السبت، 29 يونيو 2019

الفقرة الثامنة عشر الجزء الثاني .السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

الفقرة الثامنة عشر الجزء الثاني .السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

الفقرة الثامنة عشر الجزء الثاني .السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي


الفقرة الثامنة عشر :الجزء الثانيكتاب مجمع البحرين في شرح الفصين الشيخ ناصر بن الحسن السبتي الكيلاني 940 هـ:
قال الشيخ رضي الله عنه : (فتقبل الحكم في الأعيان الموجودة ولا تقبل التفصيل ولا التجزي فإن ذلك محال عليها، فإنها بذاتها في كل موصوف بها كالإنسانية في كل شخص من هذا النوع الخاص لم تتفصل ولم تتعدد بتعدد الأشخاص ولا برحت معقولة. )
قال الشيخ المصنف رضي الله عنه : [ فتقبل الحكم في الأعيان الموجودة و لا تقبل التفصيل و لا التجزئ فإن ذلك محال عليها .  فإنها بذاتها في كل موصوف بها كالإنسانية في كل شخص شخص من هذا النوع الخاص لم تنفصل و لم تتعدد بتعدد الأشخاص، و لا برحت معقولة] .

قال الشارح رضي الله عنه :
( فتقبل الحكم و الأثر في الأعيان الموجودة ): أي تقبل هذه الأمور الكلية الأثر في ظهوره في الخارج في الأعيان الظاهرة .
( ولا تقبل التفصيل و التجزئ ): أي مع ظهورها في الأعيان الخارجية لا تقبل ذلك .
فإن ذلك محال عليها فإنها بذاتها في كل موصوف بها كالإنسانية في كل شخص شخص من هذا النوع الخاص لم يتفصّل، و لم تتعدد بتعدد الأشخاص.
(و لا برحت معقولة) لأنها مراتب و المراتب ما تنتقل و لا تزال عن مراتبها .

ومثال هذا الأمر الكلي في الحس كالبياض و السواد في كل أسود، و كذلك الإشكال و هو على حقيقته من المعقولية، و الذي وقع عليه الحس إنما هو المتلوّن و المتشكّل، هذا مثل مضروب للحقائق الكلية التي اتّصف الحق بها و الخلق بها فهي للحق اسما، و للخلق أكوان وأوصاف.
فلمّا أثبت رضي الله عنه الروابط الموجودة المشهودة بين المعدومات و الموجودات التي هي من أقوى الارتباطات لأنها من الجانبين بوجهين مختلفين، فإنها أربط و أضبط، فيريد أن يذكر على سبيل الملازمة، فإنها أتم في المبالغة حصول الارتباط الواقع بين الموجودات بأتمّ ما يكون في العالم حتى يبني عليه أحكام الإلهيات بملازمة الملازمة.

"" أضاف الجامع : في مفهوم ( العين الثابتة ) عند الشيخ الأكبر تقول الدكتورة سعاد الحكيم :  
عبارة ( عين ثابتة ) مركبة من لفظين ، يقصد ابن العربي الطائي الحاتمي بالعين : الحقيقة والذات أو الماهية .
ويقصد ( بالثبوت ) هنا : الوجود العقلي أو الذهني كوجود ماهية الإنسان أو ماهية المثلث في الذهن ، في مقابل ( الوجود ) الذي يقصد به التحقق خارج الذهن في الزمان والمكان ، كوجود أفراد الإنسان وأفراد المثلث في العالم الخارجي .
إذن ، عندما يتكلم ابن العربي الطائي الحاتمي على ( الأعيان الثابتة ) إنما يقرر وجود عالم معقول توجد فيه حقائق الأشياء أو أعيانها المعقولة . إلى جانب العالم الخارجي المحسوس الذي توجد فيه أشخاص الموجودات .
وهذه الأعيان الثابتة في وجودها العقلي المسلوب عنه صفة الوجود الخارجي ، كثيرا ما يصفها ابن العربي الطائي الحاتمي ( بالمعدومات ) ، أو ( بالأمور العدمية ) .
ولنفصل الآن نظرية ابن العربي الطائي الحاتمي ( بالأعيان الثابتة ) وعالمها أي عالم الثبوت .
" إن الوجود والعدم الثبوتي نسبتان وإضافتان تطلقان على ( العين ) وليستا صفتين ترجعان إلى الموجود - فالثبوت أمر وجودي عقلي لا عيني .
يقول ابن العربي الطائي الحاتمي : " والثبوت أمر وجودي عقلي لا عيني بل نسبي ".
" تشكل الأعيان الثابتة مرتبة بين الحق في غيبه المطلق وبين العالم المحسوس . فهي من ناحية أول تنزل من تنزلات الحق من مرتبة بطونه ، إنها (الفيض الأقدس) الذي يمثل ظهور الحق بنفسه لنفسه في صور الأعيان الثابتة .
وهي من ناحية ثانية (المثال) الثابت في علم الله المعدوم في العالم الخارجي والذي له الأثر في كل موجود بل هو أصل الموجودات 

ويقول ابن العربي الطائي الحاتمي :
" ومعلوم أنه يخلق الأشياء ويخرجها من العدم إلى الوجود ،  فهو يخرجها من وجود لم ندركه إلى وجود ندركه ، إن عدمها من العدم الإضافي ، فإن الأشياء في حال عدمها مشهودة له يميزها بأعيانها مفصل بعضها عن بعض ما عنده فيها إجمال .
لأن الأشياء لا وجود لها في أعيانها بل لها الثبوت والذي استفادته من الحق الوجود العيني : فتفصلت للناظرين ولا نفسها ولم تزل مفصلة عند الله تفصيلا ثبوتيا ، ثم لما ظهرت في أعيانها ، فإن الإمكان ما فارقها حكمه .
فلما كان الإمكان لا يفارقها طرفة عين ولا يصح خروجها منه ، فما لها خروج من خزائن إمكانها وإنما الحق سبحانه فتح أبواب هذه الخزائن حتى نظرنا إليها ونظرت إلينا ونحن فيها وخارجون عنها" .
يتضح من النصوص السابقة أن الأعيان الثابتة رغم ظهورها في الوجود الخارجي لم تفارق إمكانها ، فهي رغم كونها أزلية من حيث ثبوتها في علم الله ما شمت رائحة الوجود. " فهى كظهور الصور في المرآة "

ويقول ابن العربي الطائي الحاتمي : 
" لأن الأعيان التي لها العدم الثابتة فيه ما شمت رائحة من الموجود ، فهي على حالها مع تعداد الصور في الموجودات " .

أن عالم الثبوت هو العلم الإلهي أو الحضرة العلمية ، التي ظهر عنها كل موجود في العالم - وهو عالم بسيط مفرد يحوي كل موجود ( كلي - معنوي - عقلي - جزئي ) ظهر في عالمنا المحسوس"
يقول ابن العربي الطائي الحاتمي : 
" فمن كان مؤمنا في ثبوت عينه وحال عدمه ظهر بتلك الصورة في حال وجوده 
".

كلمة أخيرة :
إن العالم الحسي الذي يمثل تنزلا ثانيا من تنزلات الحق في طريق ظهوره لا يلغي بوجوده عالم الأعيان الثابتة .
إذن ، ابن العربي الطائي الحاتمي احتفظ في تركيبه الميتافيزيقي للعالم بعالمين متوازيين حتى في الجزئيات :
أحدهما : ( عالم الثبوت ) الأصل في كل ما يظهر في الأخر ( العالم المحسوس ) .
وقد استنتجنا وجود العالمين عنده في آن واحد ، من نصوص تشعر بهذه الازدواجية .

يقول ابن العربي الطائي الحاتمي :
" وإما أن يكشف له ( العبد ) عن عينه الثابتة وانتقالات الأحوال عليها إلى ما لا يتناهى" .
فالعبد له وجود في هذا العالم المحسوس ، وله ثبوت في عالم الأعيان الثابتة في آن واحد ، وأن كان لا يحس ثبوت عينه.
فالحق يتجلى على الدوام ومع الأنفاس في صور الأعيان الثابتة فيض اقدس ) وفي صور الأعيان الموجودة فيض مقدس ) . أهـ ""
.
.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: