الجمعة، 1 مايو 2020

55 - شرح تجلي لا يعلم التوحيد للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

55 - شرح تجلي لا يعلم التوحيد للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

55 - شرح تجلي لا يعلم التوحيد للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
55 – متن تجلي لا يعلم التوحيد :
يا طالب معرفة توحيد خالقه كيف لك بذلك ؟ وأنت في المرتبة الثانية من الوجود وأنى للإثنين بمعرفة الواحد بوجودها ؟
وإن عُدمت فيبقى الواحد يعرف نفسه .
كيف لك بمعرفة التوحيد وأنت ما صدرت عن الواحد من حيث وحدانيته وإنما صدرت عنه من حيث نسبة ما .
ومن كان أصل وجوده على هذا النحو ـ من حيث هو ومن حيث موجده ـ فأنى له بذوق التوحيد .
لا يغرنك وحدانية خاصيتك .
فإنها دليل على توحيد الفعل .
أن يعرفه غيره فما لنا سوى التجريد وهو المعبر عنه ، عند أهل الطريقة ، بالتوحيد .
وفي هذا التجلي رأيت النفري رحمه الله .

55 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل : 
« ومن تجلي : لا يعلم التوحيد. قال إمامنا العالم الراسخ المحقق رضي الله عنه : يا طالب معرفة توحید ذات خالقه . وفي هذا التجلي رأيت النفري رحمه الله تعالى. 
قال جامعه سمعت شيخي نفع الله به يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ماهذا معناه : 
المراد بالتوحيد في هذا التجلي هو توحيد الذات ، فإنه لا يدرك بدليل أصلا ولا بذوق أبدا ، إذ ليس للممكن فيه قدم قط . 
لكون الحق سبحانه وتعالى له المرتبة الأولى والأحدية الدايمة ، والعبد في المرتبة الثانية، فلا يصح خروجه منها أبدا . فانی له بذوق التوحيد
وأما توحيد الألوهية ، فإنه يوصل إليه بالدليل وبالذوق . 
فالدليل لما يقتضيه النظر العقلي ؛ وأما الذوق فللظهور بالصورة وقبول الخلافة، حتی کان میراث ذلك من الحي الذي لا يموت إلى الحي الذي لا يموت وقوله : لا يغرنك وحدانية خاصيتك فإنها دليل على توحيد الفعل. 
أي لا فاعل إلا هو، فهذا توحيد الفعل . فالممكن لا يمكن معرفة موجده إلا بنسبة الفعل والإيجاد . فاعلم ترشد. والسلام».

55 - شرح  تجلي لا يعلم التوحيد 

317 - (یا طالب معرفة توحید ذات خالقه) لا تطلب ما لا يحصل للسوی منه شمة، ولا يتأتی بدلیل ولا بذوق لمستدل وذائق.
توحيد إياه توحيده    ….   ونعت من ينعته لاحد 
( كيف لك بذلك وأنت في المرتبة الثانية من الوجود). وهو تعالی من حيث توحيده الذاتي أول لا يطلب الثاني . 
فليس للثاني وصول إلى أول لا يطلبه. فأنی له بذوق توحيده الذاتي .
(وأني للاثنين بمعرفة الواحد بوجودها) أي في وجود المرتبة الثانية . 
والأحدية الذاتية الدائمة لا تطلب الزائد عليها . والتوحيد الحاصل من الثاني ، زائد على الأول. ( وإن عدمت) عن وجودك بمحو رسومك. (فيبقى الواحد يعرف نفسه) في نفسه.

318 - ( كيف لك بمعرفة التوحيد ) الذاتي ( وأنت ما صدرت عن الواحد من حيث وحدانيته وإنما صدرت عنه من حيث نسبة ما ومن كان أصل وجوده على هذا النحو من حيث هو ومن حيث موجده فأن له بذوق التوحيد ) الذاتي وأما توحيد الألوهية فقد يتوصل إليه بالعقل ودلائله النظرية ، وبالذوق أيضا. 
فإن الذائق من حيث كونه على الصورة له رتبة الخلافة وهي إنما ترجع إلى المرتبة الإلهية لا إلى الذات . 
ثم قال :

319 - (ولا يغرنك وحدانية خاصيتك) التي تميزك بوحدتها عن غيرك (فإنها) مفعولة الفاعل ، مستقل في الإيجاد فهي (دليل على توحيد الفعل) حتى تعلم أن لا فاعل إلا الله فليس لك أن تعرف موجدك إلا بنسبة الفعل والإيجاد .
( جل معنى التوحيد عن أن يعرفه غيره ) أي غير الحق. (فما لنا سوى التجريد) أي الانخلاع بالكلية عن شهود السوی . (وهو المعبر عنه عند أهل الطريقة بالتوحيد) وهذا القدر هو الذي لنا منه . 
ثم قال : ( وفي هذا التجلي رأيت النفري) صاحب المواقف بمناسبة مقامية موافقا فيما أسسته . والله يقول الحق ويهدي السبيل.
.
التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: