السبت، 29 يونيو 2019

سفر خطبة الكتاب فص حكمة ختمية في كلمة محمدية الفقرة العاشرة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

سفر خطبة الكتاب فص حكمة ختمية في كلمة محمدية الفقرة العاشرة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

سفر خطبة الكتاب فص حكمة ختمية في كلمة محمدية الفقرة العاشرة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي 
الفقرة العاشرة : الجزء الثاني:
كتاب مجمع البحرين في شرح الفصين الشيخ ناصر بن الحسن السبتي الكيلاني 940هـ:
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (ومن الله أرجو أن أكون ممن أيد فتأيد وأيد بالشرع المحمدي المطهر فتقيد وقيد، وحشرنا في زمرته كما جعلنا من أمته.)
(و من الله ) قدّم المعمول على العامل اهتماما بذكره كما يقال: قدّم الجار على الدار، هكذا فعلت آسيا امرأة فرعون، وذكرها الحق في كتابه وهو قوله: "إذْ قالتْ رب ابنِ لي عِنْدك بيْتاً في الجنّةِ ونجني مِنْ فرْعوْن و عملهِ ونجنِي مِن القوْم الظّالمِين" [ التحريم: 11]،هذا ذكر الجار قبل الدار. 
( أرجو أن أكون) وهذا لسان الأدب مع الله و رسوله، و إلا وقوع المرجو ثابت لا محالة، فإنه علي كشف منه . 
( ممن أيد بتأييد الله) فتأييد بقبوله إياه، و أيد غيره به، و قيد بالشرع المطهر عن لوث . 
( حدوث النسخ المحمدي صلى الله عليه و سلم) الجامع لجميع الشرائع و الأحكام، كما قيل في المثل: كل صيد في الفراء فتقيد: أي قبل القيد، و قيد: أي غير به .
( و حشرنا في زمرته )أي جعل الله، حشرنا في زمرته التي هي جماعة الأنبياء و الرسل لا الأمم، فتحشر كمّل هذه الأمة في صفوف الأنبياء و الرسل لا في صفوف الأمم، فما من رسول إلا و لجانبه عالم وارث من علماء هذه الأمة أو أكثر . 
و من أعجب ما عندنا من العناية الإلهية أن كل رسول يحشر جزئي الحكم لاقترانه بطائفة مخصوصة، و القطب منا: أي من المحمديين ليس كذلك، فإنه عام جامع لكل من في زمانه من بر و فاجر و صالح و طالح . 
و من هذه النفخة قال القطب عبد القادر الكيلاني قدّس سره: أوتيتم اللقب، و أوتينا ما لم تؤتوا . 
( كما جعلنا من أمته )، ورد في الخبر الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : 
" مثل أمتي كحديقة قام عليها صاحبها، فاحتدر رواكيها، و هيأ مساكنها، و حلق سعفها فأطعم عاما فوجا، و عاما فوجا، فلعل آخرها طعما أن يكون أجودهما قنوانا و أطولهما شمراخا، و الذي بعثني بالحق نبيا ليجدن عيسى بن مريم في أمتي خلفاء من حواريه". ذكره أبو نعيم عن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه . وذكره الديلمي في الفردوس.
و أمته خير أمة أخرجت للناس لما كان نبينا آخر الأنبياء و كانت آخر الأمم، صحّ للوارث منهم أن يرث نبيه و يرث جميع الأنبياء، و لا يكون هذه الأمة غير هذه الأمة أبدا، بل هم شهداء على سائر الأمم، و هي مرتبة النبوّة، فافهم . 
( شهداء على أممهم) قال تعالى في الأنبياء عليهم السلام: " ويوْم نبعثُ في كُل أمّةٍ شهِيداً عليْهِمْ مِنْ أنْـفُسِهِمْ وجِئْنا بك شهِيداً على هؤلاءِ ونزّلْنا عليك الكِتاب تبْياناً لكُل شيْءٍ وهُدىً و رحْمةً وبشْرى  للْمُسْلِمِين" [ النحل: 89] . 
و قيل فينا: "لتكُونوا شُهداء على النّاسِ" [ البقرة: 143] فقد شوركنا مع الأنبياء في هذا، فهذه مواطن تحشر مع الأنبياء عليهم السلام .
قال رضي الله عنه في أسئلة الترمذي قدّس سره من "الفتوحات ": إن اثني عشر نبيا صلوات الله عليهم صاموا نهارهم، وقاموا ليلهم مع طول أعمارهم سؤالا، و رغبة و رجاء أن يكونوا من أمته صلى الله عليه و سلم و هم مع من أحبوه يوم القيامة، فافهم . 
فإذا تفطنت لهذه الكلمات التي أوردناها، عرفت قدر المحمدي وقدر ملته: أي ما ترى أن  أقرب النوافل مقام لا يحصل إلا عن فروع الأعمار و هي النوافل للمحمّدي، و هي تنتج المحبة الإلهية، و المحبة تورث العبد أن يكون الحق عين قواه فهذا القرب له فرع، عن فرع، عن فرع، و هو خلق مكتسب للمحمّدي من هذه الفروع.
قال الشيخ رضي الله عنه في الباب الثالث عشر وثلاثمائة في الفتوحات : 
اعلم أيدك الله أن أصل أرواحنا روح محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فهو أول الآباء روحا وآدم أول الآباء جسما ونوح أول رسول أرسل . ومن كان قبله إنما كانوا أنبياء كل واحد على شريعة من ربه . أهـ
و هو لخضر عليه السلام كان أصلا من عناية إلهية بالرحمة التي أتاه الله و عن تلك كان له هذا العلم، فإذا عرفت هذا التفصيل عرفت التفضيل و السبق لهذه الأمة المحمدية، و الملة الأحمدية: أي فرع فرع فرعهم أصل لخضر عليه السلام، و مثل موسى عليه السلام يطلب منه و لم يصبر عليه . 
قيل: إن إبراهيم الخوّاص قدّس سره لاقي خضر عليه السلام في البادية وطلب عليه السلام المرافقة في الطريق فأبى قدّس سره، فسئل قدّس سره عن الآباء . 
فقال إنه عليه السلام حلو الكلام: خفت أن يشغلني عما أنا فيه، فانظر منزلة المحمّدي أين تميزت؟ 
و كيف تميزت؟ فلهذا كانوا يتمنون أن يكونوا محمّديين، فافهم 

.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: