الاثنين، 4 مايو 2020

72 - شرح تجلي النور الأخضر للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

72 - شرح تجلي النور الأخضر للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

72 - شرح تجلي النور الأخضر الخروج للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
72 – متن نص تجلي النور الأخضر
ثم نزلت إلى تجلي آخر في النور الأخضر خلف سرادق الحق .
فإذا بعمر بن الخطاب .
قلت : يا عمر ؟!
قال : لبيك .
قلت : كيف الأمر ؟
قال : هو ذا يقول لي كيف الأمر ؟!.
فذكر مقالة أبي بكر وعلي رضي الله عنهما .
وذكرت له من بعض ما كان بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال خذ المقام . قلت هو بيدك . قال قد وهبته لك . قلت يا عجباً .
قال لا تعجب . فالفضل عظيم . ألست الصهر المكرم .
خذ النور المحدود فقد جاء الشاهد .
انصب المعراج وجه اليدين .

72 - إملاء ابن سودکین : 
« ومن تجلي النور الأخضر. هذا نص قوله ، رضي الله عنه في هذا التجلي : ثم نزلت إلى تجل آخر.. ووجه اليدين .
قال جامعه سمعت شيخي وإمامي يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : كان عمر رضي الله عنه في هذا التجلي ، وهو عليه كالقبة وينبعث من جوانبه بیاض ، فقلت له ما قلت . 
وقال : هو ذا ؛ يقول لي ذلك. 
فلم يرى عمر رضي الله عنه الخطاب في تلك الحضرة من غير الحق . فسمع كلامي من الحق لا مني . 
وقول عمر رضي الله عنه : خذ النور الممدود ، أي النور الذي تمد به غيرك . وقول عمر رضي الله عنه : قد جاء الشاهد، أي قد جاء الوقت ».

72 - شرح تجلي النور الأخضر
379 - خضرة النور و بیاضه من وراء سرادقات الغيب عجيبة . فإن النور لا لون له في الحقيقة . 
فلونه لون القوابل المنصبغة وهذا النور وراءها ، فإنها داخلة في السرادق الذي حده من الموجود الأول إلى أنهى الصور الطبيعية العنصرية . 
فإن قيل : إن اللون مستفاد من قابلية المشاهد حسب اختلافها 
قلنا : حال قابليته إذ ذاك التجرد عن الزوائد اللاحقة بها في المراتب الكونية عند مرورها عليها. 
ولذلك لا ينطق المشاهد هنالك ولا يرى ولا يسمع ولا يعقل إلا بذاته . والألوان هي الزوائد المطروحة. 
والحق أن المشهود خلف سرادق الغيوب بأبی أن يدخل تحت طور العقل وحكمه وتكييفه.

380 - قال قدس سره : (ثم نزلت إلى نجل آخر في النور الأخضر خلف سرادق الحق) فنبه بقوله : «نزلت» أن النور الأبيض أقرب إلى الوحدة والإطلاق، وأن الرتبة الصديقية أقدس وأعلى ، وإن اشترك التجليان في كونها خلف السرادق . 
وقد أضيف السرادق هنا إلى الحق لا إلى الغيب ليشعر باختصاص الفاروق بالاسم «الحق» وولاية ربوبيته. 
ولذلك قال صلى الله عليه فيه : «إن الحق لينطق على لسان عمر» واختصاص الحق وسلطانه ، إنما لمحق ظلمة الباطل ولهذا كان يفر الشيطان من ظل عمر ويسلك فجا غير فجه . 
ثم قال : ( فإذا بعمر بن الخطاب. قلت: يا عمر. 
قال: لبيك. قلت: كيف الأمر؟ قال :هو ذا) من غير تقييده بنفي وإثبات . 
إذ المشهود خلف سرادق الحق، خالص عن سدة السوی . فليس معه شيء يرد عليه بسببه نفي . 
ثم قال عمر له قدس سره : (تقول لي كيف الأمر) وأنت تعلم ما هو الأمر وعليه في هذا التجلي وغيره . 
قال : ( فذكرت مقالة أبي بكر وعلي ، رضي الله عنهما وذكرت له من بعض ما كان بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ) في أمرحلة الخلافة والقيام على مقتضي مقام الوراثة . (فقال: خذ المقام) أي المقام الذي يقتضي ختام الأمر عليه . كما قال قدس سره :
أنا ختم الولاية دون شك  …..    لورث الهاشمي مع المسيح 
وقال أيضا :
وإني  لختم  الأولياء  محمد   … ختام اختصاص في البداوة والحضر

381 - (قلت: هو بيدك) كأنه يقول له . رضي الله عنه : ليس الأمر في هذه العطية لك . بل هو من صاحب المقام . 
(قال : قد وهبته لك) يقول : لو كان الأمر مخصوصا بي لوهبته لك حيث عرفت اختصاصك بمنع هذه العطية الجسيمة . 
(قلت يا عجبا ) من أمري في هذا الشأن الفخيم مع وجود أساطين الورثة السيادية . 
(قال لا تعجب فالفضل ) في حقك (عظيم) ولولا سؤالك بلسان استعدادك هذا المقام لما بلغت . 
(ألست الصهر المكرم) أشار رضي الله عنه بهذه النكتة الغراء الغريبة إلى واقعة وقعت له قدس سره في بعض المشاهد القلبية وقد أومأ قدس سره إليها على سنن غريب في مبتكره المسمى "بعنقاء مغرب" في فصل صدره بقوله : نكاح عقد و عرس شهد. فمن نظر في ذلك فهم ما هنالك ، إن كان من أولاد صلب مقامه وكماله . والله أعلم.

382 - ثم قال له رضي الله عنه : (خذ النور الممدود) أي نورا مد به غيرك من بني مقامك الأسنی، (فقد جاء الشاهد) ودنا ميقات يشهد لك بانتهائك إلى المورد الأعلى واختتامه بك باستقرارك في مقام من هو عين عندية رب إليه المنتهى فقم على ساق الظفر (وانصب المعراج) إلى هذا المورد الغائي لمن يحن إليه برقيقة .

وينتمي إلى دائرته العليا بحقيقة. وأطلق من حبس منهم في أكناف البرزخ. فإنك على أصل له الحكم في العالمين والإشراف على النشأتين ، وإطلاق التصرف في الجهتين . 
ومن لا حال له يقيده ، ولا مقام يحصره ، تولى في إحاطة ملكية كل حال وكل مقام. 
فلاحظ كرسي القدمين وقدم قدم الصدق بالتخصيص والتعيين، و أجر قدم الجبار و(وجه اليدين) نحو المورد الأعلى منتهى أعلى العمد المعنوي ، فإنك إذن أوتی من رحمة الله الكافة كفلين . 
و تری بسر اتصالك بالمستوى الأعلى ما في الغيبين والحسين . فافهم ما ترجم لك بلسان الإشارة ، القلم.

.
التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: