الجمعة، 1 مايو 2020

47 - شرح تجلي تارة وتارة للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

47 - شرح تجلي تارة وتارة للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

47 - شرح تجلي تارة وتارة للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
47. متن نص تجلي تارة تارة :
إذا جمعك الحق به ففرقك عنك فكنت فعالاً وصاحب أثر ظاهر في الوجود وإذا جمعك بك فرقك عنه في مقام العبودية فهذا مقام الولاية وحضور البساط وذلك مقام الخلافة والتحكم في الأغيار .
فاختر أي الجمعين شئت .
فجمعك بك أعلى لأنه مشهودك غيباً وجمعك به غيبته عنك بظهوره منك وهذه غيبة غاية الوصلة والاتصال الذي يليق بالجناب الأقدس وجناب اللطيفة الإنسانية " إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ " [الفتح : 10] أنهم ليبايعون الله دونك فاعتبر .

47 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل: 
«ومن تجلي تارة وتارة : سمعت شيخنا يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه . إذا جمعك الحق به فرقك عنك فكنت فعالا وصاحب أثر ظاهر.
أي إذا جمعك به ألبسك صفات الربوبية وأبرزك إلى الأكوان وكان ذلك غاية القرب ، وهو بعد.
ولهذا قال النفري رحمه الله تعالى : القرب الذي تظنه قربا ، بعد، والبعد الذي تظنه بعدا ، قرب. فأنا القريب البعيد.

قوله رضي الله تعالی عنه : وإذا جمعك بك فرقك عنه فقمت في مقام العبودية . أي جمعك بك أعلى، إذ يكون مشهودك عينا. وجمعك به غيبته عنك لظهوره فيك . والسلام».

47 - شرح تجلي تارة وتارة

289 - غاية العناية الإلهية لعبيد الاختصاص على نهجين :
الأول منهما أن ينزل الحق تعالی نزلة منزهة عن التشبيه منة عليهم من حضرات شرفه الأقدس وعزه الأمنع إلى المقام الأنزل العبداني المقول عليه : مرضت وجعت وظمئت.
فيأخذهم بسر معية الاختصاص إلى محل الوصلة الغائية والقرب الأقرب. فيفرقهم عنهم ويجمعهم به .
فيكسوهم إذن ثوبا سابغة من صفات الربوبية فيوليهم منصب الخلافة فيعطيهم الحكم والتصرف في العالم مطلقا .
فقربهم الأقرب من حيث بروزهم للتصرف في الكون الأعلى والأدنى هو عين البعد الأبعد. 
والنهج الثاني أن يتنزل الحق تعالى إلى المقام الأنزل فيأخذهم أخذ اختصاص إلى المحل الأسنى المشار إليه .
ثم يفرقهم عنه تعالى فيجمعهم بهم لابه . فيكسوهم ثوبا سابغة من العبودية المحضة، ويحجبهم عن الكون بأردية الصون. ولكن يتنزل معهم بسر معية الاختصاص إلى مقامهم الأدنى حتى يكون البعد الأبعد في حقهم، القرب الأقرب .
ومن هنا قال العارف النفري : القرب الذي تظنه قربة ، بعد. والبعد الذي تظنه بعدة ، قرب. فأنا القريب البعيد».

290 - قال قدس سره : ( إذا جمعك الحق به ، فرقك عنك ) فلم يبق لك شمة من العبودية فإنك بظهور صفات الربوبية فيك، غائب عنك ، فضلا عن عبوديتك . (فكنت) إذ ذاك بالحق (فعالا) في مطلق الكون ، ( وصاحب اثر ظاهر في الوجود ) بمعنى أن يكون الحق في تجليه لك بحسبك ، فيكون إذن تصرفك بالحق في الوجود؛ وتكون أنت بحسب الحق ، فيكون التصرف إذن للحق بحسبك .
(وإذا جمعك بك ، فرقك عنه : فقمت في مقام العبودية) بمعنى أن خصك بقوة تطالع بها ، في القرب الأقرب ، جهة عبوديتك . فتجد في نفسك ذلة ظاهرة ، مجهولة النسبة ، إذ ليس دونك ، لعبوديتك وذلتك ، مقام تنسب عبوديتك وذلتك إليه ، وليس فوق قربك الأقرب، للوصلة إلى الحق ، مقام فتنسب إليه ، ولذلك قلنا : مجهول النسبة . فافهم . فالياء
 الشبيه بياء النسبة لذلك حذفت عن العبودية في عرف التحقيق . 
(فهذا) أي جمعك بك وقيامك في مقام العبودة بحقها هو (مقام الولاية) القاضية ببقائك في القرب الأقرب ، الذي هو غاية الوصلة بصفة العبودية المحضة ، (وحضور البساط) وهو مقام إلهي ، يجمع أهل القرب مع الحق بلا واسطة (وذلك مقام الخلافة والتحكم في الأغيار).

291 - (فاختر أي الجمعين شئت، فجمعك بك أعلى، لأنه مشهودك عينا) فإنك حاضر معه بعبوديتك ، مشاهد إياه من وراء لبس لطيفتك.
( وجمعك به غيبته عنك بظهوره فيك) فأتت في الجمع الأول ، به وبك ؛ وفي الثاني أنت لا أنت . 
(وهذه غيبة) هي (غاية الوصلة والاتصال الذي يليق بالجناب الأقدس وجناب اللطيفة الإنسانية) فهو مع هذه اللطيفة كهو مع كل شيء بصورة ذلك الشيء.
( إن الذين يبايعونك إنهم ليبايعون الله دونك فاعتبر ) فإن لك في هذه المبايعة حكما لا عينا. فافهم فإن رداء المتحقق بهذا المقام الأنزه ، معلم.

.
التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: