السبت، 29 يونيو 2019

سفر خطبة الكتاب فص حكمة ختمية في كلمة محمدية الفقرة التاسعة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

سفر خطبة الكتاب فص حكمة ختمية في كلمة محمدية الفقرة التاسعة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

سفر خطبة الكتاب فص حكمة ختمية في كلمة محمدية الفقرة التاسعة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي 
الفقرة التاسعة :الجزء الثاني
كتاب مجمع البحرين في شرح الفصين الشيخ ناصر بن الحسن السبتي الكيلاني 940هـ:
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(فمن الله فاسمعوا ... و إلى الله فارجعوا
فإذا ما سمعتم ما ... أتيت به فعوا
ثم بالفهم فصلوا ... مجمل القول و أجمعوا
ثم منوا به على ... طالبيه لا تمنعوا
هذه الرحمة التي ... وسعتكم فوسعوا)
( فمن الله فاسمعوا) قدّم المعمول على العامل للحصر و الاهتمام به في أن القابل هو الله سبحانه لا غير يشير إلى مقامه رضي الله عنه قرب الفرائض .
قال تعالى:" وما رميت إذْ رميت ولكِنّ اللّه رمى"  [ الأنفال: 17] . 
قال الله سبحانه: "اسْتجِيبوا للّهِ و للرّسُولِ إذا دعاكُمْ" [ الأنفال: 24] أما ترى أنه تعالى وجد الدّاعي مع ذكر الاثنين، فعلمنا أن الأمر واحد و ما سمعنا متكلما سماع الحس إلا الرسول.
و ما سمعنا كلام الحق يسمع الحس إلا بالسمع المعنوي، فالله والرسول اسمان للمتكلم، فإن الكلام لله سواء كان في الجمع و الفرقان . 
كما قال تعالى و المتكلم المشهود عين لسان النبي صلى الله عليه وسلم : "فأجره حتى يسمع كلام الله"   فافهم . 
قال رضي الله عنه حكاية عن تحققه بهذا المقام الأطهر الأقدس بل أشار إلى العينية كما نصّ على نفسه في "الفتوحات" في الباب السابع و الستين و ثلاثمائة : يحكي عن التجلي الإسرائي و يقول في أثناء حكايته بعد ما حصل ذلك.
قال : ثم عاينت متكآت رفارف العارفين فغشيتني الأنوار حتى صرت كلي نورا وخلع على خلعة ما رأيت مثلها.
فقلت إلهي الآيات شتات فأنزل علي عند هذا القول "قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وما أُنْزِلَ عَلَيْنا وما أُنْزِلَ عَلى إِبْراهِيمَ وإِسْماعِيلَ وإِسْحاقَ ويَعْقُوبَ والْأَسْباطِ وما أُوتِيَ مُوسى وعِيسى والنَّبِيُّونَ من رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ ونَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ".
فأعطاني في هذه الآية كل الآيات وقرب على الأمر وجعلها لي مفتاح كل علم فعلمت أني مجموع من ذكر لي.
وكانت لي بذلك البشرى بأني محمدي المقام من ورثة جمعية محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فإنه آخر مرسل وآخر من إليه تنزل.
آتاه الله جوامع الكلم وخص بست لم يخص بها رسول أمة من الأمم فعم برسالته لعموم ست جهاته.
فمن أي جهة جئت لم تجد إلا نور محمد ينفق عليك فما أخذ أحد إلا منه ولا أخبر رسول إلا عنه.
فعند ما حصل لي ذلك قلت حسبي حسبي قد ملأ أركاني فما وسعني مكاني وأزال عني به إمكاني.
فحصلت في هذا الإسراء معاني الأسماء كلها فرأيتها ترجع إلى مسمى واحد وعين واحدة فكان ذلك المسمى مشهودي وتلك العين وجودي.
فما كانت رحلتي إلا في ودلالتي إلا علي ومن هنا علمت أني عبد محض ما في من الربوبية شيء أصلا.
وفتحت خزائن هذا المنزل فرأيت فيها من العلوم علم أحدية عبودة التشريف ولم أكن رأيته قبل ذلك وإنما كنت رأيت جمعية العبودية.
ورأيت علم الغيب بعين الشهادة وأين منقطع الغيب من العالم ويرجع الكل في حق العبد شهادة وأعني بالغيب غيب الوجود.
أي ما هو في الوجود وهو مغيب عن بعض الأبصار والبصائر وأما غيب ما ليس بموجود فمفتاح ذلك الغيب لا يعلمه إلا هو تعالى. أهـ
وأما قوله رضي الله عنه(فاسمعوا) و لا يسمع إلا من يكون على استعداد يكون معه الفهم عند سماعه بما أريد له ذلك المسموع، و لا يكون ذلك إلا لمن يكون له الحق سمعه خاصة، و قد سمع ضرورة بربه، و من ادّعى هذا السماع، و لم يكن سمعه عين فهمه فدعواه لا تصح كالذين قالوا: سمعنا و هم لا يسمعون، و روح السماع الفهم الذي جاء به السمع، و أما الذين أعرضوا عنه فما أنت بمسمع الصم، قال تعالى :  "ولوْ علِم اللّهُ فيهِمْ خيْرًاً لأسْمعهُمْ" [ الأنفال: 23] فافهم . 
( و إلى الله فارجعوا ): أي بالتوبة فإنها تنتج المحبة، قال الله سبحانه: "إنّ اللّه يحِب التّوّابين ويحِب المُتطهرين" [ البقرة: 222] .
والمحبة تثمر مقام قرب النوافل و هو أن يكون الحق سمعه الذي يسمع به .
كما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال"و لا يزال العبد يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به .  الحديث" 
فإذا كان هو سمعه سمع الحق بالحق حقا من الحق فانجلت المشكلات، و انكشفت المعضلات في المواضع التي تسمح فيها العبارات و تسمح بها الإشارات . 
( و إذا ما سمعتم ): أي سماع فهم و قبول ما أتيت به و هو كتاب فصوص الحكم . 
( فعوا) من وعى يعي إذا حفظ ما سمع، و هو واع: أي إذا سمعتم سمع فهم فعوا  
فإنها تذكرة و تعيها أذن واعية، ثم بالفهم فصّلوا فلو لا الإيهام ما كان الإبهام، و لو لا الإبهام ما احتيج إلى الإفهام، فإن الفهم قوة لا تصرف لها إلا في المبهمات و غوامض الأمور، و يحتاج صاحب الفهم إلى معرفة المواطن .
ومع هذا لا يأمن من مكر الله لأن نشأة الإنسان تقبل الشهوات والغفلات والنسيان، فما كل من أوتي العلم أوتي الفهم . 
قال تعالى: "ومنْ يـؤْت الحِكْمة فقدْ أوِتي خيْرًاً كثيرًاً" [ البقرة: 269] قيل : هي الفهم . 
أما ترى في قوله تعالى: "ففهمْناها سُليْمان وكُلًّا آتيْنا حُكْماً وعِلْماً" [ الأنبياء : 79] .
إنه خصّ سليمان عليه السلام بالفهم، و إن أوتي داود عليه السلام فصل الخطاب فسليمان أوتي الفهم و بالفهم اجتهد.
و أصاب في حكم الحرث: "إذْ نفشتْ فيهِ غنمُ القوْم" [ الأنبياء: 78]، فافهم . 
فإن ما كل من رزق علما كان صاحب فهم، فالفهم درجة عليا بحسب ما يقتضي استعمال ذلك المعقول المعلوم، فأرباب الفهم أصحاب لب.
وبالفهم عن الله تعالى يقع التفاضل بين العلماء بالله. 
""ذكر الشيخ رضي الله عنه في الباب الثامن و الخمسون وخمسمائة في الفتوحات : 
وعند الكشف يعلم المحجوب إن أحدا ما افتقر إلا إلى الله لكن لم يعرفه لتحليه في صور الأسباب التي حجبت الخلائق عن الله تعالى مع كونهم ما شاهدوا إلا الله ولهذا نبههم لو تنبهوا بقوله تعالى وهو الصادق "يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى الله" لعلمه بفقرهم إليه .
فلم يتنبه لهذا القول إلا من فتح الله عين فهمه في القرآن وعلم أنه الصدق والحق الذي "لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ من بَيْنِ يَدَيْهِ ولا من خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ من حَكِيمٍ حَمِيدٍ".
فكلام الحق لا يعلمه إلا من سمعه بالحق فإنه :
كلام لا يكفيه سماع   ..... كلام ما له فينا انطباع
فنسمعه ونتلوه حروفا   ..... بنظم لا يداخله انصداع "" أهـ.
ورد عن سيد الأولياء علي ابن أبي طالب المرتضى رضي الله عنه أنه قال:" إن الوحي قد انقطع فما بقى منه إلا الفهم في القرآن و هو فتح عين فهمه في القرآن".
وذلك ليس بشرع جديد، بل هو فهم جديد في الكتاب والسنة، ولم يكن غيره فهم هذا منهما، فللرسل صلوات الله عليهم العلم، و لنا الفهم و هو علم خاص .
ذكره الشيخ رضي الله عنه في الباب الثالث عشر و ثلاثمائة من "الفتوحات" . 
( مجمل القول) فما عند الله إجمال كما أنه ليس في الأعيان الممكنات إجمال، بل الأمر كله في نفسه و في علم الله مفصّل، و إنما وقع الإجمال عندنا و في حقّنا و فينا ظهر، فمن كشف التفصيل في عين الإجمال علما أو عينا أو حقا فذلك الذي أعطاه  
و ذلك كله يرجع إلى الحاصل الموجود عنده قبل وجود التوجه و الاعتقاد، و بالجملة يقبل الزيادة، و يجاهد شيطان الإضافة، و يتعب في جهدها بالإضافة، و يطلب الخلاص من مكابدة و هم العادة و كأنه يحارب الباطل، و يترك طور شهوده في حق حقيقته، و يترك الطور العامل هو العاطي، و يجد الفصل: هو الطالع من القضايا الوجودية و الآفل.  
وجوهره مع ذلك كله يخبر بالرفيع والنازل، ولسان حاله بوجود الغيرية والإضافة قائل، و للصورة المتممة المذكورة قبل غير قائل.
فاعلم ذلك، واعمل على تحصيل القسم الأول بالحكمة الأولى فهي عين الخبر، والصبر على الثبوت فيها بمدافعة غيرها من محله سر الأثر.  
الحكم وفصل الخطاب، وليس ذلك إلا للرسل والورثة خاصة، وأمّا حكماء الرسوم فإن اسم الحكم لهم عارية فإنهم لا يعلمون التفصيل في الإجمال ولا يضعون الأمور مواضعها.
وأمّا صاحب الكشف يرى في المداد الذي في الدواة جميع ما فيه من الحروف والكلمات، وما يتضمنه من صور ما يصور به الكاتب والرسام وكل ذلك كتاب فيكتب بذلك المداد، ويرسم على حسب ما رأى المكاشف بحيث لا يزيد ولا ينقص و لا يدرك ذلك إلا هذا المسمّى حكما.
كذا ذكره الشيخ رضي الله عنه في الباب الثالث والسبعين وثلاثمائة من "الفتوحات".
قال الشيخ رضي الله عنه : الممكنات متميزة في ذاتها في حال عدمها .
ويعلمها الله سبحانه وعلى ما هي عليه في نفسها ويراها ويأمرها بالتكوين وهو الوجود فتتكون عن أمره .
فما عند الله إجمال كما أنه ليس في أعيان الممكنات إجمال بل الأمر كله في نفسه وفي علم الله مفصل .
وإنما وقع الإجمال عندنا وفي حقنا وفينا ظهر , فمن كشف التفصيل في عين الإجمال علما أو عينا أو حقا, فذلك الذي أعطاه الله الحكمة وفصل الخطاب وليس إلا الرسل والورثة خاصة.
وأما الحكماء أعني الفلاسفة فإن الحكمة عندهم عارية فإنهم لا يعلمون التفصيل في الإجمال. وصورة ذلك كما يراه صاحب هذا المقام الذي أعطاه الله الحكمة التي عنده عناية إلهية وهي عند الحق تعيين الأرواح الجزئية المنفوخة في الأجسام المسواة المعدلة من الطبيعة العنصرية من الروح الكل المضاف إليه .
ولذلك ذكر أنه خلقها قبل الأجسام أي قدرها وعينها الكل جسم وصورة روحها المدبر لها الموجود بالقوة في هذا الروح الكل المضاف إليه فيظهر ذلك في التفصيل بالفعل عند النفخ .
وذلك هو النفس الرحماني لصاحب الكشف فيرى في المداد الذي في الدواة جميع ما فيه من الحروف والكلمات وما يتضمنه من صور ما يصورها الكاتب أو الرسام .أهـ
( و اجمعوا ): أي لا حظوه مجموعا، و هو تفصيل في عين الجمع، و إجمال و جمع في عين التفصيل هكذا الأمر، فإن الأديب العليم الحكيم ظاهر بالصورة في العالم يفصّل إجماله بصورة، و تجمّل تفصيله بذاته، و متى لم تكن هذه الصفة و القوة في رجل، فليس برجل أديب . 
( ثم منوا به على طالبيه) يشير رضي الله عنه إلى التخلق بأخلاق الله تعالى: "بلِ اللهُ يمُن عليْكُمْ أنْ هداكُمْ للْإِيمانِ إنْ كُنْتمْ صادِقين" [ الحجرات: 17].
فإن من أسمائه المنان، فمعنى منوا: أي تحققوا به، ثم أظهروا بهذه الصفة على المستعدين و القائلين المستحقين له . 
أو منوا: أي أنعموا على الطالبين، و لينفق ذو سعة من سعته لتكونوا من الذين قال تعالى فيهم: "و مِمّا رزقناهُمْ يـنْفِقُون" [ البقرة: 3] . 
( و لا تمنعوا) أشار رضي الله عنه إلى ما ورد    في الخبر :  "إن مانع الحديث أهله كمحدثه لغير أهله" ذكره الديلمي عن ابن مسعود رضي الله عنه . 
( هذه الرحمة التي وسعتكم فوسّعوا) وذلك العلم بالله المستفاد من كتاب الفصوص لأن العلم من معدن الرحمة وهو صفة إحاطية إلهية أشرف ما فضّل الله به أحد، أو أكمل ما منح على عباده .
قال المنان سبحانه: " آتيناهُ رحْمةً مِنْ عِنْدِنا وعلّمْناهُ مِنْ لدُنّا عِلْماً" [ الكهف : 65] رحمة منا، و ما أمر الله نبيه صلى الله عليه و سلم أن يطلب الزيادة في شيء غير العلم لأنه أثنى تحفة وأعظم كرامة بل هو الخير كله . 
و قال رضي الله عنه: البطالة مع العلم أحسن من الجهل مع العمل، و ما أغنى بالعلم إلا العلم بالله . 
قال صلى الله عليه و سلم :  "من تعلم بابا من العلم علم به، أو لم يعلم به كان أفضل من صلاة ألف ركعة، فإن عمل به أو علمه كان له ثوابه، و ثواب من يعمل به إلى يوم القيامة".  
ذكره الخطيب، و ابن النجار عن ابن عباس ذكره في "جمع الجوامع". والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد
وورد في الخبر :  "إن أفضل الأعمال العلم بالله إن العلم بالله ينفعك معه قليل من العمل وكثيره، وإن الجهل لا ينفعك معه قليل العمل ولا كثيره". رواه الحكيم عن أنس رضي الله عنه .و الحسيني في البيان والتعريف. 
و في رواية : "أفضل العمل العلم بالله، قليل العمل ينفع مع العلم، و كثير العمل لا ينفع مع الجهل". رواه الديلمي عن مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي عن عبادة .  وذكره العجلوني.
.

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: