الاثنين، 4 مايو 2020

71 - شرح تجلي النور الأبيض الخروج للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

71 - شرح تجلي النور الأبيض الخروج للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

71 - شرح تجلي النور الأبيض الخروج للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
71 – متن نص تجلي النور الأبيض:
دخلت في النور الأبيض خلف سرادق الغيب .
فألقيت أبا بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ على رأس الدرجة ناظراً إلى الغرب عليه حلة من الذهب البهى له شعاع يأخذ الأبصار قد اكتنفه النور ضارباً بذقنه نحو مقعده ساكناً لا يتكلم ولا يتحرك كأنه المبهوت .
فناديته بمرتبتي ليعرفني .
فإذا هو أعرف بي مني بنفسي فرفع رأسه إلي . قلت كيف الأمر ؟ .
قال : هو ذا تنتظرني !!.
قلت له : إن علياً رضي الله عنه قال كذا وكذا .
قال : صدق علي وصدقت أنا وصدقت أنت .
قلت : فما أفعل ؟!
قال : ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قلت : هو مقامك .
قال : هو مقامه صلى الله عليه وسلم قد وهبه لك . قال : قد وهبته لك .
قلت : هو بيدك . قال خذه فقد وهبته لك .

71 - إملاء ابن سودكين : 
«ومن تجلي النور الأبيض، وهذا نصه : دخلت في النور الأبيض.. فقد وهبته لك .
قال جامع هذا الشرح ، نفعني الله تعالی به : سمعت سیدي وشيخي وإمامي رضي الله عنه يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه :
أما النور الأبيض، فإنه لما كان البياض يقبل كل لون دون غيره من الألوان ، كان له الكمال . 
إذ هو عبارة عن حالة تشمل شمولا كليا . وهو بالنسبة إلى سائر الألوان بمنزلة الجلالة في الأسماء ، وبمنزلة الذات مع الصفات . 
وقوله : خلف سرادق الغيب ، أي وراء عالم العقل والإحساس والطبيعة . فتبقى اللطيفة ثمت تدرك ذاتها بذاتها ، وتدرك المراتب بذاتها ، وتباشر المعاني المجردة بذاتها . وهذا هو الطور الذي وراء العقل. 
وقوله : ألفيته على رأس الدرجة، أي على آخر مقام وأول مقام . 
وقوله : وجهه إلى الغرب ، أي أن الغرب معدن الأسرار ولهذا كان الصديق قليل الرواية ، لم يرد عنه كما ورد عن غيره من علم ومعرفة ، حتى الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. 
لم يرد منه كثيرة، مع كونه كان اكثر الناس مجالسه له، صلى الله عليه وسلم ! فكان وجهه إلى الغرب لكون الشمس تغرب فتنطمس الأسرار. 
وقوله : كان عليه حلة من الذهب الأبهى . لكون الذهب أكمل المعادن فتكون المناسبة سارية وتحصل مراتب الكمال في كل حضرة حتى في عالم الخيال الذي أقيمت فيه هذه المادة الخطابية. 
وقوله : ضاربا بذقنه نحو الأرض ، إشارة إلى التواضع وكونه لا يظهر عليه شيئا. 
وقول الشيخ : ناديته بمرتبتي ليعرفني ، من باب المراتب الإلهية فيعاملني بما تقتضيه المرتبة . ولو تعرفت إليه من حضرة أخرى، كالإنسانية أو غيرها ، لعاملني بما تقتضيه الحضرة التي تعرفت إليه بها ، خصوصا إذا كان العارف في مرتبة الكمالية . 
وقول الشيخ : فإذا به أعرف بي مني ، ففزت بحسن التاني مع معرفته . 
فقلت له : كيف الأمر. فقال : هو ذا بنظري . أي هو عيني في هذا المقام . 
قلت : إن عليا قال كذا وكذا ، أي أثبت ونفی . 
فقال : صدق علي وصدقت أنا في كوني أثبت ولم أنف . وقوله : خذ فقد وهبته لك.
قال الشيخ : وذلك أني كنت رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وقد كساني حلة الخلافة . 
فقلت في نفسي : لو كان الصديق حاضرا لكان أحق بها . فجئت إلى الصديق فقلت له بالأمر. 
فقال : امض لما أعطاك . فقلت : هو لك . 
فقال : قد وهبته لك. أي لو كان لي فيها حكم لکنت أهبه لك . وإنما حكمه لصاحب المقام، صلى الله عليه وسلم، وصاحبه بهبه لمن يشاء . 
فلقيت عمر رضي الله تعالی عنه ، فذكرت له ذلك. ففعل كما فعل أبو بكر رضي الله تعالی عنه ، في التسليم. ثم إن عمر رضي الله تعالی عنه ، ألحقني بالنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم».

71 - شرح تجلي النور الأبيض 

375 - (دخلت في النور الأبيض خلف سرادق الغيب) بتجرد ذاتي عن الزوائد اللاحقة بها في مراتب تطوراتها . فكنت أنطق بذاتي أسمع وأرى وأتعقل المعاني المجردة بها . وهذا هو الطور الذي وراء طور العقل . 
( فألفيت أبا بكر الصديق) رضي الله عنه ( على رأس الدرجة ) أثبت قدس سره في هذا النور للاستعدادات الفائزة بمشاهدته درجات ، وأومأ إلى أن الصديق الأكبر كان في أعلاها . وأعلاها ، أولها لمن تنزل وآخرها لمن ترقی . (مستندا ناظرا إلى الغرب) أي إلى محل استار النور المشهود . 
يشير إلى الهوية المطلقة الذاتية التي هي مغرب شموس الأنوار الأسمائية وتجلياتها . ( عليه حلة من الذهب الأبهى ) لتسري المناسبة الكمالية في سائر الأحوال والحضرات والأوضاع المعزوة إلى مقامه الكريم الذي أقيم له رضي الله عنه . 
في الحضرة الخيالية : كالثوب السابغ عليه من أكمل المعادن أيضا، (له شعاع يأخذ الأبصار) ليشعر أنه في الأصل من معدن لا يدرك كنهه . 
(قد اكتنفه النور ضاربا بذقنه نحو مقعده) ليشعر بكمال تواضعه لمن دونه في الرتبة ، مع أن النور لا يطلب في ذاته إلا العلو. 
(ساكنا لا يتحرك) فإنه فاز بالمطلوب الجم في مقامه الذي هو مركز فلك الصديقية ، فلا محيد له عنه ولا انتقال ، (ولا يتكلم ، كأنه المبهوت) فإنه في مقامه دائم الشهود، والشهود إنما يعطي البهت والخرس. 
فإن الكلام إنما يكون من وراء حجاب ، ولا حجاب مع الشهود في مقام التجريد. وإنما قال : كالمبهوت ، فإنه إذ ذاك في غاية الصحو، وحاله فيه إنما تعطي علم المفصل في المجمل فلا يذهل في بهتته عن دره. 
ولذلك قال قدس سره :

377 -  (فناديته بمرتبتي ليعرفني فإذا به أعرف بي مني بنفسي) فإنه قدس سره مما يشاهده الصديق في ذلك التفصيل كما ينبغي. 
والنداء بالمرتبة إذا كانت علية لا يشوبه الدهشة كنداء شخص ذي مكانة لكفئه . (فرفع رأسه إلي قلت : كيف الأمر قال : هو ذا بنظري) على أحوال مشهودة مني : من السكون و البهت والخرس . فإن مقتضى هذا المشهود اضمحلال الرسوم. 
ومحو الموهوم فيه . 
( قلت له : إن عليا قال كذا و كذا ) أي نفي وأثبت . ( قال صدق علي وصدقت أنا وصدقت أنت ) فإن عليا نظر إلى وجود الخلق بالحق. 
وظهور الحق بالخلق : فجمع في شهوده بين الكثرة والوحدة معا بلا مزاحمة . والصديق نظر إلى الحق بلا خلق . 
وأما قوله : وصدقت أنت . فبكونه أعرف بالشيخ منه بنفسه . فعرف رضي الله عنه أنه قائل بالقولين .

378 - قال قدس سره : ( قلت فما أفعل ؟ قال ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم) مشيرا إلى ما رآه قدس سره في بعض المشاهد. 
وذلك أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقد كساه حلة الخلافة . 
فقال في نفسه إذ ذاك : لو كان الصديق حاضرا لكان أحق بها.
ولذلك قال قدس سره : (قلت) عند محاضرتي إياه (هو مقامك قال هو مقامه صلى الله عليه وسلم ) والحكم لصاحب المقام يهبه لمن يشاء قلت (قد وهبه لك قال وقد وهبته لك قلت هو بيدك ) الآن. وأنت في عالم لا يقتضي التصرف على مقتضى حكم الخلافة. 
( قال ) : معي سر المقام وروح اختصاصه، ولي به في المشرب الأعذب السيادي . الآن الورد والصدر : ( خذه فقد وهبته لك ) .

.
التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: