته - بأحكام عينه الوجود الواحد الأحد ، وغذّي أيضا بالوجود الحق حقائق عينه التي هي شؤون الحق وصور أنانيّته العينية ، ظهر لذلك في حاله سرّ هذه الحقيقة .
فسنّ القرى للبادي والحاضر ، وغذّى الخلائق من كلّ وارد وصادر ، وواخى الله بينه وبين ميكائيل ، ملك الأرزاق على مذهب ابن مسرّة الجبليّ ، فإنّ حملة العرش ثمانية يوم الفصل والقضاء .
أربعة منهم الملائكة الأربعة : جبرئيل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، وعزرائيل ، وقد اختلف فيهم وفي الأنبياء الذين هم معه في حوله ، فجعل ابن مسرّة إبراهيم مع ميكائيل .


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(و لما كان للخليل هذه المرتبة التي بها سمي خليلا لذلك سن القرى ، و جعله ابن مسرة مع ميكائيل للأرزاق ، و بالأرزاق يكون تغذي المرزوقين.
فإذا تخلل الرزق ذات المرزوق بحيث لا يبقى فيه شيء إلا تخلله، فإن الغذاء يسري في جميع أجزاء المغتذي كلها وما هنالك أجزاء فلا بد أن يتخلل جميع المقامات الإلهية المعبر عنها بالأسماء فتظهر بها ذاته جل وعلا.)
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وبالأرزاق يكون تغذى المرزوقين ، فإذا تخلل الرزق ذات المرزوق بحيث لا يبقى فيه شيء إلا تخلله ، فإن الغذاء يسرى في جميع أجزاء المتغذى كلها).
هذا التشبيه للخلة بالتغذي كما ذكر ، فإن المتخللين يتخلل كل منهما بجمعية وجوده وأحدية جمعه حقيقة بالآخر ، كالغذاء الساري بحقيقته في جميع أجزاء المتغذى .
"" من حاشية تعليقات بالى أفندي: ( أجزاء المتغذى كلها ) فوجب للخليل بهذه المرتبة أن يسرى الحق.أهـ بالى""
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وما هنالك أجزاء ، فلا بد أن يتخلل جميع المقامات الإلهية المعبر عنها بالأسماء ، فتظهر بها ذاته جل وعلا ) .
إشارة إلى الفرق بين المشبه والمشبه به ، فإن الحق الذي تخلله إبراهيم ليس بذى أجزاء ، فجعل الأسماء الإلهية في العقود بمثابة الأجزاء في المتغذى ، فلا بد أن يظهر الحق في صورة إبراهيم بجميع أسمائه وصفاته. فيختفى إبراهيم عليه السلام فيه :
"" من حاشية تعليقات بالى أفندي: ( وما هنالك ) أي في الحق ( أجزاء ) إذ هي محال عليه بل فيه أسماء وصفات .
( فلا بد أن يتخلل جميع المقامات الإلهية ) ومجوز أن يكون فإذن الشرط وجوابه فلا بد ، فإذا كان الأمر كما قلنا فنحن له كما ثبتت اهـ. بالى. ""

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(و لما كان للخليل هذه المرتبة التي بها سمي خليلا لذلك سن القرى ، و جعله ابن مسرة مع ميكائيل للأرزاق ، و بالأرزاق يكون تغذي المرزوقين.
فإذا تخلل الرزق ذات المرزوق بحيث لا يبقى فيه شيء إلا تخلله، فإن الغذاء يسري في جميع أجزاء المغتذي كلها وما هنالك أجزاء فلا بد أن يتخلل جميع المقامات الإلهية المعبر عنها بالأسماء فتظهر بها ذاته جل وعلا.)
قال الشيخ رضي الله عنه : (ولما كان للخليل، عليه السلام، هذه المرتبة التي بها سمى خليلا، لذلك سن القرى وجعله ابن مسرة الجبلي مع ميكائيل للأرزاق، وبالأرزاق يكون تغذى المرزوقين. فإذا تخلل الرزق ذات المرزوقين، بحيث لا يبقى فيه شئ إلا تخلله، فإن الغذاء يسرى في جميع أجزاء المغتذى كلها، وما هناك أجزاء. فلا بد أن يتخلل جميع المقامات الإلهية المعبر عنها كلها بالأسماء، فتظهر بها ذاته، جل وعلا.)
جواب :(لما) قوله: (سن القرى). وقوله: (لذلك) متعلق بـ (سن.)
أي، لما كان للخليل، عليه السلام، مرتبة العرفان وشهود الخلق في الأعيان والتخلل بنور ربه في أسمائه ومظاهره التي هي الأكوان، سن القرى لذلك، وهو إعطاء الرزق للمرزوقين.
ولذلك جعله الشيخ المحقق، ابن مسرة الجبلي، رضى الله عنه، مع ميكائيل، عليه السلام، في إيصال الأرزاق.
قال الشيخ الأكبر في فتوحاته، في الباب الثالث عشر: (روينا عن عون ابن مسرة الجبلي، من أكبر أهل الطريق علما وحالا وكشفا: العرش المحمول هو الملك، وهو محصور في جسم وروح وغذاء ومرتبة...) فآدم وإسرافيل للصور، وجبرئيل ومحمد للأرواح، و
ميكائيل وإبراهيم للأرزاق، ومالك ورضوان للوعد والوعيد. وليس في الملك إلا ما ذكر)...
"" اعلم أيد الله الولي الحميم أن العرش في لسان العرب يطلق ويراد به الملك يقال ثل عرش الملك إذا دخل في ملكه خلل ويطلق .
ويراد به السرير فإذا كان العرش عبارة عن الملك فتكون حملته هم القائمون به .
وإذا كان العرش السرير فتكون حملته ما يقوم عليه من القوائم أو من يحمله على كواهلهم .
والعدد يدخل في حملة العرش وقد جعل الرسول حكمهم في الدنيا أربعة وفي القيامة ثمانية
فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ويَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ". ثم قال وهم اليوم أربعة يعني في يوم الدنيا وقوله يومئذ ثمانية يعني يوم الآخرة
[العرش محصور في جسم وروح وغذاء ومرتبة]
روينا عن ابن مسرة الجبلي من أكبر أهل الطريق علما وحالا وكشفا العرش المحمول هو الملك وهو محصور في جسم وروح وغذاء ومرتبة .
فآدم وإسرافيل للصور
وجبريل ومحمد للأرواح
وميكائيل وإبراهيم للأرزاق
ومالك ورضوان للوعد والوعيد
وليس في الملك إلا ما ذكر .
والأغذية التي هي الأرزاق حسية ومعنوية فالذي نذكر في هذا الباب الطريقة الواحدة التي هي بمعنى الملك لما يتعلق به من الفائدة في الطريق وتكون حملته عبارة عن القائمين بتدبيره .
فتدبر صورة عنصرية أو صورة نورية .
وروحا مدبر الصورة عنصرية .
وروحا مدبرا مسخرا الصورة نورية .
وغذاء لصورة عنصرية .
وغذاء علوم ومعارف لأرواح .
ومرتبة حسية من سعادة بدخول الجنة .
ومرتبة حسية من شقاوة بدخول جهنم .
ومرتبة روحية علمية .
فمبنى هذا الباب على أربع مسائل :
المسألة الأولى الصورة
والمسألة الثانية الروح
والمسألة الثالثة الغذاء
والمسألة الرابعة المرتبة وهي الغاية .
وكل مسألة منها تنقسم قسمين فتكون ثمانية وهم حملة عرش الملك
أي إذا ظهرت الثمانية قام الملك وظهر واستوى عليه مليكه
[الأجسام النورية والملائكة المهيمون والملائكة الكروبيون]
المسألة الأولى الصورة وهي تنقسم قسمين :
صورة جسمية عنصرية تتضمن صورة جسدية خيالية
والقسم الآخر صورة جسمية نورية
فلنبتدئ بالجسم النوري :
فنقول إن أول جسم خلقه الله أجسام الأرواح الملكية المهيمة في جلال الله ومنهم العقل الأول والنفس الكل وإليها انتهت الأجسام النورية المخلوقة من نور الجلال .
وما ثم ملك من هؤلاء الملائكة من وجد بواسطة غيره إلا النفس التي دون العقل وكل ملك خلق بعد هؤلاء فداخلون تحت حكم الطبيعة فهم من جنس أفلاكها التي خلقوا منها وهم عمارها .
وكذلك ملائكة العناصر .
وآخر صنف من الأملاك الملائكة المخلوقون من أعمال العباد وأنفاسهم .
فلنذكر ذلك صنفا صنفا في هذا الباب إن شاء الله تعالى .
اعلم أن الله تعالى كان قبل إن يخلق الخلق ولا قبلية زمان وإنما ذلك عبارة للتوصيل تدل على نسبة يحصل بها المقصود في نفس السامع كان جل وتعالى في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء .
وهو أول مظهر إلهي ظهر فيه سرى فيه النور الذاتي كما ظهر في قوله "الله نُورُ السَّماواتِ والْأَرْضِ" فلما انصبغ ذلك العماء بالنور فتح فيه صور الملائكة المهيمين الذين هم فوق عالم الأجسام الطبيعية ولا عرش ولا مخلوق تقدمهم .
فلما أوجدهم تجلى لهم فصار لهم من ذلك التجلي غيبا كان ذلك الغيب روحا لهم أي لتلك الصور وتجلى لهم في اسمه الجميل فهاموا في جلال جماله فهم لا يفيقون""
فكما يتخلل الرزق ذات المرزوق بحيث لا يبقى شئ فيه إلا تخلله، كذلك لا بد أن يتخلل إبراهيم، عليه السلام، جميع المقامات الإلهية، المعبر عنها ب (الأسماء)، عند كونه غذاء الحق بظهور الأحكام فيه. فإن الغذاء يسرى في جميعأجزاء أعضاء المغتذى. وما هنالك أجزاء، بل أسماء إلهية وصفات ربانية.
فالتخلل إنما يقع فيها.
فقوله: (فإن الغذاء)... تعليل. وقوله: (بحيث لا يبقى فيه شئ إلا تخلله) .
وقوله: (فتظهر بها ذاته، جل وعلا) عطف على قوله: (أن يتخلل) وفاعله (ذاته).
أي، لا بد أن يتخلل إبراهيم جميع الأسماء، فتظهر ذات الحق فيهاوفي مظاهرها، إذ ظهورها إنما هو بالمظاهر وهي الأعيان.
وجواب (إذا) قوله: (فلا بد أن يتخلل.)


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(و لما كان للخليل هذه المرتبة التي بها سمي خليلا لذلك سن القرى ، و جعله ابن مسرة مع ميكائيل للأرزاق ، و بالأرزاق يكون تغذي المرزوقين.
فإذا تخلل الرزق ذات المرزوق بحيث لا يبقى فيه شيء إلا تخلله، فإن الغذاء يسري في جميع أجزاء المغتذي كلها وما هنالك أجزاء فلا بد أن يتخلل جميع المقامات الإلهية المعبر عنها بالأسماء فتظهر بها ذاته جل وعلا.)
ولما فرغ الشيخ عن تحقيق خلة إبراهيم شرع فيما يترتب عليها فقال:
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :  (ولما كان للخليل عليه السلام هذه المرتبة)، وهو كونه غذاء كاملا للحق، أفاد ظاهر وجوده كمالات صفات المحدثات المناسبة صفات الحق في الأول، وكون الحق غذاءه، أفاده جميع صفاته تحققا، وتخلقا.
وإليه الإشارة بقوله: (التي سمي بها خليلا)، وإن لم يسم غيره بذلك، وإن كان فيه بعض ذلك لم يكن له يد من الظهور بما يفيد التغذي للخلق؛ ليجازي على ذلك بما يزداد به تغذيا من الحق.  أي: من مقاماته التي لا نهاية لها.
(ولذلك) أي: لإرادة استكمال مقام الحلة لنفسه (سن القرى) أي: الضيافة للخلق، وبالغ في ذلك حتى (جعله ابن مسرة الجبلي مع ميكائيل للأرزاق).
قال الشيخ -رحمه الله - في الباب الثالث عشر من «الفتوحات»:
روينا عن ابن مسرة الجبلي من أكبر أهل الطريق علما وحالا وكشفا العرش المحمول هو الملك وهو محصور في جسم وروح وغذاء ومرتبة:
فآدم وإسرافيل للصور
وجبريل ومحمد للأرواح
وميكائيل وإبراهيم للأرزاق
ومالك ورضوان للوعد والوعيد
وليس في الملك إلا ما ذكر والأغذية التي هي الأرزاق حسية ومعنوية .
فالذي نذكر في هذا الباب الطريقة الواحدة التي هي بمعنى الملك لما يتعلق به من الفائدة في الطريق وتكون جملته عبارة عن القائمين بتدبيره :
فتدبر صورة عنصرية أو صورة نورية
وروحا مدبر الصورة عنصرية
وروحا مدبرا مسخرا الصورة نورية
وغذاء لصورة عنصرية
وغذاء علوم ومعارف لأرواح
ومرتبة حسية من سعادة بدخول الجنة
ومرتبة حسية من شقاوة بدخول جهنم
ومرتبة روحية علمية.أهـ
وغذاء، ومرتبة، فأدم ال وإسرافيل للصور، وجبريل ومحمد للأرواح، وإبراهيم التي و می?ائیل للأرزاق، ومالك ورضوان للوعد والوعيد انتهی.
فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ويَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ"
ثم قال وهم اليوم أربعة يعني في يوم الدنيا وقوله يومئذ ثمانية يعني يوم الآخرة
العرش محصور في جسم وروح وغذاء ومرتبة , يريد أن العرش الذي يحمله ثمانية المراد الملك الإلهي.
وهذا الملك مشتمل على الجسم وجسم الكل هو الصور الذي بيد إسرافيل عليه السلام من الملائكة، وبيد آدم عليه السلام من الأنبياء، من حيث هو بمنزلة الجسم الكلي للإنسان الذي هو المقصود من العالم.
ومشتمل على الروح، والروح الكلي بيد جبريل عليه السلام من الملائكة، فإنه روح القدس والروح الأمين.
وبيد محمد صلى الله عليه وسلم من الأنبياء، فإنه أبو الأرواح كلها ومشتمل على غذاء الحق من المعادن، والنبات، والحيوانات، وكذا العناصر من النار، والهواء، والماء، والتراب.
وهو بید می?ائیل عليه السلام من الملائكة، وبيد إبراهيم عليه السلام من الأنبياء، ومشتمل على مرتبة، وغايتها المراتب الأخروية في السعادة والشقاوة، ومراتب السعادة بيد رضوان، و مراتب الشقاء بيد مالك.
وإنما لم يجعل هاهنا مع الملك نبي؛ لعدم اختصاص نبي بذلك لمشاركة الكل في إفادة السعادة لمن صدقهم و أطاعهم. والشقاوة لمن كذبهم وخالفهم.
وذلك لأنه (بالأرزاق يكون تغذي المرزوقين)، فيكون مخللا للرزق في جميع أجزائهم ت?ميلا لها، تخلقا بخلق ربه في التكميل.
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :  (فإذا تخلل الرزق) الظاهر (ذات المرزوق بحيث لا يبقى فيه شيء) من أعضائه (إلا تخلله) الرزق وجوبا.
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :  (فإن الغذاء يسري في جميع أجزاء المتغذي كلها)، استحق الجزاء من الله تعالى بأن يتخلل في الإله، أو يتخلل فيه الإله باعتبار الأجزاء التصور ذلك.
ولكن (ما هنالك أجزاء)؛ لكن مقاماته تقوم مقام الأجزاء، (فلا بد أن يتخلل جميع المقامات الإلهية المعبر عنها بالأسماء فتظهر بها) أي: بتلك الأسماء في مظهر إبراهيم عليه السلام عند تخلله (ذاته جل وعلا)، فتكون صفات الحق هي الظاهرة. بمعنى: أنها مناسبة للصفات القديمة إذ لا يتصور انتقال تلك الصفات إلى ما ظهر في إبراهيم التي من صورة الحق، وإذا ظهر ذاته فينا بتلك الأسماء ، فنحن له غذاء في إفادة صفاتنا لما ظهر من صورته فينا، وإن كانت تلك الصفات مناسبة الصفات الحق .

.
يتبع

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: