السبت، 29 يونيو 2019

الفقرة الرابعة عشرة الجزء الثاني .السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

الفقرة الرابعة عشرة الجزء الثاني .السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

الفقرة الرابعة عشرة الجزء الثاني .السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي


الفقرة الرابعة عشر : الجزء الثاني
كتاب مجمع البحرين في شرح الفصين الشيخ ناصر بن الحسن السبتي الكيلاني 940 هـ:

قال الشيخ رضي الله عنه : ( فهي الظاهرة من حيث أعيان الموجودات كما هي الباطنة من حيث معقوليتها. فاستناد كل موجود عيني لهذه الأمور الكلية التي لا يمكن رفعها عن العقل، ولا يمكن وجودها في العين وجودا تزول به عن أن تكون معقولة.
وسواء كان ذلك الوجود العيني مؤقتا أو غير مؤقت، نسبة المؤقت وغير المؤقت إلى هذا الأمر الكلي المعقول نسبة واحدة. )
قال المصنف رضي الله عنه : [فهي الظاهرة من حيث أعيان الموجودات كما هي الباطنة من حيث معقوليتها] . 
قال الشارح رحمه الله :
( فهي الظاهرة ): أي تلك الأمور الكلية من حيث أعيان الموجودات العينية الخارجية . 
( كما هي الباطنة من حيث معقوليتها) و كليتها . 
قال المصنف رضي الله عنه : 
[ فاستناد كل موجود عيني لهذه الأمور الكلية التي لا يمكن رفعها عن العقل، و لا يمكن وجودها في العين وجودا تزول به عن أن تكون معقولة .  و سواء كان ذلك الموجود العيني موقتا أو غير موقت إذ نسبة الموقت و غير الموقت إلى هذا الأمر الكلي المعقول نسبة واحدة] 

قال الشارح رضي الله عنه :
( فاستناد كل موجود عيني خارجي لهذه الأمور الكلية التي لا يمكن رفعها عن العقل ): و هذه الحقيقة لا تزال معقولة أبدا لا يقدر العقل على إنكارها، و لا يزال حكمها موجودا ظاهرا في كل موجود .
( و لا يمكن وجودها في العين وجودا تزول به أن تكون معقولة ): لأنها مراتب و المراتب لا تزول عن مراتبها، و لا تتنزّل عن مقامها، فهذه الحقيقة الكلية جامعة للأضداد لها، و الظهور و البطون موجودة معدومة .
فكل موجود لها صورة فيه و لا صورة في ذاتها، فحكمها ليس سوى ذاتها و ذلك الحكم من آياتها تجتمع الأضداد في وصفها، فنفيها في عين إثباتها .
و هكذا الأمر في الإلهيات، فإن صورة العالم لا يمكن زوال الحق عنها أصلا و هو تعالى جامع الأضداد بل عينها .
ذكر رضي الله عنه في الفتوحات الباب الثامن والتسعون ومائة في معرفة النفس بفتح الفاء :
عن تاج الدين الأخلاطي أنه قال حين سمع منه كلام الخراز قدّس سره فقال الشيخ رضي الله عنه : ولما كان هذا الباب يضم كل ذي نفس حقا وخلقا ، احتجنا أن نبين فيه ما نفس الرحمن به عن نفسه لما وصف نفسه بأنه أحب أن يعرف .
ومعلوم أن كل شيء لا يعلم شيئا إلا من نفسه وهو يحب أن يعرفه غيره ولا يعرفه ذلك الغير إلا من نفسه .
فإن لم يكن العارف على صورة المعروف فإنه لا يعرفه فلا يحصل المقصود الذي له قصد الوجود .   فلا بد من خلقه على الصورة لا بد من ذلك .
وهو تعالى الجامع للضدين بل هو عين الضدين فـ "هُوَ الْأَوَّلُ والْآخِرُ والظَّاهِرُ والْباطِنُ" فخلق الإنسان الكامل على هذه المنزلة فالإنسان عين الضدين أيضا لأنه عين نفسه في نسبته إلى النقيضين فـ "هُوَ الْأَوَّلُ" بجسده "والْآخِرُ" بروحه "والظَّاهِرُ" بصورته "والْباطِنُ" بموجب أحكامه.
والعين واحدة فإنه عين زيد وهو عين الضدين ، فزيد هو عين الأخلاط الأربعة المتضادة والمختلفة ليس غيره  وذو الروح النفسي والمركب الطبيعي .

وهنا قال الخراز : عرفت الله بجمعه بين الضدين .
فقال صاحبنا تاج الدين الأخلاطي حين سمع هذا منا : "لا بل هو عين الضدين" .
وقال الصحيح ، فإن قول الخراز، يوهم أن ثم عينا ليست هي عين الضدين لكنها تقبل الضدين معا .
والأمر في نفسه ليس كذلك بل هو عين الضدين إذ لا عين زائدة فالظاهر عين الباطن والأول والآخر والأول عين الآخر والظاهر والباطن فما ثم إلا هذا .
فقد عرفتك بالنشأة الإنسانية أنها على الصورة الإلهية وسيرد الكلام في خلق الإنسان من حيث مجموعه الذي به كان إنسانا في الباب الحادي والستين وثلاثمائة في فصل المنازل في منزل الاشتراك مع الحق في التقدير. أهـ . فافهم.
و لمّا كان هذا الأمر الكلي المعقول لا يقيد الزمان، بل الزمان و الأزمان عنده أسوة و لا يتقيد به، أراد رضي الله عنه أن نسبته إلى الموجودات نسبة واحدة .
قال الله تعالى: "و ما أمْرنا إلّا واحِدةٌ كلمْحٍ بالبصر "ِ [ القمر: 50] .

فقال: (و سواء كان ذلك الموجود العيني مؤقتا ): أي زمانيا كعالم الخلق و الشهادة، أو (غير مؤقت ): أي غير زماني كعالم الأمر و الغيب .
( نسبة  المؤقت إلى هذا الأمر الكلي المعقول نسبة واحدة) باستناد واحد، و لا يختص هذا التأثير ببعض دون بعض، بل  كلهم سواء في قبول التأثير من هذا المؤثر الكلي العقلي، و اقترانه بالزمان، و عدم اقترانه لا يتأثر فيه و ذلك لعدم تقيده:
أي الأمر بالزمان فإنه من عالم الأمر، فافهم .

.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: