الجمعة، 26 يونيو 2020

الباب الموفي الثلاثون في معرفة أسرار طهارة الثوب والبقعة ، للصلاة فيهما .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الموفي الثلاثون في معرفة أسرار طهارة الثوب والبقعة ، للصلاة فيهما .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الباب الموفي الثلاثون في معرفة أسرار طهارة الثوب والبقعة ، للصلاة فيهما .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه

الباب الموفي ثلاثين في معرفة أسرار طهارة الثوب والبقعة ، للصلاة فيهما إن شاء اللّه

ليس له بقعة سوى أرض قلبي * وثياب تزينني ، غير علمي

حدثي صح في ظهور حدوثي * وظهوري منه بغيبة رسمي

أنا ثوب على الحبيب ، وثوبي * هو حبي ، فحكمه عين حكمي

أي طهر في بقعة القلب لما * وسع اللّه ، فانجلى ليل همي

حق : لولا وجود ربي بقلبي * كان يبدو علي للجبان حلمي

وانتقامي من آخر ، فكمالي * في وجود السرور مني وغمي

هذه حكمة ، وهذا حكيم * ظهرت منه بين عدلي وظلمي

إن كمي هو الحجاب ، وكيفي عن * حبيبي ، فاذهب بكيفي وكمي

يا حبيبي ، وأنني لعديم * وغناك الذي أرجّي لعدمي

شطحات تبدو علي لكوني * صورة فيك ، عند نثري ونظمي

( بك علقت ) يا أبي يا حبيبي * أنت أرضعتني ، فجودك أمي

ولهذا : إليك أرفع كفي * في أموري ، فأنت ركني وأمي

ليس لي والد أراه سواكم * ما عسى يغن عني والد جسمي ؟

هو مثلي : فقير وضعيف * وهمه حاكم عليه كوهمي

مذ تجليت يا حبيبي لقلبي * لم أزل عارفا بقدري وباسمي

ثم أني عبد ، وأنت إله * وقوي إذ بدا وهن عظمي

يا حبيبي : لقد رمزت أمورا * في قريضي : هذا على حكم زعمي

 

نزل الروح على القلب ، وقال : أيها العقل : طهر ثوب سرك ، وبقعة قلبك لتجلي ربك ، فإن سر الطهارة معقول ، كما أن فعلها منقول .

ويا أيها الحس : طهر ثوبك بالتقصير ، فإن الفائزين أهل التشمير ، وطهر بقعتك "النفسية " من « عالم » التخليط ، فإنك من عالم التخطيط ، عسى يفيض عليك شيء من العالم البسيط ، فإن فاض عليك منه شيء فهو نور أنت فيؤه ، وعود أنت بدؤه ،

وظهور أنت خبؤه ، فلولا ظهورك ما سري إليك نوره فيك ، وبفيضه عليك ، وحاجتك إليه تعزز ، فاعرف قدرك وقدره ، وحقق شمسه وبدره وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وذلك النور طهر تربها ، « فبقعة الأرض » الفلك ، وثويه النور المشترك ،

فإن تدنس في كمال ظهوره بظل الأرض ، فظهوره بالسمو عن عالم الخفض ، كما أن طهارة بقعته بروز نصف دائرتها للعين ، وعدم طهارتها « هو » مغيبها تحت هذا الكون ، فنظر الإنسان إليها هو إذا : مظهرها ، وعدم نظره إليها هو مقدرها ،

 

وبقعة اشمس فلكها ، وثوبها نورها الذي أخذته من ملكها ، وهو النفس الكلية المنفعلة ، فهي بهذه المنزلة ، ودنسها بالحجاب الهلالي المحاقي ، 

وطهارتها : خروجها عن موزانته في العالم العلوي ، فيظهر ذلك في العالم السفلي ، وطهارة بقعتها كطهارة بقعة البدر « الأكبر »: لا أكثر فلا تتحير .

 

جعلنا اللّه وإياكم ممن طهر ثوبه وقلبه ، وشاهد في كل حالة من الأحوال ربه . آمين ، بعزته .

 

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: