السبت، 29 يونيو 2019

سفر خطبة الكتاب فص حكمة ختمية في كلمة محمدية الفقرة السابعة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

سفر خطبة الكتاب فص حكمة ختمية في كلمة محمدية الفقرة السابعة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

سفر خطبة الكتاب فص حكمة ختمية في كلمة محمدية الفقرة السابعة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
الفقرة السابعة : الجزء الثاني
كتاب مجمع البحرين في شرح الفصين الشيخ ناصر بن الحسن السبتي الكيلاني 940هـ:
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (حتى أكون مترجما لا متحكما ، ليتحقق من يقف عليه من أهل الله أصحاب القلوب أنه من مقام التقديس المنزه عن الأغراض النفسية التي يدخلها التلبيس.)
قوله رضي اللّه عنه (حتى أكون مترجما):
يتعلق بسألت، فإن قيل قوله رضي الله عنه حتى أكون متن بما يدل على أنه كان أخذ المعاني و ترجمها بألفاظ و عبارات مناسبة من عنده كما هو عادة الترجمان.
قلنا: ليس الأمر هكذا بل الترجمة تطلق أيضا على إبعاد الكلام من الأصل . 
كما قال الشيخ رضي الله عنه في الباب التاسع و العشرين و ثلاثمائة في القرآن: إنه كلام الله بلا شك، و الترجمة للمتكلم به كان ممن كان انتهى كلامه رضي الله عنه . فما ترجم في القرآن إلا أنه قرأ مثل ما سمع.
و قال رضي الله عنه: خلق الإنسان علمه البيان، فنزل عليه القرآن ليترجم عنه كما علمه الحق من البيان الذي لم يقبله إلا هذا الإنسان فافهم. 
أو يقول: بل هو سؤال مستأنف و إضراب عن الأول، و يطلب هذا الحال في جميع الأحوال و الأقوال، إلا أنه كان ترجمان لهذا الكتاب و أراد ثبوته و تحققه كما فهمه الشارح القيصري، و حكم به رحمة الله ببادئ الرأي فافهم . 
( لا متحكّما) التحكم: التصرف لإظهار الخصوصية بلسان الانبساط في الدعاوى، و هذا أضرب من الشطح، أو قريب منه لما يتوهّم من دخول حظ النفس فيه إلا أن يكون عن أمر إلهي . 
قال رضي الله عنه : 
مهما تحكّم عارف في خلقه    ...... من غير أمر فالرعونة قائمة
ترك  التحكّم  نعت كل  .....    لزم الحياء و لو أتته راغمة
( ليتحقّق ): أي أبرزت الكتاب على الوفق المشروح ليتحقق من وقف عليه من أهل الله الذين لهم أحدية الأسماء الإلهية، لا المقيدون بالأذواق، و المشارب، و لا المتوسطون من أرباب الأحوال . 
( أصحاب القلوب ): أي أعني من أهل أصحاب القلوب أن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب فينقلب مع الحق حيث يتجلى، و لا يتقيد فيعلم أنه: أي الكتاب بألفاظه و حروفه و نظمه و ترتيبه، فإنه ما يسمى الكتاب كتابا إلا بهذه الأشياء.
(من مقام التقديس المنزه عن الأغراض النفيسة)، و المقدّس عن لوث شرب الحدوث، فإذا عرف صاحب قلب من أهل الله هذا التحقيق من الشيخ رضي الله عنه أقرّ بكماله، و أثنى عليه، و سبحه بحمده . 
ورد في الحديث الصحيح : "ليس شيء أحب إلى الله من أن يمدح" رواه المناوي فيض القدير .
ذكره رضي الله عنه هذا الحديث في الباب الثامن والتسعون ومائة  من الفتوحات :  "وقد ورد في الصحيح ليس شيء أحب إلى الله من أن يمدح  ,والمدح بالتجاوز عن المسيء غاية المدح فالله أولى به تعالى" .أهـ
وذكره رضي  الله عنه هذا الحديث في الباب التاسع والخمسون وخمسمائة من الفتوحات : " ولا يوصف بالكرم فما في الوجود إلا تاجر لمن فهم ما شيء أحب إلى الله من أن يمدح وما يمدح إلا بما منح فما جاد الكريم إلا على ذاته بما يحمده من صفاته ".أهـ
وذكره رضي  الله عنه هذا الحديث في الباب التاسع والخمسون وخمسمائة من الفتوحات :  " والأصلح لما جبلت عليه النفوس من دفع المضار وجلب المنافع وقال :قد ثبت في الخبر أنه ليس شيء أحب إلى الله من أن يمدح وهو لا يتضرر بالذم وأنت تتضرر لأنك تألم " .أهـ
وذكره رضي  الله عنه هذا الحديث في الباب الموفي ستين وخمسمائة من الفتوحات :
" فهذا معنى قوله الدين النصيحة لله أي في حق الله فإنه يسعى في أن يثني على الله إذا عفا بما يكون ثناء حسنا ولا سيما وقد ورد في الحديث الثابت أنه لا شيء أحب إلى الله من أن يمدح " .أهـ
5198 – "أما إن ربك يحب المدح - وفى لفظ الحمد" (أحمد، والبخارى فى الأدب، والنسائى، وابن سعد، والطحاوى، والباوردى، وابن قانع، والطبرانى، والحاكم، والبيهقى فى شعب الإيمان، والضياء عن الأسود بن سريع)
أخرجه أحمد (3/435، رقم 15624، 15628، 15629) . قال الهيثمى (10/95) : أحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح. والبخارى فى الأدب المفرد (1/298، رقم 859) ، والنسائى فى الكبرى (4/416، رقم 7745) ، وابن سعد (7/41) ، والطحاوى (4/298) ، وابن قانع (1/18) ، والطبرانى (1/283، رقم 824) ، والحاكم (3/712،
رقم 6575) وقال: صحيح الإسناد. والبيهقى فى شعب الإيمان (4/89، رقم 4366) ، والضياء (4/250، رقم 1447) . ، و في لفظ الحمد رواه الأسود بن سريع ذكره في "جمع الجوامع "، وهكذا الإنسان الكامل حبب إليه ما أحبه الله تعالى.
ورد في الحديث : "ليس أحد أحب إليه المدح من الله ولا أحد أكثر معاذير من الله" المناوي فيض القدير و جمع الجوامع قال الألباني صحيح
ثم نرجع و نقول:
إن مقام التقديس هو حظيرة القدس هو الطهارة والطهارة ذاتية وعرضية، فالذّاتية كتقديس الحضرة الإلهية التي أعطاها الاسم القدوس وهي المقدّس عن أن يقبل التأثير من حيث ذاتها.
فإن قبول الأثر تعبير في القابل والحضرة مقدسة عنه، فالقدس الذاتي لا يقبل التغيير جملة واحدة. 
وأمّا القدس العرضي فيقبل التغيير و هو النقيض و تفاوت الناس في هذا فتقديس النفوس بالرياضات وهي تهذيب الأخلاق، وتقديس المزاج بالمجاهدات، وتقديس العقول بالمكاشفات والمطالعات، وتقديس الجوارح بالوقوف عند الحدود المشروعات، ونقيض هذا القدس قبول ما يناقضها، ومهما لم يمنع فلا يكون حظيرة قدس فإن الحظر المنيع.
كما قال تعالى: "وما كان عطاءُ ربِّك محْظورًاً " [ الإسراء :  20]: أي ممنوعا و الأرواح المدبرة للأجسام العصرية لا يمكن أن تدخل أبدا حظيرة القدس لأن ظلمة الطبع لا تزال تصحب الأرواح المدبرة في الدنيا و الآخرة.
إذا فهمت هذا فاعلم أن الشيخ الأكبر رضي الله عنه نبه بعلمه على مكانته من الله تعالى و قدره مكانه من ظهور مكنون سره، و أشار إلى أن الكتاب من مقام التقديس الذاتي الذي هو حظيرة القدس المقدسة، عن التغيير والتبديل حين الانسلاخ عن أحكام البشرية، والإعراض عن الأغراض النفسية، (التي يدخلها التلبيس).
والتلبيس ستر الحقيقة و إظهارها بخلاف ما هي عليها يقال: ليس فلان على فلان إذا ستر عنه الشيء و أراه بخلاف ما ستر.
فالأغراض النفسية هي التي تلبس الحق بالباطل، و الباطل بالحق، فهو مقام المشابهات، و مأخذ الشيخ رضي الله عنه أم الكتاب، حيث لا كذب و لا تدنيس، و لا جهل و لا تدليس، و لا شبهة و لا تلبيس فافهم .
واعتمد على هذا القول أنه من المحكمات حتى لا يفوتك علم، و أرجو لسان أدب مع الله تعالى و اقتداء بالسنة السنية . 
.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: