الاثنين، 1 يوليو 2019

الفقرة السادسة عشر الجزء الأول السفر الخامس فص حكمة مهيمية في كلمة إبراهيمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة السادسة عشر الجزء الأول السفر الخامس فص حكمة مهيمية في كلمة إبراهيمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة السادسة عشر الجزء الأول السفر الخامس فص حكمة مهيمية في كلمة إبراهيمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة السادسة عشر: الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
فنحن له كما ثبتت ... أدلتنا ونحن لنا
وليس له سوى كوني ... فنحن له كنحن بنا
فلي وجهان هو وأنا ... و ليس له أنا بأنا
ولكن في مظهره ... فنحن له كمثل إنا
و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل.)
قال الشيخ رضي الله عنه : (فنحن له كما ثبتت ... أدلتنا ونحن لنا
وليس له سوى كوني ... فنحن له كنحن بنا ، فلي وجهان هو وأنا ... و ليس له أنا بأنا
ولكن في مظهره ... فنحن له كمثل إنا  ،و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل.)
قال الشيخ رضي الله عنه : (فنحن) معشر الممكنات المقدرة المفروضة في علمه سبحانه (له)، أي للحق سبحانه يظهر وجوده المطلق مقيدة بنا (كما ثبتت)، أي صحت بذلك (أدلتنا) جمع دلیل وذلك في الكتاب والسنة.
قال تعالى: "لله ما في السموات وما في الأرض" [النساء: 162]. "وإليه يرجع الأمر كله" [هود: 123]."واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله" [البقرة: 281]، "والأمر يومئذ لله" [الانفطار: 19]. وقال تعالى : "وله كل شئ" [النمل: 91].
وروى البخاري ومسلم ومالك في الموطأ وأبو داود بإسنادهم إلى أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل: «يسب بنو آدم الدهر، وأنا الدهر بيدي الليل والنهار». البخاري ومسلم وابن حبان والنسائي في السنن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله هو الدهر". رواه ابن حبان و ابن حجر في الأدب المفرد وسنن ابن أبى عاصم وموطأ مالك ومسند البزار ومسند أحمد
وفي رواية أخرى: «أقلب ليله ونهاره وإذا شئت قبضتهما ». رواه مسلم وابن حبان.
وفي أخرى قال الله تعالى: «يؤذيني ابن آدم يقول : يا خيبة الدهر فلا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر فإني الدهر أقلب ليله ونهاره» .رواه مسلم وابن حبان.
، ولا شك أن المراد كل شيء يوجد في الدهر من محسوسات ومعقولات، لأنها موضع السب أو المدح لا نفس الزمان، وكل الأشياء الله سبحانه، لأنه هو الظاهر بها لكونه المؤثر وحده لا تأثير لشيء معه أصلا.
ونحن في وجه آخر (لنا)، أي ظاهرون لأنفسنا وهو مشهد الغفلة (وليس له)، أي للحق تعالی مني .
حيث قلت : نحن له (سوی) مجرد (كوني)، أي وجودي بمعنى إيجادي به فوجودي به هو وأما تقديري وصورتي الممكنة العدمية في الظاهر والباطن فليست هو.
(فنحن له)، أي معنى ?وننا له (كنحن بنا)، أي يكفي كوننا بأنفسنا من جهة الصورة الإمكانية ، فنحن له كذلك من جهة الصورة الإمكانية لا غير.
ولهذا قال ابن الفارض قدس الله سره:
تراه إن غاب عن كل جارحة     …. في معنى لطيف رائق بهج
إلى آخر الأبيات، فأثبت له الغيبة من حيث وجوده المطلق وأخبر أنه يراه في كل معنی، وذلك من حيث ظهوره في الصور المعقولة والمحسوسة.
فلو حضر الغيب المطلق لبطل الظهور في الصور، ولهذا شرط لظهوره في الصور ورؤيته فيها غيبته عنه من حيث الوجود المطلق.
ثم اعلم بأن ظهوره تعالى في الصور في غيبة وجوده المطلق يقال له: خلق أيضا من وجه آخر وهما شيء واحد .
ولهذا شبه الشيخ قدس الله سره أحدهما بالآخر في قوله:
فنحن له ?نحن بنا، أي ظهور ما في صورنا كظهورنا نحن في صورنا بأنفسنا.
ثم شرع يفرق بينهما فقال: (فلي)، أي من حيث أنا مم?ن متصور في الصورة الباطنية والظاهرية (وجهان). أي اعتباران .
الوجه الأول (هو) وذلك ظهور في صورتي حسين وعقلا .
(و) الوجه الثاني (أنا) وهو العبد المخصوص بالصورة المحسوسة والمعقولة. (وليس له)، أي للحق تعالى (أنا) من حيث صورتي حسا وعقلا المغايرة له.
(بانا) من هذه الحيثية بل له أنا من حيث صورتي عقلا وحسا من دون مغايرة له، فأنا له غير أنا لنفسي وإن كانت الصورة واحدة.
فإنهما اثنان لكل واحد منهما حكم ليس للآخر، فالسر في النفس والقلب، فالنفس لي والقلب له، والنفس هي القلب إلا أنها غيره.
فالجمود للنفس والتقلب للقلب، والجهل للنفس والعلم للقلب، فالنفس تصير قلبا بالتقلب بالله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : «قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف شاء» . رواه الحاكم والنسائي
وقال  صلى الله عليه وسلم : «اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك». رواه الترمذي وابن ماجة
وقال  صلى الله عليه وسلم : «ما وسعني أرضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن».ذكره الزركشي في " التذكرة" والسخاوي في " المقاصد الحسنة " ، والملا علي القاري في " الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة " ، والعجلوني في " كشف الخفاء ".
والقلب يصير نفسا للمنافسة للحق والجمود على الظواهر.
وفي الأثر: «من عرف نفسه فقد عرف ربه» .ذكره المناوي في التيسير بإسناد جيد وكذلك فى فتح القدير و ذكره على القاري فى مشكاة المصابيح
""قال الشيخ الأكبر محيي الدين: هذا الحديث «من عرف نفسه فقد عرف ربه» ؛ وإن لم يصح من طريق الرواية؛ فقد صح عندنا من طريق الكشف.
تؤكده صحته الآية :"سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ[فصلت : اية41 ] فمن عرف نفسه فقد عرف ربه.""
وقال صلى الله عليه وسلم  في الحديث القدسي «عاد نفسك فإنها انتصبت لمعاداتي». أورده الآمدي في الأحكام
""وقال صلى الله عليه وسلم "أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك " اخرجه البيهقي في الزهد و الديلمي""
(ولكن في)، أي في نفسي وصورتي (مظهره)، أي موضع ظهوره، فالظهور له وأنا آلة الظهور، كالحروف المركبة في الكلمة آلة ظهور المعاني من غير حلول ولا اتحاد، فلولا المعاني ما ظهرت الحروف ولا كانت موجودة، إذ ليس الحروف مقصودة لذاتها، ولولا الحروف ما ظهرت المعاني للغير ولا تبينت، فالحروف ظروف المعاني من غير ظرفية.
ولهذا قال: (فنحن) معشر المخلوقات المحسوسة والمعقولة (له)، أي للحق تعالی باعتبار ظهوره في حضرات صفاته وأسمائه لا باعتبار ذاته، لأنه باعتبار الذات غني عن العالمين.
ولهذا أتي باسم الجلالة الذي هو اسم للذات الجامع لجميع الأسماء فقال : "فإن الله غني عن العالمين " [آل عمران: 97] .
(مثل إناء) بكسر الهمزة، أي وعاء ولسنا له إناء ووعاء حقيقة بل نشبه ذلك ""فنحن اقرب الى المرآة لإظهار التجليات الإلهية "".
لأنه وجود مطلق، ونحن إمكان مقيد، وقد ظهرنا موجودين والوجود ليس لنا وليس هو مكررا بل الوجود له تعالی وحده. وهو واحد لا يمكن أن يكون وجودين.
وإلا لشهدناه نوعين أو أكثر وهو نوع واحد حسا وعقلا، والإمكانات المقيدة كثيرة متنوعة إلى أنواع مختلفة، وتارة تنصبغ به بلا انصباغ، وتارة تعري عنه.
وهذا كله قطعی لا شك فيه عند أهل البصائر، فإذا ظهر الممكن المقيد منصبغة بالوجود وهو في نفسه عدم صرف كان ذلك الممكن المقيد بمنزلة الإناء والوعاء للوجود المطلق.
وليس ثم إناء ولا وعاء وإلا لكان الممكن موجودة من جهة نفسه أو من جهة موجود آخر غير الحق تعالى وهو باطل.
فإنه لا موجود لكل شيء إلا الحق تعالى وحده لا شريك له، فلا إناء ولا وعاء في الوجود بل الكل عدم "بالنسبة الى وجود الحق" .
والوجود الواحد المطلق الذي هو الحق تعالی متوجه بتصوير كل ممكن و تقديره، فبالضرورة يظهر ذلك الممكن موجودا بوجود مقید به.
فكأنما الوجود المطلق في ذلك الممكن، وكأنما ذلك الممكن وعاء له وإناء له، جل وعلا الوجود المطلق القديم سبحانه أن يحل أو أن يسكن في المم?نات المعدومة الحادثة المفتقرة إليه سبحانه في كل نفس أن يقدرها ويصورها ويوجدها بأنوار وجوده و يتحفها بأنواع ?رمه وجوده .
(والله) سبحانه وتعالى (يقول) في كل ما قلناه (الحق) المبين والصدق المستبين بلساننا الحادث ونفسنا القاصرة وصورتنا الحاضرة على أنه فينا مع تنزهه عنا.
وليس هو فينا مع تعلقنا به . وتقيده بنا مع إطلاقه في ذاته .
وليحذر القاصر المسكين من إنكار دقائق معارف أهل اليقين، فإن دقائق العلوم لا تدركها نفوس الجاهلين ("وهو") سبحانه وتعالى ("يهدي السبيل") [الأحزاب: 4]، أي يدل ويوصل من يشاء من عباده إلى الصراط المستقيم والمنهج القويم لا رب سواه ولا إله إلا الله .
تم فص الحكمة الإبراهيمية

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
فنحن له كما ثبتت ... أدلتنا ونحن لنا
وليس له سوى كوني ... فنحن له كنحن بنا
فلي وجهان هو وأنا ... و ليس له أنا بأنا
ولكن في مظهره ... فنحن له كمثل إنا
و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل.)
(فنحن له) كما (تثبت أدلتنا) في إظهار أحكامه وكمالاته.
هذا ناظر إلى أن المتخلل اسم فاعل هو العبد والمتخلل أسم مفعول هو الحق فكان العبد غذاء للحق.
(ونحن لنا) لإظهار وجودنا وأحكامنا في الحق هذا ناظر إلى أن المتخلل اسم فاعل وهو الحق والمتخلل أسم مفعول هو العبد فكان الحق غذاء للعبد .
(وليس له سوى كوني) أي ليس الحق ح?م سوی فیض الوجود علي في كوننا لنا هذا ناظر إلى تخلل الحق وجود العبد فكان الحي غذية العبد.
(فنحن له) هذا ناظر إلى تخلل العبد وجود الحق فكان العبد غذاء اللحن .
(كنحن بنا) والباء في بنا بمعنى اللام هذا ناظر إلى تخلل الحق وجود العبد فكان الحق غذاء للعبد.
فمعناه كما أن الوجود في مقام نحن له للحق لا لنا وهو مقام كون العبد باطنة والحق ظاهرا.
كذلك في مقام نحن لنا وهو مقام كون الحق باطنا والعبد ظاهرا والوجود للحق لا لنا.
وبهذا المعنى صرح بقوله : (وليس له سوی ?وني) فأثبت أن الوجود له  في هذا المقام أيضا فإذا ثبت في حقنا نحن له ونحن لنا .
(فلي وجهان هو) فمن هذا الوجه كنا نحن له ومن هذا الوجه لا تعين لنا لأن الثعین تابع للوجود والوجود للحق لا لنا .
(إنا) فمن هذا الوجه كنا نحن لنا فكان الحق عيننا بإفاضة الوجود علينا فنحن لنا لكونه نحن لنا وأما أنینه وهي به لا بنا فصار تعیننا بسبب الحق .
(وليس له انا بانا) يعني ليس تعين الحق بسبينا لأن التعين لما كان تابعة للوجود وكان وجوده تعالى لذاته وعين ذاته كان تعينه لذاته فلا يمكن المجازاة في هذا الوجه فلا يتعين بتعيننا .
(ولكن في) بتشديد الياء (مظهره). وفي قوله ني دون قوله أنا إشارة إلى أن المظهر للحق في الحقيقة ليس الهيكل المحسوس الصوري بل المظهر هو مدير هذا الهيكل وملكوته .
(فنحن له كمثل أنا) أي كالظروف وقد أشار إلى عدم الحلول وكمال الامتياز عنا بقوله: ولكن في مظهره فنحن له كمثل أنا.
("والله يقول الحق وهو يهدي السبيل").


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
فنحن له كما ثبتت ... أدلتنا ونحن لنا
وليس له سوى كوني ... فنحن له كنحن بنا
فلي وجهان هو وأنا ... و ليس له أنا بأنا
ولكن في مظهره ... فنحن له كمثل إنا
و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل.)


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
فنحن له كما ثبتت ... أدلتنا ونحن لنا
وليس له سوى كوني ... فنحن له كنحن بنا
فلي وجهان هو وأنا ... و ليس له أنا بأنا
ولكن في مظهره ... فنحن له كمثل إنا
و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل.)
قال رضي الله عنه :
فنحن له كما ثبتت   .... أدلَّتنا ونحن لنا
يعني :  نحن  معاشر الكمّل قائمون بالحق على ما ثبتت الأدلَّة الكشفية ، فنحن بحقائقنا الذاتية شؤون الحق وأحوال ، وفيه صور ونسب ذاتية له ، وكذلك من حيث وجوداتنا المشهودة وإنائيّاتنا الظاهرة المعهودة الموجودة نحن لنا من حيث أعياننا ، فإنّا من حيث صورنا العينية تماثيل وأشخاص وجوده لحقائقنا وأعياننا العينية .
قال رضي الله عنه :
وليس  له سوى كوني   ....      فنحن له كنحن بنا
يعني : ليس للحق مظهر أتمّ وأكمل من الإنسان الجامع وهو الإنسان الكامل .
أو الإنسان المفصّل وهو العالم فنحن بمظهرياتنا وعبدانيّاتنا وظهوره بنا كنحن من حيث أعياننا وحقائقنا قائمون بصور وجوده .
فنحن لوجوده الحق في الوجود العيني كنحن له من حيث أعياننا في الوجود العلمي العيني ، فهو باطننا ونحن ظاهره قائمون به وبوجوده ، وهو ظاهر بنا وفينا أو بالعكس ، فلا ننفكّ عنه ولا ينفكّ عنّا .
قال  رضي الله عنه  :
فلي وجهان هو وأنا    ...... وليس له أنا بأنا
يعني رضي الله عنه - : أنّ « أنا » لفظ لا يصلح لإنائيّته إلَّا لفظا لا حقيقة ، وظهور إنائيته حقيقة في الوجود العيني إنّما هو بالإنسان الكامل ، لأنّ الإنسان الكامل له وجه إلى الحق المطلق وهو باطنه وهويته الغيبية .
ووجه أيضا كذلك إلى العالم وهو إنائيته وظاهريته ، وحيث لا تصلح لفظة « أنا » لظهور إنائيته - تعالى - فظهورها في إنّيّات الموجودات كلَّها تفصيلا أسمائيا ، وفي إنائية الإنسان الكامل جمعا ذاتيّا .
قال رضي الله عنه : ولكن في مظهره  .... فنحن له كمثل إنا
يعني رضي الله عنه : ظهور إنائيّة الحق حقيقة في ، لأنّي إناء تعيّنه الجامع الأفضل ، وشخص إنّيّته الشامل الأكمل ، فالإنسان الكامل للحق كالإناء ، فإنّه ظاهر فيه ، ومتعيّن به كتعيّن ما في الإناء بالإناء ، فإنّيّته لهوية الحق إناء ، فافهم .
وقد قلنا في هذا المقام ، شعر :
يقولون لون الماء لون إنائه .....    أنا الآن من ماء إناء بلا لون.
" وَالله يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ "


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
فنحن له كما ثبتت ... أدلتنا ونحن لنا
وليس له سوى كوني ... فنحن له كنحن بنا
فلي وجهان هو وأنا ... و ليس له أنا بأنا
ولكن في مظهره ... فنحن له كمثل إنا
و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل.)
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فنحن له كما ثبتت  أدلتنا ونحن لنا )
لما ثبتت أدلتنا العقلية لأنا ملكه ، وأدلتنا الكشفية أن صور أعياننا صفاته ، وصفاتنا أسماؤه ، ونسبة الذاتية وشئونه ووجوداتنا الظاهرة وأنياتنا وجوده ، ونحن من حيث أعياننا لنا فإنا من هذه الحيثية حقائق موجودة في الغيب ، واشخاص قائمة بأنفسها لا حكم علينا إلا منا :.
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وليس له سوى كونى  .... فنحن له كنحن بنا )
أي ليس له كون يظهر به إلا الإنسان الجامع الكامل والإنسان المفصل وهو العالم .
فنحن له في ظهوره بنا ومظهر يتناله ، كنحن بنا بأعياننا أو وحقائقنا .
أو نحن له بوجوداتنا وأنياتنا كنحن بنا بأعياننا وخصوصياتنا وأحكامنا ، ودخول الكاف على الضمير المرفوع المنفصل لأن المراد به الكلام أي نحن له كلام مثل هذا الكلام .
وهو نحن بنا أي نحن من وجه قائمون به عباد له ومظاهر ، ومن وجه قائمون بأنفسنا حاكمون علينا .
وفسر هذا المعنى بقوله :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فلي وجهان هو وأنا   .... وليس له أنا بأنا )
يعنى أن الإنسان الكامل ذو وجهين :
وجه إلى الحق وهو هويته الباطنة التي هو بها حتى .
ووجه إلى العالم وهو أنانيته الظاهرة التي هو بها خلق .
فللانسان به الهوية والأنانية ، وليس للحق بالإنسان الأنانية ، إذ ليس له من حيث الهذية الخلقية أنا بالحقيقة .
والمرد بأنا : لفظة أنا ، أي لا يطلق عليه هذه اللفظة من هذه الحيثية ، فلهذا دخلت الفاء عليه مع كونه الضمير المرفوع المنفصل .
قال الشيخ رضي الله عنه : ( ولكن في مظهره   ...... فنحن له كمثل أنا )
أي في الإنسان الكامل مظهره فنحن له كالإناء لما فيه ، ولفظة في للتجريد.
يعنى أنا مظهره .  كقوله تعالى: " لَقَدْ كانَ لَكُمْ في رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ".
( والله يقول الحق وهو يهدى السبيل ) .

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
فنحن له كما ثبتت ... أدلتنا ونحن لنا
وليس له سوى كوني ... فنحن له كنحن بنا
فلي وجهان هو وأنا ... و ليس له أنا بأنا
ولكن في مظهره ... فنحن له كمثل إنا
و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل.)
قال رضي الله عنه : (فنحن له كما ثبتت  ... أدلتنا ونحن لنا)
أي، فنحن له غذاء، كما نحن له مرآيا، إذ بنا قوام ظهور كمالاته وصفاته. وهومختف فينا، كما مر من أن الغذاء ما به قوام الشئ.
(كما ثبتت أدلتنا) على صيغة الماضي. أي، كما تقررت الأدلة الكشفيةمن الذوق والوجدان وشهود الأمر على ما هو عليه.
لذلك قال: (أدلتنا) بالإضافة إلى أنفسهم. ويجوز أن يكون مضارعا من (الإثبات). حذف تحركة التاء للشعر.
(ونحن لنا). أي، غذاء لنا، باعتبار اختفاء أعياننا الثابتة وطبائعنا الكلية في صورنا الخارجية، وباعتبار قوامنا بها، لأنها حقائقنا.
أو نحن ملكه وهو ربنا ومالكنا، كما تقررت الأدلة العقلية والكشفية. ونحن ملك لنا، إذ أعياننا حاكمة علينا، كما مر. وكلاهما صحيح.
قال رضي الله عنه : (وليس له سوى كوني * فنحن له كنحن بنا)
أي، وليس للحق سوى كوني، أي، إعطاء وجودي. فحذف المضاف، أو(الكون) بمعنى (التكوين).
أي، سوى إيجادي في الخارج، كما مر تقريره في الحمد من إنا نحمده بإعطاء الوجود وإفاضة كمالاته علينا.
وهذا الكلام إنما هو باعتبارالفيض المقدس الذي به كمال الاسم (الظاهر)، لا باعتبار الفيض الأقدس،لأنه من ذلك الوجه الأعيان أيضا منه، وإليه يرجع الأمر كله.
فنحن له ملك وهو حاكم علينا بالوجود.
(كنحن لنا)، أي، كما نحن ملك لنا باعتبار أعياننا الحاكمة علينا.
أو: وليس له غذاء سوى وجودي، لاختفائه في وجودنا بظهور هويته في هويتنا، فنحن له غذاء كما نحن لنا غذاء.
وفي بعض النسخ(كنحن بنا). أي، مغتذ بأعياننا.
قال رضي الله عنه : (فلي وجهان هو وأنا  .... وليس له أنا بأنا)
أي، إذا كان وجودي عين الوجود المطلق وقد تميز بانضمامه إلى عيني، فلي وجهان:
وجه الهوية، ووجه الأنانية.
ومن الوجه الأول، ليس بيننا امتياز ولا بين، فلا ربوبية ولا عبودية.
ومن الثاني، يكون التميز، وتظهر العبودية والربوبية.
(وليس له أنا بأنا) أي، وليس للحق أنانية بسبب أنانيتي، بل أنانيته بذاته، وهي غنية عما سواها، وأنا نيتي مفتقرة إليها معلولة لها، وإذا ظهرت أنانيته تفنى الأشياء وتعدم الأغيار.
أو: وليس له أنانية تعينه، وتجعله في الخارج ممتازا عنا مفارقا منا، كما توهم أهل العقل، وذلك بسبب اختفائه في أنانيتنا.
لذلك قال رضي الله : (ولكن في مظهره    ..... فنحن له كمثل إنا)
(مظهره) مصدر ميمي. أي، لكن في ظهوره. ويجوز أن يكون اسم المكان، وحينئذ يكون (في) تجريديا.
أي، لكن نحن مظهره، وكان فينا شئ منتزع منا هو مظهره، كما قال الله تعالى: "لقد كان لكم فيرسول الله أسوة حسنة".
(ولكن) استدراك من قوله: (وليس له أنا بأنا) أي، ليس أنانية ممتازة عنا، بل هو ظاهر فينا ونحن مظهره، فباعتبار الظاهرية والمظهرية يحصل التعدد والامتياز.
وإذا كنا مظاهره (فنحن له كمثل إنا) بكسر الهمزة. أي، مثل الظرف وهو مثل المظروف.
وجميع هذه المعاني من مقام الكثرة التفصيلية الراجعة في الحقيقة إلى العين الواحدة، وأما في الوحدة فلا ظاهر ولا مظهر، ولا ظرف ولا مظروف، بل كلها شئ واحد لا تعدد فيه أصلا، فلا ينبغي أن يتوهم أنه قائل بالحلول.
لما كان جميع الأسماء مستهلكة تحت الاسم الإلهي ومجتمعة فيه ومنقهرة كثرتها تحت وحدته وهو المتكلم بلسانه وهو الهادي والدليل إلى الوحدة الحقيقية التي مرتبة الأحدية المطلقة.
قال: "والله يقول الحق وهو يهدى السبيل."

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
فنحن له كما ثبتت ... أدلتنا ونحن لنا
وليس له سوى كوني ... فنحن له كنحن بنا
فلي وجهان هو وأنا ... و ليس له أنا بأنا
ولكن في مظهره ... فنحن له كمثل إنا
و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل.)
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (كما ثبتت أدلتنا) الدالة على ظهور الحق بصفات المحدثات، وبصفات النقص، وبصفات الذم من الآيات والأخبار في أول هذا الفص..
ونحن في كوننا غذاء للحق (لنا) تكمل ذاتيا وصفاتيا بما يناسب صفات الحق بظهوره بها فينا، قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (وليس له) أي: للحق باعتبار ظهوره فينا (سوی كوني) أي: سوی صفات المحدثات، إذ الصفات القديمة لا تنتقل إلى ما ظهر في المحدثات.
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (فنحن له) في إفادة صفات المحدثات بعد صيرورتها مناسبة لصفات الحق.
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (?نحن بنا) في استفادة تلك الصفات أي: المناسبة لصفات الحق (فلي) عند ظهور الحق بصفاته فينا (وجهان هو) باعتبار إن الظاهر صفاته لا كصفات سائر المحدثات.
(وأنا)  باعتبار أن تلك الصفات ليست قديمة بل حادثة متغيرة عن الأصل مقتضي عيني الثابتة.
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (وليس له) إزائنا فكيف تكون الصفات فينا عين صفاته، وإن بلغت ما بلغت من الكمال؛ (ولكن في مظهره) فيكون الظاهر في عيني صورها فتكون عيني مرآة لتلك الصور.
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (فنحن له) باعتبار مرآتیه عیننا (كمثل أنا) في المحلية لتلك الصور لا للذات والصفات الأزلية .
("والله يقول الحق وهو يهدي السبيل") [الأحزاب:4].
ولما كانت الحكمة المهيمية تظهر الحق بالخلق، والخلق بالحق.
نهاية الفص الإبراهيمي
وكانت الحكمة الحقيقية أكمل في هذا المعنى بحيث تظهر كل شيء بكل شيء حتى تظهر الحيوانات العجم بصور المحتمل من الأنبياء عليهم السلام عقبها بها.
فقال:
.
يتبع

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: