الجمعة، 1 مايو 2020

57 - شرح تجلي العلة للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

57 - شرح تجلي العلة للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

57 - شرح تجلي العلة للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
57 – متن تجلي العلة :
رأيت الحلاج في هذا التجلي .

فقلت له يا حلاج : هل تصح عندك علية ؟ وأشرتُ .

فتبسم وقال لي : تريد قول القائل : يا علة العلل ويا قديماً لم تزل ؟ .

قلت له : نعم .

قال لي : هذه قولة جاهل !!!

اعلم أن الله يخلق العلل وليس بعلة .
كيف يقبل العلة من كان ولا شيء ؟؟ ! . وأوجد لا من شيء وهو الآن كما كان ولا شيء ؟؟ ! جل وتعالى .
لو كان علة لارتبط ولو ارتبط لم يصح له الكمال تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً .
قلت له : هكذا أعرفه .
قال لي : هكذا فينبغي أن يُعرف فاثبت .
قلت له : لم تركت بيتك يخرب ؟ .
فتبسم وقال : لما استطالت عليه أيدي الأكوان حين أخليته فأفنيت ثم أفنيت ثم أفنيت وخلّفت هارون في قومي فاستضعفوه لغيبتي فأجمعوا على تخريبه فلما هدّوا من قواعده ما هدّوا رددت إليه بعد الفناء فاشرقت عليه وقد خلت به المثلات فأنفت نفسي أن أُعمر بيتاً تحكمت فيه يد الأكوان فقبضت قبضي عنه فقيل مات الحلاج !!! والحلاج ما مات .
ولكن البيت خرب والساكن ارتحل .
فقلت له : عندي ما تكون به مدحوض الحجة .
فأطرق وقال : " وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ " [يوسف : 76] .
لا تتعرض .
فالحق بيدك وذلك غاية وسعي . فتركته وانصرفت .

57 -  املاء ابن سود كين على هذا الفصل :
 « ومن شرح تجلي العلة . وهو ما هذا نصه. و رايت الحلاج في هذا التجلي وذلك غاية وسعی. فتركته وانصرفت .
 قال جامعه : سمعت شيخي يقول في اثناء [الأصل : اثا] شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه . انه لما اجيت بالحلاج - رحمه الله ! - في هذا التجلي وسألته عن العلية ، هل تعح عنده ام لا ؟ 
فقال : هو قولة جاهل ، يعني ارسطو. ثم نزه نزها حسنا . 
فقلت ، عند سماعي تنزهه : هكذا اعرفه . 
فقال : هكذا ينبغي أن يعرف ، فاثبت ! - 
قال الشيخ : وينبغي للمتناظرين، اذا ادعى أحدهما القوة في أمر ما، ان يدخل عليه الآخر في ذلك المقام بنسبة لا يعلمها ، فيفضحه في دعواه من نفسه وبریح (نفسه) حينئذ مؤنة التعب . 
ولما قال الحلاج للشيخ ۔ سلام الله عليه : "اثبت !" ولم يكن مقامه يقتضي له هذا القول الشيخ ، قال له (ابن عربي)؛ «لم تركت بيتك يخرب؟» - فتبسم عند سماعه اشارة الشيخ . واجاب بما لا يطابق مقصود الشيخ واشارته . 
فقال له الشيخ حينئذ، لما كفاه مؤنة نفسه بجوابه : عندي ما تكونبه مدحوض الحجة . ففهم حينئذ الإشارة ، وعرف ما كان حمل منه : "فاطرق ! ". هكذا أعرفه . 
فقال : هكذا ينبغي أن يعرف ، فائبت . 
قال الشيخ : وينبغي للمتناظرين إذا ادعى أحدهما القوة في أمر ما، أن يدخل عليه الآخر في ذلك المقام بنسبة لا يعلمها فيفضحه في دعواه من نفسه ويريح نفسه حينئذ مؤنة التعب .
 ولما قال الحلاج للشيخ سلام الله عليه : اثبت ، ولم يكن مقامه يقتضي له هذا القول للشيخ . قال له ابن عربي : لم ترکت بيتك يخرب فتبسم عند سماعه إشارة الشيخ . 
وأجاب بما لا يطابق مقصود الشيخ وإشارته . فقال له الشيخ حينئذ لما كفاه مؤنة نفسه بجوابه : عندي ما تكون به مدحوض الحجة . 

ففهم حينئذ الإشارة وعرف ما كان حصل منه ، فأطرق ".


57 – شرح تجلي العلة
323 -  ( رأيت الحلاج في هذا التجلي ) القاضي بتحقيق كونه - تعالى ! هل هو علة تستلزم وجود العالم في الأزل وقدمه أو ليس بعلة؟
(فقلت له : يا حلاج ، هل تصح اعندك علية ؟ وأشرت --) إشارة تفهمه أني لم أقل بها . 
( فتبسم ! ) تبسما يفهمني انه لم يقل بها . 
( وقال لي : تريد بقول القائل : ( با علة العلل ، ويا قديما لم يزل - قلت له : نعم ! - قال : هذه قولة جاهل ! )یعنی من أسس قاعدة الفلسفة . 
ثم قال : ( اعلم أن الله يخلق العلل ) المستلزمة لوجود معلولاتها ، (وليس بعلة) لشيء أبدا . (كيف يقبل العلة من كان) في الأزل ولاشيء معه . 
(وأوجد ) العالم (لا من شيء وهو الآن كما كان:ولا شيء) فإن العالم نظرا إلى نفسه ، باق على عدميته لم يشم رائحة من الوجود . 
(جل وتعالى لو كان علة لارتبط) بمعلوله (ولو ارتبط لم يصح له الكمال) إذ الارتباط يشعر بالافتقار. فارتباطه تعالى بالمعلول إن كان من مقتضى ذاته فيكون عن إيجاب لا عن اختيار (تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا) بل إنه تعالی شاء في الأزل أن يخلق الخلق ، فخلق في الأبد كما شاء في الأزل منة على ما أوجده من غير أن يجب عليه إيجاده . 
( قلت له هكذا أعرفه قال لي هكذا ينبغي أن يعرف فاثبت ) على ما عرفت.

324 -  فلما شهد ذوق الحلاج بتجرید الحق عن الحقائق والأحوال مطلقا حكم في شهوده أنه الغاية القصوى في مواطن الكمالات الإنسانية فأعطاه مقامه علما صحيحا في منع علية ذات الحق والارتباط بينها وبين الذوات . 
ولم يشهد له ذوقه بتحقيق الارتباط بين أسمائه تعالی والأعيان الخلقية من حيثية توقف ظهور الأسماء على وجود الأعيان. 
ووجود الأعيان على ظهور الأسماء. 
فشاهد الحلاج عند تخاطبه في عالم النور، أن مقتضی مقام الشيخ تحقيق هذا الارتباط الأسمائي الناشئ من مشاهدة الحق والحقائق ، والوحدة والكثرة معا بلا مزاحمة. 
فأعطاه طیش غلبة الحال التي ذهبت بها من هذا العالم أن يقول له : فاثبت . زاعما بأن هذا التحقيق ناشئ من مشهد الفرق الأول، حيث لم يكن له قدم وذوق في مشهد الفرق الثاني . 
وهو مشهد التلوين بعد التمكين حتى يشهد له ذوقه بجمع الحق والحقائق وظهورهما بلا مزاحمة. ثم يثبت ارتباط الأسماء بالأعيان الكونية . 
ولهذا طلب الثبات من الشيخ على القدر الذي شهد به ذوقه وحاله مشعرا بأن هذا القدر هو المنتهی . 
«وليس وراء عبادان قرية» ولم يحكم ذوقه بأن وراء عبادان بحرا زاخرا ينبغي فيه الغوص إلى لا غاية . فلما استشعر الشيخ بما لديه، سأل منه مسألة ينتهي التحقيق فيها إلى إفحامه وإعلامه بأن مقامه دون الغاية المطلوبة في الكمال .

ولذلك قال قدس سره :
325 - (قلت له : لم تركت بيتك يخرب ؟) ولا جنحت إلى سلم يحفظه عن الخراب ( فتبسم) مستشعرة بإصابة سهمي الغرض (وقال) متمسكا بما يقتضيه مقامه حالتئذ (لما استطالت عليه أيدي الأكوان ) بالمنع والتحجير واستتباعهم إياه في طرق تقليدهم ( حين أخليته ) بحکم الانسلاخ القاضي بخلاص لطيفتي من شرك التقييد إلى فضاء الإطلاق 
(فأفنيت) أي صرت فانية عن كل ما تراءى لي في المشاهد النفسية من الرسوم الظاهرة. 

( ثم أفنيت ) عن كل ما تراءى لي في المشاهد الروحية من الرسوم الباطنة (ثم أفنيت) عن كل ما تراءى لي في المشاهد القلبية من الرسوم الجامعة الكونية . فوجدت إذ ذاك البيت مفتقرة إلى التدبير، وقد حكم المقام على لطيفتي بالسراح والانطلاق ( وخلفت هارون ) أي الهيئة الروحانية المتولدة في البيت من إشراق المرتحل عنه بحكم الانسلاخ لتدبر فيه على سنن ما يعطيه حال المرتحل عنه في إشرافه عليه ( في قومي ) من الجوارح والجوانح والقوى البادية والحاضرة ، ( فاستضعفوه لغيبتي ) عن البيت .
وقد انغمروا في لذات الأحوال القاضية برفع التحجير (فأجمعوا على تخريبه) بإبراز نتائج الأحوال بلسان الشطح ( فلما هدوا من قواعده ) القاضية بالتزام التحجير، (ما هدوا ، رددت إليه ) من حال الانسلاخ ( بعد الفناء ) أي بعد فنائي في المشاهد الثلاث المذكورة ( فأشرفت عليه ) بصحوى المفيق . 
(وقد حلت به المثلات) بما هدوا فيه (فأنفت نفسي أن أعمر بيتا تحكمت فيه يد الأكوان) من القوى الباطنة والظاهرة العائدة تحت سورة الحال إلى إطلاقها الطبيعي ، النابية في سراحها عن التزام التحجير. 
( فقبضت قبضتي عنه ) وهي التي تركها فيه للتدبير حالة غيبته عنه . ( فقيل مات الحلاج ، والحلاج ما مات ، ولكن البيت خرب والساكن ارتحل ).

326 - قال قدس سره : لما سمعت منه هذا المقال (فقلت له : عندي ما تكون به مدحوض الحجة) ولعله قدس سره كان يقول له : إن تدبير المخلف عنك في البيت إنما كان على قدر ما أعطاه حالك في مرتقاك . 
والخلل إنما تطرق عليك بما حكم عليك شهودك بعدم الارتباط بين الحق والخلق مطلقا، حيث جردت الحق عن الحقائق، ولم تنظر إلى الارتباط بين الشؤون الذاتية في الأصل . 
فإن ظهور المفاتيح الأول الكامنة في غيب الأحدية الذاتية بحكم الاشتمال تفصيلا من الحضرة الإلهية الأسمائية إنما هو مرتبط بوجود الأعيان الكونية التفصيل . 
ووجود الأعيان مرتبط بظهور المفاتيح في الحضرة الإلهية على التفصيل . 
فلو سرحت في هذا المشهد حققت شهودا أن مشاعرك هي مواقع نجوم الأسماء ، بل هي الأسماء المشخصة المفصلة في أعيانها، وعرفت أن لا ظهور لها ولأحكامها التفصيلية إلا بتلك المواقع. 
وحکمت بالجمع بين الحق والحقائق . ولا أطلقت مطلقا ولا قيدت مطلقة . 
بل قلت : بالإطلاق في التفييد وبالتقييد في الإطلاق. فأخذت بتدبير يحفظ عليك بيتك ، ولا أنفت عنه . 
ثم أعطيت فيه حق العبودية كما ينبغي ، وحق الألوهية كما ينبغي . وجمعت عليك تجلي بحر التوحيد مالك وجمعت عليه ماله .

ولا زاحمت الربوبية بقولك : أنا . فكنت من الفائزين ، باغيا غايات الكمال. ولذلك لما استشعر الحلاج بوقوع هذا التعرض أنصف في نفسه ( فأطرق وقال : وفوق كل ذي علم عليم . لا تعترض فالحق بيدك وذلك غاية وسعي ) وحق استعدادي (فتركته ) في المسارح البرزخية (وانصرفت) إلى العوالم الحسية.
.
التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: