الاثنين، 1 يوليو 2019

الفقرة الرابعة عشر الجزء الثاني السفر الخامس فص حكمة مهيمية في كلمة إبراهيمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الرابعة عشر الجزء الثاني السفر الخامس فص حكمة مهيمية في كلمة إبراهيمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الرابعة عشر الجزء الثاني السفر الخامس فص حكمة مهيمية في كلمة إبراهيمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الرابعة عشر : الجزء الثاني
مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(فيحمدني و أحمده ... و يعبدني و أعبده
ففي حال أقر به ... و في الأعيان أجحده
فيعرفني و أنكره ... و أعرفه فأشهده
فأنى بالغنى و أنا ... أساعده فأسعده؟
لذاك الحق أوجدني ... فأعلمه فأوجده
بذا جاء الحديث لنا ... و حقق في مقصده )
قال الشيخ رضي الله عنه : (فيحمدني وأحمده ويعبدني فأعبده).
أي، يحمدني بإيجادي على صورته وتكميل نفسي وتجليه لقلبي وتخليصي من سجن الطبيعة وقيد الهوى. وأحمده بلسان الحال بإظهار كمالاته وأحكام صفاته في مرآة عيني، وبحسن القبول لتجلياته، وبلسان القال بتسبيحه وتحميده والثناءعليه.
قال الشيخ رضي الله عنه : (ويعبدني) بخلقي وإيجادي وإظهاري في مراتب الوجود الروحانية والجسمانية العلوية والسفلية، لأن الإيجاد والإظهار للشئ، من الغيب إلى الشهادة، نوع من الخدمة والعبادة. ""عبد الشيء اعده وهيأه لوظيفة ما . من عبد الطريق "".
قال الشيخ رضي الله عنه : (فأعبده) (الفاء) للنتيجة. أي، تترتب عبادتي لي على عبادته لي بالإيجاد والإظهار.
وعبادتي له في الظاهر هي إقامة حدوده وحقوقه وأوامره ونواهيه، وفي الباطن قبول تجلياته الذاتية والأسمائية وإظهار أحكامها.
وإطلاق (العبادة)على الحق وإن كان شنيعا ونوعا من سوء الأدب في الظاهر، لكن أحكام التجليات الإلهية إذا غلب على القلب بحيث يخرجه عن دائرة التكليف وطور العقل، لا يقدر القلب على مراعاة الأدب أصلا، وترك الأدب حينئذ أدب
كما قيل، شعر:
سقوني وقالوا لا تغن ولو سقوا  .... جبال حنين ما سقوني لغنت
وأقول، شعر:
وآداب أرباب العقول لدى الهوى  .... كآداب أهل السكر عند أولى العقل
فلا تعدلن إن قال صب متيم  .... من الوجد شيئا لا يليق بذى الفضل
وفي السكر ما يجرى على ألسن الفتى  .... يضاف إلى الراح المزيلة للعقل
قال الشيخ رضي الله عنه : (ففي حال أقر به  ... وفي الأعيان أجحده)
أي حال غلبة مقام الجمع والوحدة وتجلياته على أقر بوجوده تعالى في مقامه الجمعي، وبرؤيتي جميع الأكوان مستهلكة فانية فيه.
وإذا نظرت في الأعيان والأكوان واختفاء الحق فيها لإظهارها، أجحده لغلبة الكثرة ورؤية الخلق.
إذلا يمكن تعيين موجود من الموجودات في الخارج ممتازا خارجا عنها، حتى يكون ربا معبودا للكل، كما هو شأن المحجوبين من أهل النظر وغيرهم، لأن كل ما هو موجود معين في الخارج، مقيد مشخص، وكل ما هو كذلك، فهو عبد، لأنه محتاج إلى مطلق وما يعينه، والرب هو المطلق الذي لا يتقيد بالإطلاق والتقييد، ويظهر في كل من المراتب الوجودية ويقومها بقيوميته.
وهذا الجحد والإقرار بعينه.
كما قال الشاعر السهروردي القتيل :
رق الزجاج ورقت الخمر  ..... فتشابها وتشاكل الأمر
فكأنما خمر ولا قدح  .... وكأنما قدح ولا خمر
أو أقر به في صور العارفين المكاشفين، وأجحده في
صور المطرودين المحجوبين عند تجليه في الأعيان الوجودية، لا المثالية والأخراوية.
قال الشيخ رضي الله عنه : (فيعرفني وأنكره  ... وأعرفه فأشهده)
أي الحق يعرفني في جميع المواطن والمقامات، وأنا أعرفه في بعض المواطن وأشهده، وفي بعض المواطن لا أعرفه وأنكره، لأن الحق في مقام هويته وأحديته لا يطلع عليه ولا يعرف حقيقته، ولا يمكن أن يعرف.
وفي مقام واحديته يعرفب الصفات والأسماء.
وإذا تجلى بصفة (المنعم) يرغب فيه، وفي صفة (المنتقم) يهرب منه.
وإذا تجلى بصورة لا توجب التعظيم، ينكر، كما جاء في حديث (التحول) أو يكون قوله: قال الشيخ رضي الله عنه : (فيعرفني وأنكره) عن لسان المحجوب.
(وأعرفه فأشهده) عن لسان العارف صاحب الشهود.
قال الشيخ رضي الله عنه : (فأنى بالغنى وأنا  ... أساعده وأسعده؟)
أي، من أين يكون له الغنى عنا مطلقا، ونحن نساعده في ظهور أسمائه وتجلياته وجميع كمالاته فينا؟ لأن القابل مساعد للفاعل في فعله بقبوله ذلك الفعل، كما
قال: (إن تنصروا الله ينصركم). و (النصرة) هي المساعدة. ولتسعده بظهور جماله وجلاله في مرآئي ذواتنا ومظاهر أعياننا.
ولما كان الإسعاد عند الحقيقة عبارة عن إخراج الكمالات التي في الباطن إلى الظاهر وإظهارها، وكمالات الأسماء وظهوراتها كانت بأعياننا - كما جاء في الصحيح أنه، صلى الله عليه وسلم، قال: "والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا،لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله فيغفر لهم".
نسب الشيخ رضى الله عنه الإسعاد بنا، وهو إسعاده لنفسه بنفسه من غير اعتبار تعدد وتكثرفي الحقيقة.
قال الشيخ رضي الله عنه : (لذاك الحق أوجدني  ... فأعلمه وأوجده)
و (لذاك) بـ (اللام)، وفي بعض النسخ بـ (الكاف). ومعناه: كما أساعده وأسعده، كذاك الحق يوجدني ويسعدني.
ومعنى الأول: أوجدني الحق لأعرفإلهيته وربوبيته، كما جاء في الحديث: "كنت كنزا مخفيا...". وقال تعالى: "وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون". أي، ليعرفون. فذاك إشارة إلى قوله: "وأعرفه فأشهده."

وقوله رضي الله عنه : (فأعلمه وأوجده) أي، أعلمه في جميع المظاهر، وأظهره فيها

للمحجوبين، لأنه اختفى فيها بإظهار الخلق. فإذا علمته أنه هو الظاهر في كلمن الموجودات وأظهرت هذا السر للمحجوبين وعرفتهم، تبقى ظاهرا عندهمأيضا. 
وهذا الإظهار مجازاة منا لإظهاره لنا من خفاء الغيب إلى ظهور الشهادة.
ويجوز أن يكون (أوجدني) مطاوعا من (الوجد). أي، جعلني واجدا له ومدركا إياه. فحينئذ يكون معنى : فأوجده فأدركه.
وقوله رضي الله عنه : (بذا جاء الحديث لنا  ... وحقق في مقصده)
أي، بهذا المعنى جاء الحديث المذكور، وهو (كنت كنزا مخفيا...).
وقيل معناه: جاء الحديث لنا فيما قلت، فأعلمه فأوجده. وهو ما نقله رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، عن الله: (قد مثلوني بين أعينهم). أي، أوجدوا لي مثالارأى أعينهم. وهذا كما قال: (أن تعبد الله كأنك تراه...). والأول أنسب للمقام.
(وحقق في مقصده) أي، يحقق في مقصوده ومطلوبه، وهو العبادة والمعرفة، كما قال: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون."
فيجوز أن يكون الكلام من لسان الكمل، إذ بهم تظهر الصفات كلها. و
يجوز أن يكون المراد نفسه، لأنه كشف عن أسراره كشفا ما أتى أحد من الأولياء بمثله. وفيه إيماء حينئذ إلى مقام ختميته للولاية المحمدية. وبعد هذا الكشف الكلى لم يبق إلا كشف خاتم الولاية المطلقة، إذ به تتم الدائرة، فتقوم بعده القيامة.


شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(فيحمدني و أحمده ... و يعبدني و أعبده
ففي حال أقر به ... و في الأعيان أجحده
فيعرفني و أنكره ... و أعرفه فأشهده
فأنى بالغنى و أنا ... أساعده فأسعده؟
لذاك الحق أوجدني ... فأعلمه فأوجده
بذا جاء الحديث لنا ... و حقق في مقصده )
فلذلك نظم الشيخ وقال :
فيحمدني و أحمده   .... و يعبدني و أعبده
( فيحمدني ) بأن يظهرني ويعلن كمالاتي بتغذيته وجوده لي .
( وأحمده ) بإظهاري كمالاته ، بأن غذيته بأحكامي وأظهرت وجوده بكماله الأسمائي بها ( ويعبدني) - بامتثاله ما قلت له من أمر التكليف وسائر ما يلزم العين من الأحكام -"و بمعنى من عبد الطريق اى اعده وجهزه للوظيفته".
( وأعبده ) بالتزامي ذلك التكليف وانقيادي لسائر أحكامه أمرا كان أو نهيا وبالجملة ، سائر الأسماء إنّما يظهر في طيّ تقابل عين العبد للحقّ ، ولكنّ  للحقّ السبق في الاتّصاف ، وذلك لأنّ منه الوجود ، وبه يظهر سائر الأسماء - وجوديّا كان أو عدميّا .
ومعلوم أنّ الحامد العابد في قوس الوجود من القوسين هو الحقّ ، والمحمود المعبود العبد ، وفي قوس الشهود منهما بالعكس .
فلذلك قال الشيخ رضي الله عنه : ( ففي حال ) أي في مشاهد العلوم والأذواق - ( اقرّ به ) لأنّها مواقف حمده وعبوديّته .
( وفي الأعيان ) أي في مجالي عالم الشهادة والعيان ( أجحده ) لأنّها منتهى مراتب قوس محموديّته ومعبوديّته .
( فيعرفني ) في هذا الموطن لأنّه الحامد فيه - ( وأنكره ) ( وأعرفه ) - عند العروج في مراقي قوس الشهود ( فأشهده ) وذلك هو الغاية للحركة الوجوديّة والسير الكمالي .
ولا يخفى أنّ العبد هو المساعد للحقّ في استحصال تلك الغاية والممدّ له ، فكيف يصحّ له الغناء ؟ وإليه أشار الشيخ بقوله :( فأنّى بالغنا ، وأنا   .... أساعده واسعده )
( لذاك ) المساعدة والإسعاد ( الحقّ أوجدني ) بالوجود العيني . فأعلمه و أوجده ) بالوجود العلمي الشهودي في مشهدي السمع والبصر .
( بذا جاء الحديث لنا ) ورد : " كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به " .
وذلك لأنّه أسند الفعلين - اللذين بهما يتحقّق السمع والبصر ، اللذان بهما يتكوّن الحقّ - إلى العبد - فهو فاعله وهذا المشهد الكوني الذي فيه هو مشهده الكمالي ومقصده الغائي .
وإليه أشار الشيخ بقوله : ( وحقّق في مقصده ).

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(فيحمدني و أحمده ... و يعبدني و أعبده
ففي حال أقر به ... و في الأعيان أجحده
فيعرفني و أنكره ... و أعرفه فأشهده
فأنى بالغنى و أنا ... أساعده فأسعده؟
لذاك الحق أوجدني ... فأعلمه فأوجده
بذا جاء الحديث لنا ... و حقق في مقصده )
قال الشيخ رضي الله عنه : " غير أنك تسمى مكلفا و ما كلفك إلا بما قلت له كلفني بحالك و بما أنت عليه. و لا يسمى مكلفا: اسم مفعول. فيحمدني و أحمده ... و يعبدني و أعبده .ففي حال أقر به ... و في الأعيان أجحده . فيعرفني و أنكره ... و أعرفه فأشهده .فأنى بالغنى و أنا ... أساعده فأسعده؟"
فقال : (غير أنك تسمى مكلفا) اسم مفعول لتكليفه إياك (و) لكنه (ما كلفك إلا بما قلت له كلفني بحالك وبما أنت عليه).
يعني ما كلف الحق سبحانه إلا بما قلت له بلسان حالك وبتان ما أنت عليه من الاستعداد كلفني به ، فبالحقيقة ما كلفك إلا نفسك.
فالجار والمجرور في قوله : بحالك، وقوله : بما أنت متعلق بالقول لا بالتكليف (ولا يسمى) هو سبحانه (مكلفا اسم مفعول) بل هذا الاسم مختص بك.
شعر: (فيحمدني) بإفاضة الوجود على وإظهاره ?مالاتي بها أولا وثانية علي بكلامه حين يثني على عباده على اختلاف درجات ثنائنا وبالنسبة عبادة ثالثا.
(وأحمده) بجميع السنتي انفولية والحالية والفعلية .
(ويعبدني)، أي يعطيني فيما أطلب منه بلسان حالي و استعدادي من الوجود وتوابعه (فاعبده) "وهذا لايكون الا عند التلون والتقلب في التجليات" .
ش?را لعبادته لي "هوالآن يتكلم الآن بلسان الحق مخاطبا نفسه العبد وكل العباد ظاهره حق وباطنه عبد ".
وعبادتي له "هو الآن يتكلم بلسانه كعبد وككل العباد  مخاطبا الحق - ظاهره عبد وباطنه حق " ,في الظاهر إقامة حدوده وحقوقه وأوامره ونواهيه . وفي الباطن قبول تجلياته الذائية والأسمائية.
وكان إطلاق العبادة على الحق سبحانه وتعالى بناء على المشاكلة وإلا فالشيخ رضي الله عنه كما يعلم من مؤلفاته من الأدباء المتم?نین لا المغلوبين.
(ففي حال)، أي حال تجليه في المراتب الإلهية (أقر به وفي حال)، أي حال تجليه في الأعيان الكونية (أجحده) وأنكره لاتصافها بما ينافي المرتبة الإلهية .
كان هذا بلسان الإلهية كان هذا بلسان حال المحجوبين وإلا فصاحب الشهود يراه في كل شيء ويقر به .
(فيعرفني) في جميع المواطن (وأنكره) النكرة ضد المعرفة , وقد ن?رت الرجل بالكسر نكرة ون?ورا و أنكرته و استنكرته، كله بمعنى .
فقوله : أنكره إما بفتح الكاف من التنكر أو بكسرها من الإنكار بمعناه لا بمعنى الجحود في بعضها، أي لا أعرفه .
(و) ویعد ما أنكره (أعرفه) برفع الحجب (فأشهده) شهودا عيانيا في المجالي التفصيلية .
(فاني)، أي من أين يتصف (بالعين) مطلقا (وأنا أساعده وأسعده)، أي أنصره وأعينه في ظهور كماله الأسمائي فثبوت ألعين له إنما هو باعتبار الكمال الذاتي لا مطلقا.
.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: