الجمعة، 1 مايو 2020

40 - شرح تجلي الظنون للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

40 - شرح تجلي الظنون للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

40 - شرح تجلي الظنون للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
40 - متن نص تجلي الظنون:
ظنون الولي مصيبة فإن كشف له من خلف حجاب الحسد فيجد الشيء من نفسه ولا يعرف من أين جاء ويعرف مقامه.
فيعرف أن ذلك لغيره فينطق به فيكون حال الغير فهذا ظن عندنا.
وفي هذا المقام أيضاً يكون الأكابر منا وليس بظن في حقهم وإنما يجري الله على لسانه ما هو الحاضر عليه من الحال.
فيقول الحاضر قد تكلم الشيخ على خاطري والشيخ ليس مع الخاطر حتى لو يقل له ما في ضمير هذا الشخص ما عرف.
سئل أبو السعود البغدادي عن هذا المقام فقال: " لله قومٌ يتكلمون على الخاطر وما هم مع الخاطر ".
وأما صاحب الظن فلولا السكون الذي يجده عنده بلا تردد ما تكلم به.
وهذا المقام عييٌ على الأولياء وحصرهم فما بالك بفهمهم.
ومن هنا ينتقلون إلى تلقي الأقدار قبل نزولها على أن لها بطأً في النزول يدور القضاء في الجو في مقعر فلك القمر إلى الأرض ثلاث سنين وحينئذٍ ينزل ويعرفون الأولياء ذلك بحالة يسميها القوم: " فهم الفهم ".
ومعنى فهم الفهم لفهمهم الأعمال أولاً ثم يفصلون بقوة إحدى ذلك الأعمال فتلك قوة فهم الفهم.

40 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل :
« ومن تجلي الظنون . قوله في أول هذا التجلي : ظنون الولي مصيبة . فيكون حال الغير.
فسمعته يذكر في أثناء شرحه لهذا التجلي : إن هذا الظن في الأولياء ليس بظن . لكونه خطرله أمر محقق . لكن صاحب ذلك الأمر غير معين عند الولي باسم وعينه . وصاحب هذا المقام أعلى من تعين لكون الأول مشغولا بربه لم يلتفت إلى الكون . فإذا ورد الوارد وهو غير مناسب المرتبة الولي ، علم أنه لغيره . كما لو خطر له خاطر التنزه والفرجة في بستان ، وهذا لا يقتضيه مقامه ، فيعلم الشيخ حينئذ أن بعض من يرتبط به قد قام عنده ذلك .
فيخبر الشيخ به جملة ، فيسر به صاحبه.
وربما قال صاحب الخاطر: إن هذا كان خاطري .
فيقول الشيخ : الحمد لله . ثم قال الشيخ ، رضي الله عنه : وهذا مقام عن الأولياء وحصرهم. .
فتلك القوة : فهم الفهم. قال الشيخ رضي الله عنه : ومن أجل هذا البطء به ، أمكن تلقي الشياطين لكثير من الأحكام والقضايا النازلة إلى العالم بعد حين ، قبل وصولها إلى الأرض.
فيغربها كثير من الصلحاء فضلا عن العوام فيقول الصالح : هذا غيب قد اطلعت عليه وليس هو غيبة ولا حقا. فتفطن ترشد".

40 - شرح تجلي الظنون
268 - إذا استجلب التجلي من الغيوب إلى الولي الحاضر بسره مع الحق، واردة لا يناسب مقامه وحاله وتجهل نسبته حيث لا يتعين له محل مناسب باسمه وعينه ، يسمى ذلك في حقه ظنة وذلك في الحقيقة ليس بظن ، فإنه کشف محقق من وراء حجاب .
وليس من شأن الولي الحاضر مع الحق أن يمعن بنظره الكشفي في تعيين محل مناسب . فإنه حالتئذ لا يلتفت إلى الكون من غير داع ذي سلطان .

ولذلك قال قدس سره :
269 -  (ظنون الولي مصيبة فإنه کشف له من خلف حجاب الجسد . فيجد الشيء في نفسه) ولا يقدر على دفعه .
(ولا يعرف من أين جاء ويعرف مقامه) حيث يعرف أنه غير مناسب الحاله ومقامه . كما لو وجد في خاطره الشغف إلى طلب المناصب الدنيوية المعينة .
(فيعرف أن ذلك لغيره) لا له ، فينطق به فيكون ذاك (حال الغير ) ولكن انعكست صورته في مرآة خاطره ، بمناسبة ما .
قال قدس سره : (فهذا) أي ظهور الوارد الغريب المجهول المحل ، خاطر الولي (ظن عندنا) فإطلاق الظن علیه راجع إلى مجرد العرف.

270 - (وفي هذا المقام أيضا يكون الأكابر منا. وليس بظن في حقهم وإنما يجري الله على لسانه ما هو الحاضر عليه من الحال) أي حال من هو الحاضر عليه (فيقول الحاضر) إذن : (قد تكلم الشيخ على خاطري، والشيخ في الواقع (ليس مع الخاطر) لذهوله في الحضور مع الحق عن الكون. (حتى لو قيل له ما في ضمير هذا الشخص ) مع وروده بعينه على خاطره وجريانه على لسانه (ما عرف) أنه وارده المنطوق به .
(سئل أبو السعود البغدادي عن هذا المقام فقال: الله قوم يتكلمون على الخاطر وما هم مع الخاطر) حيث ذهبت قلوبهم في غمرات الشهود وهي الاهية عن غير مشهودها .
(وأما صاحب الظن فلولا السكون الذي يجده عنده بلا تردد ما تكلم به) فإنه علم ذوقة أن السكون وعدم التردد ، من علامات الكشف الصحيح واليقين التام.
فاستدل بوجودهما في ذوقه . أن الظنون الناشئة من آثار التجلي ، هو الكشف المحقق في نفس الأمر ولذلك نطق به .
ألا ترى أن البرودة الناتجة من السكون ، كيف يضاف إليها اليقين فيقال : حصل برد اليقين وتثلج الخاطر في فهم المقصود.

271 - (وهذا مقام عي الأولياء وحصرهم) مع كونهم عبروا عما وجدوا فيه من الظنون بأبلغ البيان ونطقوا بها (فما ظنك بفهمهم) في مقام الإشراف الشهودي والاطلاع الكشفي الخالص عن الشوائب التي تقبل التسمية بالظنون .
(ومن هنا) أي من مقام فهمهم (ينتقلون إلى تلقي) معرفة (الأقدار) و تحقیق تفصيلها (قبل نزولها) إلى المحل المتعين لها (على أن لها بطئا في النزول يدور القضاء في الجو من مقعر فلك القمر إلى الأرض ثلاث سنين، وحينئذ ينزل ويعرف الأولياء ذلك بحالة يسميها القوم فهم الفهم ومعنى «فهم الفهم» لفهمهم الإجمال أولا ثم يفصلون بقوة أخرى ذلك الإجمال. فتلك القوة ) المفصلة هي (فهم الفهم).

272 -  اعلم أن الأقدار إذا انفصلت عن الغيب ، على حكم ما ثبت في لوح القضاء المنطبع في العرش، إنما انفصلت على حكم الإجمال والشعور الإنساني المتعلق بها من هذه الحيثية الإجمالية هو الفهم.
وإذا انفصلت الأقدار عنه «الغيب» على حكم ما ثبت في لوح القدر المنطبع في الكرسي ، إنما انفصلت على حكم التفصيل والإدراك الإنساني المتعلق بها من هذه الحيثية التفصيلية . هو فهم الفهم.
فالأقدار المنفصلة على حكم ما ثبت في اللوحين ، بعد مرورها على الأدوار السماوية ، لا يتم تفصيلها محققة إلا في عالم الاستحالة الطبيعية العنصرية.
فإن عالمها يعطي الكون والفساد. إذ الأعلى يستحيل إلى الأدني ، والأدنى إلى الأعلى .
بخلاف العالم السماوي ، فإنه لا يعطي إلا الكون فقط . فتدور الأقدار قبل نزولها إلى الأرض في العوالم الثلاث، في كل عالم منها تحت حكم دور کامل من أدوار العرش والكرسي الحاملين لوح القضاء ولوح القدر، فتتم في قوتها المتضاعفة ، بسراية حكم المزجة والاستحالة فتقوى في طلب محلها.
ففهم الأولياء إنما يتعلق بها ، قبل نزولها إلى محالها المخصوصة بها. بالنسبة القضائية العرشية ، وفهم فهمهم يتعلق بها بالنسبة الكرسوية القدرية فافهم.   "الكرسي وية"

.
التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: