الاثنين، 4 مايو 2020

75 - شرح تجلي نور الغيب للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

75 - شرح تجلي نور الغيب للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

75 - شرح تجلي نور الغيب للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
75 - متن تجلي نور الغيب
كنا في نور الغيب فراينا سهل بن عبد الله التستري .
فقلت له : كم أنوار المعرفة يا سهل ؟
فقال نوران : نور العقل ونور الإيمان .
قلت : ما مدرك نور العقل وما مدرك نور الإيمان ؟
فقال مدرك نور العقل : " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ " [الشورى : 11] .
ومدرك نور الإيمان للذات بلا حد .
قلت : فأراك تقول بالحجاب .
قال : نعم .
قلت : يا سهل. حددته من حيث لا تشعر لهذا سجد قلبك فمن أول قدمٍ وقع الغلط.
قال : قل .
فقلت يا سهل مثلك من يسأل عن التوحيد فيجيب . وهل الجواب عنه إلا السكوت ؟! .
تنبه يا سهل .

ففني ثم رجع . فوجد الأمر على ما أخبرناه .
فقلت يا سهل : أين أنا منك ؟ .
فقال : أنت الإمام في علم التوحيد . فقد علمت ما لم أكن أعلم في هذا المقام .
وأنزلته إلى جنب النوري في علم التوحيد وواخيت بينه وبين ذي النون المصري . وانصرفت .

75 - إملاء ابن سودكين : 
« ومن تجلي نور الغيب وهذا نصه : كنا في نور الغيب. . وآخیت بينه وبين ذي النون المصري وانصرفت
قال جامعه سمعت شيخي يقول في اسد شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه :
ليس له شن ، هذا هو توحيد العقل . 
وقوله تعالى : "وهو السميع البصير" [الشورى:11]، هذا هو توحيد الإيمان . يدرك هذا بنور الإيمان . 
ولهذا قال سهل رحمه الله : إن نور المعرفة نوران : نور عقل ونور إيمان . وأما قولنا : نور الغيب ، فإن النور إذا كان قويا في نفسه ، فمن شرطه أن لا يكشف لك فيه شيء، فإن کشف لك فيه شيء فلضعف النور. 
فالنور القوي هو الحجاب وهو نور الغيب . واعلم أن الإيمان يتعلق بالغيب ، ويثبت ما حصل الإيمان به . ونور الإيمان يكشف ما أثبته الإيمان وصدقه . 
وقد أثبت الإيمان أنه تعالی «بصير» بلاحد، و«سميع» بلا حد. فالإيمان يعم العقل وزيادة . لأنك إذا وقفت مع ما يستقل به العقل وهو أنه تعالی ليس كمثله شيء. فحينئذ لا يثبت العقل من حيث دليله أنه تعالی سميع بصير، إذ تقع المماثلة عندئذ بين الخالق والمخلوق، وقد تقرر عنده أنه تعالی ليس كمثله شيء ، والإيمان أثبت ذلك. وأثبت كونه تعالی سميع بصيرة . 
ثم کشف نور الإيمان هذه الزيادة التي لم يكن في قوة العقل إثباتها . ثم أخذ سهل يفصل النورين بما تقدم ذكره . وقصد تنزيه الحق بذلك فقالت له حددته بما حكمت عليه به ، من حيث لا تشعر. 
لقولك : «لا حد له». ومن كان حده "أن لا له لا حد له" و"لا حد له" هو حده . وأما الجواب ههنا . فهو السكوت أو الجمع بين الضدين . 
فقلت له : لهذا سجد قلبك من أول قدم لكونه قصد السجود دون غيره . 
إذ لم يكن هذا التهيؤ أولى بقلبك من غيره، إذ السجود حالة مخصوصة من بين أحوال عامة . 
وقلب المعارف لا يتقيد . بل جميع الأحوال عنده بنسبة واحدة . فكيف لك أن حددت قلبك بالسجود الأبدي . فدل ذلك على أنك حددت الربوبية بأمر حکمت به عليها . 
وقد تلتبس الربوبية بالعبودية في تجليات كثيرة ، فتطلب أنت الإطلاق فلا تجده فيخرج منك حدك الذي اعتمدت عليه من كونه تعالى «لا حد له». وأما نزوله ، أي سهل التستري ، بين يدي الشيخ فكان اختبارا من الشيخ في حقه . 
لأنه قال بغیر حد. 
ولما دعاه إلى النزول بين يديه رأى الحق يدعوه في مظهر الشيخ ، فنزل بين يديه وأخذ عنه ، لكونه مظهرا من مظاهر الحق ، والمظهر هو الحد. 
فقد أخذ عن الحد، ولزمه ثبوت الحد. ولما فني سهل رأى الحق كما ذكر له الشيخ .
وأما قول الشيخ له : وهل الجواب عنه إلا السكوت يعني التوحيد لأن التوحيد لا لسان له إنما هو للخطاب ، والخطاب يستدعي مخاطبة ثانيا . 
وإذا حصل الثاني «المخاطب» فلا توحيد. فالجواب في التوحيد إنما هو السكوت . فلذلك نبه الشيخ عليه . 
وأما قول الشيخ : فأجلسته إلى جنب النوري فالإشارة فيه لاتفاقهما في العبارة والأمور الظاهرة. 
وقوله : وآخيت بينه وبين ذي النون المصري ، أي لاشتراكهما في الذوق الباطن ، فكانت أمهما حقيقة واحدة . لأنه قد يقع الاشتراك في أمر ما بين اثنين فياخذه أحدهما کشفا وذوقا من الباطن ، ويأخذه الآخر من باب الفهوم وصفاء الذهن والعقل، فاشتركا من وجه وتفرقا من وجه . 

فمثل هذا الأخير يقال فيه : أجلسته إلى جانبه لكونهما اتفقا في الوجه الظاهر من المقام. وأما إذا شاركه في الأصول الغيبية فقد رضع معه من الأم وشاركه في أمور الفطرة الذاتية . فأخذها من أم الكتاب في أول مراتبها . فتحقق ".

75 - شرح تجلي نور الغيب 

388 -
هذا النور إذا اشتد ظهوره . لا يكشف فيه شيء قطعة. فهو من فرط ظهوره ، حجاب . 
والغيب به بالنسبة إلينا غيب . وإذا خفي أعطى الكشف والاضطلاع. 
قال قدس سره : (كنا في نور الغيب. 
فرأينا سهل بن عبد الله التستري. فقلت له: كم أنوار المعرفة يا سهل ؟ 
فقال: نوران : نور عقل ، ونور إيمان قلت: فما مدرك نور العقل وما مدرك نور الإيمان ؟ فقال : مدرك نور العقل ليس كمثله شيء) إذ في قوة العقل أن يستقل في التنزيه ويبلغ غاية التحقيق فيه . 
وليس له أن يستقل في شق التشبيه إلا بضرب من التأويل وصرف النصوص عن ظاهرها إلى وجه يرجع إلى أصل التنزيه . 
(ومدرك نور الإيمان، الذات بلا حد) أي الذات باعتبار سلب الاعتبارات المحدودة عنها . فأخرج بها القيد حيثية ظهور الذات في المظاهر التي هي الحدود. 
والذات مع كونها لا حد لها في حقيقتها ، لها في كل اسم بحسب حيطته حد. ونور الإيمان يكشف ما أثبته الإيمان عند تعلقه بالغيب . 
فأثبت الإيمان أنه تعالی سميع بصير. فأثبت فيهما ما لزمه ثبوت الحد وأثبت أيضا أنه سميع بلا حدود وبصير بلا حد، فأثبت أيضا ما أثبته العقل تنزيها

389 - قال قدس سره : (فقلت) له (أراك تقول بالحجاب) حيث قيدت الذات بلا حد والقيد بلا حجاب . (قال: نعم. قلت: يا سهل) أنت مع تحرزك عن التحديد . 
(حددته من حيث لا تشعر) إذ من وصف بأن لا حد له . فلا حد له هو حده . 
(لهذا سجد قلبك) أي لقولك بالحجاب والتقييد. انحصر قلبك في السجود من العبادات الذاتية دون غيره . 
ومقتضی حال القلب أن يحاذي في كل آن شان الحق في كل عبودية يقتضيها ولا ينحصر في شيء منها (من أول قدم وقع الغلط) فانحصرت وکنت برهة من الزمان ، تقول لم يسجد القلب ؟ 
حتى سمعت العباداني يقول : للأبد. 
فلما انفحم سهل رحمه الله (قال) له (قل) له : ما عندك من الأجوبة التي يستحقها سؤالك . 
(قلت: حتى تبرك بين يدي) تنزل من يلقي القياد إلى محل المراد . 
ولما قيد سهل رحمه الله مدرکه الإيماني بقوله : بلا حد، دعاه قدس سره إلى نفسه بقوله : حتى تنزل بين يدي ، فامتثل وألقى قياد قابليته إليه . 
(فجثا) بين يديه فشاهد الحق في حد مظهريته فلزمه ثبوت الحد في مدرکه الإيماني.
كما لزمه عدم ثبوته من حيثية مشهد قال فيه : بلا حد

390 - (قلت له: يا سهل مثلك من يسأل عن التوحيد فيجيب ، وهل الجواب عنه إلا السكوت) أو الجمع بين الضدين بمعنى أن تقول : بحد، وبلا حد. (تنبه يا سهل) لما فات عنك في مدرك التوحيد. 
(ففني) إذ ذاك سهل فيما شاهد من مظهريته ، قدس سره . 
( ثم رجع ) بوارد الصحو إلى مدرك نتائج الفناء . (فوجد الأمر كما أخبرناه فقلت: يا سهل أين أنا منك) في هذا المدرك الغريب (قال: أنت الإمام في علم التوحيد فقد علمت ما لم أكن أعلم في هذا المقام) حيث علمت أن التوحيد الذاتي لا لسان له . وقد كل لسان من عرف الحق بهذا التوحيد. 
واللسان إنما هو للتخاطب ، والتخاطب يستدعي المتخاطبين، فأين التوحيد ؟ 
ثم قال : (فأنزلته إلى جنب النوري في علم التوحيد) لاتفاقهما في المشرب . يقال أجلست فلانا إلى جنب فلان إذا وجدهما على رأي في أمر. 
ثم قال : (وواخيت بينه وبين ذي النون المصري) فإنه وجدهما في التوحيد مرتضعي ثدي واحد. فإن ذا النون قال : إن الحق بخلاف ما يتصور ويتخيل ويتمثل. فأخلى الكون عنه مع أنه لا يقوم إلا به . 
وإن سهلا حد الربوبية بلا حد. فأخلى الحدود عنها ثم قال : (وانصرفت) من المشاهد المشحونة باللطائف الفهوانية إلى عالم الإحساس .

.
التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: