الاثنين، 1 يوليو 2019

الفقرة الثالثة عشرة الجزء الأول السفر الرابع فص حكمة قدوسية فى كلمة إدريسية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثالثة عشرة الجزء الأول السفر الرابع فص حكمة قدوسية فى كلمة إدريسية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثالثة عشرة الجزء الأول السفر الرابع فص حكمة قدوسية فى كلمة إدريسية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثالثة عشرة : الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فمن الطبيعة ومن الظاهر منها، وما رأيناها نقصت بما ظهر منها ولا زادت بعدم ما ظهر؟
وما الذي ظهر غيرها: وما هي عين ما ظهر لاختلاف الصور بالحكم عليها: فهذا بارد يابس وهذا حار يابس: فجمع باليبس وأبان بغير ذلك.
والجامع الطبيعة، لا، بل العين الطبيعية. فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة، لا، بل صورة واحدة في مرايا مختلفة. فما ثم إلا حيرة لتفرق النظر. و من عرف ما قلناه لم يحر. و إن
كان في مزيد علم فليس إلا من حكم المحل ، و المحل عين العين الثابتة: فيها يتنوع الحق في المجلى فتتنوع  الأحكام عليه، فيقبل كل حكم، و ما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه،)
(فمن الطبيعة) الكلية المنقسمة إلى الأربع: حرارة وبرودة ورطوبة ويبوسة في ظهورها بصفاتها وأسمائها قبل أفعالها وأحكامها وهي للحق سبحانه بمنزلة النفس للمتنفس.
ولهذا ورد الإشارة إليها بقوله عليه السلام: "نفس الرحمن يأتيني من قبل اليمن" الحديث . وورد بلفظ «إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن، أو من جانب اليمن».
(ومن) العالم (الظاهر منها) المشتمل على الصور المختلفة في الحس والعقل.
وما رأيناها نقصت بما ظهر منها من الصور التي لا تعد ولا تحصى مما يسمى مخلوقات علوية وسفلية .
(ولا)رأيناها (زادت بعدم ما ظهر)مما فني وزال من المخلوقات بل هي على ما هي عليه لا تنقص ولا تزيد (وما الذي ظهر) منها من جميع المخلوقات (غيرها) بل كل ذلك صورها التي تصورت فيها (وما هي عين ما ظهر منها).
أي من جميع المخلوقات (لاختلاف الصور) في جميع المخلوقات (بالحكم عليها)، أي على تلك الصور أو على الطبيعة فالحكم على الطبيعة سبب الاختلاف صورها، فإنها لا يحكم عليها بحكم حتى تكون متصورة في صورة هي من جهة نفسها لا صورة لها .
(فهذا) شيء (بارد یابس وهذا) شيء آخر (حار يابس) وهذان الشيئان صورتان للطبيعة وقد حكم على هذين الشيئين بالحكمين المذكورين .
(فجمع) بينهما (باليبس)، لأنه وصفهما (وأبان)، أي فرق وأوضح أحد الشيئين من الآخر (بغير ذلك) وهو البرودة في الأول، والحرارة في الثاني
(والجامع) في ماهيتهما (الطبيعة) الواحدة، لأن الجامع وهو اليبس طبيعة، والفارق وهو البرودة والحرارة طبيعة أيضا. والكل طبيعة واحدة (لا بل العين).
أي الذات في كل شيء جمع مع الآخر أو فارقه (الطبيعة) لا زائد عليها .
(فعالم الطبيعة) مجرد (صور) ولا طبيعة الآن من حيث هي طبيعة بل هي الآن صور مسماة بأسماء مختلفة وتلك الصور ظاهرة للحس والعقل (في مرآة واحدة) هي الطبيعة على أصلها كالمرآة الصافية الخالية من كل صورة.
(لا بل) عالم الطبيعة صورة واحدة ظاهرة (في مرايا مختلفة) وتلك المرايا المختلفة هي حضرة الحق تعالى.
فكل حضرة تقتضي أن تظهر فيها الطبيعة بصورة مخصوصة، فكثرة الصور لكثرة المرايا والطبيعة صورة واحدة لا تعدد لها بذاتها.
(فما ثم) في الوجود (إلا حيرة) تعم العقل والحس (لتفرق النظر) الواحد، فإن كل معقول و محسوس صورة ظاهرة في مرآة الطبيعة من تجلي حضرات الحق تعالی المتوجه بما يريد مما يعلم من كل شيء.
فالمعقول والمحسوس الصور والطبيعة والنظر الواحد واقع على الشيئين معا. والصور حاجبة للطبيعة فالمعقول والمحسوس هو الصور وحدها، والطبيعة في غيبه لصور مخفية.
ويشبه أن يكون كل معقول ومحسوس صور مختلفة ظاهرة في مرايا الخطوات الإلهية من تجلي الحق تعالی علی الطبيعة الواحدة.
فالطبيعة ظاهرة بصورة كل شيء في مرايا التجليات الإلهية.
فالمعقول والمحسوس هي التجليات الإلهية مع الصور الطبيعية القائمة بها، والنظر الواحد واقع على هذين الشيئين.
والصور حاجبة للتجليات و للطبيعة، فالمعقول والمحسوس هو الصور وحدها والتجليات غيب في تلك الصور، و كمال الطبيعة غيب في الصور أيضا.
فتارة يقول الحائر في نفسه هذه طبيعة مصبغة بصبغة كل شيء.
وتارة يقول: كل شيء، وتارة يدقق النظر فيقول تجليات الإلهية بصور طبيعته وتردد في هذا كله.
(ومن عرف ما قلناه) من أن الحق المنزه هو الحق المشبه مع تمييز أحدهما عن الآخر كما سبق بيانه (لم يحر) لتحققه بالأمر على ما هو عليه من جهة ان?شافه والتباسه.
(وإن كان) يعني العارف بما قلناه (في مزید علم) مع أن الأنفاس كلما مر عليه نفس زاد علمه بالحق والخلق، فإن زيادة العلم لا تقتضي الحيرة بل هي علوم يقينية بعضها فوق بعض.
(فلیس) ذلك المزيد من العلم داخلا عليه (إلا من حكم المحل) الذي يتوارد به من حيث إطلاقه عليه لا من حيث تقييده .
(والمحل) المذكور (هو عين)، أي ذات (العين)، أي الذات (الثابتة) التي لا تتغير عندنا بتغيير جميع قیودها.
فإن علم المحل يقتضي الانكشاف التام فيما لا نهاية له، فحكمه زيادة العلم مع الأنفاس والعين الثابتة ذات الحق تعالی من حيث معرفتنا بها.
وعين هذه العين ذاته تعالى من حيث ما هو في نفسه غيب عنا (فبها)، أي بعين العين المذكور (يتنوع الحق) تعالى للحس والعقل في المجلی)، أي موضع الانجلاء، أي الانكشاف
(فتتنوع الأحكام) منه (عليه) سبحانه إذ لكل نوع من ذلك حكم خاص به.
(فيقبل) سبحانه وتعالى من حيث ظهوره في كل مظهر (كل حكم) يخص ذلك المظهر الذي يظهر فيه (وما يحكم عليه) تعالى من حيث نحن بتلك الأحكام المتنوعة.
(إلا عين ما تجلى فيه) من المراتب الممكنة المقدرة بعلمه تعالى وإرادته تعالى، لأنه يظهر لنا بها فتحكم عليه من ظهوره عندنا، وهو على ما هو عليه في ظهوره لنفسه من إطلاقه الكلي.
(ما ثمة)، أي هناك في حقيقة الأمر
شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فمن الطبيعة ومن الظاهر منها، وما رأيناها نقصت بما ظهر منها ولا زادت بعدم ما ظهر؟
وما الذي ظهر غيرها: وما هي عين ما ظهر لاختلاف الصور بالحكم عليها: فهذا بارد يابس وهذا حار يابس: فجمع باليبس وأبان بغير ذلك.
والجامع الطبيعة، لا، بل العين الطبيعية. فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة، لا، بل صورة واحدة في مرايا مختلفة. فما ثم إلا حيرة لتفرق النظر. و من عرف ما قلناه لم يحر. و إن
كان في مزيد علم فليس إلا من حكم المحل ، و المحل عين العين الثابتة: فيها يتنوع الحق في المجلى فتتنوع  الأحكام عليه، فيقبل كل حكم، و ما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه،)
فإذا كان أصل الأمور واحدة (فمن الطبيعة ومن الظاهر منها) استفهامي أي أخبروني أي شيء هما أي وما أدركتم أي شيء هما .
(وما رأيناها نقصت بما ظهر عنها ولا زادت بعدم ما ظهر) الطبيعة هي القوة السارية في الأجسام كلها .
وأشار إلى أن الأمر الواحد في العدد هو الطبيعة ثم بين بعد الاستفهام حالهما .
ونقل كلامه من الجمع إلى الفرق بقوله : (وما) استفهام (الذي ظهر غيرها وما هي عين ما ظهر) أي ما ظهر من الطبيعة غير الطبيعة وكذلك الطبيعة غير ما ظهر منها (لاختلاف الصور بالحكم عليها) أي على الطبيعة في قولنا .
(فهذا) أي هذا الشيء أو هذا المزاج (بارد يابس وهذا) المزاج (حار يابس فجمع) بينهما (باليبس) أي بسببه .
(وأبان) أي ظهر الجامع (بغير ذلك) وهو البرودة والحرارة فظهر من الطبيعة بعد الجمع البرودة والحرارة اللتين لم تكونا قبل الجمع فاختلفت الصور بالحكم عليها .
فكان ما ظهر منها غيرها وهي غير ما ظهر (والجامع) بين البارد واليابس والحار واليابس (الطبيعة) فكانت الطبيعة سارية في الموجودات ظاهرة بالصور المختلفة (لا بل العين) الواحدة التي ظهرت بصور الموجودات كلها هي عين (الطبيعة فعالم الطبيعة صور) والطبيعة مل?وت تلك الصورة في مرآة واحدة وهي الذات الإلهية. وهذا إذا اعتبر أن الوجود للمخلوق والحق مرآة له وحينئي الطبيعة غير العين الواحدة (لا بل) عالم الطبيعة (صورة واحدة) وهي الذات الإلهية التي تسمى عين واحدة (في مرايا مختلفة) .
وبهذا الاعتبار كانت الطبيعة عين العين الواحدة (فما ثمة) أي ليس في هذه المسالة (الأخيرة لتفرق النظر)، لأنه بالنظر إلى صور في مرأة واحدة يظهر الخلق ويختفي الحق وبالنظر إلى صورة واحدة في مرايا مختلفة يظهر الحق ويختفي الخلق وهذا معنى تفرق النظر.
(ومن عرف ما قلناه) من أن الحي المنزه هو الخلق المشبه (لم يحر) لعدم تفرق النظر فيه أو ما قلناه من أن العين الواحدة ظهرت بالصور المختلفة في المرايا المختلفة .
فلا تفرق النظر يحصل من تفرق الطريق وما بينه طريق واحد حق لا تفرق فيه (وإن كان في مزید علم) أي وإن كان العارف ما قلناه يعلم الحق من وجوه كثيرة فإن ما ذكره من التعريف الإلهي يرفع حيرة المعارف في عرفان كل وجه إذ لا ينفك العلم منه إذا علم .
ولو كان في مزید علم فلم يحر لخلوصه عن تفرق النظر بسبب هذا العلم فإذا كان الحق حقيقة واحدة يظهر بصور مختلفة .
(فلیس) ذلك الظهور المختلفة العين الواحدة (إلا من حكم المحل) لا من جهتها .
(والمحل) وهو الموجودات وأحوالها (عين العين الثابتة فيها) أي فبسبب العين الواحدة (بتنوع الحق في المجلي) وهو عين العين الثابتة .
فإذا كان الحق يتنوع في المجلي (فتنوع الأحكام عليه فيقبل) الحق (كل حكم وما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه) الحق وهو العين الثابتة

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فمن الطبيعة ومن الظاهر منها، وما رأيناها نقصت بما ظهر منها ولا زادت بعدم ما ظهر؟
وما الذي ظهر غيرها: وما هي عين ما ظهر لاختلاف الصور بالحكم عليها: فهذا بارد يابس وهذا حار يابس: فجمع باليبس وأبان بغير ذلك.
والجامع الطبيعة، لا، بل العين الطبيعية. فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة، لا، بل صورة واحدة في مرايا مختلفة. فما ثم إلا حيرة لتفرق النظر. و من عرف ما قلناه لم يحر. و إن
كان في مزيد علم فليس إلا من حكم المحل ، و المحل عين العين الثابتة: فيها يتنوع الحق في المجلى فتتنوع  الأحكام عليه، فيقبل كل حكم، و ما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه،)
فمن الطبيعة ومن الظاهر منها، وما رأيناها نقصت بما ظهر منها ولا زادت بعدم ما ظهر؟ وما الذي ظهر غيرها.
وما هي عين ما ظهر لاختلاف الصور بالحكم عليها، فهذا بارد یابس وهذا حار يابس، فجمع باليبس وأبان بغير ذلك، والجامع الطبيعة، لا بل العين الطبيعية.
فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة، لا بل صورة واحدة في مرآيا مختلفة. فما ثم إلا حيرة لتفرق النظر.
ومن عرف ما قلناه لم يحر، وإن كان في مزید علم، فليس إلا من حكم المحل والمحل عين العين الثابتة.
فيها يتنوع الحق في المجلى، فتتنوع الأحكام عليه، فيقبل كل حكم، وما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه.
وكلامه واضح بنفسه ولكن فيه موضع واحد يجب أن أقول فيه بعض القول وهو أن قوله: إنه الجامع لجميع الكمالات، فإن ظاهر ?لامه، رضي الله عنه، يقتضي أن لها جميعا و?لا، وهذا عند من يرى أن العالم عبارة عما حده محدب العرش وهو ظاهره وحده الآخر مركز الأرض" وهي نقطة متوهمة في وسطها.
وما يلحق ذلك مما يرى ومما لا يرى فلا شك أن هذا له كل وجميع وإن تفصل بالجزئيات في المستقبل إلى غير نهاية.
وأما عند من فتح له الفتح الثاني، فالعوالم بالنوع لا تتناهي فضلا عن العوالم بالشخص والكرات غير متناهية وليست بعضها في بعض بل بعض أشخاصها متناهية وبعضها غير متناهية أو ليست كذلك فكل واحد منها غير الآخر ولا شيء منها مغاير للحق تعالى على ما ذكره الشيخ، رضي الله عنه، واعلم أن جميع ما أذكره لا ينسب إليه شيء منه وإنما أقوله شرحا لما فهمته من كلام الشيخ، رضي الله عنه .

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فمن الطبيعة ومن الظاهر منها، وما رأيناها نقصت بما ظهر منها ولا زادت بعدم ما ظهر؟
وما الذي ظهر غيرها: وما هي عين ما ظهر لاختلاف الصور بالحكم عليها: فهذا بارد يابس وهذا حار يابس: فجمع باليبس وأبان بغير ذلك.
والجامع الطبيعة، لا، بل العين الطبيعية. فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة، لا، بل صورة واحدة في مرايا مختلفة. فما ثم إلا حيرة لتفرق النظر. و من عرف ما قلناه لم يحر. و إن
كان في مزيد علم فليس إلا من حكم المحل ، و المحل عين العين الثابتة: فيها يتنوع الحق في المجلى فتتنوع  الأحكام عليه، فيقبل كل حكم، و ما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه،)
قال رضي الله عنه : ( فمن الطبيعة ؟ ومن الظاهر فيها وما رأيناها نقصت بما ظهر منها ، ولا زادت بعدم ما ظهر ؟ وما الذي ظهر غيرها ؟ في ما هي عين ما ظهر ، لاختلاف الصور بالحكم عليها ، فهذا حارّ يابس ، وهذا بارد يابس ، فجمع باليبس ، وأبان بغير ذلك ، والجامع الطبيعة ) .
يعني رضي الله عنه : كما أنّ الطبيعة حقيقة واحدة فإنّها تختلف بعينها وصورها بحسب المادّة ، فتقبل الحكم عليها بالأضداد .
فيقول : إنّ طبيعة كذا باردة يابسة ، وطبيعة كذا حارّة يابسة ، وطبيعة كذا حارّة رطبة ، وطبيعة كذا باردة رطبة ، فتكون الطبيعة في الأضداد عينها ، فتجمعها بحقيقتها وهي حقيقة واحدة من شأنها الظهور في الأضداد أعيانا متضادّة من حيث التعيّن والظهور ، وهي من حيث كلَّيّتها حقيقة واحدة جمعية معقولة مقولة على كثيرين متضادّة في مراتب كثيرة ، والأضداد المختلفة من كونها أضدادا لا تجتمع في مادّة تقبل هذه الصور المتضادّة وليس تعيّنها بأحدها أولى من تعيّنها بغيرها ، وكذلك الطبيعة الجامعة بحقيقتها لكلّ منها ، فإنّها عين الكلّ ، وكذلك الهيولى ، أعني المادّة .
قال رضي الله عنه : " لا ، بل العين الطبيعة ".
يعني رضي الله عنه : العين المظهرة لصور الأضداد في المادّة القابلة لها عين صورها ، عين المادّة ، فإنّ الكلّ في الكلّ ومن الكلّ .
قال رضي الله عنه : ( فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة ، لا ، بل صورة واحدة في مرايا مختلفة ) .
يعني رضي الله عنه : أنّ الطبيعة حقيقة واحدة ، قابلة لظهور الصور المختلفة فيها مختلفة بموجب حقائقها ، فإنّها بحسب الجميع ، فما لها حسب معيّن يوجب تعيّن الكلّ واحدا معيّنا ، فيظهر كلّ من الأضداد فيها بصورتها كظهور حقائق العالم في مرآة الوجود الواحد الحق بموجب خصوصيّاتها المتكثّرة المختلفة المتباينة والمتماثلة.
وبمقتضى حقائقها ، وهذا مشهد الكمّل ، ومشرب المحقّق الراسخ المكمّل ، أو الطبيعة صورة واحدة في مرائي مختلفة كعكس ما ذكرنا من المشهد ، كظهور الوجود الواحد الحق في أعيان الأشياء بحسب خصوصيّاتها ، وهو مشهد الجمهور من أهل الكشف والشهود من المتقدّمين رحمهم الله .
والحقّ أنّ الأمرين صادقان في حالة واحدة ، وموجبان الحيرة العظيمة في مرتبة الفكر عند العقلاء الوارثين للحقائق بموازين الفكر والنظر العقلي .
قال رضي الله عنه : ( فما ثمّ إلَّا حيرة ، لتفرّق النظر ) .
يعني في نظر أهل الحجاب .
قال رضي الله عنه : ( ومن عرف ما قلناه لم يحر )
يعني رضي الله عنه : إذا عرف أنّ حقيقة الوجود الواحد الحق لذاتها تقبل كلّ ذلك ومن عينها تقتضي الظهور بجميع ذلك ، فإنّه لن يحار أصلا إلَّا الحيرة الأخيرة التي هي عين الشهود الحق
والأمثلة قد تقدّمت ، فانظر وتدبّر ، والله الموفّق ، والعارف ممّا قلنا في مزيد علم ، والله أعلم .  
قال رضي الله عنه : (وإذا كان  في مزيد علم فليس إلَّا من حكم المحلّ ، والمحلّ عين العين الثابتة ، فيها يتنوّع الحق في المجلى ، فتتنوّع الأحكام عليه ، فيقبل كلّ حكم ، وما يحكم عليه إلَّا عين ما تجلَّى فيه ، ما ثمّ إلَّا هذا ) .
يعني رضي الله عنه : أنّ زيادة علم العارف المحقّق في المشهدين جميعا عائدة إلى
العين الثابتة التي ظهر فيها الوجود الواحد الحق بحسبها ، أو ظهرت الأعيان الثابتة فيه بحسبها أيضا كذلك ، إذ لا حيثية ولا خصوصية للوجود الحق ، كما قرّرنا مرارا ، فهو حقّ كلّ حقيقة ، وبه تحقّقت الأعيان في حقائقها بأحكامها وخصائصها وآثارها .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فمن الطبيعة ومن الظاهر منها، وما رأيناها نقصت بما ظهر منها ولا زادت بعدم ما ظهر؟
وما الذي ظهر غيرها: وما هي عين ما ظهر لاختلاف الصور بالحكم عليها: فهذا بارد يابس وهذا حار يابس: فجمع باليبس وأبان بغير ذلك.
والجامع الطبيعة، لا، بل العين الطبيعية. فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة، لا، بل صورة واحدة في مرايا مختلفة. فما ثم إلا حيرة لتفرق النظر. و من عرف ما قلناه لم يحر. و إن
كان في مزيد علم فليس إلا من حكم المحل ، و المحل عين العين الثابتة: فيها يتنوع الحق في المجلى فتتنوع  الأحكام عليه، فيقبل كل حكم، و ما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه،)
قال رضي الله عنه : ( فمن الطبيعة ومن الظاهر منها ) يعنى كذلك الوجود الحق الواحد يتعين بتعين كلى يكون بها طبيعة ، ويظهر منها تعينات ثنائية وثلاثية أجسام طبيعية لها كيفيات متضادة ، وليس الطبيعة ولا ما ظهر منها إلا العين الأحدية التي هي حقيقة الحق.
قال رضي الله عنه : ( وما رأيناها نقصت بما ظهر عنها ، وما ازدادت بعدم ما ظهر غيرها ) لأنها كلية طبيعية معقولة لا تزيد ولا تنقص ولا تتغير بنقصان جزئياتها وكثرتها وتغيرها ، فإن الحقائق الكلية كلمات الله التي لا تبديل فيها ( وما الذي ظهر غيرها ) بحسب الحقيقة ( وما هي عين ما ظهر ) بحسب التعين فإن المتعين المخصوص من حيث تعينه غير المطلق وغير المتعين الآخر.
قال رضي الله عنه : ( لاختلاف الصور بالحكم عليها ) فإن لكل صورة من الصور المتعينات حكما خاصا ليس لغيرها .
قال رضي الله عنه : ( فهذا بارد يابس ، وهذا حار يابس ، فجمع باليبس وأبان بغير ذلك ) مثال لاختلاف الصور بالأحكام ، فإن الأصل الواحد جمع بينهما باليبس وفرق بالحر والبرد ، وكذا بارد رطب وحار رطب فإنه جمع بالرطب وفرق بالحر والبرد ، وكذا بارد رطب وبارد يابس .
فقد جمع بالبرد وفرق بالرطوبة واليبوسة ، والجامع الطبيعة  أي الأصل الذي يحفظ في الكثرة جهة الجمعية الأحدية.
قال رضي الله عنه : ( لا بل العين الطبيعية ) أي العين الواحدة التي هي حقيقة الحق هو الطبيعة في الحقيقة ظهرت في العالم العقلي بصورتها وتلبست بتعينها الكلى فتسمت طبيعة.
قال رضي الله عنه : ( فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة ) أي صور متضادة الكيفيات في مرآة الطبيعة الواحدة ، كما أن الطبيعة وسائر حقائق العالم صور مختلفة التعينات في مرآة واحدة هي الوجود الحق الواحد المطلق على ما هو شهود المحقق وكشف الكامل الموحد.
قال رضي الله عنه : ( لا بل صورة واحدة في مرايا مختلفة ) أي صورة الطبيعة الواحدة في مرايا قوابل مختلفة متضادة الكيفيات ، بعكس ما ذكر لظهور الوجود الواحد الحق في مرايا الحقائق والأعيان على ما هو شهود العارف الموحد المعاين.
قال رضي الله عنه : ( فما ثم إلا حيرة لتفرق النظر ) أي نظر أهل الحجاب الناظرين بالفكر العقلي ، لتحيرهم في أنه واحد في مرايا مختلفة أو كثير في مرآة واحدة .
قال رضي الله عنه : ( ومن عرف ما قلناه لم يحر ) أي من عرف أن الوجود الحق يظهر في الأعيان بحسب التعينات المختلفة بصور مختلفة فيقبل أحكاما مختلفة لم يتحير لصدق الأمرين جميعا ، باعتبار شهود الكثرة في الذات الواحدة لتجليها بصور الأعيان ، ولاعتبار شهود الوحدة في صور الكثرة لتحققها بالحقيقة الأحدية.
قال رضي الله عنه : ( وإن كان في مزيد علم ) أي لم يتحير وإن كان في مزيد علم باعتبار المشهدين.
كما قيل : إن معنى قوله رب زدني تحيرا " رَبِّ زِدْنِي عِلْماً " ، فإن علم العارف المحقق في المشهدين جميعا عائد إلى العين الثابتة لا إلى الحق .
قال رضي الله عنه : ( فليس إلا من حكم المحل والمحل عين العين الثابتة فيها ، يتنوع الحق في المجلى فتتنوع الأحكام عليه فيقبل كل حكم ، وما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه وما ثم إلا هذا ).
فالتحير إنما يكون في البداية إذا كان النظر العقلي باقيا والحجاب الفكرى مبتدأ .
فإذا تم الكشف وصفا العلم الشهودى والعرفان الذوقي ارتفع التحير مع زيادة العلم بشهود الوجود الواجد الحق المتجلى في صور الأعيان التي هي مقتضى الاسم العليم والتجلي الذاتي والفيض الأقدس ، أو شهود الأعيان الثابتة في الوجود الواحد الحق الذي لا خصوصية ولا حيثية له .
فإنه حق كل حقيقة وبه تحققت الأعيان في حقائقها بعد التعين الأول الذي ظهر به العين الواحدة المتكثرة بالتعينات المتنوعة ، فيتنوع الحق في الأعيان المختلفة الخصائص والأحكام ، فيقبل حكم كل ما يتجلى فيه من الأعيان ، فيكون كل عين عين حاكمة عليه بما فيه ولا يقبل الحكم إلا من ذاته ، فإن الذات هي الحاكمة أولا على كل عين بما فيه بعالميتها ، وما ثم أي في الوجود إلا هو وحده :

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فمن الطبيعة ومن الظاهر منها، وما رأيناها نقصت بما ظهر منها ولا زادت بعدم ما ظهر؟
وما الذي ظهر غيرها: وما هي عين ما ظهر لاختلاف الصور بالحكم عليها: فهذا بارد يابس وهذا حار يابس: فجمع باليبس وأبان بغير ذلك.
والجامع الطبيعة، لا، بل العين الطبيعية. فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة، لا، بل صورة واحدة في مرايا مختلفة. فما ثم إلا حيرة لتفرق النظر. و من عرف ما قلناه لم يحر. و إن
كان في مزيد علم فليس إلا من حكم المحل ، و المحل عين العين الثابتة: فيها يتنوع الحق في المجلى فتتنوع  الأحكام عليه، فيقبل كل حكم، و ما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه،)
قال رضي الله عنه : "فمن الطبيعة؟ ومن الظاهر منها؟ وما رأيناها نقصت بما ظهر منها، ولا زادت بعدم ما ظهر".
أي، إذا كان الأمر في نفسه واحدا، فمن الذي يسمى بالطبيعة سوى الوجود الحق؟
ومن الظاهر من الطبيعة سوى أفرادها من أعيان الموجودات؟
ولا ينقص منها شئ بالظهور، ولا يزيد بعدم الظهور كالإنسانية، إذا النقصان والزيادة من خواص الأجسام.
واعلم، أن (الطبيعة) عند أهل الحق يطلق على ملكوت الجسم. وهو القوة السارية في جميع الأجسام، عنصريا كان أو فلكيا بسيطا كان أو مركبا. وهي غير الصور النوعية التي للأجسام، لاشتراكها في الكل واختصاص الصور النوعية.
وهي للنفس الكلية كالآلة في إظهار الجسم وتدبيره، وفي الحيوان بمنزلة الروح الحيواني، إذ بها يتم الفعل والانفعال، فأفرادها كالآلات للنفوس المجردة الجزئية، كما أن كليها آلة لكليها.
فهي مظهر الاسم (الموجد) الذي هو من سدنة (الرب.)
قال رضي الله عنه : (وما الذي ظهر غيرها؟ وما هي عين ما ظهر لاختلاف الصور بالحكم عليها، فهذا بارد يابس وهذا حار يابس. فجمع باليبس، وأبان بغير ذلك).
(ما) في (ما الذي) للاستفهام.
والثاني بمعنى (ليس).
والثالث بمعنى (الذي). أي، ما الذي ظهر من الطبيعة غير الطبيعة؟
أي، هي التي ظهرت في صورمراتبها لا غيرها. وليست الطبيعة غير الذي ظهر، لأنها واحدة في الحكم والحقيقة، وماظهر منها مختلف بالصورة والحكم، فهذا بارد يابس وهذا حار يابس. فجمع الحق بينهما باليبس، تنبيها على الأصل الجامع، وأبان بالحرارة والبرودة، تنبيها على فرعيته.
قال رضي الله عنه : (والجامع الطبيعة، لا، بل العين الطبيعة.)
أي، والحال أن الجامع بينها، أي بين الصور، الطبيعة، لا بل العين الواحدة المعهودة، وهي التي ظهرت بصور هذه الموجودات كلها، هي عين الطبيعة.
قال رضي الله عنه : (فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة، لا بل صورة واحدة في مرآيا مختلفة.)
أي، عالم الطبيعة صور مختلفة حاصلة في مرأة الذات الإلهية من غير حصول التعدد والتكثر فيها.
ثم أضرب بقوله: (لا، بل صورة واحدة) وهي الذات الإلهية في مرايا مختلفة، وهي الأعيان
قال رضي الله عنه : (فما الوجه الا واحد غير أنه إذا أنت عددت المرايا تعددا)
تنبيها بحكم المقامين: مقام الموحد، ومقام المحقق. وقد مر تحقيق المرآتين مرارا.
قال رضي الله عنه : (فما ثمة إلا حيرة لتفرق النظر)
أي، نظر العقل في الوجوه المتعددة المتضادة والمتناقضة وغيرها، فإنه لا يعرف أنه حقيقة واحدة ظهرت في صور مختلفة أو حقائق كثيرة.
قال رضي الله عنه : (ومن عرف ما قلناه، لم يحر). بفتح الحاء.
أي ومن عرف ما قررناه، من أن الحقيقة الواحدة هي الظاهرة في صور المراتب المتكثرة والمظاهر المختلفة، لم يقعفي الحيرة.
قال رضي الله عنه : (وإن كان في مزيد علم، فليس إلا من حكم المحل، والمحل هو عين العين الثابتة).
(إن) هاهنا يجوز أن يكون للمبالغة فلا يقتضى الجواب، ويجوز أن يكون شرطية.
وعلى الأول معناه: ومن عرف ما قلنا لم يحر، إن كان هذا العارف في مزيد العلم بالوجوه الإلهية، كما قال، صلى الله عليه وسلم: "رب زدني علما".
فليس عدم الحيرة هنا إلا من حكم المحل، وهو العين الثابتة التي لهذا العارف، كما أن الحيرة مقتضى عين الحائر.
وعلى الثاني فمعناه: وإن كان التحير حاصلا في مزيد علم، فليس ذلك التحير إلا من حكم المحل وهو عين الحائر.
قال رضي الله عنه : (فبها يتنوع الحق في المجلى فتتنوع الأحكام عليه، فتقبل كل حكم ولا يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه، وما ثمة إلا هذا).
أي، فبسبب الأعيان الثابتة التي للموجودات، أو فيها، يتنوع الحق في مجاليه وظهوراته، كما يتنوع ظهورات الوجه في المرايا المتعددة، فيتنوع أحكام العين الثابتة على الحق بحسب ما يطلب استعداداتها منه، فيقبل الحق كل حكم يعطيه العين الثابتة التي تجلى الحق فيها، كظهور الوجه في المرآة المستديرة مستديرا وفي المستطيلة مستطيلا.
وما في نفس الأمر إلا ما أشرت إليه لا غير.
.
يتبع الجزء الثاني

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: