السبت، 27 يونيو 2020

الباب الموفي الأربعون في معرفة أسرار السجود وما يختص به من التسبيح والدعاء .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الموفي الأربعون في معرفة أسرار السجود وما يختص به من التسبيح والدعاء .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الموفي الأربعون في معرفة أسرار السجود وما يختص به من التسبيح والدعاء .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه

الباب الموفي الأربعون في معرفة أسرار السجود وما يختص به من التسبيح والدعاء

وقوله جلّ شأنه :وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ولم يقل تقترب ، وسبب عصمة الإنسان في سجوده من الشيطان :

تفطن لوتر في الركوع محقق * وشفع سجود : إن ذا لعجب

لأنك في حال الركوع معبد * وأنت بحالات السجود قريب

وسبح بتسبيح العلو وحمده * فإنك للسر العجيب مصيب

نزل الروح « الأمين » وقال حصل المتجلي في ثلث ليلة في سمائه ، وصرح بما يليق بالوقت من أنبائه ، وقد أمرك أن تنزل نزوله ، وتحقق فصوله ،

ودعاك إلى الاقتراب الاسم « القريب » فإنك المحب ليس الحبيب ، ولهذا قال لك "قْتَرِبْ"

ولو كنت محبوبا لقال لك " تقرب فإذا لاحت عبوديتك " في سجودك ، وصحت لك القرية من معبودك ، وتحققت كبرياه فيها ،

وقلت عند ذلك توفيها : غلطت وأصبت ، وأحطت وخبت ، فانظر في علوه ونزاهته وسموه  وسبحه على مقدار ما ظهر ، كما شرع وأمر ، يبدو لك في هذا الخضوع ما بدا لك في الركوع ، من إعادة التنزيه إليك ورده عليك ، فاجتهد في الدعاء ، مع أن قبله في السماء ، وقبلتك في سجودك في الأرض ، محل الإنحطاط والخفض .

 

لا تجزع أيها الساجد ، فإنك لفخذ نقطة الدائرة :

المشاهد ، وهو الغيب الحقيقي ، والإله الخالقي ، فمكن كفيك من التراب ، فإنك في محل القرب ، فتقطن لما رمزناه ، وفك المعمى الذي لغزناه .

 

وأعلم أنك معصوم في سجودك من الشيطان فإنه قهار فليس له عليك فيه سلطان ، إذا عاين هذه الحالة اشتغل بنفسه ، واحترق في برج نحسه ، وصار شاهدا لك عند ربك بالطاعة ، ومشاهدا لما يؤول إليه من الخسران يوم قيام الساعة .

 

ويكفيك يا أخي هذا القدر في سجودك ، فإن حجابك في استمرار جودك .

جعلنا اللّه سبحانه ممن سجد فوجد ، وتوجد ، وتوجد فتمجد بمنه :

وكرمه : لا رب غيره ، آمين .

 

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: