السبت، 2 مايو 2020

70 - شرح تجلي النور الأحمر الخروج للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

70 - شرح تجلي النور الأحمر الخروج للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

70 - شرح تجلي النور الأحمر الخروج للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
70 - متن تجلي النور الأحمر :
سريت في النور الأحمر الشعشعاني وفي صحبتي " إبراهيم الخواص " فتنازعنا الحديث فيما يليق بهذا التجلي وما تعطيه حقيقته .
فما زلنا على تلك الحال . فإذا بعلي أن أبي طالب رضي الله عنه ماراً في هذا النور مسرعاً .
فأمسكته فالتفت إليّ . فقلت له هو هذا ؟ .
فقال : هو هذا وما هو هذا ؟ كما أنا وما أنا وأنت وما أنت .
قلت : فثمّ ضد ؟ .
قال : لا .
قلت : والعين واحدة ؟ .
قال : نعم .
قلت : عجب .
قال : هو عين العجب فما عندك ؟ .
قلت : ما عندي عند أنا عين العين .
قال : فأنت أخي .
قلت : فآخيته .
قلت : أين أبو بكر ؟ قال أمام .
قلت : أريد اللحاق به حتى اسأله عن هذا الأمر كما سألتك .
قال : أنظره في النور الأبيض خلف سرادق الغيب . فتركته وانصرفت .

70 - إملاء ابن سودکین : 
« ومن تجلي النور الأحمر، وهذا نصه : سربت في النور الأحمر. فتركته وانصرفت. 
قال جامعه سمعت شيخي يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ماهذا معناه : 
النور الشعشعاني يدرك به ، ولا يدرك هو في ذاته . 
وأما غير النور الشعشعاني فإنه يدرك في ذاته، ويدرك به. 
وأصول الألوان البياض والسواد. 
وأما بقية الألوان ، فمتولدة من أجزاء مخصوصة تتركب من هذين اللونين ثم كذلك تتولد كما يتولد منها ألوان أخر. 
وأما كونه أحمر، فإن الحمرة تولد شهوة النكاح. والنكاح لذة تستغرق الطبيعة . 
فلما كان بهذه الصفة ، كان هذا التجلي العقلي له من اللذة ما يستغرق وجود العبد. فلهذا كني عنه بالحمرة في المحاورة لتناسبهما. وصاحب هذا المشهد لا يتصور أن يخبر إلا عن عين واحدة ، لغناه عن سوی ما أفناه . 
واللطيفة الإنسانية لها آلة روحانية تدرك بها الأمور المعقولة وهي العقل ، ولها آلة حسية تدرك بها المحسوسات . 
ولما اجتمعت بالخواص، رحمه الله ، تكلمنا بالذوات ، مجردة عن مدركات الآلات التي كانت تقيدها . 
فما زلنا في تلك الحالة ، حتى رأينا عليا رضي الله عنه مارا في ذلك النور فمسكته. 
فقلت : "هو" ، "هذا".  فقال : "هو" ، "هذا"
أي إن كان مطلوبك "العين" فها هي . فقال : صحيح هي "العين" . وما هي "العين"  .
كما أنك أنت ، وما هو أنت. أي أنت أنت من حيث شخصيتك ، وما أنت أنت من حيث حقیقتك . 
وهذا مما لا ينقال في باب العقول . لأن الأمرين ، ثم ، أمر واحد من كل وجه . 
وأما ها هنا فإن عالم التركيب يقتضي وجها مخالفا ولا بد. فيحصل التناسب والتناكر من وجهين مختلفين . 
كقوله تعالى: " وما رمیت إذ رميت ولكن الله رمى" [ الأنفال : 17].
 قلت: ثم ضد. أي ثم غيره . قال : "لا" . قلت : "عين واحدة" ؟. 
قال: " أنت أخي" . أى نرجع إلى عين واحده . شرب كل منا منها ، فكانت أمنا واحدة : فكنا لذلك إخوة.


70 - شرح تجلي النور الأحمر
370 -
ذكر قدس سره في بعض أماليه : أن النور الشعشعاني هو النور الذي لا يدرك ويدرك به. فكأنه أراد به النور الذاتي ، المقول عليه : «نور أني أراه» وهو من حيث إنعکاس إشراقه في سواد الغيب الأحمر، إنما يظهر في وسع الخيال المطلق لذي الشهود بلون الحمرة المتولدة من الألوان المختلطة . 
فحينئذ يري رؤية مثالية. وهكذا إذا انعكس لألاء الروح في سواد الطبيعة المزاجية الجمية . 
ولذلك لون الأحمر إنما يثير الشهوة الخامدة الطبيعية بالخاصة . 
وحكم هذا النور الأحمر الشعشعاني في قلب الأعيان المعدومة الإمكانية موجودة، كالكبريت الأحمر في قلب الأجساد الغلسية المعدنية القابلة للعلاج والكمال ، ذهبة خالصة لا يطرأ عليه الفساد .

371 - وهذا النور حيث تلاقی بقوته الفاعلة قابلية الطبيعة الإمكانية في مرتبة وسطية ، نبتت فيها الشجرة الكلية الناطقة الوحيدية . ثم نشأ من أصلها الوسطى ، فزعان فارعان وهما توأما بطن واحد، أحدهما الحقيقة العلوية الظاهرة بكل ما حاز بطنها بدءا ، والآخر الحقيقة الختمية الخاصة الظاهرة بكل ما حاز بطنها ختما فقامت الحقيقة العلوية بجوامع المعاني في قلب الحروف من حيثية أبوة أصلها الكريم. 
فورئت منه ولاية العلم الإحاطي الوسطي بدلالة الأسماء على الأرواح والصور والمعاني . 
ولذلك قامت الحقيقة العلوية في الولاية السيادية آدم عليه السلام في النبوة العامة . وقامت الحقيقة الختمية الخاصة من حيثية أمومة القابلية المختصة بالأصل الكريم. فورثت منه العلم الوسطي المحيط بخصوصيات المعاني والأرواح، من حيثية طلبها الحروف والصور الوافية لبيانها وظهورها . فافهم ، 
فإنك إذا فهمت هذه النكت الشريفة عرفت سر مرور علي رضي الله عنه في هذا النور. 
وعرفت وجه الأخوة بينه وبين المحقق الذي قال :

372 - (سريت في النور الأحمر الشعشعاني وفي صحبتي إبراهيم الخواص) لاشتراك بينهما في مشهد واحد إذ ذاك . 
(فتنازعنا الحديث فيما يليق بهذا التجلي وما تعطيه حقيقته) في كونه لا يدرك من حيثية نوريته ويدرك به ما سواه من الحقائق الإلهية والإمكانية ، ومن حيثية حمرته في المشهد المثالي ومن حيثية كونه يعطي استغراق وجود المشاهد فيه بالكلية عن لذة مفرطة كاستغراق كلية النفس في شهوة النكاح ؛ ومن حيثية اقتضائه الإخبار عن عين واحدة مع إثبات الغيرية معها من وجوه ، ومن حيثية اقتضائه التنازع في الحديث ، لا باستعمال آلات النطق على الحكم المعهود بل بالتخاطب الذاتي المجرد عن آلات النطق كما هو حظ الذوق . لاحظ العقل.

373 - قال : (فما زلنا على تلك الحالة) المقتضية التخاطب الذاتي (وإذا بعلي بن أبي طالب ، رضي الله عنه مارا في هذا النور مسرعا ) إذ من شأنه في الوراثة السيادية بهذا النور، شهود كل شيء بعين واحدة . 
بل شهود كل شيء في كل عين . ولذلك أثبت ونفی حيث قال : هو هذا. 
وما هو هذا كما قال تعالى :" وما رميت إذ رميت " [الأنفال :17] ، 
ولذلك قال قدس سره : (فأمسكته. فالتفت إلي. فقلت له: هو هذا) أي هو العين المطلوبة الوحدانية الناصعة من شوب السوی . 
(فقال : هو هذا، وما هو هذا) أي إن كان مطلوبك العين الوحداني فها هي . وإن كان مطلوبك شهود كل شيء فيها فما هي هي . بل هي ، من هذه الحيثية كل شيء في كل شيء .
(كما أنا ) بشخصيتي أنا وبحقيقتي (ما أنا وأنت) بشخصيتك أنت ، وبحقيقتك ( ما أنت ). ( قلت فثم ضد ؟ قال : لا قلت فالعين واحدة ) مع ورود النفي والإثبات عليها ( قال نعم قلت : عجب قال هو عين العجب ) وهذا جواب يحل غموض المعنى لمن كان له قلب . 
قال رضي الله عنه قدس سره : ( فما عندك ؟).

374 - (قلت : ما عندي عند) فإن العندية نسبة معقولة لا تحقق لها إلا بي . وأنا لا أنا فلا تحقق لي في الحقيقة . إذ لي الحكم في الوجود لا للعين. 
فـ (أنا عين العين) إذ لا تحقق له أيضا في نفسه . والعدم المضاف نوع واحد. 
ثم ( قال ) علي رضي الله عنه : فنحن على هذا توأما بطن واحد وشربنا من ثدي واحد.
( فأنت أخي قلت نعم فواخيته ) حيث وجدت أمر الولاية الاختصاصية السيادية مفتتحا بحكم الاستیعاب به ومختتما بي.

374 - ثم (قلت) له ، رضي الله عنه : ( أين أبو بكر ؟ قال أمام ) وهو محل تمحض النور المطلق عن ملاقات الكون ورسومه وقيوده وآثاره . فالأمام للبياض والخلف للسواد والحمرة للجمع . فافهم . 
( قلت أريد اللحاق به حتى أسأله عن هذا الأمر كما سألتك ) تأدب قدس سره واستأذن عند روم الانتقال إلى صحبة كامل آخر. كما هو دأب المسترشد المتيقظ الموفق. 
( قال انظره في النور الأبيض ) أشار إلى تمحض إطلاق النور عن قيود القوابل وصبغها . 
ولذلك وصفه بالبياض فإنه لون مطلق، من شأنه أن يقبل الألوان كلها . والسواد لون مطلق من شأنه أن لا يقبل شيئا منها . 
ثم أتبع بقوله : (خلف سرادق الغيب) تحقيقا لتمحيض النور المشار إليه فإن سرادقه عالم التقييد ومبدأه من عالم العقل الأول إلى أنهى غاية عالم الطبيعة . 
فالنور من حيثية انفصاله وعدم تقيده به وراءه . فافهم . 
ثم قال قدس سره : (فتركته) في ذلك المشهد الأقدس ، و(انصرفت) إلى مواقع اللبس.

.
التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: