الجمعة، 1 مايو 2020

43 - شرح تجلي القلب للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

43 - شرح تجلي القلب للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

43 - شرح تجلي القلب للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
43. متن نص تجلي القلب :
الجهل حالة الوقفة عند مصادمة الضاد على نقطةٍ واحدة فيتمانعان .
فصاحبه في ظلمة أبداً فليس بصاحب علم .
والشك حالة الشروع في العمل على غير قدم صدق .
لكنه اتباع لظاهر ما هم الخلق عليه لعلهم يكونون على حق فيتهم نفسه ويتهم الخلق .لكن يغلب عليه لائمته لنفسه .
والظن حالة التقليب فانته ينظر بعين القلب والقلب لا ثبات له على حالٍ سريع التقلب ، ما سمي القلب إلا من تقلبه ، والعالم حالة الصدق فإنه ينظر بعين الحق فيصيب ولا يخطيء .

43 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل: 
"ومن تجلي القلب ونصه : الجهل حاله .. فإنه ينظر بعين الحق فيصيب ولا يخطئ " .



43 - شرح تجلي القلب
275 -  القلب من شأنه التردد بين حالاته الأربع : وهي حالة جهله وحالة شکه وحالة ظنه وحالة علمه .
وله في كل حالة منها حكم فحكمه في حالة جهله ، الوقفة .
وهي حالة يرتفع بها عن القلب الميل بالكلية ، فلا يحيد إلى قصد واقعة.

ولذلك قال قدس سره :
276 - (الجهل حاله الوقفة عند مصادمة الأضداد على نقطة واحدة) وسطية (فيتمنعان) في حقه فيرتفع عنه حكم القاسر فلا يتقيد بميل وهو مقصور عليه .
فإن ظهر القلب بهذا الحال قبل الكشف ، (فصاحبه في ظلمة أبدا فليس بصاحب عمل ) إذ لا قاسر في وقفته على النقطة الوسطية على ميله والعمل إنما يكون منه بالميل .
فهذه الظلمة في حقه هي سواد الطبيعة . والقلب فيه النائم في ظلمة سواد الليل .
وإن ظهر بها بعد الكشف والشهود، فصاحبه متحقق بالمقام المطلق ، في عين الجمع والوجود . فلا يقبل صبغة بميل . ولا تقييدا بحكم قاسر.
فهو كما قيل :
بالقادسية فتية     …… ما إن يرون العار عارا
لا مسلمين ولا يهود ……    ولا مجوس ولا نصارى
فافهم.

277 -  (والشك حالة الشروع في العمل على غير قدم صدق) فإن القلب في هذه الحالة على تساوي حكم الميل وعدمه . فإذا مال إلى قصد ، فهو في ذلك على غير قدم صدق . فإنه لا يعلم إذ ذاك أنه في ميله مصيب أو مخطئ .
(لكنه) أي لكن شروعه في العمل (اتباع لظاهر ما هم الخلق عليه) في توجهاتهم وأعمالهم ونياتهم .
فيقول القلب في عمله اتباعا لهم : (لعلهم يكونون على حق) وقدم صدق ؛ (فيتهم نفسه ويتهم الخلق ) في تشككه في حقيقة أمره وأمرهم.
(لكن يغلب عليه قمة نفسه) فإن الشك في احتماله كونه على حق وصدق ، أقوى . فإن الإنسان على نفسه بصيرة.

278 - (والظن حالة التقلب) فإنه دائما منقلب إلى الحكم الراجح. فهو في كل آن، مع ما ترجح في القلب وانقلب القلب إليه (فإنه ينظر) إذ ذاك (بعين القلب ، و القلب لا ثبات له على حال) فهو (سريع التقلب) إلى ما ترجح حكمه فيه.
 ولذلك قيل : (ما سمي القلب إلا من تقلبه).

279 - (والعلم حاله الصدق) فإنه إدراك الشيء على ما هو عليه . ولا يتم الصدق إلا أن يكون علمك بالشيء يطابق علم الحق به . ولا يكون ذلك إلا أن تدرکه بالحق. ولذلك قال : (فإنه ينظر بعين الحق، فيصيب ولا يخطئ).
.
التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: